أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل كاظم العضاض - طوينا أوراقنا ولم نطو عزائمنا ولا آمالنا_ - قصة محاولة تشكيل التيار الديمقراطي الوطني العراقي- - القسم الأول_















المزيد.....

طوينا أوراقنا ولم نطو عزائمنا ولا آمالنا_ - قصة محاولة تشكيل التيار الديمقراطي الوطني العراقي- - القسم الأول_


كامل كاظم العضاض

الحوار المتمدن-العدد: 2884 - 2010 / 1 / 10 - 01:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


طوينا أوراقنا، ولم نطوِ عزائمنا ولا آمالنا

(قصة محاولة تأسيس التيار الديمقراطي العراقي)
كامل العضاض

طوينا أوراقنا، ولم نطوِ عزائمنا ولا آمالنا

(قصة محاولة تأسيس التيار الديمقراطي العراقي)
القسم الأول

د. كامل العضاض

1. تمهيد: نحن من ضمن هؤلاء الناس الذين يعتقدون ان للوطن في نفوسهم موقع، كموقعه في الضمير أو الوجدان، وان ما من أنسان حر وعاقل الإ و يكون له موقف في الحياة، يتماهى مع ما يفهمه من معنى للحياة.
فالسعي لخدمة الوطن وللدفاع عن حقوق مواطنيه، أنما هو سعي عقلاني، لأنه دفاع يضاهي الدفاع عن النفس والأبناء والأحفاد، فهو بمثابة دفاع عن الوجود، وعليه، فهو سعي حر وغير مأجور، وإلا فأنه سيغدو وظيفة للإرتزاق. ومن خلال هذا الموقف في الحياة سعينا مع غيرنا من الأصدقاء والرفقاء، على مدى العقود، للإصطفاف مع شعبنا، ولنقول كلمتنا ضد العسف والظلم والإستبداد والإستباحة، سواء كان ذلك تحت ظل النظام الملكي، عندما كنا يافعين، أو الجمهوري أو الدكتاتوري الفردي الصدامي، أو تحت حكومات عهد الإحتلال الأجنبي الأمريكي.
بيد ان رحلتنا الطويلة للبحث عن طريق للخلاص، افادت بأهم درس من دروس الحياة، وهو أن لا معنى للحرية و لا وسيلة لكسر هيمنة السلاطين، ألا بوجود ثقافة للحرية، وثقافة للتربية. وإن أية ديمقراطية نتطلع لبنائها لا تقوم بدون ديمقراطيين، أولا، ومؤسسات دستورية، ثانيا، وحيث تكون السيادة فيها للقوانين، وان الناس أمامها سواسية، كأسنان المشط. وإن علّة تخلّفنا الفضيع، وخنوعنا الطويل منذ قرون خلت، وليس فقط تحت ظل النظام الطغموي الفردي الصدامي السابق، فهذا نظام توّلد في آخر عنقود الحياة المرّة لوطننا الغابر في قدمه، علّته أن آدمية الإنسان الفرد لم تدخل في يوم ما في قاموس أو سلوك أو ثقافة الحكام، ومنذ امد بعيد. كيف يمكن بناء انسان واع لآدميته ولحقوقه من جهة، ولحقوق الآخرين المساوية لها، من جهة أخرى، إذا كان يُربى بوسائل منحطة، من عنف وإحتقار ومذلة، منذ ولادته؟ كيف يمكن أن يكون المربي مربيا، وهو لم يتربى أبدا في حياته العائلية أصلا؟ لهذه الأسباب ولغيرها، كما أفادت بها دروس التأريخ، وجدنا وإقتنعنا، بأن مَسخ الإنسان والإنسانية كان و لا زال ناشئ، ليس فقط عن الإستغلال الإقتصادي والجهل، إنما، بصورة موازية، أيضا، عن غياب الديمقراطية، بمعناها الواسع، الإنساني و الإجتماعي، أي في غيابها عن جميع فروع الحياة؛ الأسرية والتعليمية والإجتماعية والإقتصادية-الإدارية، وأخيرا وليس آخرا، السياسية. وهذه الأخيرة، يفهمها البعض بأنها هي الديمقراطية كلها! كلا، هي الجزء المهم الطافي منها. وعلى ذلك، رأينا و بقناعة، بأن وجود المحتلين، المرفوض شعبيا، يجب أن لا يمنع من تأسيس قوام الديمقراطية، لأن غيابها الأزلي كان هو العلّة التأريخية! ولأنها، رغم بدائيتها في البداية، الآن، ستوّلد بالمدى البعيد تراكما نوعيا، لتعيد