أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة الأبعاد في الحياة الكردية الجزء : (١)















المزيد.....



تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة الأبعاد في الحياة الكردية الجزء : (١)


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2861 - 2009 / 12 / 17 - 07:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



شكل الأكراد قديما وحديثا مصدرا للاضرابات السياسية في بلدانهم والبلاد المجاورة، ربما نتيجة لسياسة التهميش التي تعرضوا لها منذ القدم في عدد من الدول بل ومحاربة وجودهم من قبل دول أخرى، وبعد احتلال العراق تصاعد دورهم السياسي، خاصة أن العديد من القيادات الرسمية كردية مما يشكل عنصر تهديد لمستقبل العراق ، والسنة في العراق ...


ُترى لماذا كان الأكراد مصادر للقلق والاضطراب السياسي في بلدانهم ؟ هل هم متمردون بطبيعتهم أم أنهم مجني عليهم؟ هذا الملف يخترق عالم الأكراد ويحاول أن يقدم رؤية متوازنة من خلال الكشف عن طبيعة الاكراد بقراءة تاريخهم والوصول لحقائق حول وزنهم السكاني وتمركزهم الجغرافي، وفضح علاقاتهم بالصهاينة ودورهم الخفي والمعلن في احتلال العراق، وحقيقة الموقف في كركوك وما يفجره من استفزاز للأسد التركي، ويتعرض الملف في نهاية المطاف لاستشراف مستقبل العلاقة بين السنة والأكراد وهل يمكن قيام تحالف بينهما يشكل عاملا من عوامل انتصار سنة العراق ضد الشيعة والأميركان والصهاينة؟؟؟


قراءة في تاريخ الأكراد


الأكراد مصطلح يستخدم للتعبير عن الشعب الكردي الذي بشكل عام يعتبر نفسه الشعب الأصلي لمنطقة يشار إليها في كثير من الأحيان باسم كردستان، والتي تشكل أجزاء متجاورة من العراق، تركيا، إيران وسوريا.


يتألف الأكراد من طبقتين من الشعوب بحسب ما ذكره المؤرخ الكردي محمد أمين زكي (1880 ء 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" ، فالطبقة الأولى التي كانت تقطن كردستان منذ فجر التاريخ "وأطلق عليها المؤرخ شعوب جبال زاكروس"، وهي شعوب "لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري، نايري"، وهي الأصل القديم جدا للشعب الكردي والطبقة الثانية: هي طبقة الشعوب الهندوء أوربية التي هاجرت إلى كردستان في القرن العاشر قبل الميلاد، واستوطنت كردستان مع شعوبها الأصلية وهم " الميديين و الكاردوخيين"، وامتزجت مع شعوبها الأصلية ليشكلوا معا الأمة الكردية.


قد يكون هناك نوع من الإجماع بين المستشرقين و المؤرخين والجغرافيين على اعتبار المنطقة الجبلية الواقعة في شمال الشرق الأوسط بمحاذاة جبال زاكروس و جبال طوروس المنطقة التي سكن فيها الأكراد منذ القدم، ويطلق الأكراد تسمية كردستان على هذه المنطقة التى هي عبارة عن أجزاء من شمال العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا و جنوب شرق تركيا، ويتواجد الأكراد بالإضافة إلى هذه المناطق بأعداد قليلة في جنوب غربي أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان ولبنان.


ويعتبر الأكراد من إحدى أكبر القوميات التي لا تملك وطنا او كيانا سياسيا موحدا معترفا به عالميا. لم تشكل كردستان بلدا مستقلا ذا حدود سياسية معينة في يوم من الأيام، على الرغم من أنه يسكنها شعب متجانس عرقا. وظهرت كلمة "كردستان" كمصطلح جغرافي أول مرة في القرن الـ12 الميلادي في عهد السلاجقة، عندما فصل السلطان السلجوقي سنجار القسم الغربي من إقليم الجبال وجعله ولاية تحت حكم قريبه سليمان شاه وأطلق عليه كردستان. وكانت هذه الولاية تشتمل على الأراضي الممتدة بين أذربيجان ولورستان (مناطق سنا، دينور، همدان، كرمنشاه.. إلخ) إضافة إلى المناطق الواقعة غرب جبال زاجروس، مثل شهرزور وكوي سنجق.


وتتوزع كردستان بصورة رئيسية في ثلاث دول هي العراق وإيران وتركيا مع قسم صغير يقع في سوريا، فيما يوجد عدد من الكرد في بعض الدول التي نشأت على أنقاض الاتحاد السوفياتي السابق.


تختلف التقديرات بشأن عدد الكرد وقدرت بعض المصادر عددهم بما يتراوح بين 25 إلى 40 مليونا، موزعين بنسبة 46% في تركيا، و31% في إيران، و18% في العراق، و5% في أرمينيا وسوريا.


شتات الأكراد


بدأ تفتت الأكراد بعد انتصار الدولة العثمانية (تركيا) على الدولة الصفوية (إيران) فى موقعة جالدارين عام 1514م، وبتوقيع اتفاقية سايكس – بيكو ( الخاصة بتقسيم ممتلكات الدولة بين الحلفاء بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى) تأكد تفتيت الكيان الكردى بين تلك الدول السالف ذكرها، ولم يملكوا أن يفعلوا شيئاً أمام هذا التقسيم سوى الثورات المتتالية على الدول التى تضم أجزاء كبيرة من كردستان وهى تركيا وايران والعراق، ولم ينجح فى احتواء هذا المد الانفصالي الكردى سوى إيران ( فى عهد الخومينى – باستعمال مزيج من القوة وفكرة التضامن الإسلامى)، بينما ظلت ثورات الأكراد تتوالى على تركيا ( منذ ثورة عبد الرحمن ببان 1788حتي ثورة حزب العمال الكردستاني التي ظهرت فى الثمانينات وما تزال ) والتى تقابلها تركيا بعنف.


أكراد العراق


تعد إشكالية أكراد العراق الأكثر جدلا والأكثر تعقيدا في القضية الكردية لكونها نشأت مع بدايات إقامة المملكة العراقية عقب الحرب العالمية الأولى، ويتركز الكرد في العراق في المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية ويشكلون الأكثرية في ثلاث محافظات من أصل 18 محافظة، كما أن لهم وجودا أقل وغير محدد بشكل رسمي في محافظات أخرى أهمها التاميم (كركوك) وديالى وبغداد ونينوى.


عندما أكملت بريطانيا احتلال العراق عام 1918 عمدت إلى تقسيم الولايات إلى محافظات أو (ألوية)، حيث تم تقسيم الموصل إلى أربع محافظات هي: الموصل وأربيل والسليمانية وكركوك، ثم أضيفت محافظة دهوك إلى ذلك عام 1970. وفي الوقت الذي ضمت فيه كل من أربيل والسليمانية الغالبية العظمى من الأكراد، فإن كلا من الموصل وكركوك ضمت نسبة أخرى من الأكراد. حدثت أول مواجهة مسلحة بين الأكراد والإدارة البريطانية عام 1919 واستمرت هذه المواجهات ولفترات متقطعة منذ ذلك التاريخ وحتى عام 1946 ولأسباب متعددة، فمن رفض الأكراد للإدارة البريطانية تحولوا إلى رفض انتشار الإدارة العراقية الملكية وبناء المخافر في المناطق الكردية الحدودية النائية، وقمعت كل هذه الحركات من قبل القوات البريطانية ثم الجيش العراقي بعد تأسيسه.


وكانت الأسباب التي شجعت هذه الحركات متباينة ما بين عشائرية ودينية وقومية، حيث كانت في البداية عشائرية بحتة وتحولت في الثلاثينيات والأربعينيات إلى قومية بعد أن تم تأسيس أحزاب سياسية كردية مثل حزب هيوا (1939) وحزب رزكاري (1945) والحزب الديمقراطي الكردستاني (1946)، علما بأن غالبية المثقفين والمتعلمين الأكراد كانوا فاعلين في الحركة الوطنية العراقية آنذاك حيث انضموا إلى الأحزاب السياسية العراقية السرية التي أنشئت في تلك الفترة مثل الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي ووصلوا إلى مراكز قيادية في هذه الأحزاب. في بداية العهد الملكي العراقي اتهمت السلطات العراقية بريطانيا بتحريض الأكراد وتشجيعهم على عدم الاندماج في الدولة العراقية الجديدة، ولم يكن ذلك حبا في الأكراد أو إيمانا بمطالبهم، ولكن بريطانيا أرادت من وراء ذلك إجبار الحكومة العراقية على توقيع معاهدة طويلة الأمد مع بريطانيا في الوقت الذي كانت فيه الحكومة العراقية تطمح إلى الحصول على الاستقلال. بل والأكثر من ذلك فإن بريطانيا هددت الحكومة العراقية بالقول إن الامتناع عن توقيع مثل هذه المعاهدة ومعاداة بريطانيا سيعني ليس فقط امتناع الأكراد عن الانضمام إلى الدولة العراقية، بل إنه سيؤدي إلى خسران ولاية الموصل القديمة بأكملها إلى تركيا التي ظلت تطالب بها. وهكذا اضطرت الحكومة العراقية للقبول بالمعاهدة مقابل دعم بريطانيا لمطالب العراق بولاية الموصل، وبالفعل فقد تحقق للعراق ذلك حيث أنهيت مشكلة الموصل لصالح العراق بعد توقيع المعاهدة العراقية البريطانية عام 1922، وتم إلحاق المحافظات الكردية بالدولة العراقية.


وبعد أن استقرت الدولة العراقية ظهر ما يثبت أن هذه الدولة كانت الوحيدة من بين الدول التي يسكنها الأكراد تعترف بالوجود الكردي. ولم يمنع الأكراد من استخدام لغتهم ومن حقهم في التمسك بهويتهم القومية، في حين أن تركيا وإيران بل وحتى الاتحاد السوفييتي كانوا قد أنكروا على الأكراد كل شيء يثبت هويتهم الكردية المتميزة.. لا بل إنهم منعوهم حتى من ارتداء أزيائهم القومية التقليدية.


وهكذا يمكن القول إنه لم يجر في العراق أي تمييز بين العرب والأكراد، بل إن الموالين للنظام الملكي العراقي من الأكراد وصلوا إلى أعلى المراتب الرسمية (رؤساء ووزراء ومديرين عامين)، في حين أن الأكراد المعارضين لهذا النظام تمتعوا بمراكز قيادية في الأحزاب العراقية المعارضة للملكية، وكانوا يعملون كما ذكرنا ضمن الحركة الوطنية العراقية ككل.


بعد سقوط الملكية في العراق وإقامة الجمهورية في يوليو 1958 فتحت للأكراد آفاق جديدة من الحرية والتسامح، وبدأ القادة الأكراد يتحركون ويعملون بحرية غير مسبوقة وسمح للمهاجرين منهم بالعودة إلى العراق وعلى رأسهم الملا مصطفى البرزاني، كما بدأوا في إصدار الصحف والمجلات والمنشورات والقيام بمهرجانات ثقافية وسياسية حتى قبل إجازة حزبهم، الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة البرزاني من قبل رئيس الوزراء آنذاك اللواء عبد الكريم قاسم عام 1960. كما أن الدستور العراقي الجديد والمؤقت نص ولأول مرة على شراكة العرب والأكراد في الوطن العراقي، وهذا النص لايزال موجودا حتى هذا اليوم ولو بصيغ مختلفة.


ويؤكد المحللون والمؤرخون أن العراق هو الدولة الوحيدة في دول المنطقة التي اعترفت بالوجود القومي الكردي، وأن الدساتير والتشريعات العراقية تعترف جميعها بحقوق هذا الشعب الذي يشكل خمس الشعب العراقي (أكثر من أربعة ملايين نسمة من إجمالي 22 مليونا بحسب تقدير بعض الإحصاأت). وقد عاشت هذه الأقلية عصرها الذهبي في التسعينات تحت حماية منطقة حظر الطيران التي راقبتها الولايات المتحدة وبريطانيا وقبيل الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 نحى الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني خلافاتهما جانبا لإنشاء قيادة مشتركة برئاسة زعيميهما جلال طالباني ومسعود بارزاني، وقد عين الإثنان لاحقا في مجلس الحكم العراقي بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء آخرين من الأكراد.


وفي مقابلة مع الزعيم الكردي جلال طالباني أجراه تلفزيون هيئة الأذاعة البريطانية يوم 8 ابريل 2006 صرح طالباني بأن فكرة انفصال اكراد العراق عن جمهورية العراق أمر غير وارد و غير عملي لكون أكراد العراق محاطين بدول ذات أقليات كردية لم تحسم فيها القضية الكردية بعد، وإذا ماقررت هذه الدول غلق حدودها فإن ذلك الإجراء يكون كفيلا بإسقاط الكيان المنفصل من العراق.


تم إستعمال القضية الكردية في العراق كورقة ضغط سياسية من الدول المجاورة فكان الدعم و قطع الدعم للحركات الكردية تعتمد على العلاقات السياسية بين بغداد و دمشق و طهران و أنقرة، وكان الزعماء الأكراد يدركون هذه الحقيقة وهناك مقولة مشهورة للزعيم الكردي مصطفى بارزاني مفاده "ليس للأكراد اصدقاء حقيقيون".
أكراد سوريا


يرى محللون أن الشعب الكردي في سوريا كان دائما عامل استقرار منذ معركة ميسلون بقيادة البطل الكردي يوسف العظمة، ودائما كان في سوريا مديرون ووزراء واعضاء مجلس الشعب ورؤساء أحزاب مشاركة في الجبهة الوطنية الحاكمة من الأكراد. واستناداً لمنظمة حقوق الإنسان والتي قامت بجولة في منطقة القامشلي التي يقطنها أكثر من 40 بالمئة من العرب والباقي هم من الأكراد والمسيحيين ـ وذلك عقب أحداث القامشلي عام 2004 ـ فإنه تبين لها أن 88 بالمئة من الوظائف الحكومية بيد الأكراد، الأمر الذي يشير وبكل وضوح بأنه لا توجد هناك أي عنصرية ضد الأكراد، إنما هي أساليب يستخدمها بعض الأكراد للوصول إلى أهداف قومية بحتة تمكنهم من الحصول على استقلال ودولة خاصة تمثل قوميتهم. وقال الرئيس السوري بشار الاسد في إحدى خطاباته: "القومية الكردية جزء من التاريخ السوري والنسيج السوري".


وقد صرح فيصل يوسف عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي ـ عضو اللجنة العليا للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا‚ بأن الأحزاب الكردية غير مرخص لها قانونيا في سوريا إلا أنه أكد أن حزبه يمارس نشاطه منذ 14 يونيو 1957 "على الرغم من ظروفه الصعبة في العقود السابقة"‚ وأن الحزب يعمل حاليا بشيء من العلنية شأن غيره من الاحزاب الكردية و "حسب الظروف وقد تغض السلطة النظر عن نشاطه أحيانا وتحاول منعه تارة اخرى .


أكراد إيران


بعد إعلان الجمهورية الإسلامية في إيران في شتاء عام 1979 اجتاح المناطق الكردية في إيران غضب عارم
بعد عدم السماح لممثليين عن الأكراد بالمشاركة في كتابة الدستور الإيراني الجديد وكان عبد الرحمن قاسملو (1930 ء 1989) من أبرز الشخصيات الكردية في ذلك الوقت إلا أن الخميني منع قاسملومن المشاركة في كتابة الدستور، ويعتقد بعض المؤرخيين أن رفض الخميني مساهمة الأكراد في كتابة الدستور كان له بعد ديني بالإضافة إلى البعد القومي لكون أغلبية أكراد إيران من السنة. وفي ربيع عام 1980 قامت القوات المسلحة الإيرانية بأمر من الرئيس الإيراني أبو الحسن بنی ‌صدر بحملة تمشيط واسعة على المناطق الكردية في إيران وخاصة في مدن مهاباد و سنندج و باوه و مريوان.


وينص الدستور الإيراني في البندين 15 و 19 على حق الأقليات في استعمال لغاتهم في المجالات التعليمية و الثقافية ولكن تم إغلاق الكثير من الصحف الكردية ويحكم المحافظات الكردية عادة أشخاص من الفرس أو الآزريون. وقد اندلع صراع مسلح بين الحكومة الإيرانية والأكراد من عام 1979 إلى عام 1982 وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني بزعامة عبد الرحمن قاسملو والحزب اليساري الكردي "كومه له" وتعني بالعربية "المجموعة" طرفين رئيسيين في الصراع ولكن بحلول عام 1983 تمكنت الحكومة من بسط سيطرتها على معاقل الحزبين.


