أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صلاح بدرالدين - - المسألة الشرقية - من جديد















المزيد.....

- المسألة الشرقية - من جديد


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2840 - 2009 / 11 / 26 - 12:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ظهرت " المسألة الشرقية " Eastern Question بمسارها التاريخي المعروف في القرن التاسع عشر ابان سنوات انهيار الامبراطورية العثمانية ويعيد بعض المحللين جذورها الأولى الى سنوات القرن السادس عشر وربطها باالصراع الروسي – التركي تحديدا كاحدى تجلياتها الرئيسية وقد تباينت الآراء والمواقف حول أسباب وأسس وجوانب بروز هذه المسألة بين اعتبار البعض لها وسيلة استخدمها الغرب – المسيحي – للانقضاض على العثمانيين – المسلمين – بعد أن هددوا أوروبا في عقر دارها وعرفها البعض الآخر كذريعة اختلقها الغرب الاستعماري للحلول محل – الرجل المريض - ونهب خيرات شعوب المنطقة الاستراتيجية الغنية بالنفط عبر الاحتلال والانتداب وقراءتها من جانب آخرين كحالة مألوفة حيث أفرزت الامبراطوريات طوال التاريخ خلال صعودها وهبوطها وبعد انهيارها مسائل لاتعد ولاتحصى على غرار " المسألة الشرقية " وقد يكون لكل ما سبق نصيب من الصحة الا أن جوهر المسألة الشرقية كما حدده – كارل ماركس – كان عبارة عن شؤون وقضايا ومصائر القوميات في الدولة العثمانية ولم يكن استقلال اليونان الوطني الذي تم بفضل التحالف الأوروبي ضد السلطان العثماني الا مثالا على ذلك تلاه تحرير بلغاريا واعلان دولتها القومية بدعم روسي مباشر وخلاص البوسنة والهرسك من النير الأجنبي وضمها الى النمسا ثم استقلال البلدان العربية في المشرق وشمال افريقيا وكان لتعلق الغرب الأوروبي والأمريكي بكل من لبنان وفلسطين تحت يافطة حماية المسيحيين واليهود دور كبير في تنامي المسألة الشرقية وبالتالي سقوط السلطان العثماني وقد سارت عملية مغادرة وتحرر واستقلال الشعوب والقوميات عن الادارة العثمانية في اوروبا وآسيا وافريقيا في مخاض عسير وتحققت بعد ثورات قومية تحررية وانتفاضات ومواجهات دامية حققت الانتصار متوجا بمعاهدات دولية وضمانات من عصبة الأمم آنذاك في حين أخفقت المحاولات التي جرت في كردستان التي كانت ثلاثة أجزاء منها تحت السيطرة العثمانية في حين كان الجزء الرابع يتبع الدولة الصفوية .
اعادة تفسير" المسالة الشرقية "
نبتت جذور " المسألة الشرقية " كنذير شؤم هدد أركان الامبراطورية في تربة تركيا العثمانية وتعاد الآن انتاجها لاسترداد الاعتبار الانساني لتاريخ الأناضول الاشكالي القاسي حتى ماقبل عهود سلاطين الخلافة الاسلامية وانتهاء بخلفاء – السلطان الجمهوري ! - كمال أتاتورك أقله تجاه الآخرين من الأقوام والشعوب ( عمليات ابادة الأرمن والكرد والتنكيل بااليونان والبلغار والعرب ) التي عانت الأمرين طوال قرون أيضا من تركيا في المرة الأولى كان التنصل من تهمة انتهاك حقوق غير الترك الشغل الشاغل – غير المجدي - لسلاطين الآستانة ,وحكام أنقرة وفي هذه المرة يضع رئيس الحكومة ومنذ البداية الحقيقة من تحت قبة البرلمان السلطة الاشتراعية الأعلى في البلاد معترفا بأن الأزمة السياسية والأخلاقية لدولة تركيا قديما وحديثا تكمن " في اضطهاد وقهر واقصاء الهويات والثقافات غير التركية من كرد و لاز وشركس و روم وعلويين " مركزا بصورة أساسية على الشعب الكردي الذي يعتبره المكون الثاني في البلاد ( يناهز العشرين مليون ) مضيفا وفي مناسبات أخرى العرب والمسيحيين والبلغار وهذا اعتراف مباشر بدوام " المسألة الشرقية " في بلد المنشأ تركيا والمنطقة بما هي قضايا الشعوب والثقافات والأثنيات والمعتقدات ونظرة موضوعية مغايرة أثارها منظر هذا التوجه السيد أحمد داود أوغلو في عاصمة اقليم كردستان العراق تهدف صياغة شرق أوسط جديد يتعايش في ظله الترك والعرب والفرس والكرد والسنة والشيعة وباقي المكونات الأخرى وذلك عبر الاعتراف المتبادل والدمقرطة ووضع حد للنزاعات وبايجاز شديد فالتصور الجديد المتطور هذا يعتبر " المسألة الشرقية " هي ذاتها من حيث المضمون وطابعها الكردي الغالب من حيث الجيوبوليتيك والمرتبة الرابعة على صعيد الكتلة البشرية بعد العرب والترك والفرس ولكن بحلول مختلفة تتناسب حجم ووعي وطموحات هذا الشعب المنسي المغدور في كنف العولمة وسوابق التدخلات الانسانية والحرب على ارهاب الأنظمة الشمولية الفاشية المتورطة في عمليات ابادة الشعوب والأثنيات وفي عصر مختلف فتحت فيه أبواب المحاكم الجنائية الدولية المعنية بجرائم ضد الانسانية على مصراعيها لم يعد فيه كرد الشرق الأوسط بدون أصدقاء ولم يعد فيه المجتمع الدولي لامباليا كما كان ابان السنوات الحرب الباردة .