للإنسان العراقي آدميته، وتزيل عن الفقير والمنبوذ، (لأي سبب كان؛ أثني، ديني، مناطقي)، شعوره بدونيته، كما تزيل عن الغني والمتسلّط، لأي سبب كان، غطرسته وشعوره الفارغ بعظمة موهومة. ولهذه الأسباب ولغيرها، وقفنا وسنبقى مع دعم و تعزيز و تطوير العملية الديمقراطية السياسية. ولهذه الأسباب وغيرها شجبنا الإرهاب الموّجه ضد أهلنا الأبرياء، كما شجبنا الداعين الى إستخدام السلاح بعقلية الإنقلاب والتآمر، وهي عقلية تنبع و تتأصل في الفكر الشمولي الدموي، سواء كان نخبويا أو تسلطيا فرديا، وهو ما كابدنا منه على مر العصور، او كان ظلاميا سلفيا، ينتمي لعصور الإنحطاط، إذ قدمت لنا طالبان مشهدا منه في أفعانستان، كما عرض ويعرض بهائم بن لادن نماذجا غزيرة منه، معمدة بدماء آلاف الأبرياء من أبناء شعبنا.
نعم، ليس لنا، في هذا المنعطف من التأريخ، إلا أن نتمسك بخيار الديمقراطية، رغم الحرب الشرسة التي تقودها دول الجوار ضدها لكونها قد تهز عروشهم الإستبدادية أوالوراثية، المزدرية لحقوق الإنسان وحريته وآدميته. نتمسك بها، على الرغم من أن الإحتلال أوكل تنفيذها الى سلطويين أوفاسدين وغير ديمقراطيين، بأكثريتهم وليس بإطلاقهم. وهم، حين تفتش بينهم عن ديمقراطيين حقيقيين، فلا تجد في عقائدهم شيئا من الدعوة الحقيقية الى الديمقراطية، وإن فتشت في سلوكهم السياسي، تجد لهم في كل موسم رأي وشعار، ينادون في الديمقراطية حين يربحون بها المقاعد البرلمانية، ويلعنوها ويسمونها مزيفة، حينما يخسرون المقاعد البرلمانية. ينادون بالديمقراطية ويمارسون المحاصصة والمذهبية والعرقية. وهذا، ناهيك عن اللصوص العديدين الذين ترعرعوا في أكنافهم، أو ساروا على هدي نماذجهم، فحين يرى هؤلاء أن قادتهم لا ترمش لهم عيون وهم يستولون على أملاك الشعب العراقي، بعد سقوط النظام، ويسكنون بعض قصور الطاغية، فالأستنتاج الموحي، هو، لنسرق إذن، هذه فرصتنا!
ليس هنا هو المجال لنقد أو تعرية السلوك السياسي أو الأداء الفعلي لقادة اليوم، سواء على مستوى الحكومة أو الدولة أو البرلمان، إنما الهدف هو لبيان ان الديمقراطية لا تسقط لمجرد وجود ديمقراطيين ساقطين! والمحتلون سيتحملون وزر نفاقهم السياسي، فشعارهم كان بأنهم جاؤا من أجل بناء الديمقراطية في العراق، ولكن غاياتهم الخفية، وأدواتهم التنفيذية، كلها تشي بوضوح بما يغالط ذلك الشعار، فدمار العراق سيبقى معلقا في رقابهم.
كما إن ما نهدف إليه، هنا، هو أن نحكي لقرائنا، بإيجاز، قصة محاولة المساهمة في تأسيس تيار ديمقراطي وطني عراقي واسع، كبديل او كخيار للخلاص من واقع مرّ قد إنفرض على شعبنا، وما لحق بذلك من محاولة لدخولنا ثم إنسحابنا المبكر من معركة الإنتخابات العامة القائمة حاليا. نحكي هذه الحكاية لأنها قد تنطوي على بعض الدرس عن التفاوت الشاسع ما بين عوامل النشؤ الموضوعية للديمقراطية، وعوامل الصد أو القمع المناهض لها، والناشئ عما يمكن أن نسمّيها عوامل ذاتية، أي نقصان الثقافة، وتدني السلوك الأخلاقي، وإنتهازية الوصولية، فضلا عن عربدة المتمكنين بأموال وأجندات أجنبية، أو غير وطنية. و هذا يعني أن العبور الحقيقي الى شاطئ الديمقراطية الحقيقية، وخصوصا ببعدها الإجتماعي الرامي الى العدل و الكفاءة، سيستغرق زمنا، لايزال دونه خرط القتاد!
2. الدخول في المعترك السياسي الإنتخابي:
