أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - خبز الرئيس وملح النائب!..















المزيد.....

خبز الرئيس وملح النائب!..


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 11:31
المحور: كتابات ساخرة
    


خبز الرئيس وملح النائب!..

كم تُشبه أباك (الأسد)!.. لو تُشبه أباك (جنبلاط)!.. كم تُشبه إبنك (خدّام)!.. لو ما تُشبه أباك (خدّام أصغر)!.. الخبز والملح ورمل النائب بينهما (عقود وعقود وعقود. زمنية استثمارية ذهبية)!.. أشباهٌ نادمةٌ ونوائب حالمة (جمع تكسير خصوصي للنائب)!.. أنياب ونيوب اصطناعية (جمع عضّ نائب سالم)!.. ذوبان الملح ومعناه الرمزي (إدانات مَطَرية موّثقة خالصة)!..
.....................
كم تريدها محمّصة؟ سؤال يطرحه دائماً بائع الخبز في الفرن، حيث الخبز الفرنسي يصنعونه أيضاً هنا. في هنغاريا وأعتقد في غيرها من دول أوربا يحسبون درجة طزاجة كثير من الأغذية بالساعات وليس بالأيام. وقبل فترة ذهبت في زيارة مع بعض الأصدقاء إلى باريس ولعدة أيام وفي هذه الحالة لابد من أكل الـ"باغيت". وقد جلب أحد أصدقائي معه الخبز الفرنسي من باريس إلى بودابست تعبيراً عن محبته لهذا الخبز، رغم أنه يوجد في بودابست عشرات الأنواع وربما تصل إلى مائة نوع من الخبز لكنه أراد أن يشرب من رأس النبع –كما يُقال- وهنا هو الـ"باغيت" الباريسي.
ويعتبر الكثيرون أن رمز فرنسا في العالم هو خبزها اللذيذ الطعم والطازج دائماً وهو المعروف بإسم "باغيت". وقد ذكرني الخبز الفرنسي بخبز فرن القرية والمدينة وربما بخبز أكثر أفران سوريا كلها، والفرق بينها وبين خبز الـ"باغيت" هو أكثر من طعم الرمل أحياناً والذي يدخل مع الطحين في عجينة الخبز السوري الشعبي الممانع.
في فرنسا ينظمون كل عام مسابقات على مستوى البلد كلها وبشكل مهرجانات احتفالية لأفضل خبّاز "باغيت"، ويتم تشكيل الفِرَق المتسابقة من مجموع الفئات المشاركة في عملية تحضير وتصنيع الخبز من الخبازين والطحانين وحتى من مزارعي القمح، ويقومون بشحذ معارفهم وتجاربهم لإنتاج أفضل أنواع الخبز، لأنه ليس فقط رمزاً للوطن الفرنسي بل لأنه رغيف العيش كما يقول أهل مصر، رغم أن الملكة أنطوانيت في بريطانيا العظمى وفي يوم ما اقترحت على المتظاهرين أن يأكلوا البسكويت بديلاً عن الخبز! وعندنا في سوريا وبدون متظاهرين وبدون اقتراحات من "أنطواننا العظيم وأنطوانيتنا" تأكل الناس البسكويت والكاتو بديلاً عن الـ"باغيت" غير الطازج. لكنه يبقى أحياناً الخبز تعبيراً عن الإنسان المواطن، والخبز والملح كان يوماً رمزاً للأمانة والثقة وعدم الغدر والخيانة –الجملة الأخيرة فرضت نفسها بتداعي أفكار ذكرتني برقم الحظ 13 الجيميّ!
في هنغاريا يربطون أكبر عيد قومي وهو عيد إعلان قيام المجر وهو بنفس الوقت إعلان اعتناق المجر للمسيحية، يربطونه بعيد الخبز الجديد وصار عيد إنشاء دولة المجر منذ قبل أكثر من ألف عام هو نفسه عيد الخبز، والذي يصادف في 20 أوت/آب من كل عام، لكنه خبزاً خالياً من الرمل!
وعودة إلى مسابقة الـ"باغيت" الفرنسية حيث يصبح الفائز الأول إسماً معروفاً في كل فرنسا، ويستقبله الرئيس في القصر الجمهوري أيضاً في لقاء على شرف المسابقة وكتكريم للفائز وللخبز، وطبعاً يكون هو صانع الخبز لقصر الإليزيه ولمدة سنة كاملة، وفي هذا العام كان الفائز احد الخبازين المهاجرين إلى باريس وهو سنغالي الأصل، وربما أكل السيد بشار الأسد في زيارته لصديق الحرية الـ"باغيت" الذي خبزه أحد السوريين المهاجرين إلى فرنسا كرد فعلٍ على ما أطعمه سيادته وسيادة والده المعظم لغالبية الشعب السوري. وإذا قام السيد بشار الأسد وبالصدفة بزيارة ثانية إلى باريس –ربما- يقوم الرئيس ساركوزي بتقديم الـ"باغيت" له، وربما يحدثه عن تاريخ الخبز الفرنسي، وربما يكون الفائز القادم هو أحد أبناء نواب الرئيس السوري المنتهية صلاحيته، وربما يُطلب من السيد ساركوزي إذا صادف وزار سوريا أو حتى القرية التي وُلدت أنا بها، يُطلب منه أن يُحضر معه زوادته محمصة إذا كان لا يهوى الرمل! (رمل تدمر يُذكّر بالأبوين).
ربما يعتقد معي - أو أعتقد مع 1% من أصل 22 مليون سوري مليانة معدته خبزاً مسلحاً بالرمل والأمل، 1% وهي النسبة التي تكون دائماً غير موافقة في استفتاءات الرحمة والتخمة، يعتقد هذا أنه هناك علاقة وربما مباشرة بين الخبز وعيد الفصح، وعلاقة بين الفصح والبيض والأرانب، وكذلك علاقة الأرانب مع باقي الحيوانات، وعلاقة البيض مع الرجولة و"الفحولة" حتى لبعض الإناث المستورات المناضلات بين ذكور الأرانب والديوك. وحتى الآن غير معروف سبب هذه العلاقة أو العلاقات سوى تشابك الحابل والنابل والكامخ بينهما!
لكن الأكيد أن البيض مرتبط بالميتولوجيا وهو يعبّر عن الحياة الجديدة، ووَضَعه الفراعنة في قبور موتاهم، وصار رمزاً كنسياً ضمن أعياد الفصح منذ بدايات القرن الرابع كتعبير عن القيامة الجديدة والخلق والحياة.
.....................
طبعاً الحياة الجديدة لا يمكن أن تكون من خلال ما نقلته قبل فترة بعض المواقع عن معارضين للنظام السوري ولقاءاتهم مع ممثل رسمي إسرائيلي وعرضهم تأجير الجولان المحتل لفترة طويلة إلى دولة إسرائيل. آمل أن يكون الخبر مفبرك وألاّ يوجد بين المعارضة السورية –وحتى أولئك المتسلقين المتزحلطين- من يفكر بالمساومة على الجولان، لأن الهدف الأسمى للحركة الوطنية السورية أكبر من استلام السلطة، بل هو الوطن- كل الوطن- ومستقبله ومواطنه وخبزه الكريم!

