أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - التناقض الرئيسي في الرأسمالية الحكومية














المزيد.....

التناقض الرئيسي في الرأسمالية الحكومية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 2833 - 2009 / 11 / 18 - 21:05
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



يختلف التناقض الرئيسي في الرأسمالية الغربية عنها في الرأسمالية الحكومية الشرقية، فحسب ماركس فإن التناقض الرئيسي في الرأسمالية الغربية يبدأ من البضاعة، من هذه الجرثومة الصغيرة في البناء الكبير، بين العملِ الملموسِ والعملِ المجرد، بين البضاعةِ كمنجزٍ داخل المصنع وبين البضاعةِ كسلعةٍ توجهُ للسوق، بين القيمةِ والقيمةِ التبادليةِ، بين الأجرِ والربح.
لكن التناقضَ في الرأسماليةِ الشرقيةِ يبدأُ من أكبرِ جهازٍ سياسي - اقتصادي متداخلٍ، وهو جهازُ الدولة، ففي تعبيرِ "الرأسمالية الحكومية" يتمظهرُ هذا التناقضُ في شكلهِ الأولي.
الرأسماليةُ لا تصيرُ حكوميةً بادئِ ذي بدءٍ، الرأسماليةُ هي خاصة، هي ملكيةُ أفرادٍ، فكيف يصير رأسُ المال غير ملكٍ لأفراد؟
في خروجِ الرأسماليةِ من الغرب لتصديرَ ذاتِها إلى العالم، تقومُ بتعميمِ طريقةِ إنتاجِها على البشرية، فتغدو إجباريةً مفروضةً على البشر الآخرين الذين لم يصلوا إلى هذا المستوى فتدخلُهم في أعاصيرِها، فيصيرُ الشرقُ رأسمالياً لكن حسبَ بناه الاجتماعية، حسب قوانين تطوره الخاصة، وبناهُ اعتمدتْ دائماً على أداةِ الدولة كأهمِ وسيلةٍ في صنعِ التشكيلات الاجتماعية - الاقتصادية عبر التاريخ، فالعبوديةُ الشرقيةُ كانت عبوديةً عامة، والإقطاعُ كان يقومُ على ملكيةِ الأراضي الخصبة العامة الخاضعة للدول من دون أن تتخلص كلياً من العبودية، وبهذا فإن الرأسماليةَ الشرقية في تكونِها غدتْ بالضرورة من صياغاتِ الدولِ الغربية والشرقية المتصارعةِ على السيادة عليها، والمتداخلة في تشكيلِ بُناها الاقتصادية - السياسية، حسب ظروف كلِ بلدٍ شرقي.
ليس هدفُ الرأسمالياتِ الحكومية الشرقية تشكيلَ التنميةِ والازدهار والتطور، بل هدفُها هو أن تشكلَ رأسمالياتٍ خاصة!
في هذا التناقض تكمنُ الحركةُ الصراعيةُ المشكلةُ لتواريخِ الدولِ الشرقية، ويبدو التناقضُ أشدّ حدةً حين تتمظهرُ الدولُ الاشتراكية في الشرق عبر قولٍ ايديولوجي بأنها جاءتْ لإزالةِ الرأسمالية وسحقها من الوجود، لكنها تشكلُ المقاربةَ الأكثر تطوراً للرأسمالية الغربية الخاصة!
إنها بعدُ لم تتطابقْ معها، لأن سيرورة تطورها مختلفة، لكن رأس المال الخاص ظهرَ من داخل القطاع العام، وهيمن عليه، وكل الحيثياتِ الأخرى عن المؤامرات والأخطاء ليست سوى قراءات شبحية للتطور الرأسمالي الغائر، حين يغدو الرأسمالُ العامُ مُداراً ببيروقراطية تقطعُ أوصالَ عموميته على مر العقود وتخرجُ العفريتَ من داخل الزجاجة الاشتراكية.
