9/4/2003 بين الفبركةالأمريكية والأسباب الحقيقة

شلال الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2692 - 2009 / 6 / 29 - 09:06
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    

في مهمة البحث عن أسباب الاحتلال لابدَّ من تخطي البالونات الإعلامية الأمريكية بأنَّ العراق أحد دول محور الشر في العالم إلى جانب كوريا الشمالية وإيران وسوريا أو امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وكلا السببين يفتقران للمصداقية ، فمحور الشر الصدامي والإرهاب هما صناعة أمريكية .

صدام ضمن آليات صراع القطبين (الحرب الباردة) التي انتهت وأصبحت في خبر كان والإرهاب ضمن آليات القطبية الواحدة . ولم يقدم دليلاً واحداً على صلة صدام بالإرهاب الديني الذي هو صناعة أمريكية بتمويل واستثمار مادي سعودي وبشري افغاني تولته المخابرات الأمريكية فنياً وتسويقياً إلى دول العالم بعد تهيئة الحواضن المناسبة له ، أما الذريعة الثانية فأسلحة الدمار الشامل هذه زُوِّد بها صدام من قبل الدول الغربية وبالتالي لايمكن ان يكشفوا عن شئ يدينهم قبل أن يدين صدام .

اما الجانب الإنساني الذي دفعهم لتحرير العراق فهذا مما لاتكذب (ام ريكا على فرجها) فالحصار الامريكي الذي استمر لمدة ثلاثة عشر عاما سحق المجتمع العراقي بأطفاله ونسائه وشيوخه بل عموم الشعب ، لم يشهد له مثيلاً في تأريخ الممارسات الوحشية وتحريرهم في 9/4 سحق مدن بأكملها في الأنبار والفلوجة وديالى والصدر والشعلة والديوانية والبصرة ونينوى والنجف والكوفة ولم يستعملوا سوى الأسلحة الذكية ليس فيها حاويات عنقودية وخالية من اليورانيوم المنضب والجرعات الكيمياوية ذات التاثير الموقعي المحدود!!! .



أما الاسباب التي أدلجها النظام البائد ضمن اسطواناته ( القومجية ) المشروخة وشعارات وبطولات ( دونكيشوتية) من أن الاستعمار يستهدف السيطرة على طرق المواصلات العالمية والمضائق ومصادر الطاقة والأسواق والمواد الأولية وبناء قواعد عسكرية ، فهذه بمجملها كانت ولازالت تحت سيطرة واستثمار الغرب بل ان اقتصاد دول العالم العربي والعالم الثالث لايقوى الوقوف على قدميه دون مساعدة وتمويل الغرب له وهو في حالة تسول مزمنة بل ويعرض تسهيلاته لاستقدام الغرب . واين دول الجامعة العربية واتفاقية الدفاع المشترك من تأمين الحماية في خليج عدن من قراصنة لايتعدى سلاحهم الكلاشينكوف (بطلنة من اسرائيل) فيما تقدم تفنيد لبعض الاسباب التي اتخذتها أمريكا ذريعة في احتلال العراق وفيما يلي ما يمكن أن يكون سبباً في تصورنا للاحتلال وهي :-

1. توهين الوحدة الوطنية لأن العراق يشكل حصوة في سلة بيض لابد من تفتيتها لكي لاتؤثر على جيرانها وقد مهدت أمريكا لذلك من خلال الحصار الاقتصادي والتشرذم الطائفي والفدرالية الانفصالية .

2. إبدال النظام البائد خشية سقوطه بيد تيارات خارج سيطرة النظام الغربي ؛ ولأنه فقد مبررات وجوده واستنفذ صلاحية استعماله 0

3. إيجاد تقبل إقليمي للكيان الصهيوني وفق تشكيلة الشرق أوسطية المزمع هيكلتها0

4. قطع الطريق أمام الامتداد الشيعي الإيراني تجاه العراق وسوريا ولبنان وشرق السعودية والخليج والعمل على تحييد واحتواء شيعة العراق والسعودية والخليج بإجراءات ومعالجات تلطيفية 0

5. إلغاء مبدئي السيادة السياسية والاقتصادية من خلال تفعيل نظام العولمة والوجود المباشر والطويل الأمد في المنطقة 0

6. خلق حالة من الصراع والتوجس والريبة والشك السني الشيعي بحيث يجد كلا الطرفين في أمريكا وإسرائيل تقتبلاً أقرب إليه وهذا ما حصل في حرب تموز 2006 اللبنانية الإسرائيلية من خلال فتاوى تمنع الدعاء لمقاتلي لبنان ضد إسرائيل ( وذلك أضعف الإيمان ) وكذلك الفتنة الطائفية في العراق 0

7. إسقاط التيار الديني من خلال إغراقه بطوفان من الإشكاليات لم تتوانَ الفوضى الخلاقة الإمريكية من إشعال فتيل الحرب الطائفية وتحشيد الأجندات الإقليمية للدول المجاورة كافة ؛ لإحداث حرب جهنمية قذرة وقودها المال والشعب العراقي لا تمتلك أدنى المقومات الأخلاقية خُرِقَت فيها النواميس كافة واستحلَّت الحرمات كلُّ هذا من أجل ان نفهم أنَّ صداماً أمريكيُّ ، والبديل يجب أن يكون أمريكيّاً وليس من حقِّ أي جهة أخرى ان تستحوذ على الجهد الأمريكي 0

8. في العرق مكمن وأصل وجذور الدين واللغة والخزين التراثي والهوية والإثراء الحضاري للعرب والمسلمين وتبقى المعالجات الاحتوائية الحداثوية العولمية هنا وهناك لا تكتسب الشرعية والقبول والانتشار وتصطدم بهذه المرجعية التي تُعتَبر بمثابة الرأس من الجسد

#شلال_الشمري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل