أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناجي - (10 - 1) - من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914















المزيد.....

(10 - 1) - من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914


أحمد الناجي

الحوار المتمدن-العدد: 866 - 2004 / 6 / 16 - 05:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مقدمة
يرفل تاريخ العراق السياسي بالكثير من الأحداث التي شكلت عبر تواترها تجارب زاخرة، أفرزها تبلور واحتدام الصراعات المتعددة، بعدما أسهمت على نشوءها العديد من العوامل الموضوعية والذاتية في مختلف الحقبات والمراحل السابقة من تاريخه، غير أن دخول تركيا الحرب العالمية الأولى، وما فرضته ظروف احتدام الصراعات الدولية من تسارع في وقع مجريات الأحداث، زادت من مدى تفاعل العراقيون وبالتالي تأثرهم وتأثيرهم فيها، بعدما اتسعت مشاركتهم في كل المفاصل المستجدة التي دارت وقائعها في بلادهم، بالإضافة الى تداخل تلك الأحداث مع ما حصل في البلدان المجاورة.
وتيرة الأحداث المتسارعة جعلت من تلك المرحلة حافلة، تعج بالكثير من الوقائع التي أمست اليوم تاريخاً يزخر بالعديد من الدروس والعبر والتجارب والمفارقات، وقد صارت بحق سفراً ثراً للعراقيين ينبغي لهم أن يقفوا عنده بتروي، كي يستفادوا من ذلك الخزين، وهم اليوم في ظل الاحتلال الأمريكي بحاجة ماسة الى مقاربة تفاصيل الأحداث الماضية مع قرينه المشابه أن وجد من حاضرنا الحالي، أو حتى دحض محاولات التشوية بتصوير مقاربات غير دقيقة أو في غير محلها، أو تحمل وإياها تشويهاً أو تجني لمقاصد معينة بعيدة عن الحقيقة.
يقول الدكتور علي الوردي في مقدمة كتابه لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث الجزء الرابع وهو مصدر رئيسي لجهدي المتواضع هذا وبالنص ( إن الحرب العالمية الأولى كان لها تأثير بالغ الأهمية في المجتمع العراقي، إنها هزت العراق هزاً عنيفاً، وكانت إيذانا ببدء مرحلة انتقال اجتماعية كبرى لا نزال نعيش فيها فترة لا نعرف مداها) وهو محق بالفعل لأن مديات تلك الفترة لازالت حاضرة لحد الآن بكل ما أفرزته على مختلف الصعد ومنها الساحة السياسية بشكل خاص والبلد بشكل عام.
لا ينحصر هدف الوقوف عند أحداث الماضي فقط من أجل إعادة ما استلب الى الذاكرة أو ما تاه عنها بسبب قصور في الرصد أو محاولات التعمية والتعتيم التي تحكمت بها سنن اللهاث وراء المصالح أو ما اجتزء منها بسبب سطوة المنتصر وجور قوانين الانتصار، أو ما أفرزته فيما بعد سياسية النخب المتسيدة، وإنما لتأسيس علاقة مبنية على أساس فهم الماضي بمقاييس العصر الحاضر والاستفادة منه، من أجل أن نبتعد عن تكرار ما حصل من إسقاطات واهية بُنيت على تواتر ما سبقها من الأخطاء.
لا شك أن ما أُرِخَ في العديد من المراحل السابقة كان خاضع لسطوات متعددة، ورؤى مختلفة، تناقلت عبر الزمن، كانت تنظر للحدث الواحد، بمنظورها الخاص، كلٌ على أساس فهمها، ووفق مصالحها، حاولت تلك الرؤى المتعددة أن تجعل من نتاجها، وما استدلت به مطابقاً لفكرها ونظرتها، وربما تقصدت في التهويل من حدث ما، أواستصغار الأخر، ولعل نزعة الإنصاف في دراسة بعض الأحداث التي جاءت متأخرة، كردة فعل أو مهما كان سبب النزوع اليها هي الأخرى قد عملت بنفس الاتجاه في تعمية بعض الجوانب لإبراز دواعي ذلك الإنصاف، وربما التغاضي عن جوانب أخرى.
