الفردية

محمود المصلح

الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 07:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

لعل الفردية التي توحشت في العالم ، وقادتها قوى الرأسمالية العالمية بكل ما تملك من جشع ، لعلها تعد من أسوا ما افرزته هذه القوى الرجعية ، بل انها تعد جريمة كبرى بحق الانسانية ، سعت النظم الاقتصادية الراسمالية والامبريالية العالمية الى تقويض كل ما من شانه ان يصب في خانة الاتحاد او التعاون، التعالون الذي كان وما يزال هو المحور الاكثر ايثارا عند الانسان منذ بداية الانسانية .
فلقد سعى الانسان من فجر الغابة ومرحلة الصيد الى الاستقرار بعد ان اكتشف الكهف ، بما يمثله الكهف من ملاذ آمن ومستقر يوفر درجات من االاستقرار ، خلق الكهف حالة من الاستقرار ، وكان بيتا ، اخذ يتطور وينموالى ان شرع الانسان الاول من اسلافنا على عاتقه تطوير الكهف وتقسيمه وتزيينه بالرسومات وما نشاهده من رسومات على جدران الكهوف اليوم ما هو الا مثالا على ما نقول . فقد رسم الانسان ما يخاف ويخشى ورسم ما يحب ويهوى ، ولعله أرخ لزمانه أو سجل لنا ما دار من احداث . كانت الرسومات التي رسمها الانسان عاملا مهما في تكوين فكرة عن نشات الحياة وتطورها . نظام حياة الكهف وهو يمثل فجر حياة الاستقرار للانسانية دفع بالانسان الى التجمع بما يقدمه التجمع من عناصر الشعور بالامن وبما يوحي بالتجمع والتعاون والاتحاد . ومع مرور الزمن اكتشف الانسان العبادة والتعبد وظهرت اول العبادات للانسان الاول انسان الكهف لما يخشى ويهاب . وما فكرة الاشتراكية التي نرنوا اليها في مجتمعاتنا عن ذلك ببعيد فلقد كانت الاشتراكية والشيوع هي بداية الكون .. الى أن جاء عصر الاقطاع والجشع وتسلط الروح الفردية بما حملته من مخاطر وسوء الاستعمار واستغلال ثروات الاخرين والاستيلاء عليها بكل ما يمكن من اساليب ..حتى ظهرت افكار تبرر العمل الوحشي للانسان ضد الانسان بغية تحقيق مطالبة الموغلة بالفردية والانانية.
الانانية والفردية التي عصفت بالعالم بما روج لها ، وبما تمثله من تخلص الفرد من كل التبعات الاجتماعية والانسانية والسعي الحثيث نحو ما يسمى تحقيق الذات الفردية .
لقد خسرت الانسانية كثيرا من جراء هذا التوجه الاحمق ، وتخسر في كل يوم لا يتقدم فيه العمل الجمعي والتشاركي بما ينطوي عليه من معاني سامية ترقى بالانسان فوق مستوى البهائمية .

#محمود_المصلح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل