أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الجوانب الايجابية و السلبية لقرارات هيئة المسائلة و العدالة















المزيد.....

الجوانب الايجابية و السلبية لقرارات هيئة المسائلة و العدالة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2890 - 2010 / 1 / 16 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك ان اجتثاث البعث و كل ما يمت به من صلة لامر ايجابي و واجب التنفيذ مهما كانت الامور التي تحدث و تصدر جراء تحقيق ذلك الهدف من الضرر المرحلي المؤقت بشكل عام، و ما تفرز منه من السلبيات لعدم تكامل العملية السياسية و ما تطلبها من الوقت و الاسس و الاليات و العوامل الضرورية للوصول الى الهدف المنشود بعد التغيير الذي شهده العراق بعد سقوط الدكتاتورية البغيضة.
و نحن على ابواب الانتخابات البرلمانية الجديدة و ما تشهدها الساحة السياسية العراقية من التفاعلات و سخونة المشاهد و المواقف، و ما يصدر من هذه الهيئة و ان كانت عليها تساؤلات من الاطراف المختلفة سوى كانت مغرضة او قانونية او سياسية تطرحها جهات معتدلة لشكوكها في ما وراء تلك القرارات و الدوافع الحقيقية و ليست في عملية اجتثاث البعث بحد ذاتها و التي يتفق عليها النسبة العالية من العراقيين، و ربما النظرة و الريبة من استقلالية الهيئة و مدى مهنيتها و عدم تاثرها بالاحزاب و ما تمتلكه السلطة . و ستوضح تلك القرارات العديد من التوجهات و ستعطي معاني و مدلولات مختلفة و ستكون لها التاثيرات المباشرة على العملية السياسية و بالاخص نتائج الانتخابات المنتظرة. و من المؤكد ان هذه القرارات التي هيجت الساحة و التي يمكن ان تغيٌر الاحتمالات و ما ستنتجه الانتخابات، الا انها يمكن ان تكون جرس انذار للقوى المتشددة و المتطرفة و الميالة الى ما يؤمن به البعث، و منها العاملة على استغلال الواقع و ما بقت من ترسبات ذلك الحزب المقيت و من انقاضه و بقاياه و هو يتامل في العودة، ويجب ان يعيدوا النظر في عملهم و توجهاتهم و ليعلموا ان طريق العودة الى الماضي مستحيلة و مغلق امامهم تماما، و كذلك هي اعلام و توبيخ و انذار للقوى الخارجية على انهم لن يقدروا على تحقيق مرامهم و سيواجهون السد المنيع قانونيا، و ليس امامهم الا الاعتراف بالواقع السياسي الثقافي الاجتماعي الاقتصادي الجديد في العراق الجديد.
ان لم نقرا هذه القرارات لهيئة المسائلة و العدالة من الزاوية الطائفية او القومية الشوفينية و درسناها موضوعيا و استنادا على قانونيتها و دستوريا وفق المادة السابعة، فيمكننا ان نعتمد على الشروط الضرورية الواجب وجودها في من يمكن ان يعتلي منصة البرلمان الذي يكون لاي موقف يصدر منه تاثير مباشر على حياة المجتمع و يهم جميع الفئات، و هذا ما يؤخذ به في جميع انحاء العالم و منهم الاكثر ديموقراطية مما نراه، و في مقدمة تلك الشروط عدم ارتكاب المرشح جناية مخلة بالشرف او اضر بالمصالح العامة للوطن، و لا يمكن ان يكون من كان منتميا الى البعث فكرا و عقيدة و انتمائا حقيقيا ان يكون بعيدا عن تلك الصفات لا بل كانت تربيتهم مبنية على تلك الاخلاقيات البذيئة المشينة ، هذا عدا ما مارسوه من الاعتدائات التي يدنا لها الجبين ، و العقلية الانسانية لن تقبل بها مهما كانت المسببات و الدوافع.
من يتبع ردود الفعل الاولية للاطراف و الشخصيات المشمولة بالاجتثاث يتاكد بان هؤلاء يعملون على اثارة النعرة الطائفية و يعملون على تهيج الشارع العراقي و الفوضى من اجل اجبار المهتمين بهذه القرارات لاعادة النظر فيها ، و هذا ما يؤكد مدى ارتباط تلك الاطراف بخطط و اجندات بقايا البعث و يعملون على احيائهم و يضحون من اجل بقاء رائحتهم و هم مستمرون على ما اقترفت ايديهم و بمساعدة القوى الخارجية المتصارعة مع الاخرى و التي لهم الدور البارز على الساحة السياسية العراقية. و هنا يمكن ان نتوقع تغييرا في الخارطة السياسية العراقية المقبلة و تكون لها التاثيرات المباشرة على التحالفات و المواقع و من يفوز بها حتما.
اما من الناحية الاخرى، فان اتباع هذه الطريقة و استمرارها في المراحل القادمة ستكون لها تاثيراتها السلبية على العملية الديموقراطية و ما تمس الحرية و المباديء الاساسية للعملية السياسية الجديدة برمتها و التي لا يمكن الا بوجودها ان يرسى العراق على شاطيء الامان، و ربما يمكن ان تتمادى الهيئة المعنية و تخرج الى خارج حدود صلاحياتها و ما تعني بها و يمكن ان تخضع لضغوطات السلطة المقبلة لتحديد شروط القبول او الرفض لاي مرشح في اية انتخابات قادمة كما نرى في العديد من الدول، و يمكن ان تُستخدم كمطرقة بيد السلطة و تستعملها في الوقت المناسب و لمصلحتها الخاصة من جميع النواحي، هذا ما يخشى منه و ما تفرزه من الجانب السلبي، و بوضع الاسس القانونية الديموقراطية السليمة على عملها و بشروط حاسمة و حازمة يمكن ان تمنع خروجها من الاطر المعينة لها ، و هذا هو المطلوب في المستقبل القريب.
و اولى مهام السلطة القادمة هو ان تخضع هذه الهيئة لسلطات البرلان القادم لوحده في تحددي و تجديد و بيان اطر صلاحياتها و حصرها قانونيا كما هو الحال للمحكة الاتحادية العليا التي لها المكانة المرموقة و المصداقية في عملها ، و يجب ان تكون هذه الهيئة مشاركا و متعاونا و متشاورا معها و تخضع لقراراتها و منفذا لها و من ثم يجب ان يكون الراي النهائي للبرلمان القادم و ليس للهيئة المعينة من قبل السلطة التنفيذية.
ما بين تلك الايجابيات و السلبيات نعتقد ان هذه القرارات التي تكون عادلة و ضمن شروط المتفق عليها واجبة الوجود في هذه المرحلة خصوصا لما فيه العراق من الوضع الخاص و من التدخلات و الخروقات من الجهات العديدة الاقليمية كانت ام عالمية ، و بتغيير المراحل و ظهور المستجدات و اطمئنان الشعب و انهاء و قطع دابر البعث سيكون لكل حادث حديث في حينه. و اليوم و ما نحن فيه فان قرارات هذه الهيئة لها الايجابيات الكثيرة و الضرورية و التي يتطلبها الوضع الراهن و ما فيه العراق من النواحي السياسية الثقافية الاجتماعية الاقتصادية، و ستتوضح الطريق السليم للجميع في اداء الواجبات الاساسية للعملية السياسية و ما يقع على عاتقهم و لم يتجرا الاخرون من المغرضين و المتآمرين على التمادي اكثر مما يفعلون اليوم دون رادع قوي لهم .
ما يهم اغلبية الشعب العراقي و هم من الكادحين و الفقراء المعدمين ان تستقر الاوضاع و يستتب الامن و يعم السلام و الوئام و يتلقوا الخدمات العامة الضرورية التي تهمهم قبل اي شيء اخر، و هذا لا يمكن ان يتم بعيدا عن السلطة الوطنية و الحرية و الديموقراطية و العمل على توفير الحد المطلوب من العدالة الاجتماعية و المساواة بعيدا عن تاثر فئة معينة على حساب الفئات و المكونات الاخرى، وبوجود القلق و الخوف المستمر من عودة البعث لم تطمئن هذه المكونات الكادحة التي هي وقود كافة الحركات التحررية و هم طليعة المضحين ، لذا ستكون هذه القرارات لصالحهم قبل غيرهم في النتيجة و كتحصيل حاصل لنتاجات العملية السياسية المعتمدة على خدمتهم ، و لم يكن البعث الا عالة عليهم قبل غيرهم .