إذا كنا نكافح مع آخرين من أبناء شعبنا من أجل بناء صرح الديمقراطية الإجتماعية في عراق ما بعد سقوط نظام الديكتاتورية، بما تقوم عليه من ممكنات، كإقامة مؤسسات حقيقية للمجتمع المدني، وتأسيس أحزاب على وفق مبادئ ومعايير الديمقراطية الشاملة، فكتبنا الكثير في هذا المجال، وبادرنا لتأسيس منظمة العمل الديمقراطي الإجتماعي، في العراق، منذ مطلع عام 2004، والتي كُرّس الكثير من نشاطاتها في السنوات الماضية لخدمة الوعي والثقافة ولدعم منظمات المجتمع المدني، في مجالات عدة، منها حقوق المرأة، ورعاية الأيتام وحقوق الأقليات وغيرها، سواء كان ذلك بالدعم المالي الشخصي المتواضع، او في الكتابة والإعلام والصحافة، فمن باب أولى أن تكون لنا خيارات سياسية لتحقيق أهداف هذه الديمقراطية التي نسعى إليها، كمشروع بديل عما سبقها من نظم إستبداد وإستلاب ومحصصات وهدر وجور. ولهذا كان قمينا علينا أن ننتظر مرحلة عودة الروح والإستقرار النسبي لنخوض الإنتخابات العامة، لا من أجل ضمان الحصول على مقاعد في البرلمان القادم، بل من أجل إيجاد منبر مباشر نخاطب منه المواطنين من كل المشارب والصفات، ولنقدم لهم مرئياتنا وبرامجنا، وإجتهاداتنا المخلصة للمساعدة في خلاص العراق وللمساهمة في وضعه على مسار التنمية الديمقراطية والرقي والعدل الإجتماعي، مسار يرتكز على دور المجتمع وليس الدولة الكابحة، يرتكز على إشتراكية القاعدة الإجتماعية وليس على رأسمالية الدولة او إشتراكية الفئة او الطبقة، وذلك على وفق نظام يقوم على اللبرالية المنضبطة إجتماعيا، وليست الفالتة إقتصاديا وماليا، والضامنة لتكافؤ الفرص ولحق العمل؛ نظام يقوم على تسخير موارد العراق و ثرواته من أجل الحفاظ على مستقبل الأجيال، وذلك بضمان سيطرة الشعب العراقي الكاملة على تلك الموارد، وخصوصا النفطية منها. وإذا كان الأمر كذلك، فما هو السبيل الى ذلك وأنت أمام متاهة من الأحزاب والكيانات الطائفية والتحاصصية، والتي تمكنت من الهيمنة على مراكز الدولة، والحكومة، وعلى السلطة التشريعية، بأغلبيات تحاصصية، وسيطرت على وسائل الإعلام والصحافة، بل ومسخت منظمات المجتمع المدني، والحقت الكثير منها بها؟ وهذه كيانات لا ينقصها المال ولا الممولين الأجانب، ولا حتى المليشيات، سواء كانت هذه الأخيرة من حصة هؤلاء المذهبيين، أوحصة أولئك العرقيين؟
و في حال كهذه، كيف سنخوض نحن الداعون الى بناء وطن للديمقراطية الحقيقية التي ترفض الفئوية والمذهبية، وتنادي بعراق المواطنة الموّحد والدولة المدنية، كيف سنخوض، كقوى وطنية عراقية ديمقراطية، الغمار الإنتخابي أمام قوى متمترسة، منذ أكثر من نصف عقد من الزمن، قوى معظمها نفعي وطائفي وعرقي قوموي، بل وإنفصالي، وفقا لأجنداتها غير المعلنة. وهؤلاء كلهم يستبطنون أهدافهم الفئوية الإنعزالية، أن لم تكن الإستحواذية، ولكن في العلن يتمظهرون بما يسمونها حكومة الوحدة الوطنية، وهي حكومة تقوم في الواقع على المساومات والعِملة والإسترباح الفئوي، إذ ليس في كل ذلك حصة للوطن كله ، إنما هو إقتطاع حصص، حسب القدرة التساومية و حسب وقع السوط الأمريكي وهزاته التهديدية، كلما ناسبه ذلك؟ كيف هو السبيل في هذا المنعطف الحرج، والجراح لا تزال غائرة في كل بيت؟
فمنذ عامين باشرنا بتركيز جهودنا للإلتقاء و البحث والتنسيق مع كل من له أو لنا معه مشتركات جوهرية لتوحيد الجهود السياسية، بهدف تقديم بديل سياسي موّحد للشعب العراقي بكافة تنوعاته وأطيافه، بديل سمّيناه التيار العراقي الوطني الديمقراطي الموّحد، و لنوجز في أدناه، أهم المعطيات والتداعيات:

