أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمود المصلح - المدنية














المزيد.....

المدنية


محمود المصلح

الحوار المتمدن-العدد: 2832 - 2009 / 11 / 17 - 11:37
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


في قضية التمدن والتقدم والتحضر وما يتبعها ويتعلق بها من مصطلحات وألفاظ ربما تختلط المفاهيم ،وربما تضيع قيمة المعنى الحقيقي للفكرة ، فالمدني هو عكس القروي والبدوي في نظرنا كعرب ، وبذلك يكون المتمدن من سكن المدينة ، كما أن القروي من سكن القرية ، تماما كما ان من سكن البادية بدوي .. وهذا فيه من الصحة ما فيه ، ولكن اذا اخذنا التمدن على انه سلوك نهج الحياة العصرية بما تقتضيه هذه الحياة ، من لباس ومعاش وعمل ومسكن وسلوك وعلاقات ،سيكون بامكان القروي كما بأمكان البدوي أن يكون مدنيا أذا عاش وسكن المدينة . وفي هذا مغالطة لقضية التمدن .
فالتمدن فكر وثقافة وحياة ونمط عيش مكتسب ومتوارث كما يمكن ان يكون سلوكا متعلما مع الزمن .وبين المتمدن والمدني ثمة فرق يظهره الاحتكاك بالحياة والمخالطة لبني البشر ، فما يدركة المتمدن ويحسه ويقوم به ويقتنع به قد يكون عصيا على غير المتمدن ، وهذا ما يشبه صدام الثقافات المختلفة .. والافكار المختلفة .تبعا لما تفرضة الحياة من شروط في المجتمع المدني والذي بالتاكيد يختلف عن نمط الحياة خارج المدينة مع الاحتفاظ بفكرة ان المتمدن ممكن ان يكون خارج المدينة كما يمكن ان يكون غي متمدن من سكن المدينة .اما قضية التحضر فقضية ثانية .. فنقول المجتمع الحضري ونقول المجتمع المدني كما نقول حضري وقروي .. فهل ثمة فرق بين التحضر والتمدن ..
نعم ثمة فرق .. فمنذ ان خلع الانسان عباءة الترحال وجمع القوت والرعي وما يتبعها من نمط معيشة قاسية وربما منذ ان سكن اسلافنا الكهف .. اخذت المدنية والتحضر تتشكل وبشكل تدريجي ..فالتحضر سلوك اكثر من نمط معيشة .. فنقول هذا انسان حضاري ..عندما نصفه بما يقوم به من سلوك نراه سلوك راق .. وهذا لا يعني بأي حال من الاحوال ان هذا السلوك الحضاري حكرا على المدني ساكن المدينة .
ولكن ما يلفت الانتباه ان كثير منا ينظر الى التقدم والتحضر على انه تقمص لحياة الغرب بكل ما فيها ، وانهم هم الحضاريون وغيرهم يركض خلفهم ويلهث يطمح ان يلحق بهم ..ونرى ما يتمثله بعضنا وهو يحسب انه يحسن صنعا ان قلدهم بكل ما ياتون به .. بلا تفكير او حساب عواقب هذا التصرف . فما جرته الحضارة الغربية على الغرب من مآسي اكبر بكثير مما اكسبتهم من خيرات .. فأني أرى حياتهم نمطية جامدة على ما حققوه من تقدم في مجالات كثيرة اثرت حياتهم وحياتنا وهذا يحسب لهم .. ولكني أرى انهم فقدوا روحهم النقية .. وانسلخوا من ذواتهم تحت وطأة الفردية ( مع اعترافي بأن الفردية ثمرة من ثمرات المدنية ) وباتو كآلة في مصنع تقوم بالعمل بلا روح وبلا احساس .. وما نرى منهم من جشع ( هو نتيجة للفردية ) نراه ينهش الشعوب والبلاد وكأنهم وحوش راح يقتلها الجوع فظفرت بفريسة .. فتكالبت عليها بلا رحمة أو شفقة ، حتى انها اخذت تحارب بعضها البعض من أجل هذه الفريسة .
وما نراه من سلوكيات ، تغلفها الحرية الشخصية ( التي باتت حلم كل فرد في العالم ) ما هي الا حرية زائفة ، تخرب أكثر مما تصلح .. واذا لم تخرب الان فمصيرها الى خراب لا محالة ..فحريتهم ان يعبروا عن رأيهم في قضايا تهم المجتمع تكاد تكون محظورة اذا لم تكن ممنوعة .. وما نشاهد خير دليل ..
من هنا اخلص الى ان التمدن سلوك اذا بعد عن الروح ونهشته الفردية سكون مدمرا .




#محمود_المصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات من المطبخ
- الحجر بارضه قنطار ..
- النخوة .. رخوة
- بابا ... بلا حنان ..
- جرائم ضد الانسانية ........
- قراءة في النقد الديني
- الفصل الاول من رواية صوت الجبل
- حوسبة التعليم .. قيم جديدة .. تحديات كبيرة
- شاشات ...
- التربية المرورية
- الالحاد ... والتدين .. نظرة من الخارج
- التعليم أم التجهيل
- واتشافيزاه ..........
- الفردية
- الجيرنكا............... غزة ....... أين بيكاسو؟؟؟.....


المزيد.....




- رفح.. العدو على أبواب مصر
- “أمن الدولة” تجدد حبس معتقلي “بانر التضامن مع فلسطين” 15 يوم ...
- طلاب العالم اتحدوا ضد الصهيونية وداعميها الرأسماليين
- غزة: السابع من أكتوبر في المنظور التاريخي
- بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قض ...
- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...


المزيد.....

- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمود المصلح - المدنية