أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عودة وهيب - أبو ملصومة















المزيد.....

أبو ملصومة


عودة وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 2826 - 2009 / 11 / 11 - 01:20
المحور: كتابات ساخرة
    


أبو ملصومة

عزمت أن ازور الحاج زعيبل لأستكمل معه الحوار الصحفي حول مستجدات الأوضاع في العراق ، وما أن اقتربت من داره حتى سمعت صوت مقرئ يتلوا آيات من سورة ( المنافقون ) ،كما شاهدت أناسا كثيرين بين خارج وداخل .. أيقنت أن الحاج زعيبل فقد عزيزا..قطبت وجهي كما تقتضي الأصول في حالة المشاركة في المآتم وتوجهت إلى ( ديوانية ) الحاج زعيبل . استقبلني حاج زعيبل وهو منكسا عقاله ومرتديا ( دشداشة ) سوداء ..تحيط به شلة من الشباب الفقراء المعدمين بينهم أرحيم أبو النفط وقاسم أبو الغاز ولفته أبو اللبلبي والجميع يرتدون ثيابا سوداء
صافحته قائلا :البقاء في حياتك حجي
فقال بحزن : البقاء لله وللديكتاتورية
استغربت من إجابته وقلت مع نفسي :( اليوم الحجي يحجي شيش بيش لازم المصيبة جبيرة ) فسألته :( حجي ياهو المات ... قصدي هاي الفاتحة على روح من ..ترى انا اجيت على وجهي وما اعرف عندك فاتحة )
نظر الي حاج زعيبل ( شزرا ) وقال : ( شلقصّة استاد ؟! اتغشّم روحك )
قلت له ( لا وروح خالك زاير مشطوف كل خبر ماعندي ولا اعرف ياهو الميت )
صمت حاج زعيبل ولم يعلق بأي شيء على كلامي فنظرت إلى ( صدر الديوان ) حيث يجلس المقرئ فشاهدت لافته سوداء معلقة على الحائط مكتوب فيها :( قائمة شفط الشفاطة تنعى المرحومة الشابة ( ديمقراطية زاير لفو) التي وافاها الأجل في مجلس النواب عن عمر يناهز الأربع سنوات قضته بصراع مرير مع مرض المحاصصة اللعين .. انّا لله وانّا إليه راجعون)
التبس علي الأمر وذهب تفكيري إلى أن الحاج زعيبل له قريبه اسمها ديمقراطية . ولم لا، فالكثير من العراقيين يكنّون بمثل هذه الأمور، فجيران الحاج زعيبل وأقاربه احدهم أبو ميثاق والأخر أبو تحرير والثالث أبو عروبة والرابع أبو جبهة والخامس أبو هدف فلماذا استغرب أن يكون له قريب اسم ابنته ديمقراطية ...( كلشي يصير) . ولكن ماذا عن مجلس النواب الذي ماتت فيه المرحومة؟ هل هو محلة سميت تيمنا بمحلة( النواب) في الكاظمية ، أم هي محلة( حواسم) حوسم أرضها المحوسمون وشيدوا عليها بيوتهم العشوائية وأطلقوا عليها اسم ( محلة مجلس النواب) تيمنا بحوسمة الأحزاب الدينية لأصوات الناخبين ..( كلشي يصير )... أما مرض المحاصصة الذي ماتت بسببه المرحومة فلم اشغل بالي به فهو حتما احد الأوبئة المنتشرة في العراق بعد تردي كل الخدمات وأطلق عليه العراقيون اسم مرض المحاصصة تيمنا بوباء المحاصصة الذي قضى على الزرع والضرع في العراق..
لاحظ رحيم أبو النفط تسمّري قرب باب ( الديوانية ) رغم انتهاء( الملا) من قراءة القرآن فتقدم نحوي وامسك بيدي قائلا : اتفضل استاد اتفضل ... ولايهمك ، أتعيش وتأكل غيرهه...
زادتني كلمات رحيم التباسا وقلت لنفسي ( مرحومتهم اشتعلت صفحته ، انا اشعليه اعيش واكل غيرهه )
دخلت المجلس وقلت : ( رحم الله من أعاد قراءة سورة الفاتحة ) فسادت فترة صمت قصيرة قطعها صوت( الملا) الذي صاح : ( يله إخوتي انزعوا ) فنزع الجميع عدا الملا ( طبعا ) ثم ردد حاج زعيبل مايشبه اللطمية وردد الآخرون خلفه
(( دكّة النواب دكّه ...
مصخمه ....
مطينه بزكّه (1)
ياكل العنبر الشيخ ،
واحنه نتزقنب بدكّه (2)
باكوا اصوات اليتامى ...
فوك حكه.. أنوب دكه
دكة النواب دكة))
استهجنت تصرف الحاج زعيبل وجماعته فوقفت صائحا : ( شنهي السالفة حجي زعيبل ، هي مفعوصة عمرهه اربع سنين، اشدعوه خبصتوا الامة)
نظر الي حاج زعيبل ( شزرا ايضا ) وقال : ( صدك لو كالوا .. اليدري يدري والمايدري كضبة عدس )
فقلت له : ( أي ماتفهمني مو طك جبدي )
فقال : استاد ليش اتسوي نفسك غشيم، جاأنته ماسمعت بدكة مجلس النواب من وافق على تعديل قانون الانتخابات ؟
- أي سمعت.. المجلس وافق والحمد لله
- ها .. وتكول والحمد لله
- جا بعد شتريد ؟ غير اتجاوزوا مشكلة كركوك
- هو هنا بيت القصيد يا إستادي ، سووا كركوك مشكله حتى يمررون مؤامرتهم ....الكلاوجية راوونه الموت حتى نرضه بالصخونه
- ياصخونه هاي
- صخونة المقاعد الشاغرة ، وصخونة حصة العراقيين اللي هجولهم زمانهم لخارج العراق... على كولت(قول ) أبو المثل( جنت أبجي على واحد صاروا اثنين)..
بانتخابات المحافظات السابقة حصّلت قايمتنه على أصوات ماشاء الله..حصلنه على آلاف الاصوات ، لكن كل مرشح من ربعنه ماوصلت أصواته لهذا الحد اللي يسمونه (المعدل الوطني) ، اشسوت مفوضية الانتخابات ؟ شالت أصوات كل المرشحين مال قايمتنه وانطوهه لقايمة دولة القانون وقايمة الانتلاف وللصدريين ولباقي الجربزة..وبهلشكل صار( ابحيت وشحيت وحرامي البيت)- صاروا- أعضاء بمجلس المحافظة بواسطة أصوات قايمتنه.
ومثل ماشفت، العراقيين كلهم ضجوا واحتجوا، فكلنه (قلنا ) مجلس النواب راح تعرك كصته(تعرق جبهته) ويلغي هاي السالفة الفاينة ، لكن على كولت ابو المثل( المارضة بجزه رضه بجزة وخروف) ..فوكاهه سووا حصة العراقيين اللي بالخارج بس سبع مقاعد وهمة أكثر من 10% من الشعب العراقي ..... المقاعد التعويضية، اللي منهه حصة أهل الخارج، جانت 56 صارت 15 ،صرنه مثل ذاك( راح يركّبله ذيل كصوا أذانه) ..
ايكولون اكو واحد كاتله الفكر ( الفقر) ، بالمنام شاف كأن السما صارت قريبة من الأرض، وشاف ماي ينزل من السما..مكانات ينزل منهه الماي مثل الشلال ومكانات الماي ينقّط تنقيط ..صاحبنه سأل، كالوله هاي ارزاق العالمين من رب العالمين ..سأل عن رزقه كالوله ذاك ..راح يم (زرفه )، شافه كل يوم لو ينقط نقطة لوماكو..لزمله عود وحاول يوسع الثقب بالعود حتى يتوسع رزقه .. انكسر العود بالثقب وأنلصم رزقه لصم ، فصار يمشي ويصيّح ( ملصومة .. ولكم ملصومة .. ياناس ملصومة ..) سموه أبو ملصومة
عاد ياستاد: عبالنه مجلس النواب يوسعهه ومايسمح بسرقة الأصوات (سرقة شرعية) ، اشو لصمهه لصم، وخنق الديمقراطية خنق إلى أن انطتك ( اعطتك) عمرهه .. فما كو فايدة ..ملصومة ، نفس الشي، واتعس من الأول .. أصوات قايمتنه هم راح تروح الهم، ويوصلون لمجلس النواب بواسطة أصوات قايمتنه
نهض لفته أبو اللبلبي فهوّس وهوّس الآخرون معه
( ملصومة يلسامرائي ... ملصومة يلسامرائي )