في الدولِ الشرقية الأخرى الشائعة تصيرُ المقاربةُ مع الرأسمالية الغربية أقل من ذلك، خاصةً أنها تشكلتْ عبر إراداتٍ متصارعةٍ غربيةٍ شرقية معاً على الملكيات العامة. لكن في أغلبها تم تسليم نصف أو ثلث الدخول للطبقة الحاكمة، ثم تسلمتْ كذلك إدارة ما تبقى من الملكية العامة. وسواءً تجلى ذلك في حزب ثوري يحكم أم في أسرة أم في قبيلة أم في فرد، فإن الدخولَ المقتطعةَ بالقانون الأساسي، وهو القانون الذي يستحيلُ أن يكونَ مماثلاً للقانون الأساسي العام في الغرب الذي يفصل السلطة عن الثروة دستورياً، تبقى هي ركيزةَ الطبقةِ الحاكمة وأساس توسعِها كذلك في الملكية العامة الباقية المقروضةِ بأسنانِ هذه القطط السمان.
فهي إذ تتوسعُ بملكياتِها الخاصة عبر شتى ألوان الاستثمار، تتوسعُ كذلك في تلك الملكية العامة بشتى أشكال الإجراءات الحكومية والتوظيفات والخطط الاقتصادية، فتجعلُ من الملكيةِ الحكومية حصالةً وأداةَ تعبيدٍ لطرقِها ولنمو شركاتها وجلب المعلومات الاقتصادية والسياسية لاستثماراتها وشركاتها في الخارج وأدوات مساحتها وكهربة أرضها من أجل نمو أعمالها الخاصة.
ليس فعل الرأسمالية الحكومية هي فعلُ دولةِ المساواة والاشتراكية والديمقراطية والتنمية والاستقلال والإسلام والعروبة والوطن الواحد والحكومة الشعبية والانقاذ، فكلُ هذه لافتات ايديولوجية خادعة، فالرأسماليةُ الحكوميةُ تهدفُ في النهاية إلى ظهورِ طبقةٍ رأسمالية حاكمة على أنقاض التجارب السابقة المفوهة بشتى العبارات.
لكن أن يأتي هذا الظهور بالسلاسة والحب هو أمرٌ غير ممكن، لأن الملكية الحكومية تعني الأمة المالكة التي تكتشفُ فجأة إفلاسَها، وأنها غيرُ مالكةٍ لأملاكِها، وعليها أن تدفعَ شتى أنواع الدخول لوقوف البناء الاقتصادي المسروق ثانية، وأغلب حالات التغيير والافلاس والصراعات.
إن المراجل السياسية والعسكرية التي تدور هنا وهناك هي بعضٌ من ملامح هذا المخاض العسير لولادات ذلك العفريت الكبير: الرأسمالية الخاصة، متعاونة مع الحكومية أم قائمة فوق انقاضها، أم متصارعتين حتى الهلاك العام لهما معاً.
تلك احتمالات عديدة لابد من قراءتها لتكتمل الصور.




#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم يكن الحراكُ الجنوبي في الشمال؟
- تحديات العلمانية البحرينية (1)
- العدو يأتي من الداخل
- عمال المدن وعمال القرى
- إعادة البناء في العالم النامي
- الحرس الثوري والبلوش
- ما قبل وما بعد الرأسمالية الحكومية
- إعادة البناء الوطني
- تعريف العلمانية (3 - 3)
- تعريف العلمانية (2- 3)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا ( 6 - 6)
- تعريفُ العلمانية (1 – 3)
- رمزية ماركس وشبحية دريدا (5 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا ( 4 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا (3 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا (2 - 6)
- ماركس الرمزي وشبحية دريدا (1 - 6)
- الوعي الديني والرأسمالية الحكومية
- الدين والمطلق
- شخصية مير حسين موسوي السياسية


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - التناقض الرئيسي في الرأسمالية الحكومية