أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - هل تعرف مكان يحتاج مسجد؟














المزيد.....

هل تعرف مكان يحتاج مسجد؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2947 - 2010 / 3 / 17 - 11:25
المحور: كتابات ساخرة
    


هذا عنوان ليس من عندياتنا، بل لرسالة بريدية وصلتنا من إحدى المجموعات البريدية التي لا تكف عن إرسال مثل هذه الرسائل ذات المضامين نفسها، ويقول نص الرسالة:

هل تعرف مكان يحتاج مسجد؟
إدارة المساجد والمشاريع الخيرية
هيئة خيرية غير حكومية
تخضع لإشراف وزارة الشؤون الإسلامية
من يعرف حي يحتاج إلى مسجد في أي مدينة من مدن "......"، (حذفت قصداً من قبل الكاتب لأن غرضنا ليس التشهير بأحد على الإطلاق).
فبإمكانه إرسال رسالة أو فاكس على العناوين التالية:
إدارة المساجد والمشاريع الخيرية
يتضمن ما يلي: اسم المدينة والحي
واسم 4 شوارع رئيسية تحد المكان المقصود من 4 جهات
ورسم كروكي تقريبي لموقع مكان المسجد المراد بناءه
نوع الاحتياج: مسجد جديد
أو ترميم مسجد
أو هدم المسجد القديم وإعادة بنائه
أو الأرض متوفرة أم يستلزم شراء أرض للمسجد

ورغم أن الرسائل وصلت للعنوان الخاطئ، وبكل أسف، فإنه من غير اللائق تجاهل الرسائل الإليكترونية وعدم الرد عليها، لأن تقاليدنا الأصيلة تقول وردوا التحية بأحسن منها، ويمكن القول بهذا الصدد، وللأمانة، بأنني لا أعرف أي مكان يحتاج لمسجد، وكل الحمد والفضل لله، فبيوت الله، كما السجون والمخافر العربية، عامرة في كل حي وشارع، وزاوية، ولا يمكن أن تخطؤها العين، والمسؤولون العرب لم يقصروا البتة في هذه المجالات الإيمانية، وإماراتهم الدينية قاطبة تزخر بالمساجد ودور العبادة، والناس قائمون قاعدون في بيوت الله يؤدون الفرائض، ولا يوجد مشكلة بهذا الصدد على الإطلاق، وتتباهى مدينة مثل القاهرة، وكل الفضل لله، بأنها مدينة الألف مئذنة، وما يزيد، كما وسيتم بعون الله بناء أكبر مسجد وأعلى مئذنة إن لم تخني الذاكرة في الجزائر، بلد المليون شهيد. وشيوخ الفضائيات والوعاظ والدعاة، يملؤون علينا حياتنا، سعادة وهناء، ولا تغيب طلاتهم البهية عن وجوهنا في كافة وسائل الإعلام العربية التي تزخر بما لذ وطاب منهم بحث باتوا يشكلون الهوية المميزة لإعلام أصحاب الجلالة والسمو والفخامة والعظمة، وتقطع معظم هذه الوسائل برامجها، لتذكرنا بالآذان وأوقات الصلاة ، حتى البرامج السياسية منها التي تتحدث عن عبقريات وإنجازات المسؤولين العرب وفضائلهم الجمة التي لا تحصى على هذه الشعوب التي تتلقى عطاياهم بخشوع وهيام وافتنان. كما أن الفتاوى "شغالة" على "أبو موزة"، وكان آخرها فتوى التدويث الشامل التي أطلقها سماحة الشيخ طويل العمر عبد الرحمن البراك، وأثابه الله على كل كال أعادت التوازن والأمل لنا بعد أن كنا على وشك أن نفقد كل شيء، إذن لا يوجد لدينا أية مشكلة بهذا الصدد، وكلنا يعلم أيضاً أنه يتم بناء المساجد بشكل سخي في كل حي جديد وقبل بناء أي شيء آخر، ولا يكاد يمر يوم دون أن يكون هناك احتفال هائل وضخم ببناء وتدشين مسجد جديد.

لكنني، وعذراً، وفي نفس الوقت، أعلم ألف مكان، ومكان، لا يوجد فيه لا مستوصف، ولا مدرسة، ولا مستشفى، أو مركز تعليمي، أو بناء لائق وصحي يقي الناس من حر الصيف وقر الشتاء.

وأعرف ألف مكان في عموم المنظومة الاستبدادية بحاجة لمراكز للقاح الأطفال من خطر الشلل، والحمى الدماغية، "السحايا"، وأمراض الحصبة والحساسية التنفسية.....إلخ.

