أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مهند البراك - الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 2 من 2















المزيد.....

الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 2 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 2930 - 2010 / 2 / 28 - 21:33
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


وفيما يتزايد الوعي الشعبي باطيافه، بأهمية وحدة الصف الوطني و وحدة البلاد على اساس الدستور، لأجل العيش بسلام و بعيداً عن العنف والأرهاب ومن اجل الخبز و الرفاه . . تستمر القوائم الإنتخابية الرئيسية المتنفذة في التحشيد لشعاراتها هي ـ دون النظر الى متطلبات عموم الواقع العراقي ـ مسخرة لذلك اموالاً فلكية من مصادر متنوعة لا رقيب عليها، في وقت يشير كثيرون فيه الى دور المال السياسي الإيراني و العربي و الدولي في ذلك . .
الذي باتت فاعليته و شروطه تتسبب بمخاطر تشدد تلك القوائم و تصلبها على مطالبها الطائفية و الفئوية المتقولبة في نظام المحاصصة الطائفية البالي رغم ان الوعي العام و المنطق اخذ يتجاوزه بسبب المعاناة من التجربة السابقة و قياساً بانتخابات عام 2005 . . الأمر الذي يمكن ان يؤدي من جهة اخرى لا الى تواصل اللحمة الوطنية و تقريبها، بل الى استمرار تمزّق البلاد تحت راية " الطائفة المنتصرة " . .
و الى تهديد البلاد بالعودة الى المربع الأول و بعودة الحكومة الى اللجوء للعنف لتطبيق نظام المحاصصة على مقاس " الطائفة المنتصرة " ـ كما يصفها مراقبون ـ بعد ان تصاعدت جدران الطائفية و ثُبتت في قوانين و صارت تقف خلفها دول و دوائر اقليمية متنفذة و على المكشوف، رغم تواصل و تزايد معاناة اوسع الجماهير منها طيلة الدورة السابقة . .
دولٌ و دوائر تغيضها تجربة العراق الجديدة، وآفاق سيره ان تثبّتت و نجحت، على طريق التداول السلمي للسلطة عن طريق الإنتخابات و ليس العنف، اضافة الى بدئه كبلد نفطي عملاق تجربته المؤثرة في عموم المنطقة ، القائمة على تأسيس علاقات دولية على اسس قانونية علنية في خطوطها الرئيسية من جهة، او طمعا بكعكة العراق بتقسيمها و قضمها لها من جهة اخرى ، و بالتالي عملها على دوام و زيادة تعثّره في التوصل الى قرار وطني موحد قوي التأثير، و المؤدي بالتالي الى مخاطر انقسامه الى اجزاء او كانتونات خاضعة لنفوذ اصحاب المال و السلاح فيها، بدعم اقليمي و دولي . . رغم تواصل تقديم شعبه خسارات فادحة بالأرواح و المنشآت و المعدات والأموال .
لأنه بتقديرها، اذا تعافى و وقف على قدميه على اسس دستورية و قانونية فاعلة تناسب التطورات العالمية في السوق الدولي للنفط، و اذا استطاع ان يحقق خطوات على طريق الرفاه الإجتماعي، فأنه سيهدد الأنظمة و الآليات النفطية القائمة في المنطقة و اساليب حساباتها و موازينها النفطية و مصاريفها، وقضايا خضوعها الى دستور و رقابة برلمانية وطنية، التي تخلو منها المنطقة. و سيؤدي الى ان تشعر انظمة المنطقة بالقلق من ضغوط شعوبها عليها، لأجل اتخاذ اجراءات مشابهة لهذا النموذج الجديد في العراق ، الذي يمكن ان يقيّد ايدي حكامها بدستور و قانون .
من جانب آخر . . فان تواصل التمزق و تزايد حجم المخاطر الشاخصة، والتهديدات المتنوعة باستخدام العنف، و تواصل تصريحات و كالات انباء دولية و اقليمية عن ان الأدارة الأميركية باتت عاجزة الآن عن التأثير على المشهد العراقي بعد تفوق النفوذ الايراني في صياغة هذا المشهد مستندة الى اعتراف مسؤولين امريكيين و تأكيد سياسيين عراقيين.
و عن ان هذا العجز أصاب الأمم المتحدة ايضاً، مستندين الى تصريحات ممثلها في بغداد أ د ميلكرت في نيويورك وواشنطن، الذي افاد بانه " يفشل في اداء مهمته لجمع الأطراف العراقية، مشيرا الى تدخّل احدى الدول الأقليمية و ادارتها حملات تدخل كبيرة في الوضع، معربا عن قلقه من ان آلية الاجتثاث تخلو من الشفافية والالتزام بمعايير محددة. الأمر الذي يواجه بتدخلات اقليمية اخرى مؤسفة " .
في وقت سمى فيه السفير هيل وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال اوديرنو ايران بالأسم و وصفاها بانها تقود المشهد الانتخابي وان رئيسي لجنة الاجتثاث ينسقان معها ويجتمعان مع مسؤوليين ايرانيين رفيعي المستوى. وان مقترحاتهما لأصلاح الوضع جوبهت بتشدد من قبل الحكومة العراقية.
و تشير وكالات اخرى الى ان ذلك يتوضّح في بيانات صدرت من مسؤولين حكوميين عراقيين و من ابرز شخصيات الائتلاف الحاكم، والتي اتّسمت بالحدة في سوق الاتهامات لأميركا و للأمم المتحدة بانهما تحاولان التأثير على الناخببين، و غيرها من اتهامات لم تكن هذه الشخصيات توجهها سابقا الى " صديقهم الأميركي" ، وان تلك البيانات تقترب كثيرا من الخطاب الاعلامي الايراني.
