أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصارعبدالله - هزيمة وانتصار














المزيد.....

هزيمة وانتصار


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2888 - 2010 / 1 / 14 - 02:42
المحور: كتابات ساخرة
    


فى أسبوع واحد شهدت مصر فى المجال الرياضى هزيمة لها دلالتها، وانتصارا له أيضا دلالته ،... الهزيمة رغم وطأتها الثقيلة الفادحة لم يشعر بها أحد تقريبا ( وهذه فى حد ذاتها هزيمة.أخرى...)، ...الهزيمة رغم فداحتها لم يصدر إزاءها أى رد فعل أوتعبير من أى نوع سواء على مستوى رجل الشارع أو على مستوى القيادات السياسية أو من جانب الإعلام ( فيما عدا خبر نشرته على استحياء إحدى الصحف اليومية المستقلة )، أما الإنتصار فقد هلل له الكثيرون بطبيعة الحال سواء على المستوى الشعبى أو الرسمى أو الإعلامى ، ..الهزيمة كان مجالها رياضة ذهنية هى الشطرنج، حيث انهزم فريقنا القومى 3-1 أمام إسرائيل، نعم أمام إسرائيل فى بطولة العالم التى أقيمت فى مدينة بورصة التركية، أما الإنتصار ـ كما هو معروف ـ فقد كان على نيجريا فى مجال كرة القدم ، أيضا 3-1، ....الهزيمة أمام إسرائيل كانت هزيمة مركبة تشتمل فى ثناياها على أكثر من هزيمة فى آن واحد، وأولى تلك الهزائم تتمثل فى قبول الإتحاد المصرى للشطرنج أن يشارك جنبا إلى جنب مع إسرائيل فى بطولة واحدة فى هذا التوقيت بالذات الذى مازالت إسرائيل تواصل فيه ممارساتها العنصرية الإجرامية، ومازالت تبتلع المزيد من الأراضى العربية بينما أصحابها الحقيقيون لاجئون يعيشون فى الشتات، ...كم هى هزيمة أليمة أن يتحدى الإتحاد المصرى مشاعر المصريين الذين ما زالت أغلبيتهم الغالبة تتمسك بما تبقى لها من أوراق المقاومة الرمزية، وما زالت تتبنى ورقة المقاومة السلبية المتمثلة فى رفض التطبيع مع إسرائيل بأية وسيلة من شأنها أن تلقى على وجود الكيان الإسرائيلى غطاء أخلاقيا لا يستحقه، وتحوله فى أعين العالم من كائن وحشى إلى كائن بشرى طبيعى جدير بالمعاملة الطبيعية، وبوجه خاص فما زالت الأغلبية الغالبة من أبناء الشعب المصرى ترفض المشاركة معه فى أى نشاط رياضى حتى لو كان هذا النشاط الرياضى نخبويا تقتصر ممارسته والإهنمام به على شرائح محدودة من الناس، وهو نفس الموقف الذى سبق أن اتخذه العالم بأكمله ضد النظام العنصرى فى جنوب أفريقيا قبل أن يسقط ذلك النظام ، وأما ثانى الهزائم التى تتكون منها تلك الهزيمة المركبة فهى أن مصر قد فشلت أصلا فى إعداد منتخب قادر على المنافسة وتحقيق مراكز عالمية مشرفة رغم وجود لاعبين أفذاذ من طراز خالد عبدالرازق مثلا ، والواقع أن الفشل فى مثل هذا المجال ليس مجرد عجز أو إهمال فى تكوين فريق ولكنه يمثل قبل ذلك وإلى جانب ذلك سيادة عقلية معينة على المستويين الشعبى والرسمى، عقلية لا تؤمن بالدراسة العلمية لتحقيق النصر، وهو ما يجعل من الفريق المصرى بعيدا كل البعد عن المنافسة الجدية العالمية فى مجال الشطرنج الذى لا يتحقق النصر فيه إلا باجتماع عاملين هما :الموهية الفردية ثم الدراسة الواعية المتعمقة لمبادىء وتكتيكات واستراتيجيات الشطرنج ، ومن ثم فإن أقصى ما يمكن أن يطمح إليه أناس من أصحاب الثقافة الفهلوية والإتكالية فى مجال الرياضات الذهنية هو أن يحققوا نصرا ساحقا فى لعبة الطاولة حيث يمكن للاعبين متوسطى المهارة ـ إذا حالفهم الحظ ـ أن ينزلوا الهزائم الساحقة المتوالية بأكثر اللاعبين خبرة ومهارة ،!! ، أما فى الشطرنج فإن ذلك مستحيل تماما ، ( إن كلا من اللعبتين عنوان لمنهج كامل ومتكامل فى الحياة )، وفيما أتصور فإن سيادة مثل هذه العقلية الإرتجالية الإتكالية هو فى حد ذاته واحد من الأسباب التى حالت بين أن يصبح الشطرنج لعبة شعبية واسعة النطاق ، وفرضت عليه أن يظل لعبة نخبوية ، و هو ما ترتب عليه بالتالى عدم الإهتمام من جانب القيادات السياسية بهذه اللعبة ، باعتبار أنها لا تستحق محاولة استثمارها على نحو مؤثر لصالح بقائهم هم أنفسهم فى مقاعد الحكم والسيطرة ، وهذا هو فيما أتصور جوهر هذه المشكلة ، وهذا هو أيضا جوهرمشكلات أخرى عديدة .



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد كامل ( 2)
- أحمد كامل (1)
- صاحب المعالى
- ترتيبنا فى الشفافية
- عن جامعة القاهرة
- شخصيتان من تاسا
- تلك النهاية المروعة
- الإقطاعى الوحيد المتبقى فى مصر
- ذكرى رحيل فارس نبيل
- أيام مجاور
- كتاب الأهرام
- عام البغلة
- الدستور يناقض الدستور!!
- الرسام الضرير
- عقوبة الإخصاء!!
- صورة من الذاكرة
- الخنزير الذى أكل خنزيرا
- تحية إلى البديل
- العجوزة ... ونوال
- فوز الليبية


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نصارعبدالله - هزيمة وانتصار