وأعرف ملايين الجياع في المنظومة إياها، والأطفال ممن لا يجدون ما يسد أودهم ورمقهم ويعانون من سوء التغذية والجفاف، ومن عدم توفر الحليب، والأغذية الصحية اللازمة وبناء الإنسان الصحيح والسليم القادر على مقارعة "اليهود والمشركين والكفار"(نابليون قال إن الجيوش تزحف على معدتها)، وأن الأموال المخصصة لبناء المسجد قد تكون أكثر جدوى لو تحولت إلى بطون وأفواه هؤلاء المحرومين والجياع، أكثر من ذهابها لجيوب المقاولين وحيتان النهب المتعيشين، والمتاجرة والمسترزقين على آلام وبساطة ومسكنة ودروشة هؤلاء المحرومين والفقراء وبيعهم الوهم والأحلام.

وأعرف مئات المدن والقرى العربية والإسلامية بحاجة إلى بناء مراكز لعلاج السرطان الجسدي وربما السرطان الفكري والعقلي، والوقاية من الإشعاعات المسرطنة والفتاكة التي تسببت فيها حروب أمريكا وإسرائيل، وفهلوية وفساد واستهتار بعض لصوص العرب الكبار بكل القيم الإنسانية والأخلاقية، وإن بناء هذه المراكز قد تعيد البسمة لوجوه الملايين القانطة والحزينة، وأكثر مما سيفعله بناء المساجد.

وأعرف الكثير عن معدلات الإيدز التي ترتفع بشكل ملحوظ في بعض الدول العربية دون غيرها بسبب السياحة الجنسية إلى جنوب شرق آسيا، وهؤلاء بحاجة إلى مراكز ومخصصات وأدوية لعلاج هذا المرض القاتل الفتاك وأعتقد أن إنشاء مراكز لعلاجهم فيه الكثير من البر وعمل الخير لكل من يبتغي وجه الله.

وأعرف ملايين "متلتلة" من الجهلة والأميين الذين بلغت أعدادهم حجم الكوارث الوطنية والاجتماعية والجائحة البشرية، وقدرت بأكثر من سبعين مليون أمي وجاهل في عموم المنظومة الافتراضية المسماة بالوطن العربي، وكله بحسب إحصائيات جامعة عمرو بن موسى.

وأعرف مئات الجامعات العربية بحاجة إلى مختبرات ومراكز بحوث وتخصص علها تتقدم ولو خطوة على تتقدم، وسأكون قنوعاً ومتواضعاً جداً وغير طموح، ولو بنقطة واحدة على قائمة الألف جامعة على مستوى العالم. كما أعرف مئات المدن والأماكن العربية بحاجة إلى بنى تحتية من جسور وأنفاق ومشاريع كهرباء وماء وطرقات ومجارير وصرف صحي وكومبيوترات ووسائل تعليمية وإنترنت ومدن ترفيهية للأطفال وحدائق ومساحات خضراء واستصلاح أراضي وتحلية مياه ....إلخ، نعتقد أن لها أولوية قصوى وأولى أكثر من المساجد التي لا تشكو من أي نقص لا في عددها، ولا في عدد روادها، وكل الحمد والشكر لله على نعمة الإيمان، ونعمة الإسلام.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستقود السعودية راية التنوير في المنطقة؟
- الموساد واجتياح دبي
- الحوار المتمدن: والقضاء على عملية تبييض المقالات
- أثرياء العرب ومشاهيرهم بين الإرهاب والجنس
- أين أثرياء العرب ومشاهيرهم من العمل الخيري؟
- ما الحاجة لوزارات الإعلام؟
- لماذا لا يكون وزير الثقافة علمانياً؟
- خبر عاجل: إنشاء أول محطة عربية لتوليد الطاقة الجنسية
- الموطوءة
- تشييع الحلم العربي إلى مثواه الأخير
- خبر عاجل: خروج العرب من تصفيات كأس الأمم الحضارية بفارق 1400 ...
- ماذا لو استدعي رئيس مصر القادم لمحكمة جرائم الحرب؟
- لماذا لا يسجدون؟
- هل البرادعي مجرم حرب؟
- مقارنات عربية إيرانية
- نهاية عصر الفتوى: فتاوى في ذمة التاريخ
- عن مقال عروبة مشيخات الخليج: ردود على الردود
- لماذا لا يصلي ساركوزي وبراون صلوات الاستسقاء؟
- هل مشيخات الخليج عربية، أولاً، حتى يكون خليجها عربياً؟
- السلف الصالح والجهل


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - هل تعرف مكان يحتاج مسجد؟