لقد تصدى العراقيون للعمل السياسي والحياة السياسية بكل تنوعهم واختلاف مواقفهم، ونهضوا بأعباء الوطنية كلٌ على حسب فهمه وهداه والتزاماته، اقتربوا وتباعدوا، اتفقوا وتخاصموا، تقاطعت أرائهم، وربما اقتتلوا من جراء ذلك، وبانت الهوة واضحة المعالم سببها كالعادة وفي كل مرة الاختلاف في تحديد القيم والمعايير، وبالتالي كيفية تقييم الثوابت الوطنية، ومديات مزاوجتها أو عندما يجري دمجها مع الأنا القابعة في النفوس.
تمثل مرحلة الاحتلال البريطاني احد هذه المراحل التي تعاقبت الحكومات على تبني تغيبها من الذاكرة بالقصد، ومن جراء ذلك أمسى الطالب يتخرج من الدراسة الإعدادية بعد 12 سنة دراسية وهو لا يعرف شيئا عن تفاصيل تلك الأحداث، ولا عن مواقف الأجداد في تلك المرحلة من ذلك الحدث الهام، ومن دون شك أن الذاكرة التاريخية بحاجة لخطوات هائلة لإزالة تلك القطيعة المفروضة.
أجد من المناسب في مثل هذا الظرف المعقد بالتحديد، الذي يمر به العراق، وبعد مرور أكثر من سنة على الاحتلال الأمريكي من استحضار بعض من تلك الوقائع والأحداث لمقاربة ما بني عليها من استنتاجات مع ما يدور أمام أعيننا اليوم في بلدنا الجريح بظل ظرف الاحتلال، الذي حتم علينا ظرفاً خاصاً، ولا أدعي الكمال لهذه المحاولة المتواضعة التي تندرج تحت هذا الإطار، بل العكس، مثل تلك المرحلة بحاجة لرفدها بجهود البحث الأكاديمي والاستقراء العلمي.
في مثل هذا الوقت، حرياً بنا أن نعود للماضي القريب، لاكتناز بعضاً من التجارب والدروس والعبر، ننهل من هذا المعين الخصب، نقيس قرائن الحوادث وما تشابه منها بمعايير وثوابت الوطنية الحقة، حتى لا نكرر ما ارتكب من أخطاء وعثرات، كي لا نضطر لإعادة دفع ثمنها الباهض مرة أخرى، بعيدا كل البعد عن الغايات المتهالكة في اجترار الماضي، وافتراش أمجاده، والتمني لاستجدائه، والبكاء على أطلاله، والتغني برثائياته، وتجيش العواطف، كمقاصد عاجزة لا تخرج في جل مراميها عن إطار تكبيل الوعي الجمعي بأطواق التعمية والتعتيم في محاولة إبقاءه رهينة لمجاهل التغريب والتغيب بقصد تمرير الكبوات والهزائم، واستنساخ معاناتنا السابقة، والتمويه على عجزنا وانتكاساتنا اللاحقة.
يبلغ الزمن الفاصل بين الاحتلالين ( البريطاني 1914)، و(الأمريكي البريطاني 2003) بحدود التسعين سنة تقريباً، وهذه المسافة الزمنية ليست كبيرة على الإطلاق في عمر الشعوب، لكن مقدار التطورات الحاصلة في طفرات التقدم العلمي والتقني في السنوات الأخيرة، جعل هذه المسافة تفرد بوناً شاسعاً بين بدايتها ونهايتها، بسبب كبر حجم التحولات والتغيرات التي طالت مختلف الأصعدة والمجالات، أتضح ذلك في فارق الأمد المستغرق لإنجاز احتلال البلد من أقصاه الى أقصاه، فقد استغرقت الحملة البريطانية لاحتلال العراق أربعة سنوات، منذ بدايتها في احتلال الفاو وحتى السيطرة على مدينة الموصل قبل يوم واحد من إعلان الهدنة بين الأتراك والحلفاء، بينما لم تحتاج قوات الاحتلال الأمريكي وحلفائها بداية القرن الواحد والعشرين لأكثر من عشرين يومأ لاحتلاله وبسط نفوذها الكامل على ربوع أرض الرافدين.
سعت بريطانيا القوة الفاعلة والمسيرة للأحداث على أرض العراق في القرن الماضي الى التستر والحرص على إخفاء المراسلات والوثائق المتعلقة بمجريات الأحداث على مدار سنين تواجدها في العراق كإجراء تبغي من خلاله دثار تلك الحقائق لزمن محسوب، وعند قدوم لحظة الإعلان عن الوثائق وتفاصيل مجريات الأحداث، صارت تلقائياً غير مؤثرة عليها، وإنما لأغراض الدراسة والتوثيق، فقد جرت العادة إماطة اللثام عنها بعد سنوات قد تصل الى 25 سنة، في خطوة تبدو الشفافية المنشودة في الإعلان عنها كانت مؤجلة لاعتبارات بقاء استمرار المصالح، وضمان انسيابها في ظل تلك السرية التامة.
