أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة ج-4















المزيد.....


رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة ج-4


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 2935 - 2010 / 3 / 5 - 21:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في هذا الجزء يهاجم الدكتور عمارة أسفار العهد الجديد و يستشهد علي تحريفها بمجموعة من المصادر العربية التي بعضها مترجم ... و يستعين أيضا بدائرة المعرف البريطانية ثم بإختلاف بعض الترجمات العربية بعضها عن بعض. و لقد أورد الدكتور عمارة أحد عشر دليلا في هذا الباب من كتابه التقرير العلمي و سأرد عليها و أفندها دليلا دليلا
الدليل الأول:
و في مطلع هجومه يقدم الدكتور عمارة الدليل الأول فيقول "لقد جاء المسيح – عليه السلام – بإنجيل – أي بشارة بشّر بها باللغة الآرامية – فأين هو هذا الأنجيل ؟ .... من هنا فإن الإنجيل الذي جاء به المسيح .. و الذي تحدث عنه القرآن الكريم بإعتباره ذِكرا أنزله الله .. و فيه هدي و نور {و آتيناه الإنجيل فيه هدى و نور} [المائدة :46] ... هذا الإنجيل لا وجود له في أي كنيسة من كنائس النصرانية .. و لا لدي أي نصراني في العالم"
و أنا أشد علي يد الدكتور عمارة بشدة من أجل تلك الكلمات الحقة "هذا الإنجيل – أي الذي أُنزل علي عيسي بحسب القرآن – لاوجود له" ...فعلا يا دكتور عمارة لا وجود له و الأسباب هي:
1 – لا يوجد شئ في المسيحية أو اليهودية إسمه التنزيل... هذا مصطلح إسلامي قرآني لا شأن لنا به فلا تحاسبنا بمفهومك الإسلامي و لا تفرضه علينا ... في المسيحية أوحي الله للذين كتبوا و للكتبة النسّاخ و المترجمين و للكنيسة أن تجمع الوحي المكتوب و أن تترجمه للعالم أجمع بما تقتضيه ثقافة و ظروف البشارة في مختلف العصور. فلم يُنزّل شئ علي المسيح و لكن كَتب عنه بالوحي الإلهي أربعة كَتَبَة رووا قصة أحداث الإنجيل و حفظتها الكنيسة كالبشارات القانونية... أما باقي الكتابات و الروايات فهي موجودة و محفوظة في أشهر و معظم مكتبات و متاحف العالم و لم تُجمع و لم تُحرق ... و أنت بنفسك ذكرت بعضا منها في الجزء الخامس من تقريرك العلمي
2 – كما قلت لسيادتكم من قبل الإنجيل ليس كتابا موحي به من الله (و لم ينزّل علي المسيح) الإنجيل هو كما جاء في رسالة بولس الرسول الأولي إلي أهل كورينثوس
"1وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا -لإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ -لَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ وَقَبِلْتُمُوهُ وَتَقُومُونَ فِيهِ 2وَبِهِ أَيْضاً تَخْلُصُونَ إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثاً! 3فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي -لأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضاً: أَنَّ -لْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ -لْكُتُبِ 4وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِي -لْيَوْمِ -لثَّالِثِ حَسَبَ -لْكُتُبِ 5وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ. 6وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ أَكْثَرُهُمْ بَاقٍ إِلَى -لآنَ. وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا. 7وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ."
هذا هو الإنجيل في المسيحية يا دكتور عمارة ...ليس كتاب منزل بل خبر سار و بشارة مفرحة... و لا يوجد مسيحي واحد و لا كنيسة و لا طائفة في المسيحية تقول إن هناك إنجيل أنزل علي المسيح ... هذا القول لا يوجد إلا في القرآن فقط الذي جاء سبعمائة سنة بعد المسيح . إن كنت لا تقبل هذا فهذه مشكلتك أنت و ليست مشكلتنا نحن .
3 – المسيح له كل المجد لا يُنَزّل عليه كلام و لا يوحي إليه بكلام و السبب أنه هو في ذاته الله الظاهر في الجسد ... المسيح تكلم بسلطان و ليس بوحي يا دكتور عمارة... المسيح قال سمعتم أنه قيل للقدماء ... أما أنا فأقول لكم ... أما أنا فأقول لكم .. أما أنا فأقول لكم ... إنه يتكلم بسلطان و لا ينتظر أن يأتيه و حي ...
4 – و يطالب الدكتور عمارة بإنجيل باللغة الآرامية التي كان يتكلم بها المسيح ... و هذه ليست موجودة فالقليل جدا أو بعض العلماء يرجحون كتابة إنجيل متي باللغة العبرية ... لكن هذا مشكوك فية فالأناجيل كتبت بناء علي وصية المسيح الأخيرة "إذهبوا إلي العالم أجمع و أكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" و هذا طبعا لن يتحقق باللغة العبرية أو الآرامية ... اللغة اليونانية وحدها هي التي يمكن أن تكون أداة ذلك العمل العالمي في زمن بداية المسيحية... وإن كان البعض يرجح كتابة بعض اقوال المسيح باللغة المحلية لكن النص الموجود بين أيدينا هو بشارة التلاميذ للعالم أجمع...
فأرجو لك و للإخوة المسلمين و الباحثين جميعا أن يتوقفوا عن البحث عن الإنجيل المنزل علي عيسي عبد الله و رسوله لأنه غير موجود ... لا الإنجيل و لا عيسي ... الموجود هو يسوع المسيح صورة الله و هو ذاته الله الظاهر في الجسد ... و الإنجيل ليس كتابا به تعاليم و وصايا بل هو بشارة مفرحة عن محبة الله الذي بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية .... ضد هذا الكلام جاء النبي محمد ضدا للمسيح و ضدا للإنجيل الحقيقي .... و السيف أصدق أنباء من الكتب علي كل حال
الدليل الثاني:
و يقدم الدكتور عمارة دليله الثاني فيقول ".... فنحن أمام ثلاثة أناجيل من أربعة (يقصد مرقس – تلميذ بطرس - و لوقا – تلميذ بولس - و يوحنا – الذي يشكك البعض أنه يوحنا تلميذ المسيح) لا علاقة لها بعصر المسيح"
يا دكتور عمارة متّي كان من تلاميذ المسيح الإثني عشر و كان إسمه العبراني لاوي ثم مرقس كان شابا صغيرا عمل المسيح عشاء الفصح الأخير في بيت عائلته و هو تبع المسيح إلي ساعة القبض عليه ثم تركه و هرب مع بقية التلاميذ ... أما يوحنا فهو أيضا من التلاميذ الإثني عشر و تتبع المسيح في محاكمته و هو كان واقفا عند الصليب و هو عاين موت المسيح مع مريم أم المسيح و هو شهد طعن المسيح بالحربة بعد موته... بقي لوقا هو الذي تتبع كل شي و أورد لنا أحاديث مثل تفاصيل مقابلة الملاك مع مريم أم يسوع ثم زيارتها لإليصابات أم يوحنا المعمدان و قصة ولادة يوحنا المعمدان ثم صعود مريم و يوسف إلي الهيكل مع الطفل يسوع و مقابلة سمعان و النبيه حنة بنت فنوئيل ثم قصة محاورة الصبي يسوع مع مشايخ اليهود في الهيكل ... وغيرها الكثير مما يبين صدق و دقة هذا الرجل في كتابة الإنجيل من الزاوية التي أراد أن يقدمه للناس... الجميع كتبوا في عصر المسيح ... الجميع شهود ... الجميع دفعوا حياتهم ثمنا لهذه الشهادة ... الرومان إغتالوهم بالسيوف الحديدية و أنت تغتالهم بسيف الإسلام العروبي
الدليل الثالث:
و في دليله الثالث يناقش الدكتور عمارة ترجمة الأناجيل إلي لغات عديدة علي مر العصور و يقول "إن هذه الأناجيل قد إنتقلت نصوصها و تغيرت ألفاظها مرات عديدية بالترجمات إلي العديد من اللغات .... ثم يَخْلُص إلي القول "فمن ذا الذي يجرؤ علي الحديث عن إنتفاء التحريفات و التغيرات التي أصابت هذه الأناجيل"...
