أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عنكاوي - هل يذهب الحذاء مثلا يحتذى بعودة حذاء منتظر الى الصورة والصدارة ؟














المزيد.....

هل يذهب الحذاء مثلا يحتذى بعودة حذاء منتظر الى الصورة والصدارة ؟


سامر عنكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2848 - 2009 / 12 / 4 - 21:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منتظر الزيدي مثال صارخ لإفلاس امة, وتعبير قوي عن عجزها وتخلفها وإفلاسها وكسلها وشللها وتقاعسها عن اللحاق بركب الأمم والحضارة والمدنية, منتظر الزيدي نتاج لأمة هزيلة فقيرة شحيحة بعطائها العلمي, غزيرة بعطائها الغيبي والإرهابي, يتجلى ذلك في عبارات قيلت في لقاءات مع أشخاص على الفضائيات إبان رشق بوش بالحذاء مما يؤكد إننا امة مأزومة مهزومة يائسة بائسة تتجه نحو الانحلال والاضمحلال بسرعة تضع سرعة أسرع الكائنات في جيبها, امة لم تستطيع النهوض لا بالعلم أو بالفن أو بالأدب ولا بالصناعة أو بالتكنولوجيا أو العمل ولا بنظام حكم ديمقراطي يُقتدى أو حقوق إنسان وحريات تُرتجى, فنهضت بعنفوان الوقاحة بحذاء الزيدي الذي ذهب مثلا وحصّلنا الريادة في اشد أنواع النضال ضراوة إلا وهو قذف القنادر وأصبح " الحذاء هو الحل " .

من هذه العبارات والجمل التي تعبر عن الانحطاط والهوان العربي وللمثال وليس الحصر:-

- ضيف على إحدى القنوات الفضائية العراقية يبشر الأمة العربية بالحدث ويقول منتظر الزيدي رفع رؤوسنا بحذائه, فيا له من حذاء عظيم رفع رأس امة عظيمة.

- وجاهل آخر وفي آخر مسح له لرأي العراقيين يقول منتظر الزيدي يمثل العراقيين جميعا.

- تظاهرة في الضاحية الجنوبية في لبنان رفعت فيها لوحة عليها صورة حذاء وتحت الحذاء مكتوب " رمز كرامتنا ".

- تضامنا مع الزيدي امرأة تقول أنا وأولادي وأهلي فداء لحذاء منتظر وقبلها فداء لصدام ونصر الله والقذافي, ويظهر إننا مشروع دائم للفداء لأتفه الغيبيات والقادة والأشخاص.

- اخر وعلى نفس الفضائية العراقية يقول حذاء الزيدي وسام على جبين كل عراقي وعربي شريف, والمعلوم أن الوسام لا يعلق على الجبين لاحتوائه على دبوس ويشك دبوس الوسام بالملابس على الصدر, او قلادة تتدلى من الرقبة على الصدر او حزام من الكتف الأيمن الى الخصر الأيسر مرورا بالصدر او العكس. هذا غيض من فيض مما قيل وهو دلالة واضحة على جهل مفجوع بانهزامية متجذرة.

هذه نماذج من امة مخدرة لم تنتج طوال تاريخها إلا الاستبداد والقمع والعنف وكبت الحريات وهضم الحقوق وامتهان الكرامة, امة شردت خيرة أبناءها من كتاب وأدباء وعلماء ومبدعين وفنانين في المنافي والشتات نهبا للغربة والوحشة وفي بعض الأحيان أسقطت عنهم الجنسية مثل ألجواهري والبياتي وغائب طعمه فرمان, معتقلين في السجون او في أقبية المخابرات او تحت الإقامة الجبرية وفي أحسن الأحوال مهمشين يعانون الفقر والعوز, امة تميزت بتصفية المخالف والمختلف والخصم جسديا حتى وان كان من الأهل او الأصدقاء.

لقد أبدع منتظر الزيدي في إيجاد أسلوب جديد للنضال سيتبع من قبل الفاشلين الذين سيلقون السلاح والسياسة والحوار جانبا ويستخدمون الحذاء في حل المشاكل والمعضلات. بمعنى آخر منتظر اوجد استعمال جديد للحذاء كسلاح في معركة العروبة للنضال ضد الاستعمار والاستغلال والاحتلال وإرجاع الحقوق العربية المغتصبة في فلسطين والجولان وشبعا لبنان والجزر العربية الثلاث.

بتقديري ان عمل الزيدي انفعالي غير متزن صدر من شخص متهور او مريض نفسي ينشد الشهرة ولا يمتلك الوسيلة اختصر المسافة والجهد للحصول على الشهرة السلبية واللعنة.