فيما ترى وجوه من قوائم منافسة، ان الادارة الأميركية لا تريد ترتيب الأوضاع العراقية الآن وفق أفكارها التي جاءت بها حين غزت العراق عام 2003 وباتت تتجنب الاهتمام بنوعية النخبة الحاكمة فيه وسياساتها، بقدر اهتمامها بمن يستطيع فرض استتباب الأمن فعلاً في البلاد، بعد نجاح الشركات الأميركية في عقود النفط كما مرّ، و الى ان الأدارة الأميركية صارت محكومة الآن بحربها في افغانستان التي تدفعها الى محاولة التوصل الى حلول وسط مع قوائم الرفض ، كي تحافظ على الحد الأدنى المطلوب على الأقل من العلاقة مع واشنطن وفق المعاهدة الأمنية الموقعة بينهما .
من جانب آخر، فان الوضع كثير التعقيد الآنف الذكر يؤدي الى تلويح قائد القوات الأمريكية في العراق أوديرنو بإعادة النظر في جدول انسحاب قواته من البلاد، مشيرا إلى أنه وضع خططا بديلة يمكن ان يطبّقها إذا ما طرأ تدهور مفاجئ ، بحيث يمكن الإبقاء على أعداد أكبر من القوات إذا دعت الضرورة، معرباً عن أمله بدور عربي كبير في العراق. وقد حدد مفهوم التدهور المفاجئ بـ : تدخل مباشر لدولة ما في الأنتخابات، انتشار حالة من التوتر الشديد بين الجماعات المختلفة، حالة أن يجد بعضها أنه غير قادر على المشاركة، أو أن الحكومة غير قادرة على إحراز تقدم أو أن تفقد بعض الجماعات الثقة بالآليات الدستورية ، على حد وصفه . الأمر الذي يتطابق مع ما عرضه وزير الدفاع الأميركي ر. غيتس المؤكد على ان التوصية بتباطئ انسحاب القوات لن يحصل، الاّ اذا شهد الوضع في العراق تدهوراً حقيقياً، وهو ليس كذلك حتى الآن، على حد تعبيره .
وفيما يصف خبراءٌ دوليون، عملية الإنتخابات و فترة العام الذي يليها، بكونها فترة صراع حاد بين الجانب الإيراني الساعي الى تحويل الإنتخابات الى معركة طائفية مريرة ينفذ من خلالها ليضمن ان الحكومة العراقية المقبلة سيقودها حلفاء ايران من الشيعة المتشددين و من معهم (*)، وبين الجانب الأميركي الساعي الى ان يكون العام القادم، عام استقرار اكثر للبلد بوصفه دولة دستورية صديقة للولايات المتحدة حسب تعبيرهم، و ليست دولة تابعة لايران يهيمن عليها رجال الدين، او ساحة صراع طائفي تلعب ايران فيه دوراً اساسياً، كي يحقق الرئيس الأميركي اوباما الانسحاب المسؤول كما وعد. و خاصة ان توصلت الولايات المتحدة الى استثمار 700 مليار دولار في عقود النفط التي يمكن ان تستكمل، بعد ان خسرت ارواح أكثر من 4300 جندي، عدا الجرحى و المعوقين خلال السنوات السبع الماضية .
وسط تصريحات قادة اميركان مدنيين و عسكريين بان انتخابات آذار القادم وما سيعقبها هي التي ستحدد مستقبل العراق و علاقة اميركا بالعراق... لتطوير "عراق دستوري بشراكة طويلة الاجل مع الولايات المتحدة "، و وفقاً للسفير هيل " اذا مضت العقود التي وقع عليها العراق مؤخرا مع شركات النفط الدولية بشكل جيد، فان العراق سيصبح منتجا للنفط على قدم المساواة مع المملكة العربية السعودية. الأمر الذي يمكن ان يكون له اثر كبير على انظمة الحكم في انحاء الشرق الاوسط ".
يرى آخرون، بأن العراقيين ان لم يتفقوا على انتخابات نزيهة حقا ... فان الوضع يهدد بتحول البلاد الى بؤرة حرب و عنف و نزيف دم دائم !! وسيبقيها ساحة لتحقيق مكاسب سياسية لدول المنطقة على حساب العراق و شعبه، بتصدير مشاكل دول المنطقة الداخلية اليه، و تصدير مشاكلها مع المجتمع الدولي و تحويلها الى مواجهات عنيفة معه على ارض العراق بلا مبالاة بارواح ابنائه رجالاً و نساءً و عوائل، لكسب نقاط و جولات تقوي مفاوضات دول المنطقة مع المجتمع الدولي ... كالملف النووي الإيراني، ملف الجولان و ملفات تخلّف الأنظمة و تجارتها بالدين الحنيف و بالطائفية لأغراضها السياسية و غيرها اضافة الى ايوائها مجاميع متنوعة من الأرهابيين يذهبون لتحقيق ذلك على ارض العراق .
و ترى اوساط عراقية واسعة، ان الصراعَ الآن محتدم بين القوى التي تعمل على توحيد الصف العراقي تجاه المؤامرات و الأطماع الخارجية، و بين القوى التي تسعى إلى تشتيت شمل الدولةِ العراقية والمسيرة التقدمية رغم نواقصها الحالية التي يمكن السير على طريق تجاوزها بالإنتخابات النزيهة لتقديم الكفوئين والنزيهين و ممن جرّبوا باخلاصهم لأجل القضية الوطنية، والساعين الى التخفيف من الصراعات على الزعامة و الجاه و المكاسب الشخصية، دون النظر الى مصير البلاد، عروس الشرق الأوسط و عنوانه منذ القدم .
و من اجل بديل عراقي وطني متعدد الأطياف موحد على اساس الأنتماء للهوية الوطنية وليس على اساس المحاصصة، قائم على الشرعية الدستورية الفدرالية وعلى برلمان فاعل، قادر على التعامل مع التحديات القائمة، و دفع خطر الحروب و تحقيق مصالح البلاد في الأستقلال و السير على طريق استقرار الأمن و الرفاه و تأمين حقوق النساء والأطفال و اليتامى و القضاء على البطالة في البلاد .. المستند الى الإرادة الشعبية بعيداً عن الخرافة التي تمزّقه و التي تعبّد سبيل الطامعين بنفطه و مياهه وبأصالة ثقافته و عقائده . الإرادة الشعبية التي تشكّل ضمانة دائمة لعدم انجرار البلاد الى ان تكون بؤرة عنف و حروب ، فالأنتخابات باتت وكأنها انتخابات لعموم المنطقة !!
(انتهى)

