أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - صراع الغرب والإسلام الآن














المزيد.....

صراع الغرب والإسلام الآن


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 19:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتحدد الغرب المسيطر الآن بالقوى المتنفذة من الطبقات الرأسمالية التي هيمنت عليه خلال القرون الأخيرة، واتاحت بعض الحريات والتطور الاجتماعي الذي كان أيضاً من نضال القوى الشعبية العاملة، وقد حدد الغرب خلال الفترة الأخيرة سياسته بالسيطرة على الموارد الثمينة في البلدان العربية والإسلامية، ومنعها من التوجه إلى الاشتراكية في العقود السابقة، ومنعها من الوقوع تحت أيدي القوى الدينية المتشددة، حسب تعبيراته.
كما عمل على تقويض الأنظمة "الاشتراكية" السابقة ودفعها إلى الانهيار عبر سباق التسلح وغير هذا من السياسات التي شكلت عالم ما بعد الحرب الباردة، أي سيادات رأسماليات غربية على رأسماليات متخلفة في العالم الآخر.
وفي سياق السيطرات هذه هناك ثيمة السيطرة الدينية والثقافية، وتعطي مجمل هذه السيطرات نفخاً في الدول ذات الإرث اليهودي - المسيحي كإسرائيل وجنوب افريقيا، ونشراً لهذه الثقافة الدينية اليمينية التي هي أداة أخرى للمقاربة مع هيمنة الرأسمالية الغربية المتطورة.
ويأتي في سياق هذا توسيع دور حلف شمال الأطلسي ونشره في القارات والمحيطات الأخرى.
إن هذه السياسة تؤدي إلى معارضة قارات الفقر والتبعية خاصة في البلدان ذات التطور الرأسمالي المتدني وذات التقاليد الدينية المسيطرة التي لم تكتسبْ أي انفتاح خلال حكم الغرب نفسه كباكستان، التي فـَرضت عليها سيطراته المديدة حكومات عسكرية ضخمت دور الجيش وقواه البيروقراطية والعنفية والاستخباراتية الفاسدة، ثم جاء استخدام الدين بصورة ابتذالية ديماغوجية كما حدث في حروب افغانستان المرعبة.
وليست الحال بالدول الإسلامية الأخرى يختلفُ كثيراً عن الحال في مثلث باكستان وافغانستان وإيران.
والحكومات الغربية الرئيسية في كل بلد على حدة ومجتمعة كذلك وهي الحكومات المتبدلة، لا تعترف بسياساتها السابقة، نظراً لتعدد الأحزاب والقوى السياسية المتعاقبة، ولا تعترف بسيطرة الأغنياء الكبار فيها، المعبرون عن طبقات معينة شبه خالدة على سدة الحكم.
لا تعترف بأن السياسات الحاكمة الرأسمالية المسيطرة على خرائط الدول الأخرى وثرواتها هي سبب احتدام العالم بالصراعات، وأنها هي التي توقد النيران في حطب الاستغلال والامتيازات ونفوذ الشركات.
ومن الواضح ان حكومات الأقليات الرأسماليات الغربية البرلمانية لم تجذر العلمانية السياسية، فقد حملت وحمت مضمون اليهودية - المسيحية السياسية، وبالتالي عبرت عن سياسات يمينية رأسمالية دينية، وظهرت بمظهر المستمر في عمليات الحروب الصليبية ولكن بأشكالٍ أخرى، وهي تظهرُ للعامةِ البسطاء المسلمين بمضمونها الحقيقي وليس بشكلِها الحضاري المزوق ثقافيا.
ويبدو ذلك واضحاً في بؤرة العالم العربي - الإسلامي وبؤرة المشكلات بين الغرب والعرب والمسلمين وهي مشكلة إسرائيل كدولةٍ دينية توسعية دكتاتورية.
لقد كان يُنتظر من علمانية الغرب تذويب اليهود كمواطنين متساوين مع إتباع الديانات الأخرى فيها، وبتكوين علمانية حقيقية تنزع الطابع الديني عن الدول الغربية، وعن السياسة الغربية، وليس بخلق جيتو كبير مسلح حتى أسنانه وذي مظهر علماني زائف، وقد تجلى أخيراً بشكل صارخ فيما يُسمى الاعتراف بيهودية إسرائيل، وهو أمرٌ يقوضُ العلمانية في العالم الإسلامي كذلك.