الحواشي
(1) زكّة : الغائط
(2) دكّة : بكسر الدال، هي جريش الرز الذي يفصل عن الرز بعد عملية تبييض الرز- أي بعد ( هبش ) الرز- وكان الفقراء يستخدمونها بدل الرز لرخصها (سابقا)





#عودة_وهيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خروعة البعث لن تخيف طيور الحرية
- لماذا يزعل الترس
- قل لي ماهو الطعام الذي تحب اقول لك من ستنتخب
- جباه لاتعرق
- قصور ام تقصير
- تساؤلات حول الاحد الجريح
- الكرسي الدوّار
- لقاء صحفي مع الحاج زعيبل زعيم قائمة شفط الشفاطة - الحلقة الث ...
- لقاء صحفي مع الحاج زعيبل زعيم قائمة شفط الشفاطة - الحلقة الث ...
- لقاء صحفي مع الحاج زعيبل زعيم قائمة شفط الشفاطة
- ثرثرة على شواطيء الخيبة
- دعوة لمحاكمة قيادات المجلس الاعلى الاسلامي
- دستور زعيبل
- صوت الحاج زعيبل ليس للبيع
- هناري
- الحاج زعيبل والعلمانية
- حاج زعيبل يدعم ميسون الدملوجي
- الدعثي
- أنت تسأل وحاج زعيبل يجيب -الجزء الثاني
- أنت تسأل وحاج زعيبل يجيب -الجزء الأول


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عودة وهيب - أبو ملصومة