أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - لماذا لم يكن الحراكُ الجنوبي في الشمال؟














المزيد.....

لماذا لم يكن الحراكُ الجنوبي في الشمال؟


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 21:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


صراعات مذهبية واجتماعية وسياسية متداخلة، ودكتاتوريات تتصارع على أجساد الشعوب، والموارد تضيع مرة على البذخ ومرات على الحروب ومن أجل استمرار البذخ!
ما الذي قلب الزيدية في اليمن على الشافعية؟ ما الذي جعلها تتغير من الموادعة والسلام إلى الحرب؟
على مدى سنين كانت الزيديةُ متميزة ومغايرة لبقية المذاهب الشيعية، وكانت مقاربة لأهل السنة، حيث ترفض شتم بعض رموز الصحابة، وتطرح مقاربة تاريخية معتدلة في مسألة الخلافة الإسلامية الأولى، ولكن حكم الزيدية أو الشافعية أو غيرهما من المذاهب للعامة الإسلامية لم يكن مختلفاً، فحين تتسلط المذاهب المسيسةُ على عامة المسلمين فهي ذاتها من حيث الاستغلال، لا فرق بين درزية تؤمن بالحلول وسنة تؤمن بالبعث.
تفارقت المذاهب المسيسة لليمين عن برنامجية القرآن السياسية، المقاربة لعامة المسلمين ومصالحها، ولهذا حين يحكم أحد المذاهبِ السياسية في فرقة من فرقه، فإنه لا يختلف عن الآخر المذهبي من حيث طابع الحكم الشمولي وخدمة أصحاب النفوذ والمال، ثم هناك تفاصيل لا تغير الجوهر.
وحين نرى كيف تتبدل الزيدية في اليمن من استقلال عن بقية المذاهب الإمامية، إلى اندماج سياسي بالقيادة الإيرانية، فإن هذا لا يعني أي تغيير في بنى المذهب الزيدي، حيث رقدت المذاهب السياسية (الإسلامية) في نوم اجتماعي مشترك، واعتبرت وسادة الأغنياء الكبار هي وسادة نومها السياسية ومصالحها.
وإذ يتبدل وضع الزيدية من حكم متنفذ إلى قوى مهمشة في الساحة اليمنية، ثم إلى قوى منبوذة ومستغلة من عاصمة (جمهورية) عسكرية، وهمشت الاقاليم والجماعات الأخرى وحولت الأحزاب والبرلمان إلى ديكورات، فإن الزيدية السياسية تبحث عن حلفاء ومعاونين، من خلال مستواها المذهبي ومن ثقافتها المحدودة في التصحر الذي تعيش فيه.
لقد حدثت اتصالات على مدى التاريخ بين إيران واليمن وأجزاء الجزيرة العربية الأخرى خاصة، في حراك المذاهب الإسلامية لإنتاج معارضات لحكومات الأقليات، وهو أمر طبيعي، وجزء من قوانين تاريخية متجذرة في حراك الأمم والشعوب الإسلامية، والضعيف يستمد قوة من حليف، وقد جرى ذلك قبل قرون وهو ليس من بدعِ هذه الأيام كما يظن من لم يقرأ التاريخ، لكن المذاهب لا تتغير، وأساسياتها تبقى كما هي، فعلى كثرة تحالفات الدروز فإن مذهب الدروز لم يتغير.
فكل هذا نشاط سياسي خارج عن بنية المذهب، وهي مواقف يقوم بها الزعماء وتتغير مع تغيرهم، والمذاهب كلما وجدت بيئة إصلاحية سلمية، وتبدلت سياسة المركز من العنف إلى التعاون ومن احتكار الثروة إلى توزيع الثروة الوطنية بشكل عقلاني، تنامت العناصر السلمية والديمقراطية داخلها، فلا تلجأ إلى المغامرات العنفية وإلى التحالفات غير الوطنية.
والأمر يتوقف على مدى حكمة أو حماقة الزعماء، فهناك زعماء يقودون للتهلكة والمغامرة وهناك زعماء يبحثون عن حلول وسط وعن تطور وطني عقلاني مشترك.
وقد وُجدت الحكمة الغائبة للأسف في اليمن فصنعاء تمادت في استغلالها وبطشها بالاقاليم وفي التحكم بالثروة الوطنية، وإلا ما ثارت الأقاليم بشكلٍ مشترك ضدها، فإذا كانت صعدة تختلق تآمرا فلماذا الجنوب يتمرد هو الآخر؟ فما تداخل الاضطربات شمالاً وجنوبا إلا بسبب سوء إدارة مركزية!
إن الحاكم الحكيم يقرأ ما هو معتدل وعقلاني في المذاهب الدينية ويستثمره في سياسة توحيدية وطنية، فيعرف احتياجات تلك المناطق الفقيرة ويمدها بالخدمات، وهو أمر يجعل سجاجيد القوى الحادة تُسحب من تحت أقدامها. بل يقوم بالحوار مع زعمائها وقواها الشعبية المختلفة لإقامة تعاون حتى لو كان بحجم شعرة معاوية.
أما أن الحاكم ليس لديه سوى سياسة إرسال الدبابات والمدافع، على طريقة صدام حسين، فإنه يقدم للمتطرفين في الشمال والجنوب أدوات ومبررات ليقوموا بما يقومون به من انتفاضات حمقاء في الشمال وحكيمة عقلانية في الجنوب!





#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات العلمانية البحرينية (1)
- العدو يأتي من الداخل
- عمال المدن وعمال القرى
- إعادة البناء في العالم النامي
- الحرس الثوري والبلوش
- ما قبل وما بعد الرأسمالية الحكومية
- إعادة البناء الوطني
- تعريف العلمانية (3 - 3)
- تعريف العلمانية (2- 3)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا ( 6 - 6)
- تعريفُ العلمانية (1 – 3)
- رمزية ماركس وشبحية دريدا (5 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا ( 4 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا (3 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا (2 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا (1 - 6)
- الوعي الديني والرأسمالية الحكومية
- الدين والمطلق
- شخصية مير حسين موسوي السياسية
- السياسات الفاشية


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - لماذا لم يكن الحراكُ الجنوبي في الشمال؟