أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شلال الشمري - ( فريادمن )عندما يغلب التصحيف على الأصل في القول والفعل














المزيد.....

( فريادمن )عندما يغلب التصحيف على الأصل في القول والفعل


شلال الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 24 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترد عبارة ( فريادمن ) على لسان شيوخنا للدلالة على حالات عدم الانضباط والفوضى والانفلات وعدم الشعور بالمسؤولية واختلاط الحابل بالنابل والفرهود والحواسم ، وعندما تفتقر ظاهرة ما إلى مرجعية تضبط زمانها ، وطغيان الذئاب على الرؤوس ، وعندما يفشي الفساد ، وتُشاع الفاحشة .
ولعشرات السنين لم أحاول البحث عن مصدر هذا الاصطلاح ( فريادمن ) إلى أن رأيت بعيني وسمعت بأذني جلسات وسلوكيات وضمائر وذمم ونواميس وأعمال أغلب أعضاء مجلس النواب تنطبق على دلالات هذا المفهوم ، فاقتفيت وتقصيت أثره ، وبما أن أجدادنا عاصروا العصملية ، واحتكوا بالفرس ، فقد كان ظني خاطئاً ، ولم أجد له أثراً في لغتي هذين الجارين ، وفوجئت حينما اكتشفت أن هذه الكلمة ( فريادمن ) هي تصحيف لكلمة ( فريديوم Freedom ) الإنكليزية ، والتي تعني باللغة العربية الحرية " التي رفع مشعلها فحول الفساد والحواسم بعد التغيير " وتبين أن هذا التصحيف من تأثيرات الاحتلال الإنكليزي ، وأنها دخلت إلينا قبل أكثر من 90عاماً ( سقوط بغداد على يد الاحتلال الإنكليزي عام 1917 ) وقبل الكثير من دول العالم التي قطعت خلالها شوطاً كبيراً من التقدم ، ولم تعمد على تصحيفها ، ولكننا آثرنا ما لقينا آباءنا عليه عاكفين .
وعندما يغلب التصحيف على المعنى الأصلي تكون أمام جملة من الاحتمالات : ــ
ـ إما أن يكون المجتمع العراقي غير مؤهل ، وليس بمستوى التغيير من حيث الوعي والثقافة ، ويُساق قسراً إلى حضيرة الديمقراطية !
ـ أو أن البنية المادية للمؤسسة الديمقراطية غير مؤهلة للنهوض بمسؤولية التغيير ( الطبقة الوسطى ، والطبقة البرجوازية ، ومؤسسات المجتمع المدني ، والمؤسسة الإعلامية ، والمؤسسة التربوية ، والمنظومة القانونية ... ) .
ـ وإما تعرض عملية التغيير إلى انقلاب مضاد ، وهي في "رحمها" امتطى صهوتها منذ اليوم الأول بعد أن هُيَّئ لذلك في المؤتمرات التي عُقِدَت في لندن وأربيل قبل الشروع بالتغيير " أمر دُبِّر بليل " .
ـ وإما استقتال الأجندات الإقليمية في إحباط عملية التغيير ؛ كونها جسماً غريباً يعِّض تكلساتها القيمية والاجتماعية والفكرية ، وامتيازاتها الوراثية إلى التصدع والانحلال .
ـ وإما أن تكون الرؤية التصحيفية مقصودة لخلق فوضى جهنمية ، تصهر المجتمع ؛ لتصب في قوالب أمريكية معدة سلفاً .
ـ وإما أن نكون قد انحدرنا لمستوى أخلاقيات بعيدة عن الشعور بالمسؤولية ، وأصاب مجساتنا الأخلاقية وضمائرنا الصدأ .
ولا يمكن حصر النماذج التي تتعامل مع الحرية على وفق التصحيف ( فريادمن ) ولكن أكثرها إيغالاً هو من فقد وزنه السياسي داخل كتلته وحزبه ، وأخذ يتصيَّد حضور المؤتمرات لأغراض الدعاية الانتخابية متخذاً من نفسه راعياً للفضائل والوحدة الوطنية وللعلم والثقافة ووو ..... بل يتصيَّد ليس في الماء العكر ، بل في دماء الشهداء والضحايا عند كل عمل إرهابي ، داعياً لجمع التبرعات للذين تضرروا ، مخاطباً " العرب البائدة " لأن تأخذ في تغطية ما جنت يداها وتستر عورتها القبيحة بحفنة من الدولارات لذوي الشهداء .
ولكي لا ننزلق أكثر إلى الاقتراب من التشخيص ، نكتفي بهذا القدر . وألف شكر للنواب الشرفاء الصابرين على مجالسة هؤلاء التصحيفيين الذين ينطبق عليهم بيت أبي الطيب المتنبي :

وما موتٌ بأبغضَ من حياةٍ
أرى لهمُ معي فيها نصيبا






#شلال_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرباء والسياسي
- المسؤولية بين حذاء غاندي واراضي الوزراء في منطقة المسبح
- كرة النزاهة في ملعب الشعب
- المالكي واخوة يوسف
- الامن التوافقي
- تاثيرات السيكولوجيا السياسية على قيم النزاهة
- الحشد والتعبئة السياسية والمزمار الأمريكي
- انتصار الديمقراطية هزيمة للفساد
- اضواء على ثقافة مكافحة الفساد
- مصائد المغفلين
- فتح المندل لما سيكون عليه المستقبل
- الفساد والية توزيع الثروات
- 9/4/2003 بين الفبركةالأمريكية والأسباب الحقيقة
- من الثيوقراطية إلى السياسة التوافقية الاصطفاف الطائفي قائم
- مقاربات بين الصحوة على الفساد والصحوة على الارهاب
- الصفحة البيضاء
- امريكا والفتح الاسلامي
- الشيوعي العراقي - بين الوعي الريادي والوعي المزيف
- -بين حانة ومانة خلصت لحانا-
- -الديمقراطية في العراق- تضخم في الكمية وسوء في النوعية


المزيد.....




- الانتخابات الأوروبية في مرمى نيران التدخل الأجنبي المستمر
- أمريكا كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس.. هل تم -ا ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع إسرائيل قبل توقيع م ...
- -الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله-- ...
- بعد قرنين.. سيمفونية بيتهوفن التاسعة تعرض بصيغتها الأصلية في ...
- السفارة الروسية: قرار برلين بحظر رفع الأعلام الروسية يومي 8 ...
- قديروف: لا يوجد بديل لبوتين في روسيا
- وزير إسرائيلي يطالب باحتلال رفح والاستحواذ الكامل على محور ف ...
- مسؤول في حماس: محادثات القاهرة -فرصة أخيرة- لإسرائيل لاستعاد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شلال الشمري - ( فريادمن )عندما يغلب التصحيف على الأصل في القول والفعل