أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الزوجة الدبلوماسية تزور روما














المزيد.....

الزوجة الدبلوماسية تزور روما


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2828 - 2009 / 11 / 13 - 13:43
المحور: كتابات ساخرة
    


حزمت الزوجة الدبلوماسية امتعتها استعدادا للسفر الى مدن اوروبية لم ترها من قبل، لم يبق الا ساعات وتكون في المطار بغداد الدولي وسيكون زوجها عضو البرلمان العراقي " ابو العتاوي" اول من يودعها .. انه زوج رائع بل انه اكثر من رائع اذ لم يحدث ان اهدى احد الازواج جوازا دبلوماسيا الى زوجته .. انه فعلا زوج لامثيل له .
لم تنس الزوجة الدبلوماسية ان تضم الى حقائبها ثلاث حقائب فارغة لتملئها من هناك كل ما حرمت منه طوال سنين حياتها السابقة. انتبهت على صوت احد افراد الحماية وهو يناديها باسمها المجرد بأن سيارة البرلمان جاهزة مع سيارات افراد الحماية وحين سالت عن زوجها قيل لها انه سيكون بانتظارها في المطار.
خلال اقل من ساعة كانت في المطار، ومن البوابة الرئيسة صحبها افراد الحماية نحو قاعة كبيرة جدا كتب على بابها مخصصة لكبار المسؤولين في الدولة .
اختارت الزوجة الدبلوماسية مقعدا مغطى بالفرو الابيض يتوسطه علم العراق فيما غطت مسنديه فروتان صوفيتان صبغتا باللون الاحمر الداكن.
سرحت قليلا ولكن صوتا مؤدبا ايقظها من السرحان حين سألها بادب جم:
هل تريد سيدتي ان تشرب شيئا.
قالت ببرود:
ماذا عندكم؟
اجاب :
الشاي العراقي والصيني والهندي والقهوة المرة والنسكافة سريعة الذوبان اضافة الى المشروبات الباردة ولدينا اذا ترغب سيدتي البيرة المثلجة وانواع الكحوليات.
قالت وهي تتفحص وجوه الحاضرين في القاعة:
شكرا لك اكتفي بكوب من الشاي مع النعناع.
رغم انها كانت قلقة لعدم حضور زوجها لتوديعها الا انها لم تكترث للامر فهي تعرف ان مشاغله كثيرة خصوصا وان العراق مقبل على انتخابات برلمانية مهمة جدا، وحاولت جهد الامكان ان تبعد الشكوك في اخلاص زوجها لها سيما وانها تعرف انه له علاقة منذ اكثر من سنة مع احدى عضوات البرلمان التي تصغره بعشر سنوات، انها ليست جميلة كما انها ليست من النوع الذي يستحسنه الرجال ولا تدري ماذا وجد فيها زوجها ليقيم معها هذه العلاقة ،لقد قابلتها لاول مرة عند بوابة المنطقة الخضراء بصحبة زوجها الذي اراد ان يقدمها اليها، وركبت معها سيارة البرلمان وذكرت للسائق عنوان احد المطاعم المشهورة في المنصور ليتغذوا هناك، ورأتها الزوجة الدبلوماسية تمد يدها بسرعة الى جيبها وتخرج علبة السجائر وتشعل واحدة بيد مرتجفة وتسحب نفسا طويلا منها تماما ثم تسند الى رأسها الى الخلف وتغمض عينيها لتقول بعد ذلك:
اني متعبة هذه الايام فلدينا قوانين يجب ان نقرأها ونناقشها ونصوت عليها ولاادري كيف يمكن لنا ان نقرأ كل هذه القوانين.. الحمد لله فقد اهتدينا اليوم الى مخرج رائع وهو الموافقة على تأجيل المناقشة في معظم القوانين الى اشعار آخر.
انتبهت الزوجة الدبلوماسية الى صوت في الميكروفون يطلب من المسافرين على طائرة الخطوط الجوية العراقية المتجهة الى روما التوجه الى الطائرة عبر البوابة رقم 2.
