أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - حذاء السندريلا















المزيد.....

حذاء السندريلا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2901 - 2010 / 1 / 28 - 04:19
المحور: كتابات ساخرة
    


ذهبتُ مرة إلى زيارة الكعبة في مكة ومن أول ساعة لي هناك أضعتُ حذائي وحذاء زوجتي وخرجتُ من الحرم حافياً ألوذُ هنا وهناك للبحث عن حذائي أو للبحث عن أي رجل عثر عليه , ولكن لسوء حظي لم أجد الحذاء ولم أجد فاعل الخير ,يعني بفصيح العبارة ما حدى سأل عني أو عن حذائي أو عن مواهبي.

وفي اليوم التالي أضعتُ حذائي مرة أخرى ولم أتعلم من الدرس الأول وفي اليوم الثالث تعلمتُ وتثقفت وبقيتُ محتفظاً فيه بين جوانحي أحمله معي أينما ذهبت كما كنتُ أحملُ ابنتي بين جوانحي وأحياناً كنت أفرّط بأبنتي لأضعها على الأرض ولكنني ما فرطّتُ بحذائي أبداً.

ولكن السندريلا كانت محظوظة أكثر مني فالنسر حمل حذاءها بفمه , بعكسي أنا الذي تم ضرب حذائي بأحذية أخرى أكبر منه حجماً, والمهم أن النسر العظيم وضع الحذاء أمام ملك عظيم محب لعمل الخير , وهذا الشيء أو هذه القصة هي التي لقبت من أجلها سعاد حسني بلقب السندريلا بسبب صغر أقدام سعاد حسني كما كانت أقدام السندريلا وبسبب ميل الجميع نحو فنها لكي يضعوا بجانبه علامات مميزة .

لُقبت سعاد حسني بالسندريلا , ولكن ما هي السندريلا ؟ أو ما هي قصة السندريلا ؟

حين نزلت السندريلا(رودبين) للاستحمام في مياه النيل , خلعت ملابسها وحذاءها الصغير المصنوع من الفرو , وقد استغل الطائر الكبير هذه الفرصة وحمل بمنقاره حذاء السندريلا ورماه أمام الملك أو الفرعون كما قالت ذلك الأسطورة المصرية قبل 4000عام أو أن حظ الحذاء العاثر قاد صاحبته إلى القصر الملكي, ومنذ أن رأى الملك (ميسيرنيوس)الحذاء أعجب بصاحبته التي تلبسه وبدأ يتصور أن الحظ قد لعب له وليس للسندريلا (رودبين) رغم أنه لم يشاهدها ولكن الأخيلة بدأت تلعبُ في رأسه وبدأ يتخيل شكل أرجل الفتاة التي تلبس هذا الحذاء ولون بشرتها , وبما أن الحذاء كان صغيراً فقد تخيل أرجلاً صغيرة وناعمة وامرأة بعمر الزهور تميل وتنثني مثل رمح الخيزران , وكل شيء فيها صغير ,النهدين ,والردفين ,والكفلين ..وكل شيء فيها صغير على مقاس حذاءها وأمر حاشيته بالبحث عن صاحبة الحذاء وحين وجدوها قدموها لجلالته فنعم بالزواج منها وبنا لهم هرم الجيزة رقم ثلاثة الذي ما زال قائماً إلى اليوم بعد أن جعلها ملكة على مصر, وتوتا توتا خلصت الحدوتة.

ولكن الحدوته أو الحكاية الأخرى لم تنتهي بعد فهذه تروى للأطفال عن السندريلا ولكن القصة التي تروى للكبار تختلفُ عن ذلك في النهج والأسلوب فكل زعيم عربي أو بعض الزعماء العرب والمسئولين العرب وكبار رجال الاقتصاد ما زالوا يلاحقون السندريلا صاحبة الحذاء أو كلما سمعوا صوت حذاء على الأرض يدق يتبعون مصدر الصوت للتعرف على صاحبة المشية وكلما سمعوا صوتاً فنياً جميلاً تجدهم يبحثون عن مصدر الصوت ويتخيلون صاحبة الصوت وينسجون في أخيلتهم أوهاماً جديدة عن صاحبة الصوت أو الحذاء وحين يجدونها لا ينعمون ولا تنعمُ معهم بحياة آمنة مستقرة لأن عشق الخلفاء زالأباطرة والزعماء يجرُ خلفه مشاكل كثيرة بحيث تفقد المعشوقة حقها بأن تكون حرة ويخربون بيتها وبيت اللي خلفوها , فقصة السندريلا لم تعد نهايتها مثل القصص القديمة وتوتا توتا خلصت الحدوتة , فالحكاية ما زالت مستمرة وكلما رؤوا لوحة فنية جميلة موقعة باسم امرأة يبدؤون بالبحث عن صاحبة الاسم وحين يجدونها يخربون بيتها وبيت اللي خلفوها .

حكاية السندريلا لم تعد حكاية حذاء يبحث عنه المسئولين بين الأحذية وعن صاحبته بين البشر بل أصبحت القصة لعبة قذرة وكلما رأوا ممثلة أو فنانة يبحثون عنها وحين يجدون عنوانها يخربون بيتها وبيت اللي خلفوها .


إن غالبية السندريلات العربيات يدفعن ثمن الصعود على المسرح قبل أن ترفع الستارة وقبل أن ترفع الستارة يرفعن السندريلات علامات الاستسلام , وحين تكتب السند ريلا قصة قصيرة تدفع الثمن قبل أن تقرأ القصة في الأروقة الأدبية , حتى السند ريلات غير الكاتبات وغير المبدعات يلتفون على أزواجهن من أجل خنقهم اقتصادياً وذلك ليتسنا لهم اللعب والتسلية مع السندريلا .