وضع العراقي الداخلي في سنة 1914
************************
العراق كبلد يشكل واحداً من المقاطعات التابعة للدولة العثمانية، مكوناً من الولايات الثلاث بغداد، الموصل، البصرة، وقد كان خاضعاً لسيطرة الإمبراطورية العثمانية منذ أكثر من أربعة قرون تقريباً، باستثناء فترة خمس عشرة سنة بين عامي 1623 - 1638 تمكن الإيرانيون خلالها من الاستيلاء على بغداد وضمها الى أملاكهم.
كان العراق يعاني من آفات عديدة، الفقر والجهل والمرض، والتأخر في جميع نواحي الحياة، خلفتها قرون استبداده الطويلة، تعاقب على حكمه الكثير من الولات، أتراك ومماليك، يتم تعينهم من قبل الحكومة المركزية في استانبول، تتلخص جل مهام الوالي في تسير أمور البلد بانسيابية دون بروز ما يقلق شأن الانصياع والرضوخ وتابعية البلد والعشائر والأفراد، وعليه السعي والاجتهاد باستنباط طرق التحصيل والجباية للكوتات الضرائبية المتعددة، والإسراع في إرسال الأموال المقررة عليه سنويا الى الحكومة المركزية في استانبول، بالإضافة الى تهيئة موارد أخرى تناط إدارتها بدوائر خاصة يتم من خلالها الاستيلاء على الأراضي الخصبة وعدها توابع من ممتلكات السلطان.
يمتاز جهاز الحكومة البيروقراطي بأسلوبه التسلطي الغير كفوء في إدارة شؤون البلاد، الذي لا يعير أهمية لتحسين وتأمين الحاجات الضرورية لرعاياه من العراقيين بقدر اهتمامه بإنجاز ما يوكل اليه من مهام في جباية الضرائب، واستنباط الجديد منها، والقيام بإدارة خطط تجنيد الشباب وإرسالهم الى متاهات حروب الدولة العثمانية، وغزواتها التأديبية التي قلما يعود الأحياء منهم، مما ولد حالة من الابتعاد والنفرة من كل شيء يتعلق بالحكومة، لأن مهامها في الغالب تنحصر على استلابهم في مختلف النواحي، وبالتالي انحسر الولاء للدولة والوطن أو بالاحرى صار متلاشياً تقريباً، بل وبعيداً عن وعي معظم العراقيين بسبب الظلم والجور والتهميش الذي يعاملون به، بالإضافة الى ما تعاني منه مدن العراق بشكل عام من إهمال وتقصير في شؤون الخدمات وتحسين حياة الناس، ويمتد هذا الإهمال الى ما هو ابعد لعدم وجود خطط للإصلاح والتجديد والبناء، مما أدى الى بروز وتعميق ما يضمرون للسلطة القائمة آنذاك من كراهية وتذمر وعداء، يزيد من ذلك التباعد حالة اللااستقرار في نظام الحكم التي تضفيها تغييرات الولاة وما ينتهجه البعض من سياسات عرقية، وأخرى طائفية تتمثل في تصعيد سياسة التتريك، النهج السائد في ذلك الحين الذي يشتد بين آونة وأخرى حسب متقلبات الوضع السياسي، وما يرافقه من تقريب لبعض من العوائل والعشائر دون غيرها لاعتبارات تخدم إبقاء تابعية تلك العشائر، وبالتالي العراق وارتهانه تحت لواء الحكم التركي.
تسبب عامل ضعف الدولة المستديم الى غياب سلطة القانون في أنحاء كثيرة من العراق، مما أدى الى تسيد الأعراف العشائرية واستفحال قيم البداوة التي عمقت من الالتجاء الى الأطر الضيقة في محاولة من الأفراد لتأمين الحماية لهم داخل المجتمع المفكك الأوصال، والغير متجانس التكوين، بعد أن خضع فترة طويلة الى ظروف عديدة ساعدت على تشتته الى مجموعات اجتماعية متعددة يتحكم فيها الصراع على البقاء وتأمين الحماية والمطامح، ذلك ما تسبب في فرض شكل ونمط معين من العلاقات، يجعلها تلجأ في أحيان كثيرة الى إقامة تحالفات وروابط معينة فيما بينها، لدرء المخاطر ومواجهة المنازعات التي قد تحصل في كثير من الأحيان، وتصل الى مستوى الصراعات الدموية التي تعكس حالة من الفوضى وشيوع حياة اللااستقرار، التي كانت تتحكم في طبيعة حياة الناس والبلد بشكل عام.