2.1. العمل على تأسيس تيار وطني عراقي ديمقراطي، للخروج من مستنقع الشرذمة والطائفية والمحسوبية والهدر والفساد و تدني أو إنعدام الكفاءة:
كان ولا زال هذا هو الهدف المطلوب خلال هذه الحقبة من المخاض المرّ. و كمنظمة صغيرة ذات أهداف إجتماعية ديمقراطية، لها أيضا بعدها السياسي، وضعنا بإعتبارنا بأن تشرذم القوى الديمقراطية الوطنية و تفتتها لايمكن أن يكون لصالح نشؤ و إنتشار المشروع الوطني الديمقراطي الموّحد، لاسيما وان الحاجة الى وحدة الشعب العراقي هي على أشد ما تكون عليه خلال هذه المرحلة من إعادة البناء والتكوين! لذلك كان سعينا منذ بداية التكوين هو نحو الدعوة الى التوّحد من أجل هذا المشروع، بشرط أن يكون ذلك على وفق مشتركات فكرية و إستراتيجية اساسية.
وكان من الطبيعي أن يكون توجهنا نحو من هم أقرب إلينا من المنظمات والأحزاب، وهكذا أمضينا عامين كاملين، نحاور ونخاطب وندخل في تجمعات وتيارات و مجموعات سياسية قديمة وحديثة، بهدف التقريب والتنسيق والحث والتشجيع على لملمة هذه القوى الصغيرة، من أجل نسجها بتيار وطني ديمقراطي عراقي موّحد. ولهذا الغرض دخلنا كاعضاء في مجموعة من المنظمات السياسية التي أطلقت على نفسها التيار العربي، وهو تيار بذلنا جهودا كبيرة لجعلة يحمل عنوانا ديمقراطيا أولا ووطنيا ثانيا، مع الحفاظ على عنوانة القومي، فالعراق لا يمكن سلخه عن إنتمائه القومي الأوسع، ولكننا لم نفلح. وفي الوقت الذي كان و لايزال لنا إهتمام و مشتركات كبيرة مع حزبين عراقيين تاريخيين، لهما تضحيات ومساهمات تمتد لعقود، ويدخلان في ذاكرة وضمير الكثير من العراقيين، كجزء رائد ومتقدم من القوى الوطنية الحقيقية، بغض النظر عما كانا قد إرتكباه من أخطاء على مسارات النضال الطويل، وهذا أمر لا يمكن أن يُعصم منه أحد، بشرط الإستفادة من أية دروس يمكن أن يفرزها هذا الخطأ أو ذاك، مهما كانت درجته. والحزبان المعنيان هنا، هما الحزب الوطني الديمقراطي والحزب الشيوعي العراقي. والأخير وضع مراجعات شجاعة، ليس فقط لمسيرته الطويلة، ( خمسة وسبعون عاما، لغاية، 2010)، إنما أيضا لمنطلقاته الفكرية والآيديولوجية، وخصوصا في مؤتمره الخامس في عام 1993، تحت عنوان "الديقراطية والتجديد"، حيث اكد إلتزامه بالإشتراكية، ولكنه أعتبر المدخل الديمقراطي خيارا إستراتيجيا لازما لها. ومن هنا نشأت لدينا ولدى رفاقنا في المنظمة قتاعة بأن الحزب الشيوعي هو من يصلح أن يكون الحاضنة الأساسية للتيار الوطني الديمقراطي الذي نسعى إليه، وستكون هذه الحاضنة أكثر دفئا لو شارك فيها الحزب الوطني