وبضرب الغرب للتجارب "الاشتراكية" والقومية التحررية لم تبق من كيانات مستقلة سوى الأشكال العبادية التي تحولت إلى أشكالٍ جهادية. وكان الإبقاءُ على الدول المحافظة العربية الإسلامية ذات الموارد الغنية المُستنزفة يكملُ صورة الحروب الصليبية، خاصة مع نشر "الحريات" فيها، التي تعني توسيع حضور الثقافة الدينية اليهودية - المسيحية اليمينية، ثم تفجير الصراعات الدينية بسبب ذلك وبأسباب أخرى.
هذه البؤر الإشكالية أوجدت الحربَ الراهنة بين العالم الإسلامي والغرب الحاكم في العالم، وتم جر القوى العسكرية الغربية لحروبِ عصاباتٍ طويلة في المناطق الإسلامية الجبلية والوعرة، وهي حروبُ عصاباتٍ سوف تطول وتنهزم فيها جيوشُ الغرب وتؤدي إلى تغييرات كاسحة رهيبة في المنطقة.
لم تعد القوى العربية والإسلامية المحافظة بقادرة على وقف هذا الطوفان، لبطءِ سياسات التغيير والإصلاح فيها، خاصة في جذب المناطق الصحراوية والريفية والمدن الفقيرة إلى التنمية والتحديث، ولإرتباط هذه السياسات بعقد المصالح المتواشجة مع مصالح الغرب الرأسمالية، مما يجعل الحروب هي العملية "التنموية المستدامة" لتقوية الجيوش وشركات التسلح على ضفتي العالمين الغربي والشرقي وهدرها للميزانيات والموارد.
الصدامُ (الجوهري): غربُ الشركات والجيوش غير الديمقراطي وغير العلماني وشرقُ التدين والعداوة المطلقة، صدام يقود إلى استنفار الشرق لكل مخزوناته الرهيبة، وشحن الثارات والارهاب، وجر المزيد من السكان للعمليات الفوضوية والعنفية، وهذه كلها سوف تنعكس على حياة المواطنين الغربيين وفقدانهم ذويهم واحتجاجاتهم على سياسات الحروب.
ومن الضروري هنا عدم ربط هذه الحرب الكلية بمنظمة وجماعة وبدولة ما ربطا إطلاقيا، فالمسألة كما رأينا هي كلية عامة مركبة ومعقدة، والصدام الجوهري المدمر يأخذ طريقه بفضل الضربات العسكرية وجمود الرؤى السياسية عند كلا الجانبين.
إنها حربُ عصاباتٍ طويلة تغدو تاريخية أكثر فأكثر لا يخسر المهاجمون فيها الكثير ويتعرض الغرب لنزيف بشري وتنام للعنف وسيطرات العسكر.
خسائرٌ على الجانبين وتدهورٌ عامٌ وآفاق سياسية مشحونة بالتخلف والكراهية.
تسود لدى الغرب الحاكم الراهن لحل هذه الإشكالية الكبرى الحلول الجزئية والنظرات القاصرة، بسببِ كونِها تعبيرا عن سيطراته الطبقية، على المستويين المحلي والعالمي، وإذا لم تتوسع القوى الديمقراطية الغربية والعلمانية والسلمية لتفرض رؤاها على مراكز القرار، فإن الحرب تغدو مفتوحة، ومفيدة للقوى التي تشعلها، ويدفع المواطنون في الغرب والشرق أثمان هذه السياسات الدموية والمتعصبة.





#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية والبداوة
- الطبقة العاملة الهندية في البحرين (2)
- الثورات والاقتصاديات المشوهة
- الحرس: عقدة المشكلة
- حوار مع العفيف الأخضر (3 - 3)
- حوار مع العفيف الأخضر (2 - 3)
- حوار مع العفيف الأخضر ( 1 3)
- جذور الرأسمالية في الخليج
- العمال بين الرأسماليتين
- مخاطرُ الصراعات العسكرية في الخليج والجزيرة
- التناقض الرئيسي في الرأسمالية الحكومية
- لماذا لم يكن الحراكُ الجنوبي في الشمال؟
- تحديات العلمانية البحرينية (1)
- العدو يأتي من الداخل
- عمال المدن وعمال القرى
- إعادة البناء في العالم النامي
- الحرس الثوري والبلوش
- ما قبل وما بعد الرأسمالية الحكومية
- إعادة البناء الوطني
- تعريف العلمانية (3 - 3)


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - صراع الغرب والإسلام الآن