الأهداف والاستعدادات البريطانية
*********************
كانت الإمبراطورية البريطانية لإتساعها تعرف بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وأصدق تعبير عن تمسكها بمصالحها في منطقة الخليج العربي ما قاله اللورد ( لندرسون) سنة 1903 الذي يورده جان جاك بيريبي في كتابه الخليج العربي وبالنص (إننا نعتبر إنشاء أية قاعدة بحرية أو مرفأ محصن على الخليج العربي من قبل أية دولة أخرى تهديدا خطيرا للمصالح البريطانية وسنقاوم أية محاولة من هذا النوع بكل ما لدينا من قوة ووسائل)، ومن دون شك زادت شدة ذلك التمسك وردة الفعل الرادعة لكل من ينافسها بعد تعمق المصالح، وبداية عهد الشرق الجديد باكتشاف النفط، وتدفقه في السادس والعشرين من أيار/ مايو سنة 1908 من أول بئر نفطي في منطقة مسجد سليمان بإيران.
كان مشروع احتلال بريطانيا للعراق قد وضع منذ النصف الثاني للقرن التاسع عشر، كأحد الأهداف المستقبلية التي يتوجب على بريطانيا القيام به لضمان مصالحها في الخليج، وتجددت الدعوة لإحياء هذا المشروع عدة مرات كان أخرها في مطلع 1914 عند إحياء مشروع اللجنة الرباعية المؤلفة برئاسة السير سليد وثلاثة من كبار الضباط البريطانيين بمن فيهم برسي كوكس المقيم البريطاني السياسي في الخليج ورئيس الحكام السياسيين لحملة الاحتلال لاحقا.
وقد أتضح الهدف من إرسال حملة الاحتلال كما أوضحه المستر اسكويث بشيء من التفصيل بعد سنة من الشروع بالقتال هو لتأمين الحياد العربي، والمحافظة على المصالح البريطانية في الخليج، وحماية مناطق النفط، ولصون هيبة السيادة البريطانية في الشرق بصورة عامة، ولا يخلو ذالك المسعى من هاجس القضاء على المنافسة للدول الأخرى وإحباط مساعيها الرامية للوصول الى الخليج من فرنسيين وعثمانيين والمان وروس.
عندما خرجت تركيا من حرب البلقان سنة 1913، بعد أن تضعضعت وتقطعت أوصالها، أخذت تنظر الى المانيا لمد يد المساعدة، وقد بدأ التقارب الألماني التركي بعدما أرسلت بعثة عسكرية المانية لتقوم بتنسيق الجيش التركي وتدريبه، وبدأت المانيا تغتنم الفرصة لبسط نفوذها الاقتصادي على أسيا الصغرى والشرق الأوسط، وتبنت مشروع سكة حديد برلين - بغداد - البصرة، الأمر الذي أقض مضاجع البريطانيين للتهديد المباشر الذي كان يسببه هذا المشروع على مصالحهم في الخليج حيث كان النفط مسستثمراً حينها من قبل شركة النفط الإنكليزية - الفارسية المؤلفة في سنة 1909.
بلغ التوتر السياسي في أوربا عام 1914 أشده فقد انقسمت الى معسكرين وهما الحلف الثلاثي المؤلف من المانيا والنمسا وايطاليا، وتؤازره تركيا وبلغاريا، والائتلاف بين فرنسا وروسيا وتؤازره بريطانيا، وباغتيال ولي عهد النمسا اندلعت شرارة الحرب، فأعلنت النمسا الحرب على صربيا في 28 تموز 1914، وفي أول آب أعلنت المانيا الحرب على روسيا، وفي آب أعلنت بريطانيا الحرب على المانيا.