الديمقراطي، نظرا لرمزية الحزب، ولنصاعة أرثه التأريخة، وما مثلة زعيمه الأول المرحوم كامل الجادرجي في أعين العراقيين من نزاهة ووطنية طوال حياته. الى جانب ذلك استمر حوارنا من خلال المراسلات وتبادل المقالات مع قوى صغيرة وفردية، ولكنها تدعو دعاءا خالصا للديمقراطية بمعناها المتكامل. ومن ضمن هؤلاء كان السيد ضياء الشكرجي، فهو تمرد على جذوره الإسلامية في حزب الدعوة، بشجاعة، وحاول البحث عن خلاص في الديمقراطية التي لم يستطع توطينها مع آيديولوجية حزبه الإسلاموي. وهكذا قدمنا له كل التأييد والدعم، وشاركنا معة في عقد إجتماع تأسيسي لما سُمّي بتجمع الديمقراطيين العراقيين في هولندة، على أمل أن نتعاون سوية لنشكل ملامح تجمع ديمقراطي أوسع، ليكون قادرا على محاورة الحزبين التأريخيين، لتشكيل التيار الديمقراطي المرتجى. كما تواصلت حواراتنا ولقاءآتنا مع العديد من الشخصيات الديمقراطية المرموقة والنظيفة، وكان الدكتور غسان العطية، في رأينا، من أبرزها. وواصل رفاقنا في العراق، وبحضورنا المتكرر للعراق أيضا، المساهمة في كل الإجتماعات مع كل الأطراف التي أشرنا إليها. كما شارك ممثلون عن منظمتنا في تنظيم "مدنيون" الذي شكله الحزبان التأريخيان بمشاركة حركة الإشتراكيين العرب. وحينما تم تجاوز هذا التنظيم الى تشكيل "اللقاء الديمقراطي"، كان لممثل منظمتنا في إجتماعات اللقاء حضور فاعل. كما حضرنا واحد من أهم إجتماعات "الشخصيات والقوى الديمقراطية" الذي دعى له وشكله الحزبان التأريخيان. وقد إلتقينا و تحاورنا مع معظم قادة الحزب الشيوعي، و قي مقدمتهم الأستاذ حميد مجيد موسى، وكذلك مع قادة الحزب الوطني الديمقراطي، بما فيهم الأستاذ نصير الجادرجي، وهذا فضلا عن عشرات، بل مئات، المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية المتبادلة. وكانت كل التوافقات والإتفاقات تشير الى تبلور قبول حقيقي بنشؤ أو تأسيس التيار بالمواصفات التي سقناها آنفا، والتي لامجال لتكرارها هنا. بل وكنا قد قدمنا مسودة لبرنامج ديمقراطي، فكانت موضع ترحيب. وكل هذه الجهود المتواصلة خلال العام الماضي، تتوجت بعقد المؤتمر التنسيقي الأول للقوى الديمقراطية بتأريخ 16/10/2009 في فندق بابل في بغداد. وهنا حدثت المفاجئات. وقبل أن أشير الى أثر تلك المفاجئات على إفشال مشروع التيار الديمقراطي، أود أبين للأمانة بأني على الصعيد الشخصي أكن إحتراما كبيرا لكل من تعاملت معهم من الأساتذة والرفاق، وأخص بالذكر قادة الحزب الشيوعي، وبالذات الرفيق مجيد موسى، ليس فقط لدماثة خلقه، بل أيضا لحضاريته، كمحاور، ولصدقية