كانت قوات الحرس الثوري الإيراني المعروفة بالباسداران وحاكم شرع إيران صادق خلخالی (1927 ء 2003) مسؤلين عن اعتقال وإعدام الكثيرين من الأكراد في إيران من اعضاء الحزبين المذكورين أو المتعاطفين مع الحزبين . وأثناء حرب الخليج الأولى تمركز اعضاء الحزبين الكرديين الإيرانيين في العراق وكانوا مدعومين من العراق، وتم أثناء الصراع المسلح بين أكراد إيران و الحكومة الإيرانية تدمير مايقارب 271 قرية كردية. بعد وصول محمد خاتمي للحكم قام بتنصيب أول محافظ كردي لمحافظة كردستان وكان اسمه عبدالله رمضان ‌زاده وقام بتعيين بعض السنة و الأكراد في مناصب حكومية رفيعة، وتم تشكيل حزب الإصلاح الكردي ومنظمة الدفاع عن حقوق الأكراد برئاسة محمد صادق كابودواند عام 2005 ويلقى هذه الحركات المسالمة رواجا لدى معظم الأكراد الأيرانيين .

أكراد تركيا


بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية وإعلان الجمهورية التركية الحديثة قام مصطفى كمال أتاتورك بتبني نهج سياسي يتمحور حول إلزام الأقليات العرقية المختلفة في تركيا بالانتماء للغة والثقافة التركية، وكانت من نتائج هذه السياسة منع الأقليات العرقية في تركيا ومنهم الأكراد من ممارسة لغاتهم في النواحي الأدبية والتعليمية و الثقافية ومنع الأكراد من تشكيل احزاب سياسية وكان مجرد التحدث باللغة الكردية يعد جريمة جنائية حتى عام 1991.


قوبلت محاولات مصطفى كمال أتاتورك بمسح الانتماء القومي للأكراد بمواجهة عنيفة من قبل أكراد تركيا وقرر الأكراد والأقليات الأخرى بقيادة الزعيم الكردي سعيد بيران (1865 ء1925) القيام بانتفاضة شاملة لنزع الحقوق القومية للاكراد و الأقليات الأخرى، على أن تبدأ الانتفاضة في يوم العيد القومي الكردي عيد نوروز 21 مارس 1925. وانتشرت الانتفاضة بسرعة كبيرة وبلغ عدد الاكراد المنتفضين حوالي 600،000 إلى جانب حوالي 100،000 من الشركس والعرب والارمن والاثوريين وفرضوا حصارا على مدينة ديار بكر ولكنهم لم يتمكنوا من السيطرة على المدينة، وفي منتصف ابريل 1925 تم اعتقال سعيد بيران مع عدد من قادة الانتفاضة و نفذ حكم الاعدام فيه في 30 مايو 1925.


استمرت الحكومات التركية المتعاقبة على نفس النهج وكان مجرد تلفظ كلمة اكراد يعتبر جريمة إذ كان يطلق على الأكراد مصطلح "شعب شرق الأناضول" ولكن الاهتمام العالمي بأكراد تركيا ازداد بعد العمليات المسلحة التي شنها حزب العمال الكردستاني في الثمانينيات مما حدا برئيس الوزراء التركي آنذاك توركت أوزال (1927 ء 1993) ولأول مرة ان يستعمل رسميا كلمة الأكراد لوصف الشعب الكردي في تركيا، وفي عام 1991 رفع أوزال الحظر الكلي باستعمال اللغة الكردية واستبدله بحظر جزئي. وأثناء صراع الحكومة التركية مع حزب العمال الكردستاني تم تدمير 3000 قرية كردية في تركيا وتسببت الحكومة في تشريد ما يقارب 378،335 كردي من ديارهم.


وفي عام 1991 تم إنتخاب ليلى زانا في البرلمان التركي وكانت أولى سيدة كردية في كردستان تصل إلى هذا المنصب ولكنه وبعد 3 سنوات اي في عام 1994 حُكم عليها بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة "إلقاء خطابات إنفصالية"



ملحق الأكراد


ويضم : 1- أعوام في ذاكرة الأكراد


2- مدن كردية


3- قوات وأحزاب كردية


أعوام في ذاكرة الأكراد(1)


عام 1514م: معركة جالديران وهزيمة الصفويين على أيدي العثمانيين، وفي نفس العام جرى تقسيم كردستان بينهما. وثبت ذلك التقسيم نهائيا بموجب معاهدة قصر شيرين التي أبرمت بين الإمبراطوريتين عام 1639م.


عام 1853 :حركة يزدان شير بدأت حركة يزدان شير عام 1853 في مناطق بوتان التي كانت تمتد في السابق إلى زاخو والعمادية في بعض الفترات، وكذلك الجزيرة وهي المنطقة الواقعة شمال شرقي سوريا وكانت جزأ من جنوب غرب كردستان. وقد استطاعت هذه الحركة أن تسيطرعلى مناطق شاسعة، لكنها انتهت بانهزام القوات الكردية بعد أن تخلى عدد من زعماء العشائر الكردية عن يزدان شير إثر مصالحتهم مع السلطات التركية.


عام1880: حركة شمزينان اندلعت حركة شمزينان بين عام 1880ء1881 على الحدود التركية الإيرانية بقيادة الشيخ عبيد الله النهري الذي ترأس جمعية العشائر، لكنها انتهت بالفشل وأودع على إثرها الشيخ النهري السجن في إسطنبول.


عام 1916: اتفاقية سايكس بيكو قضت اتفاقية سايكس بيكو بتقسيم كردستان وضم الموصل وكردستان الجنوبية وغرب كردستان إلى فرنسا وإلحاق معظم كردستان الشمالية (جنوب وجنوب شرق الأناضول) بروسيا، واحتفظت بريطانيا بالمنطقة الواقعة من جنوب حدود ولاية الموصل إلى الخليج العربي.


عام 1920: حركة الشيخ محمود الحفيد كان الشيخ محمود الحفيد مصمما على إقامة الدولة الكردية بعد أن حل محل والده زعيما للسليمانية، حتى إنه أعلن الاستقلال عام 1919 فقصفت القوات البريطانية السليمانية فاندلعت فيها ثورة ضد الإنجليزعام 1920 كان الشيخ محمود يقود فيها قواته بنفسه، وانتهت الثورة بنفيه إلى الهند بعد تخفيف عقوبة الإعدام عنه. وعندما اندلعت حركة 6 مايو في السليمانية عام 1930 عاد إليها وتزعم مواجهات ضد الإنجليز استمرت حتى عام 1931 ثم قضي عليها.


عام 1920: إبراهيم هنانو استطاع الزعيم إبراهيم هنانو الذي كان يقيم في الجنوب الغربي من حلب بالاتفاق مع بعض زعماء العشائر الكردية أن يشكل أربع فرق عسكرية أغلبها من الفلاحين الكرد وأن يعلن الثورة على الفرنسيين عام 1920. وقد دارت معارك طاحنة بين الجانبين راح ضحيتها الكثير من الكرد، وانتهت بأن استطاع الجنرال الفرنسي (غورو) إخماد تلك آلحركة.


عام 1920: حركة إسماعيل آغا سيمكو في إيران كان إسماعيل آغا شيخا لعشيرة (شكاك) الكردية في إقليم أورمية، فاستطاع عام 1920 أن يقود حركة مسلحة ضد السلطة المركزية في إيران واستقطب عددا من الكرد، وظل سيمكو يخوض المعارك متنقلا بين المناطق الكردية العراقية والإيرانية حتى تمكنت السلطات الإيرانية من اغتياله عام 1930 بعد أن استدرجته للتفاوض.


عام 1920: اتفاقية سيفر أقر الحلفاء في اتفاقية سيفر التي أُبرمت قرب باريس عام 1920 في المادة السادسة منها إعطاء الكرد حق الحكم الذاتي، ونوهت المادة 64 بإمكانية تأسيس دولة كردية مستقلة. غير أن تلك الاتفاقية لم يتم تطبيق بنودها المتعلقة بحقوق الكرد.


عام 1923: معاهدة لوزان لم يرد ذكر المسألة الكردية في متن هذه الاتفاقية على عكس سابقتها (سيفر) وتم الاقتصار على ذكر الحقوق الثقافية والدينية للأقليات. وصار موضوع الكرد أقل حضورا.

عام 1925: حركة الكرد في تركيا حدثت الحركة الأولى بقيادة الشيخ سعيد بيران، لكنها أحبطت بالقوة. ثم وقعت الحركة الثانية بين 1930 و1931 بقيادة إحسان نوري (الضابط السابق في الجيش التركي)، وقد طالب قادة الحركة عصبة الأمم بإقامة دولة كردستان. وسُحقت الحركة أواخر عام 1931 ونتج عنها هجرة قسم كبير من كرد تركيا إلى سوريا.


عام 1930 ـ 1975: حركات البرزانيين في عام 1930 قاد الشيخ أحمد وأخوه الملا مصطفى البرزاني في شمال العراق حركة مسلحة استمرت حتى عام 1932، واستأنف الملا مصطفى الحركة المسلحة عام 1945 ضد الحكومة العراقية واستمرت نحو عام واحد، وفي عام 1961 عاد الى المواجهة المسلحة في شمال العراق حتى عام 1975 حيث انتهت حركته بعد اتفاق الجزائر بين العراق وايران.


عام 1946: إعلان جمهورية مهاباد أعلن عن قيام جمهورية كردستان في مدينة مهاباد غربي ايران بمعاونة قوات الاتحاد السوفيتي التي كانت متواجدة آنذاك في ايران حيث احتشد آلاف الأكراد وسط المدينة ليشاهدوا رفع العلم الكردي لأول مرة، وأصبح قاضي محمد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني رئيسا للجمهورية، وقد اقتحمت القوات الايرانية اراضي مهاباد بعد بضعة أشهر لتقضي على اول تجربة لدولة كردية.


عام 1970: بيان 11مارس اتخذت حكومة البعث في العراق قرار الاعتراف بالوجود الشرعي للكرد وإقرار حقوقهم الثقافية والقومية، وأجرت مفاوضات مكثفة مع الكرد لحل المسألة الكردية على أساس حكم ذاتي للأكراد ضمن الوحدة الوطنية. وقد حظي البيان بتأييد واسع.


عام 1975: اتفاقية الجزائر توصل العراق وإيران إلى اتفاقية في الجزائر تقضي بتصفية المشاكل الحدودية ووضع الحدود في شط العرب. وقد ساهمت الاتفاقية عمليا في انهيار الحركة الكردية المسلحة في العراق وأرغمتها على إلقاء السلاح بعد أن تخلت ايران عن دعمها.


عام 1988: عملية حلبجة في 16 مارس قتل آلاف الكرد في مدينة حلبجة العراقية بهجمات استعملت فيها الغازات السامة، وقد اتهم الغرب إيران آنذاك بشن الهجوم .


عام 1989: اغتيال عبد الرحمن قاسملو اتهمت إيران باغتيال الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران عبد الرحمن قاسملو في فيينا يوم 13 يوليو عام 1989 حيث تم استدراجه إلى اجتماع مع ممثلين للحكومة الإيرانية للمفاوضات بغية التوصل إلى حل سلمي للقضية الكردية في إيران.


