أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جهاد علاونه - حكاية أمل1














المزيد.....

حكاية أمل1


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2929 - 2010 / 2 / 27 - 00:25
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


هذه ليست قصة صغيرة .
بل قصة كبيرة .
وأبطالها أعرفهم جميعاً كما يعرفونني .
وأمل هي التي كانت وما زالت تروي لي قصة اختطاف (ماما) وقصة اختطاف بابا , ولكن كانت البداية من عند ماما .
وقبل أن تروي لنا الموضوع كان جدها رحمه الله يقول : بنتي بدي أجوزها غصب عنها والأولاد يروحوا على أبوهم , لقد كان الجهل سيد الموقف , وكان العناد يلعب دوراً أساسياً في تغذية روح العداء بين الأم والأب .
حين وصلت أمل من المدرسة مع شقيقها وشقيقتها, لاحظوا أن هنالك أشياء غريبة تحدث على باب بيت جدهم وجدتهم واشتمت أمل رائحة الغرباء من قبل أن تطأ قدماها أرض الدار وكانت جدتها قد استقبلتها مع شقيقها وشقيقتها على باب البيت ليس كعادتها فدائماً ما كانت تقومُ أمها باستقبالهم جميعاً , ولكن اليوم أمهم مشغولة باستقبال الضيوف ومعهم العريس الجديد , وهذه المرة كان المثل العامي مقلوباً رأساً على عقب , فلم يكن العريس (عريس الغفلة )وإنما أمهم كانت (عروس الغفلة), كانت أمل طفلة وكانت أمها طفلة , لقد كانت أمها لا تزيدُ عن أمل كثيراً في عدد الأيام والشهور والسنين كان عُمر أم أمل لا يتجاوز 25 سنة وعمر أمل 10 سنوات وشقيقها 9 سنوات وشقيقتها 8 سنوات, وسألت أمل جدتها عن الضيوف الجدد فقالت لها :
-هذول أقرباء ماما .
وفرحت الطفلة أمل وقالت وهي تبتسم فاتحة فاها :

- آه قرايبنا بس هذول أول مره في حياتي بشوفهم شو كانوا في الخليج؟

-لا يا أمل هذول أقرباء ماما وبس .
فقالت أمل وبكل براءة: مش قرايب ماما دائماً بكونوا قرايبنا ؟

لا يا جده مش دائماً.

ولم تكن أمل قد فهمت بعد هذه العبارة بعد واستدعتها أمها من أجل أن تقوم بالتسليم على الضيوف الجدد مع شقيقها وشقيقتها, ففرحت أمل فرحاً كبيراً كاد أن يطير بها من نافذة الغرفة المضاءة, وسمعت الناس يتكلمون عن العرس والحفلة الجديدة ففرحت أمل لأنها ستشاهد أمها في ثياب العرس , وتحدثت بهذا الموضوع مع كل بنات الحارة , وصار لدى أمل اعتقادات جديدة عن العرس لأنها ستلبس غداً ثوباً جديداً وكأنها في يوم صبيحة العيد وهي لا تدري ما الذي ينتظرها بعد .

وفي صبيحة اليوم التالي شاركت أمل وشقيقها وشقيقتها وهم يضحكون ويلعبون في حفلة العرس وغنت لأمها ونفخت البالونات وركضت هنا وهناك واشترت أدوات زينة لأمها ولعبتين مثلت فيهما مع بنات الحاره دور العريس والعروس , وشقيقها اشترى (مسدس) بلاستك واطلق طلقات مصنوعة من الشمع فرحاً بأمه وهو تزفُ لعريسها وكانت دموع أم أمل تتساقطُ على الأرض وكانت أمل تشاهد كل تلك الدموع وكانت لأمها دموع تقدر بالمل ليترات تسقط منها كل دقيقة كلما شاهدت أمل تغني وتضحك وترقص , ووقفت أمل على يمين أمها وأخذت صورة تذكارية تذكر جميع الذي كانوا في حفلة العرس بأن هذا اللقاء سيكون هو اللقاء الأخير بين أمل وأمها وشقيقها وشقيقتها.

وحين انتهت الحفلة زفت العروس أم أمل إلى عريسها الجديد وقال جد أمل (خلص كل واحد يروح على دار أهله) وركبت عروس الغفلة في السيارة مع العريس وحاولت أمل أن تركب معها غير أن زوج أمها قد دفعها بيديه العريضتين ومن ثم حاول شقيق أمل الركوب وكانت نفس النتيجة فوقع الولد بجانب عجلات السيارة وهو يصرخ (ماما ماما ) ومن ثم حاولت الشقيقة الأخيرة تجريب دورها غير أن عجلات السيارة ذهبت بسرعة حيث تغيب الشمس فتمرغت الطفلة بالتراب وأمل تمسح بدموعها وبكت أمل أيضاً من تلك المفاجأة التي فرحت في بداية الأمر بها وحاولت أن تخفي تأثرها ولكنها قدمت لكل الحضور عرضاً من الدموع والانفعالات يشبه في تنظيمه العروض العسكرية المنتظمة , وليس هذا وحسب وإنما لاحظ كل الحضور عرضاً لأصغر أم (ماما) في الكرة الأرضية وذلك حين احتضنت أمل شقيقها وشقيقتها ومسحت دموعهم وهي جاثية على التراب في نفس المكان الذي كانت تقفُ فيه سيارة العروس واحتضنت أخوها وأختها وكأنها تقوم بتعزيتهم وأدركت أمل أن أمها تزوجت وتركتهم للأقدار وللزمان وللمنتقمين من أمها وللمنتقمين من أبيها وفي النهاية لزوجة أب, وراحت هنا وهنالك تتوسل بالحضور بأن يدعوها تلحق بأمها وقالت بأسلوب كله نداء وحزن وبكاء وصراخ : ليش يا ماما ما أخذتيني معاك , فردت عليها جدتها وهي تقول :
بكره أبوكي بده يجي ياخذك عنده .

وودعت أمل أمها وكأنها تقوم بوداع جنازة, وما زالت أمل إلى اليوم تقول بأن المشهد كان عبارة عن فرح وعرس انقلب في نهايته إلى جنازة , ونامت أمل في ذلك اليوم في ثياب الفرح وغالبية الحضور رافقوا أم أمل إلى بيت الزوجية الجديد لقد أدركت أمل في صباح اليوم التالي أنها قامت بمشاهدة مراسم دفن أمها وجنازتها وهي تزف إلى أحضان رجل آخر متزوج أيضاً من زوجة ثانية , بكت أمل وتشنجت من كثر البكاء , وما زالت تروي لنا القصة وهي تبكي .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات الندى2
- التوسع في التحقيقات
- شذرات1
- أين سقط البطل؟
- فن البقاء
- في العيادة النفسية2
- في العيادة النفسية1
- نساء مثقفات
- المتطفلون
- الزواج والطلاق على الطريقة الجندرية
- فضيحه وعليها شهود
- اترتح في ملعونك بيجيك الألعن منه
- هذا من فضل الشيطان
- انا وهي
- لغتنا الجنسية
- فالنتاين سعيد يا حبيبتي
- انبوب بوري
- الاسلام ضد الابداع
- أهمية بقاء إسرائيل
- سوق الخُضره


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - جهاد علاونه - حكاية أمل1