أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - أنا مع الفرعون .. طبعا 3/3 ..الحلقة الأخيرة















المزيد.....

أنا مع الفرعون .. طبعا 3/3 ..الحلقة الأخيرة


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 20:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



فى الحلقتين الأولى والثانية أرجو أن أكون قد أوضحت مدى جهل اليهود ومن أخذ عنهم من العرب بالتاريخ المصرى القديم لدرجة غير مفهومة .. فكتـَاب السيَر لم ينجح أى منهم فى تسمية أى من فراعنة مصر(الحقيقيين ) على طول ثلاثة آلاف عام ولم يرد ذكر أى من الآلهة المصرية القديمة ( رع- آمون – آ تون - أوزوريس ) وإعتبروا أن إله المسلمين ( الله ) كان من يُعبد عند القدماء وأن بعض الفراعنة قد إدَعوا مشاركته او حتى إنكاره وبذلك حق عليهم العقاب .
كتـَاب السَير العرب جعلوا لقصصهم عن أنبياء بنى إسرائيل والفراعنة نهايات دائما سعيدة حيث ينتصر النبى ويؤمن الفرعون على يده سواء جهرا ( كما حدث مع فرعون إبراهيم وفرعون يعقوب ) أو سرا ( كما حدث مع فرعون موسى لولا إحباط جبريل له بحشر كتابته فى فمه قبل نطق الشهادة ) .. هذا الجهل يطرح سؤالا عن أسباب إختفاء وزوال كل ما يتصل بالفراعنة ( كأنه لم يحدث ) فى ذلك الزمن .
فى الجزء الثالث عشر من كتابه " مصر القديمة " كتب سليم حسن "" فبعد أن سيطرت مصر منذ نهاية القرن السادس عشر قبل الميلاد حتى بداية القرن الحادى عشر قبل الميلاد بوجه عام على كل العالم المتمدن ونشرت علومها وحضارتها فى معظم الأقطار التى تدين لسلطانها أو تتصل بها جاءت عوامل الوهن والضعف والدعة ( بسبب تسلط كهنة آمون ) وأخذت تدب فى أوصال الشعب المصرى عندما جنح أبناؤه إلى حياة الترف ومن ثم أخذت تظهر بوادر الاضطرابات والفتن الساسية والدينية فى أرجاء الامبراطورية مما أدى إلى إنحلالها وتفكك اوصالها فلم يسع الفراعنة ( الكهنة ) أمام تلك الحالة المنذرة بكل خطر إلا إستعمال الجنود المرتزقة لقمع الفتن وحماية البيت المالك نفسه "".
برستيد يشرح تأثير كسوف شمس بابل ومصر "" ومن الحقائق المدهشة أن يكون ذلك الإرث العظيم ( لبابل ومصر ) قد وصل إلى المدنية الغربية من شعب خامل الذكر سياسيا منزو فى الركن الجنوبى الشرقى من حوض البحر البيض المتوسط .. فإن هذا الشعب لم يقم له نظام قومى خاص به إلا منذ العشر أو العشرين سنة السابقة لعام 1000 ق.م. ولم يبق أمة موحدة إلا نحو قرن واحد على الأكثر .... بذلك تكون حياة العبرانيين القدامى التى بدأت لأقل من ثلاثين سنة قبل عام 1000 ق.م قد وقعت تقريبا فى النصف الأول من الألف سنة الأخيرة قبل ميلاد السيد المسيح وفى تلك الفترة كان تقدم الثقافة فى مصر وفى بابل قد نضب معينه وصار يعد خبرا من أخبار التاريخ القديم "" .
وهكذا يمكن أن نقول بثقة مناسبة أن العبرانيين فى زمن أقرب لظهور الإسلام كان لهم نفوذ ثقافى على المنطقة وظفوه فى النكاية بمصر والمصريين مستولين على تراثها الثقافى والفنى مدَعين أنه تراثهم وتاريخهم .. المؤسف هو صلة المصرى المعاصر لذلك الزمن بأجداده كانت قد إنقطعت إلى الدرجة التى جعلت منهم أعداء لأجدادهم وتاريخهم وثقافتهم مرددين فيما يشبه الانفصام النفسى دعاوى الاسرائيليات ضد أصولهم .. إذا كان هذا مقبولا فى ذلك الزمن فإن الغريب أنه بعد كشف أسرار الحضارة المصرية القديمة ومعرفة سخافة التاريخ كما رواه العرب عن الإسرائليين لازال الأحفاد معادين لجدودهم وحضارتهم .
الفرعون الثالث الذى نحن بصدده هو الذى سماه إبن عبد الحكم الريان إبن الوليد إبن أرسلاوس وهو كما وصفه العبرانيون والعرب فى نصوصهم "" كان حسن السيرة عادل فى الرعية وهو الذى بنى قصر الشمع القديم "" وهو قد إستوزر يوسف "" فبنى مدينة الفيوم مدبرا إياها بالوحى من جبريل عليه السلام حتى خرج عنها الماء "" ...... "" إستمر الريان على ملكه لمصر حتى مات فى ايام يوسف وقيل أنه أسلم على يد يعقوب عليه السلام لما دخل مصر "" .