عام 1994: مواجهات مسلحة بين الحزبين الكرديين الكبيرين في عام 1994 بدأ الاقتتال بين الحزبين الرئيسيين في شمال العراق وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني.


عام 1998: الصلح بين بارزاني وطالباني وقعت قيادتا الحزبين (البارزاني والطالباني) في واشنطن على اتفاق صلح بحضور وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك مادلين أولبرايت.



عام 1999: اعتقال عبد الله أوجلان تم اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني التركي في العاصمة الكينية نيروبي من قبل قوة خاصة للجيش التركي، وقد كان عبد الله أوجلان الذي أسس حزبه عام 1980 قد ترك تركيا وسعى في المنفى لإقامة معسكرات تدرب أعضاء الحزب على خوض العمل المسلح ضد الحكومة التركية، وحكم على أوجلان بالإعدام ثم خفف الحكم في ما بعد الى السجن، وكان قد أطلق أثناء اعتقاله دعوة من داخل السجن
إلى المقاتلين في حزب العمال لإلقاء السلاح.


عام 2004: أحداث القامشلي في سوريا عرفت مدينة القامشلي السورية يوم 12 مارس 2004 اندلاع مواجهات أثناء مباراة لكرة القدم قتل فيها 14 من الكرد، ونتيجة لاتساع دائرة الأحداث ارتفع عدد القتلى في مناطق أخرى، وقد تحولت إلى مواجهة بين الكرد وقوات الأمن.


عام 2005: انتخاب البرلمان الكردي الجلسة الأولى للبرلمان الكردي في أربيل وانتخاب مسعود البرزاني رئيسا لإقليم كردستان العراق المحتل.


مدن كردية(2)


*سنندج تسمى أيضا "سنا"، ومعناها قلعة سنا وهي عاصمة إقليم كردستان الإيراني، وتقع في الجزء الغربي لإيران على حدود العراق المحتل. ويقدر عدد سكانها بنحو 360 ألف نسمة غالبيتهم من الكرد العام، وتوجد قلة بينهم من الأرمن واليهود. وتقع على مسافة 512 كم من طهران وترتفع 480 مترا فوق مستوى سطح البحر. ومن أهم المعالم الرئيسية في سنندج حصن يعود لفترة حكم العباسيين.


*مهاباد تقع شمالي غربي إيران وجنوب بحيرة أورميا في وادي ضيق على ارتفاع 1300 متر عن سطح البحر، ويقدر عدد سكانها بنحو 170 ألف نسمة، وتعتبر مهاباد مركزا لمنطقة زراعية خصبة والمركز الرئيسي للثقافة والأدب الكردي في كردستان إيران. كانت مهاباد مقرا لأول دولة كردية عرفت باسم جمهورية مهاباد أنشئت أواسط الأربعينيات من القرن الماضي ولم تدم غير أقل من عام واحد.


*ديار بكر مدينة كردية تركية رئيسة تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من تركيا على ضفاف نهر دجلة، ويبلغ عدد سكانها مع الضواحي أكثر من مليون ونصف المليون نسمة، توجد في المدينة مساجد ومدارس دينية تعود للعصور الوسطى. وأثناء الحرب العالمية الأولى طرد معظم سكان المدنية من الأشوريين والأرمن، وفي عام 1925 أصبحت المدينة مركزا للعصيان الكردي الشهير ضد كمال أتاتورك، ولكونها دائما مركزا للقومية الكردية أصبحت ديار بكر معقلا لحزب العمال الكردستاني عقب بداية حرب العصابات في جنوبي شرقي تركيا عام 1984.


*السليمانية تقع شمالي شرقي العراق، وهي جزء من منطقة الحكم الذاتي الكردية العراقية، أنشأها الأمير الكردي إبراهيم باشا بابان عام 1786. ومنذ نشأتها كعاصمة لإمارة كردية قوية، نما عدد سكانها ليصبح أكثر من مليوني شخص حاليا حسب الإحصائية الرسمية، وهي مركز ثقافي للكرد الذين يتحدثون بلهجة السوراني، كما أنها تعتبر مركزا اقتصاديا لكردستان العراق، وأحد مركزي القرار الرئيسيين في كردستان العراق إلى جانب أربيل، وتشتهر بعلاقاتها الاقتصادية القوية مع إيران. كانت السليمانية معقلا لطائفة البهائية، كما تعتبر مركزا للثقافة السورانية في كردستان التي تطورت إلى لغة أدبية حديثة في هذه المدينة في بداية القرن التاسع عشر الميلادي.


*أربيل هي عاصمة إقليم كردستان العراق ومقر رئيسه وحكومته، تتميز بأهمية تاريخية حيث يعود تأسيسها إلى العصر الأشوري، وإليه يرجع أصل اسمها كما أنها تعد مركزا ثقافيا وحضاريا موثرا في كردستان العراق، يوجد في أربيل أكثر من 110 تلال ومواقع أثرية يرجع تاريخها إلى أزمان مختلفة من العصر الحجري وحتى الفتح الإسلامي، وصل عدد سكانها إلى حوالي مليون وثمانمائة ألف نسمة.


*القامشلي تقع شمالي شرقي سوريا على الحدود مع تركيا وقريبة من العراق، ويبلغ عدد سكانها نحو 200 ألف معظمهم من الكرد. وهي جزء من محافظة الحسكة ومركز المنطقة الإدارية، ويعيش فيها اليوم الأشوريون والعرب والكرد جنبا إلى جنب. وقد شهدت المدينة حوادث احتجاجات كردية عام 2004 خلفت وراءها 30 قتيلا.


