أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نصير عواد - مواقع إلكترونية أم قبائل سياسية؟














المزيد.....

مواقع إلكترونية أم قبائل سياسية؟


نصير عواد

الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 12:42
المحور: الصحافة والاعلام
    


لا أظنها غضبة مضرية صادقة تلك التي دفعت الباعة الجوالين في المواقع الإلكترونية إلى شتم الكتّاب والقرّاء واتهامهم بتهم كنا قد توهمنا نسيانها في خضم الصراعات والتغييرات المؤلمة الجارية بالعراق.إنّ تسابق السياسيين إلى قتل المواطن العراقي لتسوية خلافاتهم السياسية وتراكض المواقع الإلكترونية إلى تخوينه وتشويهه يضعنا أمام صفقة غير معلنة بين الباعة والتجار لخلط الأوراق والنيل من كرامة المواطن وحقه بالعيش الكريم. وحتى لا أطيل بالكلام أعرض عليكم ردا من موقع "الفنان العراقي" كما وصلني على مقال عن الفن التشكيلي كنت قد أرسلته لهم يقولون فيه (نمتنع عن نشر نتاجات جميع الاشخاص الذين يكتبون في المواقع التي تدعم وتروج كتابات العفالقة,أو البعثية والداعمة للإرهاب كموقع شبكة أخبار العراق نت وموقع البُراق وموقع كتابات والبصرة نت والكادر والبديل العراقي, ومن ينتمي لمؤسسة كتاب بلا حدود ,ومراسلون بلا حدود, ومن يكتب بأسماء مستعارة وأي مادة تسيء لأي دين أو طائفة عراقية او مكّون عراقي. كما اننا نمتنع عن نشر المواد الضعيفة او تلك التي تنشر في عدد كبير من المواقع وتلك التي لا ترفق بصورة شخصية للكاتب. من شروطنا ان لا يكون الكاتب قد نشر او تعاون مع المواقع البعثية المناصرة للإرهاب واولها موقع كتابات.لا يمكننا نشر اي مادة لكم بعد الان حتى نستلم ردكم )
وهذه السطور القليلة المشحونة بالوطنية الكاذبة التي أُرسلت كـ "كليشهة" إلى الكثير من الكتّاب والفنانين كشكل من أشكال التطاول والقمع تُذَكّرنا بدائرة الزمن العراقي التي لا تريد التوقف عن إلغاء الآخر، وتشير إلى ضعف ذاكرة الضحية بعد تحوّل صاحبها إلى جلاد صغير ليس له من هم سوى إثبات وجوده بعد أن اكتشف فجأة أن ليس لديه ما يتشرف به بين الآخرين. بالنسبة لي سأفترض أن المقال لم يُنْشَر انسجاما مع جزء من فقرة المنع التي تقول ( كما اننا نمتنع عن نشر المواد الضعيفة او تلك التي تنشر في عدد كبير من المواقع وتلك التي لا ترفق بصورة شخصية للكاتب) وهذا الافتراض ليس تواضعا ولكنه من باب التسهيل للأمر لأني لا استطيع هضم حقيقة أن يُمنع نشر المقال بسبب مواقف سياسية تخص الكاتب، ثم تكال له مفردات التخوين والإرهاب والطائفية، فهذا ما لا يمكن بلعه والسكوت عليه. ففي الوقت الذي تفتخر فيه المواقع اليسارية والوطنية المقروءة "الحوار المتمدن، كتّاب العراق.. وغيرها" بانفتاحها على كل التيارات والأفكار، نجد الجهات التي لا تاريخ لها تزاود وتبالغ وتتهم حتى نسوا أنفسهم.
إن المواقع الإلكترونية التي أدركت أن الفكرة تطير ولا يمكن منعها أو حبسها، عليها أن تدرك كذلك حقيقة أن الفكرة أوسع من قبيلة وأوسع من حزب وأوسع من وطن، وأن تُقدر أن الكاتب الحر الذي يحترم نفسه وكتاباته يشغله "ماذا يكتب" أكثر مما يشغله "أين يكتب" خصوصا بعد انتشار الصحف والمواقع الالكترونية التي غطت على كافة الجوانب والاختصاصات وبعد أن تأكد أن لا فوارق كبيرة بين الأحزاب المتناحرة على السلطة. فلقد ولى الزمن الذي كنا فيه نركض خلف الأحزاب والجرائد والمواقع وحل زمن فيه "الماوس والكنترول" نستطيع بواسطتهما الذهاب إلى أطراف الكوكب. فعلى من أفتى بعمالتنا وخيانتنا بسبب مقال فني ليس له علاقة بالسياسة أن يوضح لنا ما هو ذنب الكاتب إذا أخذت مواقع وجهات أخرى مقاله ونشرته على صفحاتها من دون علمه أو موافقته، وهو أمر متعارف عليه قد يتم فيه ذكر المصدر الذي أُخذ عنه المقال أو لا يتم؟ وماذا يفعل القاص إذا وجد في موقع "البديل العراقي" تعبيرا عن أفكاره وتطلعاته ومواقفه فهل يداهن ويسكت تلبية لمطالب قبيلته؟ وماذا يفعل الكاتب الذي يريد الوصول إلى جمهرة معينة من القرّاء المغضوب عليهم في موقع "كتابات" المفتوح على كل الأسماء والقرّاء والتيارات والكتابات الغث منها والسمين، فهل يدخل سرا للموقع بعد أن يطفئ ضوء غرفته ويكتب باسم مستعار حتى لا يجرح مشاعر المواقع الوطنية؟. يجدر الإشارة هنا إلى أن أسماء المواقع والمؤسسات التي ذُكرت في قائمة المنع الوطنية لموقع "الفنان العراقي" هي جهات معروفة فيها اليساري والقومي والإسلامي، وفيها من تبنى مشروع الاحتلال وفيها من أعلن عدائه الصريح للعملية السياسية الحالية بالعراق. أي أنها تعكس حالة الصراع الجارية على الأرض ولا مفاجآت فيها. وبالمناسبة أين هي المفاجآت إذا كان البعثي يكتب باسم مستعار؟ ألا تستدعي الحالة العراقية المحتدمة أن يكتب فيها المطلوب قضائيا والمطارد سياسيا باسم مستعار؟ ألم نفعلها نحن ضحايا دكتاتورية البعث في المنفى أكثر من ربع قرن؟ فهل ثُقبت ذاكرتنا، أم أن ذلك حلال علينا وحرام على غيرنا؟. ثم ما هو اختلافنا وفرقنا عن البعثيين إذا كنا نمارس ممارساتهم ونمنع ونهدد ونقصي كل من يختلف معنا ولا يستمع إلى فتوانا ؟
أنا هنا لا أساوي بين الضحية والجلاد، ولا أبرر أو أدافع عن تاريخ ظلم البعثين لكافة شرائح المجتمع العراقي على مدى أربعة عقود، لأني ببساطة من ضحايا حزب البعث وسبق وأن واجهته فكريا في شوارع الديوانية وبغداد، وواجهته بالسلاح في جبال كردستان عندما كان في أوج قوته في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان بعض من المشرفين على موقع "الفنان العراقي" يعمل يومها لتبييض آلة الرعب الديكتاتورية. ولكني رغم خلافي مع البعثيين أحترم معتقداتهم وحقهم في العيش الكريم، وأطالب المواقع الإلكترونية – على الأقل تلك التي تدعي الانفتاح على الآخر - بالاستماع إليهم وإفساح المجال لهم للتعبير عن أنفسهم وعن عراقيتهم، والكف عن خنق الحريات وعن رمي الآخرين بتهم العمالة والخيانة بسبب مواقفهم السياسية، فمصيبتنا أكبر من ذلك بكثير .




#نصير_عواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مديح الهزيمة
- حذاءٌ وطنيٌّ آخر من تركيا
- في ذهاب المهنة وبقاء المهانة
- يا أهل الشام أحيو المعروف بإماتته
- فنانو المنفى في ضيافة كامل شياع
- تعقيب على-محاولة-الناصري
- -أوراق من ذاكرة مدينة الديوانية- لزهير كاظم عبود
- نعم تآمرنا على وطن!!
- فنانو المنفى شعراء عاطلون
- المكانية في الفكر والنقد والفلسفة
- إعادة إنتاج الحادثة
- َظاهِرة الأدب الشَخصي عند العراقيين
- العراقيون ومهرجان روتردام للفيلم العربي
- طف كربلاء.. الحادثة التي أتت عليها أحوال
- حروبنا الأهلية..بين سوريا والسعودية
- ثلاث هُجْرات..ثلاثة حُرُوب..ثلاثة عُقود
- المنفى .. دليل كاظم جهاد إلى دانتي
- الإرث إلاسماعيلي.. وأحزابنا السياسية
- الحركية .. ومواسم التحليل
- إبحث للمبدع عن عشرين عذر


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نصير عواد - مواقع إلكترونية أم قبائل سياسية؟