و قبل أن أتقدكم أكثر في هذه النقطة أسمح لي أن أقول هل تعلم يا دكتور عمارة إن أحد مراجع دراسة الكتاب المقدس عبارة عن مجلد ضخم يحوي ستة وثلاثين ترجمة متوازية ... كل صفحة مقسمة إلي أعمدة مجاورة بعضها لبعض حتي يستطيع الدارس (كلها ترجمات إنجليزية) أن يقارن فروقات الترجمات المختلفة حتي يصل بذهنه إلي أعمق المعاني التي تتكلم عنها فقرة معينة مترجمة أمام عينيه إلي ستة و ثلاثين ترجمة مختلفة ... إن فقر مكتبتنا العربية منحصر في أربع أو خمس ترجمات ... كان الله في عون كنائسنا العربية التي فيها نلجأ إلي اللغات الأخري لننهل من عمق معاني النص التي قد لا تبدو لنا في لغتنا العربية... الترجمات يا دكتور عمارة إثراء لمعاني الكتاب المقدس و ليست تحريفا لمفاهيمه ... و كيف يمكن أن تدّعي و أنت العالم الجليل "إن الترجمة مهما بلغت دقتها إنما تمثل نوعا من الخيانة للنص الأصلي" أليس هذا المنطق في حد ذاته لا يمكن أن يكون تقريرا علميا
و يقول الدكتور عمارة في نقده لمبدأ ترجمة الأناجيل "و إذا كانت الأناجيل قد مرت بمئات التغيرات – في الألفاظ و من ثم في المعاني – عندما ترجمت مئات الترجمات إلي مئات اللغات الأمر الذي يفتح الباب لدراسات مقارنة لهذه الإختلافات في الفاظها و معانيها فإننا مراعاة للمقام سنضرب علي ذلك بعض الأمثلة" ... ممتاز يا دكتور عمارة ... إعتراف ممتاز ... مئات الترجمات ... مئات اللغات... بصراحة يا دكتور عمارة هذا إعتراف يدعو كل مسيحي إلي الفخر بالكتاب المقدس المترجم مئات الترجمات إلي مئات اللغات ... إلي المسكونة كلها ... للخليقة كلها.... إلي العالم أجمع... تماما كوصية المسيح يا دكتور عمارة ... هللويا
و ضرب الدكتور عمارة أمثلة للترجمات المختلفة للأناجيل فقال:
أ – عن إنجيل مرقس قال الدكتور عمارة "قارن إنجيل مرقس طبعة دار الكتاب المقدس بالطبعة العربية التي ترجمتها لجنة برئاسة الأنبا غريغوريوس 1974 م" و قد وُجِدَ فيها الآتي:
في الطبعة التقليدية (طبعة دار الكتاب المقدس) في أول سطر "بدء إنجيل المسيح إبن الله"
في الترجمة العربية الجديدة "هذه بداية بشارة يسوع المسيح إبن الله"
و في إنتقاد هذا الوضع قال الدكتور عمارة "ف "بدء" أصبحت "هذه بداية" و "إنجيل" صارت "هذه بشارة"
يا دكتور عمارة أليس التعبيران واحدا و متطابقين إلي أبعد الحدود ... أليس "بدء" تساوي تماما "هذه بداية" و أليس مصطلح "إنجيل" هو كلمة يونانية تساوي تماما كلمة "بشارة" العربية... أليس إختيار الألفاظ من حق المترجم ما دام المعني واحد ...فأين الإختلاف و التحريف و الغش و التدليس هنا ... و إن تطابقت الترجمتان فليست الترجمة ترجمة أخري و تكون مجرد مراجعة للترجمة الموجودة قبلا.
