|
حشاش من غير حشيشة
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 13:08
المحور:
كتابات ساخرة
عاد صديقي ابو الطيب من المغرب مؤخرا .. وحين استقبلته في المطار كان وجهه شاحبا فيما بدت عيناه زائغتان واحسست لاول وهلة انه تعرض الى حدث جلل خصوصا وانه عاد مسرعا الى قاعة الترانسيت ليعود بحقيبته التي نساها هناك. وللذي يريد ان يعرف شيئا عن ابو الطيب فهو رجل بلغ من العمر عتيا قليلا ما يعتني بهندامه والذي يسمعه لاول مرة يحس بانه قد تناول للتو جرعة كبيرة من الماريوانا... كثير الاسئلة ولايحب الاجابات الجاهزة.. منذ 30 سنة وانا اعرفه بل استطيع القول انه الصديق الوحيد الذي التصق بي بعنف رغم كل محاولاتي في فرملة هذه العلاقة واخيرا فابو الطيب يحمل 3 جوازات سفر من بينها جواز اسرائيلي"فهو من عرب 48". سألته ونحن في الطريق الى البيت : كيف هي سفرة المغرب. قال: ياليتني لم اذهب الى هناك. ضحكت: كعادتك.. تقول ذلك كلما رجعت من سفرة ما. قال مهتاجا: الامر ليس كذلك .. معقول ان تدخل بجواز سفر اسرائيلي الى الاردن او مصر بدون تأشيرة ومعقول ايضا ان تزور ابو ظبي بدون ان يختموا جواز سفرك في المطار ولكن الذي ليس معقولا ان رجال المطار المغربي يرحبون بك ايما ترحيب حين يروا جوازك بل ويترك الموظف المسوؤل مكتبه ومراجعيه من المسافرين ليقودك بنفسه الى قاعة كبار الضيوف ويستأذنك بأخذ جواز سفرك ليكمل الاجراءات المطلوبة فيما يطلب منك بأدب جم ن تستريح في قاعة كبار الضيوف. اكمل: للوهلة الاولى حسبت ان الذي يفعله هذا الموظف ماهو الا كمين يريد به استدراجي حيث يلقي القبض علي ويساوم حكومتي على اطلاق عدد من الاسرى في السجون الاسرائيلية ولأني املك عقلية تآمرية عربية – كعادة اقراني من العرب- فقد تشبع بي هذا الاحساس ولكني آثرت ان انتظر قليلا فانا اعرف ان مجرد وصول خبر معاملتي بسوء في المطار المغربي الى السفارة الاسرائيلية هناك ستنقلب الدنيا ولا تقعد وسيكون السفير اول الحاضرين الى مكاني وقبلها سيكون سكرتيره الخاص قد اتصل بوزارة الخارجية ليحدد موعدا عاجلا مع وزير الخارجية. لم تمض دقائق حتى حضر الموظف اياه وسلمني جواز سفري مع ابتسامة عريضة نابعة من "القلب" وتمنيات بطيب الاقامة. سألت: ماالغريب في الامر؟. صاح مرة اخرى: كل هذا وتسأل ماالغريب في الامر.. الغريب ياصديقي اني المسافر "اليهودي " الوحيد على متن هذه الطائرة ولأني كذلك فقد عاملني رجال المطار على اني من كبار الضيوف.. لماذا؟ لاادري، هناك تفسير واحد هو ان الانظمة العربية " تشتهي وتستحي" ... تشتهي مد اليد والاستقبال بالاحضان لدولة اسرائيل وتستحي خوفا من غضبة الشعوب العربية ولهذا تجد ان الانظمة العربية تتمنى دخول من يحمل جواز السفر الاسرائيلي الى أراضيها لتقدم اليه ولاء الطاعة ولا مانع عند جلاوزتهم من تقديم مؤخراتهم اذا كان من يرغب في ذلك... لماذا اذن كل هذا الكذب على البشر الا يدركون ان الكذبة باتت مكشوفة منذ عشرات السنين. وضع وجهه بين كفيه وزمجر: لقد كفرنا بكم ايها "الجرابيع" فلا تستحقوا منا حتى ركلكم بحذاء باتا قديم. قال بعد ذلك اشياء كثيرة لا أجد نفسي ميالة للكتابة عنها الان ولكني سأفعل ذلك عاجلا.. هذا وعد.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الماموث والحوار المتمدن
-
ألافراط في النظافة يضر بالصحة ايها العراقيون
-
انه زمن اغبر يارب العزة
-
أريد ان أكون مسيحيا بعد موتي
-
خزيتونا ياأصحاب اللحى
-
حيوانات كانت بشرا
-
الزوجة الدبلوماسية تطير الى باريس
-
بالروح .. بالدم نفديك يابن لادن
-
زوجات ازلام عدم الانحياز يجتمعن في روما؟؟؟؟
-
الزوجة الدبلوماسية تزور روما
-
عاشق البقرة
-
الزوجة الدبلوماسية تستعرض عضلاتها في مطارات العالم
-
حتى الرضيع ايها الناس يحمل جواز سفر عراقيا دبلوماسيا
-
ألا بؤسكم من مسلمين
-
البرادعي.. انت كذاب ياسيدي
-
نحباني للو
-
الحجاج يتلهفون على الحمامات التركية الشعبية
-
ياصياد السمك .. اريد -بنية-
-
رسالة من بيت الموتى الى الدول الثمانية
-
أين العدالة ايها الناس?
المزيد.....
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
-
باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح
...
-
مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل
...
-
لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش
...
-
مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|