#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا التوسل من ما سموها بقوى ( الاحتلال ) حتى الامس القريب ...
- ازدواجية تعامل الجامعة العربية مع القضايا العامة
- هل الخلافات بين القوى العراقية مبدئية ام مصلحية؟
- كافة المؤسسات بحاجة دائمة الى الاصلاح و التغيير
- هل من المعقول ان نحتفل بعيد الجيش في هذا اليوم
- كيف يختار الناخب افضل مرشح في الانتخابات
- ايران تغلي و ستكتمل الطبخة
- المرحلة القادمة تقربنا خطوات من عملية قطع دابر الارهاب
- استراتيجية عمل القوى السياسية في مجلس النواب القادم
- تكمن المشكلة في استقلالية العمل او عدمها
- لمن يصوت الكادح في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- هل المهرجانات تستنهض الثقافة العامة للمجتمع ؟
- هل التصويت في الانتخابات القادمة يكون عقلانيا ؟
- المحطة الحاسمة لتخطي الصعاب في العراق الجديد
- لم يخسر الكورد في كوردستان تركيا شيئا
- ما يحمله المتطرفون يزيحه العراق الجديد
- الديموقراطية التركية امام مفترق الطرق
- الحوار منبر لليسار الواقعي ايضا
- استئصال البعث بمحو فلسفته ومضمونه و اثاره و ليس باشخاصه
- الجهات السياسية بين الواقع و التغيير المطلوب


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - الجوانب الايجابية و السلبية لقرارات هيئة المسائلة و العدالة