و في الآية الثانية نجد أن : "كما هو مكتوب في الأنبياء" – في الطبعة العربية التقليدية ... قد صارت: "وفقا لما هو مكتوب في سفر أشعياء النبي" في الترجمة العربية الجديدة
السر في ذلك يا دكتور عمارة إن المترجم الحديث يكون قد رأي أن يعود إلي مخطوطة أقدم قد تم إكتشافها مؤخرا بعد زمان الترجمة الأولي ... يا دكتور عمارة في كلا الحالتين فإن أشعياء من أسفار الآنبياء ... ما الفرق إذا ترجمة ذكرت إسم أشعياء و الأخري لم تذكره ... أين التزوير و التحريف و التدليس
و يدّعي الدكتور عمارة بعد ذلك إن كل صفحة من الكتابين بها إختلاف في الترجمتين ... يا دكتور عمارة أين التناقض ... هل هناك عبارات متناقضة ... مثلا عن أحداث تناقض أحداث أو رأي يناقض رأي ... لا يوجد لأنه ليس تناقض و لا تحريف و لا تزوير
ب – تكلم الدكتور عمارة عن ظهور ترجمات جديدة و ضرب لنا مثالا يعتبر من أبشع الأمثلة علي اللعب بالترجمات و هو الإنجيل المترجم بواسطة جماعات نسائية أنثوية حرفت في ترجمة الأسماء الذكورية حتي إسم الله و أيضا اسماء الأنبياء و ما إليه ... و رغم ما في هذا الأمر من بشاعة و فجاجة إلا إن مقدمة هذه الترجمة – إذا كان لديك نسخة منها – لا تدعي أنها ترجمة قياسية معتمدة بل لقد وضعت لجنة الترجمة سبب ترجمتها هكذا لتخاطب عقول معينة .... و طبعا فالغالبية بل و كل المسيحيين المحافظين و العلماء يعارضون هذا التشويه لكلمة الله ... لكن المترجم إعترف بأن ترجمته مغرضه هادفة نحو فكر معين ... فلا غش و لا خداع و لا تدليس... الحرية يادكتور عمارة الحرية ... هل تعرف أن هناك ترجمات باللغة الإنجليزية المبسطة و الحديثة و ترجمة باللهجة الدارجة لزنوج أمريكا... و ... و ... و لا أحد يدعي إن ترجمته هي الترجمة الوحيدة و الباقي مزيف .... ما رأيك يا دكتور عمارة في أن تقوم سيادتك بترجمة القرآن من اللغة العربية القرشية إلي اللهجة المصرية الشعبية ثم تتحفنا بترجمة أخري إلي اللهجة الصعيدية المصرية (أرجو ألا تفعلها حتي لا يحل الأزهر و الجماعات الإسلامية و الإخوان المسلمون و فرق الوهابية السعودية دمك و مالك و عرضك)
الدليل الرابع:
أورد الدكتور عمارة مقدمة (إفتتاحية) إنجيل لوقا "إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا ... " و إنتقد الدكتور عمارة هذا قائلا "كلام الله عندما يكون وحيا مباشرا لم يدخل فيه التأليف البشري و الإبداع الإنساني ... فإن هذه الأناجيل التي كتبها بشر .... لا يمكن أن تكون وحيا إلهيا و لا أن تكون نص كلام الله ... و إلا لجاز لنا في الإسلام أن نطلق لفظ "الوحي" و "كلام الله" علي آلاف الكتب التي ألفت في سيرة رسولنا.. "
يا دكتور عمارة المسيحية ليس فيها جبريل و لا لوح محفوظ و لا عرق و رعشة و صليل جرس و طنين نحل و زبد يخرج من الفم ... الوحي مكتوب عنه ... تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ... الوحي هو تفاعل و قيادة روح الله للإنسان سواء في الكلام أو التصرف أو الفعل أو في الكتابة ثم الوحي في الكنيسة لتمييز الكتابات و جمعها و حفظها و إستعمالها... ليس كل وحي قد كُتب أو جُمع ... الذي جُمع هو الكلام الذي أوحي به الله للكنيسة أن تستعمله كوحي مقدس... كان هناك أنبياء في الشعب و في الكنيسة لم يُكتب كلامهم و لم يُحفظ ... الكلام الذي حُفظ و جُمع في أيدينا اليوم هو الكلام الذي أراد الله أن يصل إلينا و أن نستخدمه ككلام الله الموجه إلينا في جميع العصور ... كما قلت لك سابقا مقاييس الإسلام و مفاهيمه لا تنطبق علي مقاييس المسيحية و مفاهيمها