رغم الحياد الذي أعلنه العثمانيين، ازدادت المخاوف البريطانية تجاه الدولة العثمانية بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى بسبب تسرب بعض التقارير تفيد بأن هنالك نية لدى العثمانيين لترتيب هجوم على عبادان، الأمر الذي دفع الإنكليز الى تعزيز وجودهم العسكري في شط العرب، فأعطيت الأوامر الى السفينة الحربية دالهوسي والسفينة لورنس بالذهاب الى مياه شط العرب لمراقبة الوضع، وعززتها بعد أكثر من شهر بالبارجة الحربية اودن، رافقتها جهود بريطانية دبلوماسية مكثفة لضمان وقوف الشيوخ العرب الى جانبها علنا، ومنحوا بذلك ضمانات إضافية الى الشيخ خزعل بصفته أمير الاحواز، وكذلك الى أمير الكويت الشيخ مبارك الصباح، ولم تستطع الدولة العثمانية استمالتهما الى جانبها.
ونتيجة للموقف الذي اتخذه الشيخ خزعل من القوات البريطانية، وذلك بعدم التدخل لصالح العثمانيين، فقد قامت الحكومة البريطانية بتقديم الضمانات والتعهدات اليه في 21 ت2 1914، على لسان المقيم البريطاني في الخليج العربي، وجاء في تلك الضمانات بأنه في حالة قيام الشيخ خزعل بمساعدة الإنكليز في احتلال البصرة، فأن الحكومة البريطانية تتعهد بحمايته من العدوان الخارجي هو وذريته من بعده، بالإضافة الى المحافظة على بساتين النخيل التابعة له في البصرة وإعفائها من الضرائب، و قد حصل الشيخ خزعل من بريطانيا على بنادق وذخيرة دعماً لموقفه، وتسهيلا لأداء دوره في الاحواز والمنطقة بشكل عام.
بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى في 28 تموز - يوليو 1914، أعلنت الدولة العثمانية النفير العام على هيئة الحياد المسلح، وكان السياسيون الألمان في تركيا يبذلون الجهود لإدخال تركيا الحرب بجانب المانيا، بينما كانت بريطانيا تسعى لإبقاء تركيا على الحياد خشية دخولها الحرب فيلتف حولها العالم الإسلامي، فتنجح المانيا في خلق متاعب ومشاكل كبيرة ضمن الإمبراطورية البريطانية.
في 29 تشرين الأول 1914، قام الأميرال الألماني شوشون الذي كان مستخدما في البحرية التركية بهجوم على أحد المؤانيء الروسية في البحر الأسود ( ميناء أوديسا) بدون موافقة القيادة العامة التركية، وبدون علمها فخلق موقفاً أدى الى إعلان بريطانيا الحرب على تركيا في 31 تشرين الأول 1914 متذرعة بانحياز الأخيرة الى المانيا، بعد ثلاثة اشهر تقريبا من اندلاعها.
له تابع



#أحمد_الناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بياض الوجه حصاد مجلس الحكم في عشرة أشهر ونيف
- خطوة ستكون يوماً ما إرثاً في سفر التاريخ
- لن نغفل عن مناهضة الاحتلال بالفعل الشعبي السلمي واللاعنف ـ ر ...
- المتاجرة بالصور الفواضح وعذابات العراقيين
- صرخة تذكير باغتصاب الوطن الذي أودى الى اغتصاب البشر
- الشاعر سعدي يوسف بين ذاكرة العراقيين وطقوس النضال الجديد
- هوامش في يوم العمال العالمي
- العلم العراقي بين وشاح للأموات وكرامة للأحياء
- الإرادة العراقية بين الأسود والأخضر ومجلس الحكم
- ضبابية المواقف... من زمن الولاء المطلق الى زمن الولاء المبطن
- المقاومة... حاجة أم إسقاط فرض
- زيف محاولات المزاوجة ما بين المشروع الأمريكي في الاحتلال وال ...
- إرهاصات... لحظة الخروج من الزمن المهدور
- إنَّ مَنْ يأخذ دوره في البناء وسط الخراب.. ذلك هو الذي قلبه ...
- تأملات في الذكرى السبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي... صار ...
- قمة تونس تنفض قبل إنعقادها، يشهر العرب فيها سلاح الانبطاح
- قمة تونس تنوء بثقل احباطات الماضي وجسامة الحاضر
- التاسع من نيسان يوم أمريكي محض وقدرنا أنه حدث في العراق
- صدام محطة مريرة لفظها العراقيون من ذاكرتهم ودفعوا ثمنها غالي ...
- بغداد .. أي ذاكرة هذه التي تتوقد بعد كل هذه السنين


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناجي - (10 - 1) - من أوراق الاحتلال البريطاني للعراق سنة 1914