وكي لا نبعد كثيراً عن الخبز والرمل والـ"باغيت" والأمل، نعود إلى الفرن ومنه إلى المدرسة والطفولة والنظر للمستقبل والحرص على تأمين خبز المستقبل بنسبة قليلة من الرمل، ولكن ليس على مبدأ أن كل واحد لازم يعرف يدبّر رأسه، أو بالمفهوم السوري علم وفقه الفساد الإداري والاجتماعي..
هذا الحديث يُذكّر بقول يتردد كثيراً هذه الأيام "كم تشبه أباك!، لو تُشبه أباك!"، وبعد رسالة الاستفسار لنائب الرئيس وإبلاغه عن "نزاهة" نائب النائب للنائبة العريس، وردّ الوالد المُنهك يصلح القول "كم تشبه ابنك!".

ملاحظة: تتحمل شعرة الإنسان قوة 3 كغ. لكنهم لم يذكروا عن قدرة تحمل شعرة من شبّ على شيء وشاب عليه وحاول صبغها لإخفاء جوهرها، ويبدو أنه "بعد وضعه في القالب أربعين شهراً رجع أعوجاً كما كان أيام زمان"!..

بودابست 10 / 4 / 2010، فاضل الخطيب.



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماضي والمستقبل وعِلم جهاد بينهما.!.
- أن تذهب متأخراً خيرٌ من ألاّ تذهب.!.
- هل يعتذر الوليد من الوالد بلا -تخلّ-؟!..
- متى يعتذر الأكراد؟!..
- وجوه المرأة: الحُبّ ثم الحُبّ ثم الحُبّ.!.
- المأساة والملهاة والكامخ بينهما.!.
- وفاء -الاصدقاء-.!.
- مقاربة للوطن والمواطنة.!.
- الجولان بين الأسد وليبرمان.!.
- بصراحة واضحة. حوار ساخن مع الأمل.!.
- 3 جي في1(جبهة الجهاد الجديدة للحزب).!.
- همزة الوصل والقطع وقواعد النصب والرفع.!.
- قبل أن تتكسر مرايا الشام.!.
- من شبّ على شيءٍ شابَ عليه؟ وَلَوْ صبغ شَعره؟.!
- رأس السنة الجديدة نصفه قديم.!.
- من طقوس الميلاد الشجرة وبابانويل.!.
- في ذكرى ضم الجولان
- الحوار المتمدن هو حرية التعبير.!.
- اطلبوا العلم ولو في أميركا..!
- المرأة هي حبّ ورعاية العالم.!.


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - خبز الرئيس وملح النائب!..