الدليل الخامس:
ثم يعرض الدكتور عمارة في هذا البند إقتباساته من تعليق دائرة المعار ف البريطانية (التي يصفها بأنها أوثق دوائر المعارف في العالم المسيحي) عن كل إنجيل علي حِدَة فيقول:
أ - عن إنجيل متي "إن كون متي هو مؤلف هذا الإنجيل أمر مشكوك فيه .... إن متي قد إعتمد في كتابة إنجيله علي إنجيل مرقس ..." و يعلق الدكتور عمارة قائلا : و السؤآل الذي يتبادر إلي الذهن : كيف يعتمد متي و هو من حواري المسيح ... علي إنجيل كتبه مرقس الذي هو تلميذ الحواري بطرس"
و تساؤلاتك هذه يا دكتور عمارة منطقية و جميلة جدا و الإجابة البسيطة عليها هي إن متي لم يعتمد علي مرقس و لا مرقس إعتمد علي متي ... الكل (عدا لوقا) إعتمد علي تجربته الشخصية و إحتكاكه بيسوع و بالأحداث في وقتها و بسبب قرب كل منهما جاءت شهادتهما مطابقة في كثير من تفاصيلها ...الموسوعة البريطانية تنتهج الإسلوب العلمي التحليلي للنصوص لكن الأمر يجب أن يكون أبعد من ذلك ... إن تحليل الآحداث و الظروف وشخصية كل كاتب من واقع النصوص المكتوبة تحدد علاقة كل كاتب بالأحداث و بالبيئة و الظروف و علاقتهم بالمسيح و فكرهم عنه و إختبارهم معه .... الكتّاب يكتبون عن إختبار روحي و هم ليسوا مؤرخين و لا حتي لاهوتيين إنهم فقط مسوقين بروح الله ليكتبوا إختباراتهم مع المسيح ... هناك فرق كبير بين التحليل العلمي للنص و بين التقييم الإختباري الروحي للرسالة التي يحملها النص ... نحن لسنا بصدد تحليل نصوص شكسبيرية و لا يونانية أوديسية و لا فرعونية هيروغلفية ... نحن بصدد نصوص روحية لها رسالة روحية كتبها أناس روحيون إلي الكنيسة لكي تنموا في الروح و في معرفة المسيح روحيا
ب – و عن إنجيل مرقس يقول الدكتور عمارة إن الموسوعة قالت " ... الأعداد من 9 – 20 تعتبر إضافات متأخرة (و أنا أعجب في أي أصحاح تقع هذه الأعداد التي يشير إليها الدتور عمارة؟) ... و الأعداد الأخيرة 16 : 9 – 20 غير موجودة في بعض المخطوطات ... و هناك خلاف حول تأليف مرقس لهذا الجزء"
هل تعتقد أو حتي تتصور يا دكتور عمارة إن كاتب أيا من الأناجيل كان يجلس و يكتب الإنجيل كله دفعة واحدة ... هل تعرف إن كتابة الصفحة الواحدة كان يمكن أن تستغرق يوما و بعض يوم... كم يستغرق الوقت من تحضير اللفائف أو صفحات البردي أو رقائق الجلد ... تحضير الآقلام و الأحبار المناسبة إما للبردي أو للجلود .... ثم إعداد كل صفحة للكتابة بتقسيمها إلي أسطر و أعمدة ... كانت هذه مهمة الكاتب و ليس الرسول المنسوب إليه الإنجيل أو الرسالة ... الكتابة كانت عملا فنيا له أصول ... و رغم أن الرسل كانوا يقرأون و يكتبون .... إلا أن كتابة أسفار بهذه الطريقة