أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مدحت قلادة - مهندس عدلي أبادير شمس لا تغيب














المزيد.....

مهندس عدلي أبادير شمس لا تغيب


مدحت قلادة

الحوار المتمدن-العدد: 2879 - 2010 / 1 / 5 - 12:03
المحور: حقوق الانسان
    


إن كان من العسير أن تصف الجبال بشموخها وسموها، أو تصف المحيطات بعمقها واتساعها، فالأصعب أن تصف رجل مثل المهندس عدلي أبادير يوسف.. رجل يوهبه الله للبشرية كل عدة قرون حامل لصفات عديدة بها الكثير من المتناقضات ولكنها تسير في هارموني عجيب ففي شخصه العظيم تلك الصفات الحاملة الشجاعة، الإباء، الشموخ، الصدق، العطف، الحب، الشراسة بعد رؤية عميقة للأمور، الصراحة، الحزم، الخبرة النادرة في معرفة نفوس البشر... كلما اقتربت منه اكتشفت شيئاً جديداً فمع كل ثانية تتعلم وتتطور ليس بكلمات نظرية بل بأفعال عملية.
كنت محظوظاً حظاً وفيراً فقد لاصقت المهندس عدلي مدة طويلة تابعت معه يومياً حتى الرابعة صباحاً إتصالاته بالقارات الخمس أثناء عقد الخمس مؤتمرات العالمية، عرفت منه المثابرة على تحمل الآخرين، وعناد وكبرياء آخرين، والتغاضي عن عيوب الكثيرين.. لأجل هدف أسمى وهو القضية القبطية لرفع الظلم عن أهل مصر، لقد أعطاني الرب إكليل جميل وهو بقائي مع أبي الروحي إلى أن صعدت روحه الطاهرة للسماء لتستقر في أحضان آبائنا القديسين الأبرار.
تميزت حياة المهندس عدلي بأعمال عظيمة وهي:
مؤتمر زيورخ الذي تم عقده في سبتمبر 2004 بعنوان "مسيحيين تحت الحصار" برعاية منظمة التضامن المسيحي العالمي، ونال هجوم جميع الصحف المصرية وعدد من الصحف العربية حاول أثناءها النظام المصري تعطيل هذا المؤتمر، أو التدخل في القرارات النهائية وبواسطة عدد من العملاء ولكنه فشل وكانت بداية رفع القضية عالمياً استكمالاً لعمل المرحوم شوقي كراس وشركاء النضال.
نجح المؤتمر قبل إعداده... ويرجع الفضل للجيش الجرار من الصحف الصفراء والأمنية التي هاجمت المؤتمر ووصمته بمؤتمر صهيوني، ورفعت سيوف العمالة والتخوين على كل من شاركوا في المؤتمر وبالطبع من أعد المؤتمر.
بعد نجاح المؤتمر اعتقدت أننا سوف نستريح بعض الوقت إلا أن المهندس عدلي واصل الاتصالات وكانت كلماته ترن في آذاني دائماً: (يجب علينا دائما تصدير الثورة للأقباط الخانعين ليطالبوا بحقوقهم)، وكان شعارة الدائم "Keep hot" فكان يعمل للرابعة صباحاً كل يوم سبعة أيام أسبوعياً على مدار العام.
لم يكتف المهندس عدلي بذلك بل عقد مؤتمر في واشنطن عام 2005 في شهر نوفمبر ونجح المؤتمر عالمياً كما شارك في المؤتمر نخبة من السياسيين، وحضره بعض رجال الكونجرس الأمريكي وشعار المهندس الدائم: (النجاح يغري بالنجاح(، فعمل أكثر وأكثر وأجهد جسده ودخل المستشفى عدة مرات وكان يجول المستشفى ليبحث عن مكتب لعمل الفاكسات هنا وهناك، وكان يبذل نفسه وكان دائماً يردد إنني أسابق الزمن لعلي أقوم بعمل شيء نافع لأقباط مصر الغلابة، وحينما تعرض لمضايقات من بعض الأقباط كان شعاره: (أنا أعمل ليس لهؤلاء بل للغلابة المطحونين في مصر).

امتداد الحب واتساع الكفاح... نظر بعيون ثاقبة وجد أن هناك أقليات مضطهدة كمثل الأقليات الشيعية، الآشوريين، القرآنيين، والاكراد، والسريان، الأرمن، اليزيديين، الصابئة والمندائيين.. واتسع حب المهندس عدلي فشمل جميع الأقليات ونظم لهم مؤتمر عالمياً في زيورخ شاركت أقليات العالم والمهمشين والمضطهدين فى منطقة الشرق الاوسط ، فحملوا قضية الأقباط معهم أينما كانوا وانتشرت القضية القبطية مع المضطهدين وكسبنا العديد من الأخوة في العالم أجمع.
أخيراً هناك الكثير والكثير من رحلة كفاح المهندس عدلي عشتها معه يومياً، كما أنه مازالت توجد جميع التسجيلات التي سجلتها معه، بالإضافة للأحاديث الصحفية التي كنت بجانبه فيها لأتعلم من معلم جاد صادق أمين ضن بمثله الزمن.
كبير السن لأقباط المهجر
لم يسع المهندس عدلي للقب كبير أقباط المهجر أو أبو أقباط المهجر أو البابا العلماني.. ولكنه دائماً كان يؤكد: (أنا كبير السن للأقباط في المهجر)، وإنما سعت إليه الألقاب من الإخوة المسلمين قبل المسيحين، ونال عن جدارة لقب كبير أقباط المهجر والبابا العلماني وأبو الأقباط... بعد عمل شاق بذل فيه وقته وماله وحياته فقد حاول أن يتمثل بأبيه السماوي كأب للضعفاء، وحامي للمساكين.
أبي المحبوب الغالي مهندس عدلي أبادير يوسف:
كنت أميناَ في القليل وبذلت الكثير أدخل إلى فرح سيدك لتتنعم، وأسمعك ولسان حالك يقول:
أمضي وتبقى صورتي انظروا الدنيا الغرور
لا تنتظروا عودتي إلى دار المآسي والشرور
فقد ضللت بمنزلي في جيرة الله الغفور
حيث المسرة لم تزل تجلي المآسي من على الصدور
هنيئاً لك أبي الغالي.. فأنت شمس لن تغيب.. ستظل داخل قلوبنا.. ستظل تشعل فينا الحماس والحمية.. ولنحقق إرادتك "العيش الكريم لأقباط مصر" سنسير على دربك.. وستظل شمسك تضيء لنا الطريق حتى بحمية كحميتك.



#مدحت_قلادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء المسيحية وشهداء الاسلام
- اطفال الحجارة واطفال الاقباط
- شيزوفرنية المتاسليمن
- رسالة قبطي لمفتي الديار المصرية وشيخ الأزهر الشريف
- النهاردة الأحد
- العلمانيون والإنتماء للكنيسة
- الدخول ببطاقة الرقم القومى
- سفير مصر بالنمسا لا يتجمل
- هل أصابت العنصرية غالبية المصريين؟
- لي حيلة فيمن ينم
- الإخوان والنظام والمزايدة على حرق مصر
- لماذا لايثور نشطاء الاقباط؟
- استيراد التخلف
- محمد ومرقص رفعوا العلم
- وجيه إقلاديوس
- الأمن وتعذيب المدونين
- وزارة الأمر بالمعروف
- الحادي عشر من سبتمبر أحداث ونتائج
- بارانويا - الاخوان -
- إضراب رأس السنة القبطية


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مدحت قلادة - مهندس عدلي أبادير شمس لا تغيب