أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل كاظم العضاض - الحذاء لا يبني وطن!














المزيد.....

الحذاء لا يبني وطن!


كامل كاظم العضاض

الحوار المتمدن-العدد: 2499 - 2008 / 12 / 18 - 07:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ شهدنا ذلك المشهد المقزز عبر شاشات التلفاز في 12 الجاري، كتب كثيرون، مستنكرين ومشمئزين من حادث رمي الحذاء مصحوبا بشتيمة ثقيلة، بالمفهوم اللغوي العربي والعراقي، على الرئيس الأمريكي بوش والى جانبه رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، اثناء عقد مؤتمرهما الصحفي.
كما كتب كثيرون، أيضا، مشيدين بهذا العمل الذي قام به صحفي مغمور؛ وهو، بالتأكيد، ناقص الأهلية بالنسبة لعمله كصحفي، بل إن مظاهرات كثيرة ظهرت لتشيد بعمله ولتطالب يإطلاق سراحة؛ وسمعنا منظمات وفضائيات وشخصيات ثرية، تدافع عنه وتتطوع حتى لشراء حذاءه بالملايين! وأقول بصراحة، بأني وقفت مندهشا، بل ومذهولا، ليس إزاء هذا الحادث، إنما حول دلالاته ومضامينه لمستوى النضج الفكري والأخلاقي الحضاري، لقطاعات واسعة من شعبنا ومن الشعوب العربية الأخرى، قطاعات أو نخب تتصدر ما يسمى بالطبقة المثقفة و المتوسطة التي يقال عنها إنها عجلة التحوّل الحضاري!
الغريب العجيب إن العملية بذاتها تبدو منظمة ومدروسة، ومدفوعة من قبل جهات تعادي الإستقرار في العراق، جهات مرتبطة، أما بأنظمة شمولية، أو بقوى سلفية، او بفلول النظام الدكتاتوري السابق.

فإذا كانت هذه الجهات تستطيع، بتجنيد هكذا إمعات لخلق مشهد له تداعيات إعلامية، لخلق إنطباع إن الوجود الأمريكي والإتفاقية الموقّعة مع الولايات المتحدة، هي مرفوضة من قبل الشعب العراقي، وإنها مفروضة عليه بقوة السلاح، وإن الرفض الشعبي، كما جرى التعبير عنه بحذاء هذا الصحفي او عقله الطائر، (لا فرق)، فرب سائل يسأل، هل عدمتم من وسائل نضالية أكثر حضارية؟ وسائل ترتقي الى مستوى غاياتها الإنسانية النبيلة.
إذ حتى النضال من أجل الحق إذا جرى بوسائل كيدية غير شريفة، لا يمكن أن يفرز بديلا حضاريا وأخلاقيا أكثر رقيا وسموا.
فبدلا عن الحوار تستخدم الأحذية، وبدلا عن مقارعة المحتل، حينما تفشل السياسة، بالعمل العصياني المنظم، أو بالسلاح، عندما تلزم الضرورة القصوى. لكنهم يتوسلون بوسائل غادرة لإغتيال الشعب البريء، ولتدمير موارد البلاد، ويستخدمون كل الوسائل الدنيئة لإيذاء الأبرياء، بدلا عن مجابهة المحتل نفسه.

ولسنا هنا في معرض الدفاع عن بوش، ولا عن الوجود الأمريكي، و لا عن الإتفاقية مع الولايات المتحدة، فقد كتبنا الكثير عن كل ذلك، ولسنا بحاجة لمزايدة، ولكن وسيلة نضالنا، كانت وستبقى حضارية عقلانية، سلمية وديمقراطية، تقوم على التحليل الموضوعي الذي لا يجانب العلم والحقيقة، ويقف بتماسك الى جانب الحق الإنساني المشروع لشعبنا برمته وبكافة عناصره، كما يقوم على الواقعية والموازنة الدقيقة بين الإمكانيات الذاتية والموضوعية المتاحة مقابل إمكانيات القوى المحتلة.
أما المسرحيات والأكاذيب والوسائل المنحدرة، فإنها لن ولن تبني وطن! كيف يمكن لكذّاب ولمخادع وسافك دماء الأبرياء أن يبني وطن يليق بالناس الشرفاء؟



#كامل_كاظم_العضاض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارية الحوار المتمدن
- نحو استراتيجية لبناء تيار ديمقراطي علماني في العراق


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل كاظم العضاض - الحذاء لا يبني وطن!