كان يقوم بها كتبة متخصصون يملي الرسول عليهم كلماته ... ببطئ بتأني و الكاتب يقوم بالكتابة بمنتهي التحسين و الدقة ... كم تظن من الوقت إستُغرِق في كتابة إنجيل واحد .... ثم هل تعتقد إن الإنجيل كُتب في لفيفة واحدة أو علي صفحة واحدة .... كان الكتبة يكتبون علي مراحل و أجزاء ... و كل جزء يفرغ منه الكاتب يوزع ألي كتبة النسخ و هؤلاء كانت تملي عليهم النصوص من الأجزاء التي إنتهي الرسول من إملائها ... فالإنجيل الواحد كان مكتوبا في عدة صفحات أو لفائف مختلفة ...و هذا هو السر في الجهد المبذول في تجميع الإنجيل الواحد ... و الكنائس القديمة الأولي كان البعض يملك مجرد أجزاء قليلة من الإنجيل أو الرسالة ... العملية كانت صعبة جدا يا دكتور عمارة .... و اليوم و أنت تمسك الكتاب المقدس بيدك ... أرجوك أن توفي من جمعوه في هذه الصورة التي بين يديك أن توفيهم حقهم من الثناء علي مجهودهم الرائع بدلا من التقريع علي أن المخطوطات ليست متكاملة أو متناسقة ... لقد كان تجميع أسفار الكتاب المقدس علي مر الأجيال عملا من أعظم الأعمال في تاريخ البشرية ... فهل تعتقد أو تتوقع أن تجد مخطوطة تضاهي في كمال النص الكتاب الذي في أيدينا اليوم .... لا يمكن ... صفحات من هنا و صفحات من هناك ... و أوراق مخطوطات الإنجيل الواحد تفصل بين مجموعها أحيانا عدة مئات من السنين .... إنه عمل إلهي و ليس إنساني
ج – و عن إنجيل لوقا يقول الدكتور عمارة إن الموسوعة البريطانية قالت "إن مؤلف هذا الإنجيل يظل مجهولا"
الدلائل الداخلية و أهمها مقدمات كل من هذا الإنجيل و سفر الأعمال تشهد إن من كتب كليهما إسمه لوقا و كان يصاحب بولس الرسول في بعض رحلاته و أنه كان طبيبا ... فإن كنا نجهل المزيد عنه (مع إن تاريخ الكنيسة ملئ بالشهادة عنه) فهل يعتبر جهلنا بمزيد من التفاصيل أنه حيثيات كافية لنفي معرفتنا به ... أرجو أن تشهد أنت يا دكتور عمارة و أن تقدم لنا تقريرا علميا في هذا... الموسوعة البريطانية تتبني وجهة نظر غير كنسية لكنها لا تعارض الكنيسة و أيضا لا تستطيع الموافقة معها لأن مقاييس إعتبار مخطوطات الكنيسة و كتابات آبائها تختلف عن المقاييس التي وضعتها الموسوعة البريطانية .... و لا يمكننا أن نأخذ بوجهة نظر واحدة يا دكتور كدليل مطلق علي إي إفتراضية
د - أما عن إنجيل يوحنا فيسرد الدكتور عمارة مطولا بعض الإختلافات التي قال إن الموسوعة البريطانية قد أوردتها بينه و بين باقي الأناجيل ... و أهم ما يذكرة الكتور عمارة ن الموسوعة قالت " ....فهو – أي الإنجيل – يذكر إن المسيح صلب يوم 14 نيسان (أبريل) بينما يفهم من بقية الأناجيل أن الصلب كان يوم 15 نيسان ... ثم يذكر الدكتور عمارة بعض الفوارق بين هذا الإنجيل و الأناجيل الأخري التي يقول أن الموسوعة أوردتها ثم يخلص إلي القول : إن إنجيل يوحنا و رسائله حررت في مكان ما في الشرق , ربما في أفسس كإنتاج لمدرسة أو دائرة متأثرة بيوحنا في نهاية القرن الأول الميلادي"
و أنا أتعجب أين ذُكر في أي من الأناجيل أن المسيح صلب يوم 14 أو 15 إبريل ... فمن أين أتيت يا دكتور عمارة بهذا الكلام؟ ...
