انتصار الديمقراطية هزيمة للفساد

شلال الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2728 - 2009 / 8 / 4 - 03:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يحاول البعض جرنا للدفاع عن اصنام جديدة في المجتمع ظنا منه ان الذي يقوم به دفاعا عن النظام الجديد والديمقراطية .
ان الديمقراطية لاتقاس بالرجال فهي آليات محايدة لاتعرف العواطف ولا ترتهن بافراد مهما علا كعبهم بالاضافة الى انها حالة متجددة متطورة لاتحكمها قوالب جامدة فالديمقراطي في وقت ما قد لايصلح لزمان اخر اذا لم يحدث من آلياته وان من يتشبث بالسلطة التي اوصلته اليها الالية الديمقراطية يفقد الصفة الديمقراطية ومن يهيىء لولي عهد من نسله ليس ديمقراطيا ومن يحتكر لذويه المناصب والوظائف ليس ديمقراطيا ومن يحاول احياء النظام العشائري ويجعل منه مؤسسة ديمقراطية او يجعل من الحشد الطائفي مطيتا لمبتغاه ليس ديمقراطيا ، ومن يملي قناعاته اوعقيدته اوايديولوجيته على الاخرين ليس ديمقراطيا، ومن يوظف المال العام لدعايته الانتخابية ليس ديمقراطيا ومن يخفي خلفه اجنحة ميليشياتية عسكرية ليس ديمقراطيا ومن يقوض مكامن القوة في بلده ليس ديمقراطيا ، الديمقراطية هي التي خلقت دول عظمى مثل : امريكا،وبريطانيا،وفرنسا،والمانيا،واليابان.... لا نظام تنخره الفدراليات الانفصالية الشوفينية الطائفية العشائرية من هذه الوقائع المادية الملموسة يمكن ان نلحظ حجم الجهد المطلوب لانجاز الديمقراطية ودور الفساد في تقويضها.الديمقراطية هي نتاج طبقة وسطى ونظام اقتصادي حر ذو قاعدة مادية رصينة ومؤسسات مجتمع مدني مستقلة وليست (ديوخانات حزبية). الديمقراطية هي برلمانيين فاعلين لا ارقام تختزل وتتماها برؤساء كتل لايتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة، وسلطة تنفيذية لاتشلها التوافقات، وقضاء مستقل، ودستور يحضى باحترام الجميع. يجب ان نثقف على اساس احترام نتائج الانتخابات، لا ان نشكك بها اذا لم تاتي على ما نشتهي، ونوغل في عملية التوافقات والمحاصصات الطائفية التى تجرد الديمقراطية من محتواها وتحولها الى جلسة عشائرية تنتهى بكلمة (كل شيء تحت البساط) . اولى ابجديات الديمقراطية ان تكون الحرية الفردية مقدسة، والقانون مقدس،والاعلام مستقل .وان تكون الادوات والافراد المكلفة بحماية وتاهيل هذه البيئة عٍٍلى اهلية علمية وبيئية عالية، لاتوكل هذه المهمة الى افراد يؤتى بهم من ادنى البيئات حضارتا وتعليما. وان يصار الى تفعيل الممارسة الديمقراطية على مستوى المؤسسات الحكومية والتربوية والتعليم العالى والاعلام والدراما (ثقافتا وممارستا)، وتفعيل سلطة القانون،ابتداءا من رصيف الشارعٍ . ورفع مستوى الخدمات فى الارياف والنواحي والاقضية والمحافظات بالشكل الذي يجعل منها بؤرة جذب لا بؤرة تخلف تزحف على المنجز الحضاري للمدن الكبيرة بين فترة واخرى فتعيده الى المربع الاول . الديمقراطية عروسة حديثة العهد على المجتمع العراقي تدافع عليها الطائفيين والعنصريين والعشائريين ظناً منهم ان هذا التلاقح ممكن، خصوصا وانهم تسلقوا العروش من خلال القوائم العمياء، واستحلاب العاطفة الدينية، واحتراف نضالي تشهد عليه ارصدتهم المليارية في بنوك العالم . وتحت غطاء اسماء ورموز دينية لديها رصيد عالي من التاريخ الجهادي الصادق والمنتج الفكري و العلمي .
وبعد ان اتضح تطفلهم على الديمقراطية، وخطورة ان تلفضهم الالية الديمقراطية للدورة القادمة خارج العملية السياسية بدأو يشنون حملتهم على المسلماتها البديهية للديمقراطية والليبرليةـيرجى ملاحضة عدم تسميتها ب ـ نظرية، او ايديولوجيا، اوعقيدة، )وهذه البديهيات هي : فصل الدين عن الدولة (العلمانية) بمعنى حيادية الدولة تجاه اية عقائدية وان مهمة الدولة خدمية امنية مهنية، لاتناصر ولاتتبنى اية عقيدة،كما انهم يغمزون الليبرالية كونها تطالب بالمساواة امام القانون و تجعل من الانسان قيمة عليا وتدافع عن الحرية الفردية هذه الحرية التى ليس فيها فسادا في الارض ولا تبيح سفك الدماء ويصورونها على انها اباحية غير منضبطة ويقرنوها بمظاهر سلبية لاتقرها الليبرالية. متناسين ان الحرية هى قمة المسؤولية .

#شلال_الشمري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل