أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - من يتحمل مسؤولية عودة الطائفية،المالكي، علاوي، أم إيران؟















المزيد.....

من يتحمل مسؤولية عودة الطائفية،المالكي، علاوي، أم إيران؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 2960 - 2010 / 3 / 30 - 17:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من يتحمل مسؤولية عودة حكم المحاصصة الطائفية،المالكي، علاوي، أم إيران؟
علاء اللامي
على افتراض نجاح مفاوضات طهران بين قائمتي الحكيم والمالكي في طهران والتحاق الكردستاني والتوافق بهما لتشكيل أو إعادة إنتاج حكم المحاصصة الفاقع السابق فمن يتحمل مسؤولية هذه النتيجة ؟
سيبادر المتسرعون إلى الإجابة على هذا السؤال الملغوم إجابة تعكس مشاربهم المجتمعية والسياسية: فالطائفيون الشيعة سيلقون بالمسؤولية عن عودة هذا النوع من الحكم الذي جاء به المحتل على "تزوير الانتخابات" و"التآمر البعثي" وغير ذلك من كلام تبريري سطحي ولا يقنع صبيا ساذجا بل يحاول القفز على جوهر المشاكل الحقيقية. أما الطائفيون السنة والقوميون المتطرفون فسيلقون اللوم على إيران وعدائها المجوسي العريق للعراق، وكأنهم بذلك اكتشفوا "اللبلبي" لأول مرة في التاريخ ! فمَن غير المحازبين لإيران ونظامها لا يعرف أطماع إيران التاريخية في أرض ومياه وثروات العراق؟ ومَن لا يفهم تحبيذ إيران لوجود نظام طائفي مشابه لنظامها إلى جوارها يكفيها شر نظام ديموقراطي علماني في العراق؟ لنترك سدود تركيا وأطماعها في الموصل جانبا الآن، فهذه الأمور لا يراها البعض، ولكن الغريب فعلا هو أن الطائفيين السنة يتناسون دائما، وخصوصا هذه الأيام، وجود الاحتلال الأمريكي، ويوجهون رماحهم لإيران وإيران فقط، وبعضهم لا يكاد يذكر هذا الاحتلال إلا ليلحق به إيران كاحتلال ثان.
قلنا أن هذا السؤال ملغوم، ونقصد انه غير منتج بلغة القضاء، أو أنه مركب بشكل مغرض ومنحاز، لأن كل ما يحدث في الساحة السياسية في العراق من انتخابات وصراعات حولها وفيها، أمور تحدث داخل الخطة الإستراتيجية الأمريكية الهادفة لإيجاد حكم محلي عميل يتولى قيادة مرحلة الاحتلال غير المباشر القادمة بعد أقل من عام، والراجح أن الاحتلال بات يفضل قيادة علمانية مطعمة بقيادات لا تخفي تأيدها للنظام البعثي الصدامي رغم ثقلها التنظيمي المتواضع، ومع وجود قيادات قومية وطنية أخرى مناهضة للاحتلال يبدو إنها راهنت على أشياء أخرى رغم تحفظاتها القديمة والمعروفة على شخص كإياد علاوي. وعلى هذا، فإن هذا السؤال يريد عن قصد أو دون قصد تبرئة اللعبة السياسية الدائرة في العراق الآن من أية رائحة للاحتلال وعملائه.
مع ذلك،ولأغراض تحليلية، فليس من السيئ والعبثي دخول المستنقع أحيانا والبحث عما يؤيد وجهة النظر هذه، ومن هنا تأتي شرعية طرح هذا السؤال وهي شرعية تفسيرية لا معيارية قيمية. وعلى هذا، يمكن أن يقال بأن علاوي هو الطرف الذي يتحمل مسؤولية تسهيل عودة حكم المحاصصة الطائفية، رغم كل صياحه المعادي للطائفية، وذلك حين دخل في عداء شديد ذي طابع شخصاني واضح ضد المالكي ، ووافق على أن يكون كما كان دائما، رجل أمريكا في حربها الجديدة من أجل تمديد بقاء قواتها وإقامة نظام حكم تابع يدور في فلكها. وقد صدرت عنه، عن علاوي، عدة تصريحات متضاربة شكلا خلال يومين أو ثلاث. فمرة يقول سنفاوض جميع القوى الفائزة ولا علاقة لنا بقائمة المالكي، ومرة يقول ليست لدينا خطوط حمراء على أي طرف من الأطراف، ومرة يشترط على المالكي أن يكف عن أن يكون طائفيا، متناسيا أنه هذا الحاكم هو الوحيد بين حكام عهد الاحتلال الذي قاتل المليشيات الطائفية والتوجهات الطائفية وذهب بعيدا في هذا السبيل قبل أن يدخل مرحلة التردد والتلكؤ الأخيرة والتي يوشك على دفع ثمنها سياسيا .
والواقع فإن علاوي لا يصدر تصريحات متناقضة كما يبدو من خلال النظرة السريعة لظاهرها، بل هو يطبق حرفيا تعليمات قيادة الاحتلال الهادفة لخلط الأوراق وعزل القوى المطالبة بانسحاب قواتها في مواعيدها المحددة، وتخريب أي محاولة لتجميع القوى المناهضة للطائفية والاحتلال.
من جهة أخرى، لا يمكن تبرئة لمالكي من المسؤولية، وهي مسؤولية أضخم وأعمق، عن عودة حكم المحاصصة الطائفية. فهو هرع بنفسه إلى قوائم الحكيم والكردستاني والتوافق ووافق على التفاوض معها، وفي إيران التي حاولت وما تزال إقصائه وضرب توجهاته المناوئة للطائفية. واللافت هو أن المالكي تنازل عن الكثير من الأمور التي كانت في حقيبته مجانا، وقبل أن تبدأ معركة عض الأصابع السياسية الفعلية لا لشيء إلا لكي يحافظ على موقعه في السلطة، أو في أسوأ الاحتمالات استبداله ببيدق من حزبه يسيطر عليه هو شخصيا، أما الكلام عن معاداة المحاصصة الطائفية والعراق الديموقراطي الجديد الذي بشر به المالكي طويلا فقد وضع على الرف حاليا كما يبدو واستبدل بخطاب ثأري يروع الجمهور بخطورة عودة البعثيين الصداميين الذين تحولوا إلى "خروعة خضرة" الأمر الذي يمنحهم وزنا لا يستحقونه.
الأكثر غرابة هو ان المالكي تنازل حتى عن حقه كقائد حزب وقائمة في التحرك السياسي المستقل كطرف ند وقوي، فهو لم يلوح حتى مجرد تلويح باحتمال التحالف مع قائمة علاوي، أو مع الوطنيين والعلمانيين غير الصداميين فيها، على الأقل لكي يخفف من ضغط واشتراطات التحالف الكردستاني عليه والذي اشترط ضمن ما اشترط على المالكي - وقد أدهشته مرونة وسخاء هذا الأخير - أن يتنازل أي المالكي تحريرا عن كركوك ( تحت صيغة : التفعيل الفوري للمادة 140 كركوك والمناطق المتنازع عليها) ويكون التنازل موقعا من الاحتلال مقابل التحالف معه الأمر الذي استفز اثنين من قادة قائمة المالكي وهما حيدر الجوراني وعبد الهادي الحساني فرفضاه ونددا به علنا . وكان ممكنا لو أن المالكي لوح أو حتى عمل في اتجاه التحالف مع قائمة علاوي بحجة ان هذا الأمر ليس إثما أو حراما، وأن الجميع بمن فيهم كتلة مقتدى الصدر فاوضته،نقول: كان بإمكانه التخفف من شروط وضغوطات إيران ومقتدى الصدر وقائمة الحكيم ككل ولكنه لم يفعل شيئا من هذا القبيل، بل الأكثر إدهاشا هو انه سلم مهمة التفاوض لممثلي التيار ذي النزوع الطائفي في قيادة حزبه وهو تيار وهارع للاندماج مع قائمة الحكيم بأي ثمن كالسادة عبد الحليم الزهيري وطارق نجم العبد الله وخضير الخزاعي فيما تراجع القادة المناهضون للطائفية داخل الحزب كشيروان الوائلي وصادق الركابي إلى الخلف وغيرهما.
أن ما قلنا في الأسطر السابقة ليس معناه إننا نؤيد تحالف قائمتي المالكي وعلاوي فاللعبة الأمريكية لا بد وأنها وضعت هذا الاحتمال في الحسبان، ولكننا نفضل على هذا الخيار تحالفا بين المناهضين للطائفية والاحتلال معا من الكتلتين كلتيهما، وهكذا سيخرج علاوي وحزبه الصغير من العراقية، ويخرج الطائفيون الصرحاء من قائمة دولة القانون ويعاد رسم الخارطة بشكل جديد قد لا يضمن الإمساك بالسلطة والحكم ولكنه بكل يقين يوجد معارضة وطنية فعالة وشجاعة قد يكون وجودها باعثا على الأمل لدى شعب العراق ككل.. ولكن هل يمكن لـ "الأمل " أن يقف في مواجهة "العمل" على تنفيذ المخطط الأمريكي الشيطاني قيد التنفيذ ؟