ظن بعض المحللين الاستراتيجيين سهوا أنه فور انهيار الامبراطورية العثمانية سيتم اغلاق ملف " المسألة الشرقية " في حين أن نظام كمال أتاتورك البديل عزز من استمرارية أسبابها بل زادها تعقيدا عندما تنكر لوجود وحقوق الكرد والأرمن والقوميات الأخرى بما فيها اغتصاب لواء الاسكندرون السورية وبتراجع فرص النهج الأتاتوركي القومي الشوفيني في المرحلة الراهنة من تاريخ تركيا سيكون المجال مؤاتيا للحكومة المدنية لتوجيه ضربة مؤلمة لورثة باني الجمهورية في يوم عيد ميلاده الواحد والسبعين عندما تم فيه طرح القضية الكردية على البرلمان قد تكون في جانب منها فعلا انتقاميا ضد الانقلابيين على الخلافة العثمانية التي هي موضع اعجاب من جانب – حزب العدالة – الحاكم .
ان العودة في مشارف القرن الحادي والعشرين نحو معالجة ذيول وأسباب ونتائج " المسألة الشرقية " بغية انهائها تتطلب ارادة صلبة وقرارا باعادة قراءة التاريخ السياسي والاجتماعي والقومي لتركيا بما في ذلك وضع دستور جديد يضمن وجود وحقوق جميع المكونات ويحتاج الى دعم دولي واقليمي بل مشاركة فعلية قد يكون التفكير بعقد مؤتمر اقليمي – دولي بمكان محايد وبمساهمة من الدول الأربع ( تركيا – ايران – العراق – سوريا ) وممثلي الشعب الكردي والقوميات والمكونات الأخرى في المنطقة وبرعاية الأمم المتحدة سبيلا لبحث المسألة من الجذور ووضع قاعدة سليمة لشرق أوسط جديد مسالم أكثر أمانا وقابلا للاستمرارية في طريق التنمية والتعاون خاليا من أسلحة الدمار الشامل وقوى الظلامية والعنصرية والارهاب .
ما أعلنته الحكومة التركية حتى الآن خطوة استراتيجية مفتاحية هامة خاصة على صعيد القراءة الموضوعية الجديدة للواقع القومي التعددي في تركيا والاعتراف بوجود مشكلة قومية كردية فشل الحل العسكري بشأنها تحتاج الى حلول سياسية ثقافية اجتماعية اقتصادية وتحقيق السلام والمصالحة والوحدة الوطنية عبر الحوار والاستعداد لاعادة صياغة مواد دستور البلاد واعتبار البرلمان كممثل منتخب لمجتمع تركيا مكانا مناسبا لبحث القضية الكردية وادانة مظاهر الظلم والقمع في " شرق تركيا " ولكن كل ذلك لايشكل الا بداية ولكنها راسخة لاتمام الخطوات الأخرى المنتظرة والمطلوبة من الجانبين التركي والكردي وفي المقدمة ضرورة أن تطرح الحكومة برنامجها الشامل للحل على الشعب خاصة وأن الظروف الداخلية والخارجية مؤاتية من اقتصادية ودبلوماسية وسياسية وحراك المجتمع المدني في تركيا نشط وفعال والطبقة الوسطى تشكل الرافعة القوية الرئيسية في هذا المجال والمزاج العام يميل الى السلم ونبذ العنف والاقتتال .
شكلت القضية الكردية مسرحا للايذان بنشوب الحرب الباردة واختبارها لدى قيام وسقوط جمهورية مهاباد في كردستان ايران في أربعينات القرن الماضي وخاتمة لتلك الحرب عندما ساهمت الولايات المتحدة الأمريكية قطبها الأعظم في الضفة الأخرى المواجهة في تطبيق – الملاذ الآمن – لشعب كردستان العراق في العقد الأخير من القرن المنصرم فهل ستتحول الآن ونحن على مشارف القرن الجديد ومن خلال كردستان تركيا الى معبر للولوج في معالجة " المسألة الشرقية " وفي القلب منها الكردية وبناء الشرق الأوسط الجديد ؟ .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوء فهم أم سوء نية
- لقاء مع صلاح بدرالدين
- كلمة وفاء في ذكرى مناضل
- هل من حل - مواطني - للقضية الكردية
- القوة الرابعة
- قراءة في التحولات التركية - الكردية
- اتجاهات التقارب السوري التركي
- حكاية اللاجئين في سوريا
- محاكم الجنايات الدولية هي الحل
- مابين تحولات - أوباما - وثوابت - بوش -
- أيها العراقييون : شعوب الجوار عمقكم
- نظام سوريا ومهنة - المرابي - الاقليمي
- مدرسة آرام ديكران
- مشروع - الحركة الوطنية الكردية في سوريا -
- حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان ) 2 (
- حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان
- انهم يضرسون - حصرم - حلب
- ملامح - مشروطية - دستورية في كردستان
- المنظومة الأمنية السورية تعيد بناء هياكلها
- الصين أمام تحديات المسألة القومية


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صلاح بدرالدين - - المسألة الشرقية - من جديد