استرخت الزوجة الدبلوماسية في مقعدها في الدرجة الاولى واغمضت عينيها ومسدت على بطنها المنتفخ واخذت تهمس لطفلها الذي سيرى النور بعد شهور:
اترى ياطفلي العزيز ها نحن انا وانت في الطائرة المتوجه الى روما.
ابتسمت قبل ان تكمل:
لاول مرة اجد نفسي جالسة في الدرجة الاولى .. لم اكن احلم بهذا في يوم من الايام ، لايهم ،سأصل بعد ساعات انا وانت الى روما، لايهمني زيارة متاحفها التي يقال انها تأسر الناظر فليس لدي الوقت لذلك لانك تعرف اني احب اولا زيارة محلات الازياء وتناول السباغيتي والبيتزا وشرب قهوة"المكونا" ، وتعرف ان وقتي سيكون محدودا ، فلدي يومين فقط ثم الطيران الى باريس حيث العطوروالحقائب الجلدية التي لامثيل لها في العالم. وعلي بعد قضاء ثلاثة ايام هناك التوجه الى لندن حيث سنستمع انا واياك برؤية الضباب وشراء ما نريد من محلات التحف والانتيكا .. لا.. لاوقت لدي للذهاب الى امريكا رغم اني متلهفة لزيارة هوليوود سأضعها ضمن برنامج زيارتي المقبلة لاني واثقة ان زوجي الحبيب سوف يعاد انتخابه مرة اخرى وحينها سوف اخصص اسبوعين لزيارة امريكا ومنها الى هوليوود ولاس فيجاس وكاليفورنيا وربما اعبر الى كندا ولكني لن اذهب الى المكسيك ليس لان شعبها فقير ويتجول المتسولون في كل ركن من شوارعها كما قيل لي بل لانها مليئة بجرثومة انفلونزا الخنازير.
اعلن الكابتن عن وصول الطائرة الى مطار روما وتمنى للمسافرين وقتا رائعا في العاصمة الايطالية.
حين نزلت الزوجة الدبلوماسية من سلم الطائرة وجدت رجلا يحمل يافطة كتب عليها اسمها ودهشت في البداية اذ كيف استطاع هذا الرجل ان يعرف اسمها بالكامل ومعظم معارفها في بغداد لايعرفون اسمها بل ينادونها بالزوجة الدبلوماسية، المهم تقدمت اليه بحذر وهي بالكاد تبتسم وسلمت عليه بخجل فرحب بها وقدم نفسه قائلا:
انا سائق في السفارة العراقية وكلفت بتوصيلك الى فندق شيراتون روما حيث ستقيمين سيادتك هناك وسأكون تحت تصرفك الى حين تغادرين.
شكرته بحرارة وطلبت منه الا يقود بسرعة كما يفعل سواق التاكسي في علاوي الحلة لانها تريد ان تدله غدا على المحلات التي سوف تراها الان وهي في طريقها الى فندق شيراتون روما.
للحديث بيقة.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشق البقرة
- الزوجة الدبلوماسية تستعرض عضلاتها في مطارات العالم
- حتى الرضيع ايها الناس يحمل جواز سفر عراقيا دبلوماسيا
- ألا بؤسكم من مسلمين
- البرادعي.. انت كذاب ياسيدي
- نحباني للو
- الحجاج يتلهفون على الحمامات التركية الشعبية
- ياصياد السمك .. اريد -بنية-
- رسالة من بيت الموتى الى الدول الثمانية
- أين العدالة ايها الناس?
- رسالتي الثانية الى رب العزة
- انا ابن الله .. وليخسأ الخاسئون
- ايها العرب أتركوا فلسطين واركضوا نحو كشمير
- أفكار بصوت عال .. لمن يسمع
- الامام الحسين بين ولاية الفقيه والموت من أجل السلطة
- الامام الحسين بين حافظ اسد وحسني مبارك
- كلهم في الجنة ..بأمر الهي وغصبا على اصحاب اللحى
- المساواة بين الرجل والمرأة ... اسطوانة مخرومة
- -اللوتو- مضمون اذا رشحت للبرلمان العراقي
- رجل الدين المعتدل ... عملة صعبة هذه الايام


المزيد.....




- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - الزوجة الدبلوماسية تزور روما