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاوي الأمريكي وخصومه العجم وقصة ذيل الكلب!
- أوباما سيحرق العراق بأيدي ساسة الأحزاب المليشياوية ثم ينسحب!
- موقفا الهاشمي و-الكردستاني- من قومية رئيس الدولة وجهان لعملة ...
- الانتخابات العراقية : نتائج متوقعة و دروس جديدة
- بمناسبة شنق شابين من المعارضة السلمية الإيرانية
- جدل الأصل والصورة : الاجتثاث العراقي والمكارثية الأمريكية.
- ماذا لو فاز الطائفيون أو المدافعون عن النظام الصدامي في الان ...
- كتاب جديد عن الطائفية في العراق بعنوان - السرطان المقدس -
- خفايا حملة الاجتثاث وإحباطها أمريكا: نرفض الاجتثاث ونحتقر مَ ...
- تفاقم الصراع الكردي الداخلي : خلافات حول الماضي والحاضر والم ...
- ترهات حسن العلوي - أبو طاسة - الفكرية وسذاجة تحليله للظاهرة ...
- بين حماقات الاجتثاثيين وسماجة أكاذيب المتضامنين مع صالح المط ...
- نهاية الفيتو الرئاسي الطائفي والحكم التوافقي وآفاق الانتخابا ...
- وظيفة حكومية بعنوان - محرم- والخمور بين منع وإباحة!
- رائحة البعث تفوح من دماء الضحايا في تفجيرات بغداد
- -الحركة الوطنية لعلاوي-..الاسم والمسمى.
- ج2/ هارون محمد والشينات الثلاثة .. شتائم ديناصورات طائفية فا ...
- ج1/ ساوينا بين الطائفيين من الشيعة والسُنة، فاتهمتنا بالطائف ...
- ج8/ الدعوة لرفض المشاركة في الانتخابات مع احترم إرادة ملايين ...
- ج7 / هل يختلف الجعفري عن سواه من طائفيين وما حقيقة خيار النض ...


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - من يتحمل مسؤولية عودة الطائفية،المالكي، علاوي، أم إيران؟