أما عن تحرير الإنجيل و رسائل يوحنا في أفسس فهذا تتفق عليه معظم الكنائس لأن يوحنا بعد أن عاد من نفيه في جزيرة بطمس كان أسقفا للكنيسة في أفسس و هو كتب إنجيلة و رسائله و سفر الرؤيا من هذه المدينة بين 80 و 100 ميلادية ... و أتعجب أيضا كيف يكون زمن و مكان الكتابة سببا في عدم نسبة هذا الإنجيل إلي يوحنا تلميذ المسيح ... و ما الذي يجعل هذا الإنجيل يتعارض و يتضارب مع بقية الأناجيل ... نعم لقد ذكر بعض أشياء لم تذكرها بقية الأناجيل و لم يذكر أشياء أخري ورد ذكرها في الأناجيل الأخري ... فما العجب و ما الخطأ في هذا ... نعم هذا الإنجيل يعارض القرآن يا دكتور عمارة و لك أن تكرهه و ترفضه و لكن لن تستطيع أن تقاوم الحق الذي فيه...
و قبل أن أترك المقال عند هذا الحد و سأعود في المقال القادم للرد علي باقي الإحدي عشر نقطة التي أثارها الدكتور عمارة ... أحب أن أذكر القارئ و أذكر الدكتو عمارة إن الموسوعة البريطانية تورد جميع الجوانب و جميع الآراء في القضايا و المعلومات التي تناقشها و أنت يا دكتور عمارة إخترت أن تقتبس منها (إن كنت أنت الذي فتشت و بحثت في هذه الموسوعة بنفسك و لم تنقل عن واحد آخر) فكان يجب عليك أن تورد أيضا ما قالته الموسوعة عن صدق الأناجيل و سلامتها ... أنا لدي النسخة الإلكترونية و أستعملها في مراجعي و لم أجد فيها ما تقوله أنت بالصيغة التي أوردتها في تقريرك العلمي .... مع خالص شكري و تقديري لشخصكم المبجل و إلي اللقاء في المقالة القادمة لإستئناف الرد علي بقية إتهاماتك التي أوردتها في تقريرك العلمي



#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (3)
- رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (2)
- رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (1)
- إصلاح مصر ... أولا: ما هي المشكلة و أين الداء؟
- إن جاع عدوّك فاطعمه خُبزا و إن عطِش فاسقِه ماءً
- الموت ... قرين الحياة و رفيقها
- نعم الدكتور سيد القمني دكتور رغم أنف محمود سلطان و بقية إخوا ...
- الموت... ما هو و كيف و متي و لماذا
- تساؤلات منطقية حول تفسير الآيات القرآنية
- جمال مبارك رئيسا لجمهورية مصر ... بيدي لا بيد عمرو
- يسوع المسيح الناصري و المسيح عيسي إبن مريم ...ضدان مفترقان ب ...
- صراع أربعة عشر قرنا من الزمان ...و سيدوم إلي الأبد
- حماس ...السلطة الشرعية في غزة...المخطط الإسرائيلي...و الأخطا ...
- قرار الحرب في غزة ...بيد من؟
- في غزة الجريحة...الدم الفلسطيني في خدمة الإقتصاد الإسرائيلي
- غزه ...و راحت
- صواريخ حماس الطائشة...و العاب إسرائيل النارية...و مصر لا أسم ...
- الحوار المتمدن...صوت صارخ في البرية
- صراع الأديان بين الكتاب المقدس و القرآن
- حوار الأديان ... متي يكون صحيحا و متي يكون مجرد هذيان؟


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة ج-4