28 / 2 / 2010 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) لايقصد القوائم الشيعية كلها،لأنها في مواقفها متباينة عموما من التدخل الإيراني المباشر،حتى الآن .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 1 من 2
- - اتحاد الشعب - كتحالف ديمقراطي يساري !
- لماذا يحذّر العراقيون من عودة (حزب البعث) ؟! 2 من 2
- لماذا يحذّر العراقيون من عودة (حزب البعث) ؟! 1 من 2
- د. حبيب المالح في الذاكرة ابداً ! * 2 من 2
- د. حبيب المالح في الذاكرة ابداً ! 1 من 2
- دولنا العربية و (حزب الأغلبية الحاكم) 2 من 2
- دولنا العربية و (حزب الأغلبية الحاكم) 1 من 2
- تحية ل - الحوار المتمدن - مع اطلالة عامه الجديد !
- في ذكرى ثورة اكتوبر العظمى ! 3 من 3
- في ذكرى ثورة اكتوبر العظمى ! 2 من 3
- في ذكرى ثورة اكتوبر العظمى ! 1 من 2
- من اجل قانون احزاب وطني يصون البلاد ! 2 من 2
- من اجل قانون احزاب وطني يصون البلاد ! 1 من 2
- الأربعاء الدامي . . و الديمقراطية ؟
- - اي رقيب - من يوميات طبيب مع البيشمركةالأنصار الجزء الثاني
- هل تكمن العلّة حقاً في الشعب ؟! 2 من 2
- هل تكمن العلّة حقاً في الشعب ؟! 1 من 2
- عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 5
- عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 4


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - مهند البراك - الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 2 من 2