السندريلا ليست حكاية غريبة بل بداية طبيعية وهي أشهر حذاء ليس لأنه جميل أو طويل أو صغير بل لأن حذاء السند ريلا هو أول حذاء يدخل عالم الشهرة من قبل 4000ألاف عام , وهو حذاء لم يدخل الشهرة فحسب بل دخل قلوب الحكام , واليوم حذاء السند ريلا قصة للأطفال يلعبون فيها يجعلونها تلبس حذاء من زجاج أو من رخام أو من البلاستيك .

غالبية السندريلات يختصرن الطريق من نصفها والملاحظ أن الصبايا الفنانات العربيات يعتزلن وهن في قمة عطائهن ولكن الكبيرات في السن لا يعتزلن , إن الفن في الوطن العربي وباقي الفنون كلها مغطاة بقشة صغيرة , فالعرب كما يقول نزار قباني لا يميزون بين حبة جوزالهند وبين نهد امرأة.

إن حكاية السندريلا هي حكاية كل امرأة عربية تريدُ أن تعيش حياتها بكرامة لا أن تتزوج بالسر ولا أن تتزوج رجلاً واحداً لتتزوج معه عشرات الرجال من أجل أن يعيش فتها أو فن زوجها أو نضاله وكفاحه .

وحذاء السندريلا وصاحبته هو الموهبة التي يبحثُ عنها الحكام على رأس بيروقراط كبير فاسد , فكل أصحاب المواهب يبحثون عنهم لتتم ملاحقتهم بشتى وسائل الملاحقات الأمنية .

البعض حين يجد حذاء السندريلا يبحثُ عنها لكي يعطيه لصاحبته كتعبير عن أداء الأمانة , والبعض يبحث عن صاحبته لكي يسألها من أين اشترته لكي يشتري لزوجته أو لابنته أو لعشيقته مثله , والبعض يبحث عن صاحبة الحذاء ليقول لها : حذاءك على راسي من فوق , وبعض الناس حين يجدون حذاء السندريلا يبحثون عن صاحبته لكي يعبروا عن احترامهم لصاحبة الأرجل الرفيعة والصغيرة.

والأحذية الشهيرة في التاريخ كثيرة ولكن حذاء السندريلا لا تعود شهرته لكونه الأكثر شهرة ولا لكونه الأجمل ولا لكونه الأغلى ثمناً ولكن لكونه أول قصة حب تبدأ مشوارها بنسر يحملُ حذاء ولكون حذاء السندريلا هو أول حذاء يدخل العالم من باب الشهرة ليخلد بسببه ذكرى ملك عظيم ولكي يبني الملك لأجله هرماً من عرق الفلاحين المصريين والأفريقيين والآسيويين لصاحبة حذاء شغلت بحذاءه خيال ملك انجرف نحو الأحذية وترك الثقافة والسياسة وأهمل روادها ولم يبن ولا حتى خيمة لمثقف أو لصاحب قصيدة جميلة تبتز الحذاء.

ترى هل كان حذاء السندريلا هو أول حذاء وجده الملك (الإخلامي الهكسوسي) ؟ أم أنه وجد قبل حذاء السندريلا أحذية كثيرة وأهملها كونها كانت كبيرة الحجم؟

وما هي توقعاتكم لو ألقى النسر بحذائي أنا بجانب ذلك الملك ؟ ما ذا سيحدث ؟
من المحتمل أنني كنت سأحظى بتهمة الإساءة ومن المؤكد أنني سأواجه توقيع أقصى أنواع العقوبات الجنائية بحقي وهي القتل بوضعي على (الخازوق ) وهذا أسلوب عرفه الهكسوس منذ القديم حيث كانوا يضعون أعداءهم على الخوازيق.
وما هي توقعاتكم لو وجد اليوم أحد الناس حذائي ما الذي سيحدث من المؤكد أنه سيهمله في نفس الوقت الذي لو وجد فيه حذاء نسوياً جميلاً من المؤكد أنه سيفعل خيراً بالبحث عن صاحبة الحذاء لكي يرد الأمانة إلى أهلها .

كثيرة هي الأحذية التي نجدها في الطريق ولا نسأل عن أصحابها , وكثيرة هي القصائد التي نحبها ولا نسألُ عن أصحابها , وكثيرة هي اللوحات الفنية التي نجدها في الطريق ولا نسأل عن أصحابها , وكثيرة هي الأشياء التي نلقاها ولا نبحث عن أصحابها , لأننا لا نتمتع بأخيلة الرجال الكبار حين يجدون حذاء أو سنتيانة أو غياراً داخلياً ينسجون حول صاحبته الأخيلة , وسمعتُ مرة قصة تقول بأن رجلاً وجد سنتيانة كان الهواء قد حملها من بيت الجيران إلى الشارع فضربها الرجل برجله كما يضرب أي كرتونه على الرصيف وحين طارت أمامه قال : شو هذي فارغه ؟

إن حذاء السندريلا لم يكن مصنوعاً من الزجاج ولا من الورق المقوى كما نشاهده في ألعاب الأطفال



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية سعاد حسني1
- عرب شات
- المواطن العربي 2
- عداد التكسي
- حظك هذا العام
- السندباد الأردني
- مستويات هابطة
- كانت أمي2
- وزارة الثقافة الأردنية دون بيان الأسباب
- كانت أمي1
- لو تعتنق أوروبا الإسلام
- كان أبي
- سيرة أمي المرضية
- أمي على مائدة الطعام
- اللغة السريانية والمسجد الأقصى
- الخلفيه الثقافيه
- الحياة العامة في الأردن3
- العلاج بالقرآن الكريم
- من نوادر البخلاء
- بيت الكرم1


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - حذاء السندريلا