فعلا إنها مصيبة عندما يفقد الصحافي لسانه وقلمه ويصبح الحذاء هو اللسان والقلم, والحقيقة ان فقدان اللسان والقلم موروث صدامي, ولم يكن يسمح لأي حر بان يمتلك لسان او قلم وكان اللسان يقطع والقلم يكسر والمثقف الحر يُهجر او يُنفى او يُقتل , ويظهر ان هذا الزيدي لا يزال يعيش الحالة الصدامية ولا يعرف ان في العراق الآن هامش من الحرية وصحافة متنوعة وفضائيات كثيرة وأحزاب تمثل الناس وأراء مختلفة وتداول للسلطة وبعض احترام للحريات الشخصية, وقد كان كل هذا ممنوع في زمن الطاغية صدام والمعارض كان يذوق ما لم يذقه اسلافه من صنوف العذاب, ويساق أهله وأقاربه وأصدقائه وحتى معارفه الى السجون والمعتقلات.

رُشق الحذاء بعد الزيدي لحد الآن ما يقارب الخمس مرات كان آخرها لسيف الخياط والتي أتمنى ان تكون الأخيرة لتختفي وتنسى هذه الظاهرة الشاذة والتي سببت ضررا كبيرا للعراقيين وخاصة الصحفيين.

لن يسمح بعد اليوم على ما اعتقد لاي صحفي عراقي في أي مكان بالعالم من الدخول الى مؤتمر صحفي بحذاء وسيخلع الحذاء خارجا وكأنه يدخل جامع او حسينية, تصوروا المنظر صحفي عراقي حافي في جمع يلبس أحذية.

لنا تاريخ مشرف كعراقيين في حضاراتنا القديمة وكان لنا الريادة في القانون والكتابة والعجلة وغيرها, وتأتي الريادة في رشق الأحذية كتتويج وعرفان بالجميل وتتمة لمنجزات الأسلاف, فيا للعار الذي لحق بالعراقيين وتاريخهم في العطاء من فعلة الزيدي وسيف الخياط.

بتقديري ان أي حذاء سيرشق مستقبلا سيتحمل الزيدي المسؤولية التاريخية في فتح الباب لسلوك جديد بالصحافة والإعلام لن يغلق إلا بإنزال أقصى العقوبات بحق الزيدي ليكون عبرة لمن تسول له نفسه باستخدام لغة وضيعة.

وأقول للمؤيدين لفعلة رشق الحذاء, مهلا لا تتعجلوا وسنضرب وتضربون بالحذاء جميعا عندما يصبح التراشق بالأحذية أسلوب متبع للاعتراض والاحتجاج, لأنه لا يوجد بل لم يخلق في هذا الكون إنسان ليس له معارضين او مخالفين, نسال الله اللطف في الآتي من الأيام " وعساها ابخت منتظر الزيدي ".

تراجي ذهب:-
السلوك والكلام مسؤولية لم يقدرها منتظر, استرعي الانتباه ارجو الحذر وبعد النظر



#سامر_عنكاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة القانون الدولة الحلم (4)
- دولة القانون الدولة الحلم(3)
- دولة القانون الدولة الحلم (2)
- دولة القانون الدولة الحلم
- شكرا لكم لقد اعيدت الحقوق الفلسطينية كاملة غير منقوصة !!!
- إنتخابات المجالس المحلية للمحافظات طريقنا إلى الحرية والعدال ...
- الحزب الشيوعي العراقي شاطئ أمان السفينة العراقية
- غزة بين سندان حماس الأصم وحمم المطرقة الإسرائيلية الخرقاء
- غزة: وحشية يندى لها الجبين غضبا وخجلا
- قل الحق ولو كان على نفسك
- ما هكذا تورد الإبل يا سيدتي بان سعيد
- الاسلام السياسي المتطرف في العراق وعن علاقته بالاحتلال والوط ...
- تحالف غير معلن بين الحكومة والارهاب لتدمير العراق
- ملاحظات حول مقالة الدكتورة بان سعيد - المجلس الأعلى الإسلامي ...
- صدام والعمالة للأمريكان والشعب العراقي ومسيرة الآلام
- تنبيه: إلى الحكومة العراقية!! تعددت الأسباب والسرقة واحدة(2)
- تنبيه: إلى الحكومة العراقية!! تعددت الأسباب والسرقة واحدة(1)
- ضرورات المقاومة المسلحة المنفلتة لتحقيق أهداف الاحتلال
- شمشونات أو شماشنة العصر وهدم العراق على من فيه
- صائب خليل والإسلام السياسي المتطرف والعقيدة العقدة 1


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عنكاوي - هل يذهب الحذاء مثلا يحتذى بعودة حذاء منتظر الى الصورة والصدارة ؟