أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - العدو يأتي من الداخل














المزيد.....

العدو يأتي من الداخل


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2813 - 2009 / 10 / 28 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لاتزال حكوماتُ المنطقة تعيش على مقولة إن أسباب المشكلات والتمردات تعود للخارج كلية، وإنها بريئة من أي مشكلات، مقولة سمعناها من الحكومة الإيرانية ونسمعها من الحكومة اليمنية في شهور نارية!
إن هذه الحكومات وغيرها المماثلة لا تؤمن بالتاريخ، بوجود بُنى اجتماعية فيها صراعاتٌ وتناقضاتٌ وأنها تتطور أو تتصدع أو تتفسخ حين لا يسمح للقوى الداخلية أن تظهر!
وتؤمن على العكس بأن النظامَ - أي نظام - هو عالمٌ سكوني ثابتٌ راسخ.
رؤية تعود لزمن الفراعنة، وأن الشعوب كم ساكن فارغ، وأنها هي الموجود المطلق المتحد برب الأرباب، وهي رؤية عميقة الاستبداد، ضحلة المستوى، متحجرة، غير إنسانية!
بعد كل جهاد الأديان السماوية، بعد جهاد القرآن ضد الفرعونية، بعد تضحيات السلف والأئمة، بعد نضالات الحداثة وشهداء معارك التحرير، يطل علينا هذا الوعي الذي لا يقبل الحوار مع الشعوب المطحونة بالمدافع والغلاء والاستغلال!
أو يحيل الديمقراطيات إلى لعبة.
كيف تدهورنا هكذا؟
كيف غاب سعد زغلول، كيف مات الوفد، كيف ذبلت الاستنارة، كيف صار مصدق تمثالاً من الشمع، ولماذا (أبطالنا) دائماً من هؤلاء الضباط وأرهابيي الجبال الذين لا يريدون أن يتركونا بسلام، بعيش مثل بقية الآدميين على هذه الكرة الأرضية الفسيحة؟!
ولماذا جاء السلال بتخلفه وفرض تخلفاً على اليمن، ليصير جمهورية القات في أكبر إنجازاته وليتخرج ألوف من مثقفي القات والانتهازية؟!
ويصبحُ ذبحُ الشعب ثورةً، كما يصبح خنق شعب آخر ثورة؟!
لماذا تقوم الجمهوريات، وهي الأمل، وهي الرمز الذي ناضل من أجله الملايين وضحوا، بترفيع المَلكيات وجعلها نموذجاً وبجعل الجمهوريات مسخرة؟!
حين يقول الإعلام الجمهوري مثل بقية الإعلامات إن المشكلات سببها الخارج، وان الجسم الوطني سليم معافى، فهو يرفض أبسط لغة السياسة وكون الصراعات داخلية بشكل رئيسي، وأن التأثيرات الخارجية ممكنة فقط في حالة وجود مشكلات داخلية عميقة، ومن دون هذه المشكلات الداخلية العميقة، يستحيل أن تتحرك قوى شعبية واسعة في البلد.
لا يتم تحويل الجمهوريات إلى مسخرة إلا بتشكيل قمع غير مسبوق في هذه الدول، وتتحول الجيوش إلى عصابات باعتْ الدينَ من أجل الدنيا، وطلبتْ الجنانَ والكراسي والشركات فسلختْ جلودَ الشعوب، وداست على كل قيم الأديان والأفكار الحديثة الإنسانية، لكون ضباطها الكبار الذين لم يعرفوا طريقاً للنعمة، أرادوا الغنى العريض من خلال فوهات الدبابات!
من ثكناتهم المتواضعة، ومن مراتبهم البسيطة، حطموا العلاقات الوطنية والإنسانية، وعبر شعارات ثورية زائفة، يريدون أن يكونوا أرستقراطيةً جديدة!
لكن الشعوب العربية والإسلامية لم تعد هي نفسها مثلما كانت بعقليات طفولية بريئة، تندفع لتأييد البيانات الثورية الصاخبة، والملطخة بالدماء.
العدو لم يأت من الخارج، العدو جاء من تراكم المشكلات الداخلية، من تراكم جبال الفساد، من المناقصات التي لا ترسو إلا عليهم، من الفوائض التي لا تتراكم إلا في جيوبهم.
العدو يأتي حين سدوا كلَ أبواب الكلام والتعبير، مثل مياه سد مأرب، خلقته فئرانُ المطابخ الحكومية، فتفجرَ بينهم وفاض في الحياة الشعبية غضباً.
والغريب أن هؤلاء الغرباء منتجي الفتن القادمين من الخارج كما تقول الحكومات يبقون كثيراً ويحاربون ببسالة، وينتصرون في مواقع كبيرة، فكيف يغدون عملاء من الخارج؟!
العدو يأتي من الفساد ومن التهام الأراضي الخصبة ومن الشطآنِ الغنيةِ مزرعة البنوك والفنادق، يأتي من المحسوبيات الكبرى، حين تكون الميزانية مفتوحةً للبذخ وبخيلةً تجاه حاجات الفقراء، حين يغدو البترولُ نعمةً في جهةٍ ونقمةً في جهة أخرى!




#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمال المدن وعمال القرى
- إعادة البناء في العالم النامي
- الحرس الثوري والبلوش
- ما قبل وما بعد الرأسمالية الحكومية
- إعادة البناء الوطني
- تعريف العلمانية (3 - 3)
- تعريف العلمانية (2- 3)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا ( 6 - 6)
- تعريفُ العلمانية (1 – 3)
- رمزية ماركس وشبحية دريدا (5 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا ( 4 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا (3 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا (2 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا (1 - 6)
- الوعي الديني والرأسمالية الحكومية
- الدين والمطلق
- شخصية مير حسين موسوي السياسية
- السياسات الفاشية
- المستوى السياسي للمعارضات العربية
- جامعة البحرين والحرية الفكرية


المزيد.....




- القاديانية.. 135 عاما من الجدل حول النبوة والانتماء للإسلام ...
- ماذا قال ترامب عن-نتائج- الضربات على المواقع النووية الإيران ...
- الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة ...
- كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد ...
- روسيا تشن -هجوما كبيرا- بالمسيّرات على كييف
- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - العدو يأتي من الداخل