قوات وأحزاب كردية(3)


شهدت المناطق الكردية نشأة العديد من التشكيلات السياسية والعسكرية المختلفة كالتالي:


* قوات البشمركة في العراق تعد قوات البشمركة الأقدم بين المليشيات في العراق وهي تنقسم بين الحزبين الكرديين الرئيسيين في العراق، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، ويمتد عمرها لعشرات السنين، وكانت في بداياتها تخضع لسلطة القبائل في المناطق الشمالية. كما تمتلك خبرة واسعة في حرب العصابات، مستفيدة من الطبيعة الجبلية في مناطق شمالي العراق. ويمتلك البشمركة مختلف أنواع الأسلحة، وهم قوات مدربة وتتوزع على اختصاصات عديدة ومختلفة، ويقدر عددهم نحو 100 ألف مقاتل.


* قوات حزب العمال الكردستاني في تركيا تطور إلى تنظيم شبه عسكري وشكل جناحا مسلحا أطلق عليه اسم قوة الدفاع الشعبي، واعتبر المنطقة الجنوبية الشرقية من تركيا ساحة للحرب في نهاية ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وكان يستهدف تركيا والأهداف التركية في الدول الأخرى. ويعتبر الحزب العنف الذي يمارسه مبررا للدفاع عن الكرد في سياق ما يعتبره قمعا ثقافيا للهوية الكردية. أوقفت هذه المليشيا نشاطها العسكري بعد اعتقال زعيم الحزب عبد الله أوجلان عام 1999، لكنها استأنفته عام 2004، وتتحصن اليوم في سلسلة جبال في مثلث الحدود العراقي التركي الإيراني.


الأحزاب الكردية في العراق


*الحزب الديمقراطي الكردستاني تأسس عام 1946 ويتزعمه اليوم مسعود البارزاني ابن مؤسس الحزب الملا مصطفى البارزاني. تغلب عليه النزعة القومية، ويعتمد إلى حد كبير على العشيرة البارزانية، ويكثر أتباعه في منطقة أربيل ودهوك في النصف الشمالي من كردستان العراق. قاد الحركات المسلحة ضد السلطات المركزية في بغداد منذ تأسيسه، وهو لا يخفي رغبته في تأسيس دولة كردية في نهاية المطاف لكنه يقبل حاليا بالبقاء ضمن عراق فدرالي تكون فيه كردستان إقليما شبه مستقل بصلاحيات واسعة، وللحزب علاقات جيدة مع تركيا والولايات المتحدة والدول الغربية إلا أن علاقاته مع إيران ليست على ما يرام غالبا.


*الاتحاد الوطني الكردستاني أسسه جلال الطالباني عام 1975 إثر انشقاقه عن الحزب الديمقراطي الكردستاني. ويتبنى اتجاهات قومية كردية، ويوجد لدى العديد من كوادره ميول ليبرالية رغم أن زعيمه جلال الطالباني كان شيوعيا في السابق. ينتشر الحزب في معقله بالسليمانية على الحدود مع إيران التي يحتفظ بعلاقة جيدة معها، ويتبنى مواقف مماثلة للحزب الديمقراطي الكردستاني فيما يتعلق بالعلاقة مع حكومة بغداد المركزية، رغم أنه دخل في صراع طويل مع هذا الحزب اتخذ أحيانا شكل المعارك العنيفة لكن الحزبين اتفقا على توحيد الإدارة المحلية في كردستان العراق. حزب كادحي كردستان هو حزب يساري يتزعمه قادر عزيز، وتربطه علاقات قوية بالوطني الكردستاني، حيث تحالفا في الانتخابات التي تمت بمحافظة السليمانية عام 1992. كما تحالف الطرفان أيضا في المواجهات المسلحة بالمنطقة الكردية.


*حزب الاتحاد الإسلامي وقد تأسس عام 1992 بقيادة الشيخ صلاح الدين محمد بهاء الدين، وللحزب توجه إصلاحي لا يعتمد على المواجهة المسلحة. ويرى البعض أنه يمثل فكر الإخوان وله علاقات طيبة مع الزعيم التركي نجم الدين أربكان وتنظيمه السياسي. الحركة الإسلامية أسست الحركة الإسلامية في الثمانينيات بقيادة الملا عثمان ثم ترأسها الملا علي عبد العزيز، وبعد وفاة الأخير آلت رئاستها إلى ابنيه الملا علي والملا صادق. وظلت تلك الحركة لمدة طويلة أهم حزب إسلامي كردي. وهو حزب غير بعيد عن حركة الإخوان المسلمين العالمية من حيث التوجه.


*جماعة أنصار الإسلام يُطلق عليها (پاك) وتعد من أحدث التشكيلات السياسية الكردية حيث أسست عام 2001، ويتزعمها الشيخ فاتح كريكار ويكنى بـ "أبو سيد قطب". انشقت عن الحركة الإسلامية وعُرفت بتشددها ولذلك نالها لقب "طالبان الكردية" وينسب إليها بعض العمليات المسلحة ضد الوجود الأميركي وكذلك ضد حكومة إقليم كردستان، كما أنها تتهم بالتعاون مع تنظيم القاعدة وتصنف أميركيا منظمة إرهابية.


الأحزاب الكردية في إيران


*جمعية بعث كردستان تأسست في كردستان إيران عام 1942، وتركز نشاطها في مهاباد ثم تحول اسمها عام 1946 إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، ولقيت دعما من كرد العراق.


* الحزب الديمقراطي الكردستاني نشأ عشية تأسيس جمهورية مهاباد الكردية عام 1946 وتولى قيادتها، ولقي دعما من الاتحاد السوفيتتي مما جعل صبغة الحزب ماركسية. وهو يدعو إلى الحكم الذاتي في كردستان في إطار الدولة الإيرانية، ولم يتبن الدعوة إلى الانفصال.