"" دارم إبن الريان تولى بعد وفاة والده وكان جبارا عنيدا فأظهر عبادة الأصنام .......... ومن أعماله أنه عمل تنورا يشوى فيه من غير نار وعمل قدرا يطبخ فيه من غير نار وعمل سكينا منصوبا فى وسط منف ومن شأنها تأتى البهائم إليها فتذبح نفسها بها من غير يد .. وعمل ماء يستحيل نارا ونارا يستحيل ماء "".
( أى خطل كتبه هؤلاء المؤرخون ).. "" توفى يوسف عليه السلام فى أيامه ودفن فى الفيوم وهو فى صندوق رخام مرمر فى وسط البحر نحو ثلاثماية سنة حتى نقله موسى عليه السلام إلى بيت المقدس "" ( ولا تسألوننى كيف حدث هذا فى حين أن موسى لم يدخل بيت المقدس وظل فى التيه حتى مات حسب نصوصهم الأخرى ).
هذا عن الفرعون أما يوسف فقصته معروفة وحلم الملك بالبقرات السبع أيضا معروف ولكن ماذا كتب شَراح التاريخ العرب عن تدابير النبى يوسف فى مواجهة القحط .. "" إشتد الجوع على أهل مصر فاشتروا الطعام بالذهب حتى لم يجدوا ذهبا فاشتروا الطعام بالفضة حتى لم يجدوا فضة .. فاشتروا بأغنامهم حتى لم يجدوا غنما فلم يزل يبيعهم الطعام حتى لم يبق لهم فضة ولا ذهب ولا شاة ولا بقرة فى تلك السنتين فأتوا فى الثالثة فقالوا له لم يبق لنا إلا أنفسنا وأهلونا وأرضنا فاشترى يوسف أرضهم كلها لفرعون ثم أعطاهم يوسف طعاما يزرعونه على أن لفرعون الخمس "" .. أى أن يوسف إستغل قدرته على تأويل الرؤية وتوقعه لسنوات القحط التى تعقب سنوات الخير فخزن الغلال ثم إستخدمها فى إفقار المصريين وإستعبادهم أو على الأقل تحويلهم إلى أقنان لصالح رب عمله على عكس ما فعله المصريون له ولأهله فقد كانت مصر مكان ترحيب بهم بحيث "" دخل أهل يوسف مصر وهم ثلاث وتسعون إنسانا وخرجوا وهم ستمائة ألف "" .
أنت كمصرى بعيدا عن مقدسات الأديان ترى من الذى ستتعاطف معه هذا الفرعون حسن السيرة العادل فى الرعية أو إبنه مخترع الأشياء الغريبة التى تعتبر فى حدود المعجزات التى إعترف بها العدو قبل الصديق .. أم النبى الذى عاش فى مصر بعد أن قدم لها فى قافلة العبيد وإستغل قدرته على التنبؤ بالغيب فى إفقار المصريين وتحويلهم إلى أقنان .
لك أن تعتقد ما تشاء ورغم شكِى فى تواجد الفرعون والنبى التاريخى إلا أن هذا الفرعون يحمل صفات أهلى الأكثر تحضرا .. لذلك فأنا شخصيا مع الفرعون ومع كل فرعون إخترعه اليهود والعرب ..فرعون كليم الله .. وفرعون خليل الله .. وفرعون يعقوب ( إسرائيل ) وفرعون يوسف فهم جميعا كما كتبوا عنهم كانوا متحضرين .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا مع الفرعون .. طبعا (3/2)
- أنا مع الفرعون .. طبعا (1/3)
- مصر مستعمرة وهابيه3 الجزء الأخير
- مصر مستعمرة وهابية 2
- مصر مستعمرة وهابية
- القلعة الفولاذية السوداء تتحرك
- لوحات الجد حسن و غضب الله
- الكورال الحكومي و الدكتور البرادعي
- آسف..قضية التطور يمكن ان يلحقها ضرر
- صعود وسقوط القوميه العربيه
- اللي يعوزه البيت يحرم علي فريق الكره
- خسارة ... فريق السجَادين لن تفهموا أبدا
- مسلسل رمضانى
- بمرور الزمان هل يشعر قاضى ( الدولة الاسلامية ) بالأمان !
- حديث لصحفى مبتدئ مع خبير صرف صحى
- حفريات سلوكية من زمن البداية
- الى الصديق - سليمان ينى - الذى سألنى ببراءة - إنت لسة ما حجت ...
- الى حفيدتى التى لم توجد بعد- ماعت -
- الرسالة الثانية لحفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -
- حفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - أنا مع الفرعون .. طبعا 3/3 ..الحلقة الأخيرة