مشاعرة، كما كان يعبر عنها. وكذلك الحال مع أصدقائي من قادة الحزب الوطني الديمقراطي، فكانت علاقات العمل مع كل من الدكتور جواد الديوان والأستاذ قاسم الشبلي أخوية الى أبعد الحدود، كما كانت محادثاتنا مع الأستاذ نصير الجادرجي وأعضاء المكتب السياسي هي الأخرى حضارية وموضوعية وصادقة. وأسجل هنا بأني أكن لهم جميعا عميق الإحترام والتقدير. ولكن المحصلة النهائية كانت في غير صالح نشؤ التيار الديمقراطي. ولا أريد هنا أن ألجأ الى أسلوب التخوين لهذا أوالإتهام لذاك، ولا الى رمي المسؤولية على الآخرين لفشل تأسيس ذلك التيار الوطني الواسع الذي كنا نتطلع و نطمح إليه، فكلنا مسؤولين بهذا القدر أو ذاك؛ فلربما كانت للعوامل الذاتية يدٌ متفوقة على يدِ العوامل الموضوعية. وعليه سوف لا أسرد ما قيل وما طرح ولا أفصّل الدوافع ولا الإجتهادات، فهذا، أولا، حديث يطول، وثانيا، سيحمل هذا الحديث تفسيراتي الشخصية، وهذه قد تختلف عن تفسيرات و مرئيات الشركاء من الرفقاء والقادة والناشطين المعنيين في هذا السبيل. ولعلي أقول أن إجتهادات القادة حسب فهمهم للساحة السياسية العراقية قادتهم الى خياراتهم وتحالفاتهم النهائية، حتى ولو إختلفنا معها. و لست في معرض الإطالة لبيان إختلافي وإختلاف رفقاء و منظمات أخرى، ممن كانوا يسعون معنا هذا المسعى، مع القرارات التي حالت دون تشكيل التيار الديمقراطي الواسع، بل سنوجز النتائج والمآلات، كما بانت بوضوح في المؤتمر التنسيقي في 16/10 الماضي و ما بعده.

كامل العضاض
ك2/2010
بغداد
[email protected]
سيتضمن القسم الثاني:
- ماذا حصل وتمخض منذ 16/10؟
- التحالف مع كيان صغير، يسمى إتحاد المواطنين العراقيين
- الأنسحاب وتداعياته؟
3. الدروس وإستشراف المستقبل؛ عزائمنا و آمالنا
4. خلاصة وتوقعات



#كامل_كاظم_العضاض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يتوقف الجزارون عن الجزر في بلادي؟
- أحبتنا يرحلون بصمت
- هل وزير النفط العراقي الآن في الميزان؟
- العقل والذات والضرورة
- ما هي طبيعة البرامج التي يتحدث عنها المرشحون في الإنتخابات ا ...
- عندما تكون المقدمات خاطئة...حالة العدوان على غزة
- بين النسبي و المطلق، كيف يجزم الإنسان بقناعاته
- الحذاء لا يبني وطن!
- حوارية الحوار المتمدن
- نحو استراتيجية لبناء تيار ديمقراطي علماني في العراق


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل كاظم العضاض - طوينا أوراقنا ولم نطو عزائمنا ولا آمالنا_ - قصة محاولة تشكيل التيار الديمقراطي الوطني العراقي- - القسم الأول_