الأحزاب الكردية في تركيا


* الحزب الديمقراطي الكردستاني تأسس عام 1965 من مجموعة من الإقطاعيين والملاك الكرد، وكان ذا اتجاهات يمينية ولم يفكر في التعاون مع القوى اليسارية. ولكن بعد فترة نما داخل الحزب تيار يساري فبدأ منذ عام 1971 صراعا للسيطرة على قيادة الحزب انتهى عام 1977 بانتصاره وطرد كل العناصر اليمينية والمحافظة، وأصبح له دور بارز في قيادة الإضرابات العمالية وأنشأ له قواعد في المدن والأرياف.


*حزب عمال كردستان التركية حزب يساري خرج من عباءة الديمقراطي الكردستاني بعد الصراع الذي وقع داخل الحزب عام 1971، وكان يعمل باسم أحد قادته يُدعى الدكتور شوان، وفيما بعد أخذ يعمل تحت اسم نوادي الثقافة الثورية والديمقراطية، وكان له فروع بالمحافظات والأقاليم التركية ونشاط سياسي وتثقيفي واسع أواسط السبعينيات. وكانت له صلات مع الأحزاب الكردية في العراق وإيران، ولكنه تعرض لانشقاقات عديدة طرد فيها بعض عناصره.


* الحزب الاشتراكي الكردستاني عُرف بجماعة "طريق الحرية" ـ نسبة إلى المجلة التي كان يصدرها ـ وله نفوذ واسع بين المثقفين والطلبة وقام الحزب بدور كبير في نشر الأفكار اليسارية باللغتين الكردية والتركية في كردستان، مستثمرا النشر العلني أو شبه العلني الذي كان مسموحا به في فترة حكم حزب الشعب الجمهوري اليساري بقيادة بولند أجاويد أواخر السبعينيات ويقوده أمينه العام كمال بورقاي.


*حزب العمال الكردستاني يعرف اختصارا بـ(Pخخ) وقد تأسس عام 1979، وهو منبثق من منظمة تركية شيوعية كانت تعمل في السبعينيات باسم منظمة الشباب الثوري. وهو يهدف إلى إنشاء دولة كردية ديمقراطية مستقلة، وكانت إستراتيجيته ترتكز على استعمال العنف وتصعيده في مواجهة عنف القوات التركية مما خلق هوة واسعة بينه وبين الأحزاب الكردية الأخرى. ولكن بعد القبض على زعيمه عبد الله أوجلان عام 1999 أوقف الحزب أنشطته المسلحة بدعوة من أوجلان الذي أعلن عن مبادرة سلام تتضمن الحوار مع أنقرة، غير أنه غير اسمه إلى "مؤتمر كردستان الحرية والديمقراطية" ثم عاد عام 2005 إلى النشاطات المسلحة متخذا من مناطق بشمال العراق مأوى له. وللحزب نفوذ سياسي وعسكري قوي في المناطق الحدودية مع العراق وسوريا، كما يحظى بنفوذ قوي لدى العلويين من الكرد في منطقة تونجالي.


الأحزاب الكردية في سوريا


يعمل في سوريا العديد من الأحزاب الكردية لكنها لم تحظ بترخيص قانوني ومن بين هذه الأحزاب:


* الحزب الديمقراطي الكردستاني تأسس عام 1957 وترأسه الدكتور نور الدين زازا، ودعا عند انطلاقه إلى تحرير كردستان وتوحيدها عن طريق الثورة. واعتقل معظم قياديي الحزب فانفرط عقده، وبعد خروج قادته من السجون عام 1961 أعادوا النظر في برنامجهم وقصروه على المطالبة بحقوق الكرد السوريين الثقافية والسياسية.

*الحزب الديمقراطي اليساري الكردي ظهر أواخر الخمسينيات من القرن الماضي وأراد السير في النهج الثوري الأول للديمقراطي الكردستاني، لكنه اضطر بدوره إلى انتهاج سياسة معتدلة أواخر الستينيات.
أبو خلود



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة ...
- تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة ...
- تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة ...
- الدردشة هي حوار بين اثنين لا بد منه في تفسير الوقائع الحاصلة ...
- الدين يدعون السياسة وهم ليسوا بالسياسين
- الحماية الدستورية لكل المهاجرين العراقيين بالخارج
- مفهوم الأقلية والأكثرية في عيون السياسة العراقية وكيفية الخل ...
- الأهداف السياسية التي يطمح إليها السياسيون لكسب رهانِ الانتخ ...
- تقسيم العراق من يعمل له ومن يعمل ضده؟؟
- لعبة كرة تنقلب للعبة سياسية كبرى
- احتلال أمريكا للعراق ليس فقط جريمة في حقه بل هي أكبر إهانة ل ...
- الواجب الوطني يشترط أن نقف جميعاً صفاً واحداً دعماً للحركة ا ...
- لا خلاص إلى بالخلاص من الطائفية - No way to stop discriminat ...
- المرأة العراقية والإسلام السياسي
- طريق العلمانية صعب وطويل ولكنه غير مستحيل -
- ثورة الجياع - Flame of revolution of hungers
- دردشة اليوم الاثنين 5 أكتوبر
- المالكي يمسك العصا من الوسط إذا نجح حتى بالدعم الخارجي إنه ل ...
- نيران على ظفاف دجلة
- هل وضع العراق الأمني ... والإجتماعي، يتحمل المزيد من اللعب ب ...


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة الأبعاد في الحياة الكردية الجزء : (١)