أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الفقاعة الصحوية














المزيد.....

الفقاعة الصحوية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2893 - 2010 / 1 / 19 - 14:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انفجرت، في هذه الأيام، وعلى نحو هزلي ومؤلم، الفقاعة الدينية على شكل تناحر، وتلاسن، وتلاعن، وفتوى وفتوى مضادة، وتباعد بين رجال دين "أفاضل"، وكبار، ومن رموز ما يسمى بالصحوة المباركة. فمن انفجار فقاعة العريفي عن التسامح، ذاك الذي حشر نفسه ودينه في مسألة محض سياسية ووظفها لصالح تيار وجناح سياسي وعسكري، واستتبع ذلك بسلسلة من الآراء ووجهات النظر والمواقف المؤيدة لما قاله الشيخ العريفي، والمواقف المنددة والرافضة والمستهجنة لما قال وعلى رأسها رأي هام من الشيخ عبد المحسن العبيكان المستشار بالديوان الملكي الذي رفض جنوح العريفي جملة وتفصيلاً، فيما بدا كفقاعة دينية تنفجر أمام جميع الناس ووسائل الإعلام والرأي العام الذي وقف مدهوشاً يتابع هول ما يرى ويسمع بين مصدق وغير مصدق، فها هي لغة التخوين والتكفير والصد والرد، تنتقل إلى داخل الكهنوت الديني، الذي بدا متماسكاً وعصياً على الاختراق لوقت ما، وبعد أن كانت تلك اللغة التكريهية التأجيجية التخوينية موجهة إلى خارجه. ومن ثم ننتقل إلى القضية الأكبر في مسألة انفجار الفقاعة الدينية وهي قضية الجدار الفولاذي العازل الذي تقوم حكومة السيد الرئيس المؤمن حسني مبارك، ببنائه لمنع تهريب الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية الضرورية إلى داخل غزة وشعبها المحاصر الذي يعاني الكثير جراء ذاك الحصار الجائر. فقد تدخل سماحة الشيخ الجليل يوسف القرضاوي، وأقحم نفسه بشدة في هذا الصراع السياسي، مفتياً بحرمة بناء الجدار، ومطالباً برجم الرئيس الفلسطيني محمود عباس من منبره في مسجد عمر بن الخطاب في الدوحة رغم أن عباس وعائلته يحملون الجنسية القطرية. فأتته عاصفة من الردود بين مؤيد ومعارض، ومنها مطالبة إياه بالتراجع عن كلامه وفتواه، فيما كان الأزهر الشريف، نفسه، وعلى لسان مجمع البحوث الإسلامية قد أصدر بياناً لوذعياً وقوياً حاسماً وقاطعاً يؤيد فيه بناء الجدار العازل:"لما في ذلك من مصلحة وأمن مصر كما جاء فيه".

الأمر الخطر في الموضوع هو استخدام كلا الفريقين، الرافض والمؤيد، لحجج وأقوال وإسناد من القرآن والسنة والسيرة يدعم موقفه وحجته ويجعل منها أمراً شرعياً حلالاً ومقبولاً لكل من يتبنى أياً من الموقفين، فإن كنت مع بناء الجدار فأنت في السليم و"حتدخل الجنة" بإذن الله، وإن كنت ضد بناء الجدار فأنت أيضاً "في السليم وحتدخل الجنة بإذن الله". وإن كان على النقيض من الطرف الآخر، ما يجعل جموع المؤمنين، في حيرة وذهول وقلق وضياع حيال ذلك، ما يطرح بالتالي، أسئلة كثيرة حول كثير من قضايا الحلال والحرام، حين بالإمكان أن يحول رجال الدين الحلال إلى حرامً، في زمن ومكان ومصلحة ما، وحين بالإمكان أن يحول الحرام حلالاً في زمن ومكان ولمصلحة ما، وبالتالي طرح أسئلة حول شرعية وأحقية إتباع فتاوى العلماء في كثير من الإشكاليات. الأمر الذي بات يقضي، وبضرورة ملحة، أن يبقى الدين ورجاله بعيدون عن شؤون الحياة، وفصله كلياً عن شؤون الناس. وحفاظاً له على هيبته ومكانته وقيمته بات من الضروري حصره بالعبادات والجانب الروحي المحض المتعلق بعلاقة الإنسان بخالقه، وعدم حشره، وإقحامه، وزجـّه في مثل هذه الصراعات، التي أساءت له ولرموزه بالذات، وهزت صورتهم، وخلخلت مكانتهم في أعين الأتباع.

لا شك بأن لما يحصل وجه آخر قد يبدو إيجابياً، ليس شماتة، كلا وحاشى لله، ولكن لجهة كشف وانكشاف حقيقة التوظيف السياسي للديني، واستخداماته الأخرى اللادينية واللاروحية، والتي قد لا تبتغي وجه الحق ووجه الله، كما يقال، وعن خطورة قبول بعض رجال الدين المسيسين للعب دور بيادق، وأدوات في سجالات وصراعات سياسية محضة، وإذعانهم لرغبات ومطامح وأهواء رجال الحكم والسلطة، والتخندق مع مصالح دنيوية، هنا وهناك، وربما الوقوف من غير قصد، مع مصالح دول وأنظمة خارجية وتلبية احتياجاتها وتحقيق مشاريعها، ما قد يستدعي وقفة من عقلاء وحكماء آخرين لتصحيح هذه الأوضاع الشاذة والخطرة التي لن تجلب لأصحابها سوى الخيبة وسواد الوجه.

إذن انفجرت فقاعة الصحوة والإسلام السياسي على هذا النحو المحزن وبانت تناقضاته المريعة وتحمل تباشير أفول نجمه وانهياره، بعد أن تستر بالورع والتقوى وابتغاء وجه الله، ورفع الغطاء عن حقيقة توجهاته وقابلية "استخداماته" في شتى المواقف والاتجاهات، ولكافة الغايات الثورية والانهزامية، التقدمية والرجعية، "المعية والضدية"، كما انفجرت، وانهارت، بالأمس فقاعات مدن الملح، وعلى نحو محزن وبائس هي الأخرى، والتي تبين أنها كانت قائمة، أيضاً، على الوهم والسراب والخداع.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في جدل الغزو البدوي
- فرمان لاختيار عاصمة للثقافة العربية
- عربي سوري أم سوري عربي؟
- تركيا بين الأردوغانية والأتاتوركية
- الرد الأردوغاني المزلزل
- العهدة العمرية والوزير الفصيح
- سوريا وأمريكا والمعاملة بالمثل
- العريفي وتفسيق آيات الله
- همام البلوي: أيهما أجدى للمسلمين؟
- وانكشفت جميع العورات
- يوميات إعرابي بدوي في ديار الإيمان
- تجريم الخطاب الصحوي
- الاستخبارات الأمريكية من فشل لآخر
- المنظومة الفارسية: مدن صناعية ومعسكرات عمل
- هل سقطت دولة الخلافة فعلاً؟
- هل القاعدة تنظيم إيراني؟
- رسالة من جماعة القرضاوي
- آلهة العصر الحديث
- لماذا لا يقاطع القرضاوي، فعلاً، المسيحيين؟
- هل يسقط نظام الملالي في إيران؟


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الفقاعة الصحوية