أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المطير - محاولة إيجاد طريق جديد للقصة العراقية القصيرة















المزيد.....

محاولة إيجاد طريق جديد للقصة العراقية القصيرة


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2826 - 2009 / 11 / 11 - 22:14
المحور: الادب والفن
    



يـُعد انتماء فن كتابة القصة القصيرة إلى كل مجتمع من المجتمعات ، قديمها وحديثها ، كبيرها وصغيرها ، شيئا محددا في سياق ممارسة الأجناس الأدبية المتنوعة ، خاصة في زمان عالمي يستجيب للعقل الحداثي . بمعنى أن القصة القصيرة ، كتصور عقلاني فردي ، تنتمي بروحها وتطبيقاتها من خلال الصلات المتلاحمة بين القص ودوائر الحضور الاجتماعي الشامل ، إلى واقع العلوم المتطورة في الزمن الحاضر كعلوم الاجتماع والفلسفة والسياسة والاقتصاد وغيرها من العلوم ذات القدرة على التأثير في حياة الإنسان وتطوير قدرته المستقبلية على تطوير الطبيعة لخدمته كمصدر تبتنى عليها العملية الإنسانية المتطورة باستمرار .

هذا الفن ذو علاقة بوجود الإنسان وحركته ونشاطه الذهني ، في المجتمع والحياة . كما انه تقنية قادرة على التعبير الصوري التفصيلي عن طموح الإنسان وفرحه وسعادته مثلما يعبر عن مشاعر خوفه وضياعه أو اكتئابه . فالقصّاص هو نوع الشخصية المنبثقة عن هذا الفن والمؤثرة فيه .

كما هو كل جنس أدبي آخر فأن القصة القصيرة تعاني في بعض البلدان ، في الوقت الحاضر ، من العزلة . في بعض البلدان نجدها مكتئبة صعودا . وفي بلدان أخرى نجدها ناهضة معبرة بلوحات فنية من الشكل والمضمون المتطورين ، المتجددين بمختلف أنواع الحداثة ، القادرين على رسم مآسي المجتمع أو عن كشف اتجاهات تعبيرات الفرد فيها ، مما يجعل القصة القصيرة وسيلة من وسائل العلاقة الايجابية بين الفرد والمجتمع ، بين الفرد والآخر . حتى في حالة وجود أنواع متضاربة من " وجودين " . احدهما وجود الأقوى . الثاني وجود الأضعف ، كما هو الحال في المجتمعات الطبقية .

المسألة الرئيسة ، هنا ، هل القصة القصيرة تمثل خصائص أساسية للشخصية الأدبية ..؟ هل هناك علاقة حميمة بين القاص وظروفه ..؟ هل هناك علاقة بين " التطور الاجتماعي " وكاتب القصة القصيرة ..؟ هل هناك علاقة بين القاص والوضع السياسي ، بين القاص والاستقرار السياسي ، بين القصة والاضطراب والفوضى الاجتماعية ..؟ هل القصة والقاص قادران بكل الظروف والأحوال على خلق و إيجاد مضامين متغيرة متجددة في علاقات الود الإنساني والحب الإنساني بين الوالدين وأبنائهما أو بين حبيبين أو عاشقين ..؟ ما معنى الأهل والإخوان داخل مضامين وأشكال القصة القصيرة ..؟

كثيرة هي الأسئلة أمام القصة والقاص تتواصل حول هذا الفن ، خاصة بعد الخصوصية المرتبكة في الوضع العربي كله ، الناتجة عن انتكاسة الشخصية العربية في حزيران 1967 وما بعدها . كما أن الأسئلة تزداد أكثر أمام الشخصية العراقية ، التي عاشت منذ شباط 1963 حتى الآن بمفردة إنسانية غير قادرة على التعريف بقواها العقلية الكامنة حين أصبحت الخصوصيات الشخصية متعلقة بتعظيم الحاكم الفرد ، الذي أصبحت كل الفنون والآداب في العراق ، مثلا ، خلال أكثر من أربعة عقود تذوب في كأس الشخصية الحزبية المنفردة بالحكم ، أو الشخصية القيادية في الدولة العربية عموما ، مما جعل الفنون والآداب والعلوم ليست شأنا تواصليا إبداعيا ، بل شأنا اتصاليا دعائيا ، ليس فيه " استقبال عام " و" إرسال عام " بل يعتمد على تسخير كل " إرسال " لأغراض " استقبال خاص " في الدولة والسلطة المسيطرة على كل مقادير الناس وأحوالهم . تماما كما هو الحال العراقي في زمن صدام حسين حين تحولت القصة القصيرة والرواية والأغنية والصحافة والموسيقى من عوامل اجتماعية ايجابية إلى كينونة خطابية لتمجيد الفرد الحاكم وقد وسمت فترة ما بعد سبعينات القرن العشرين بسمات شخصية " القائد المقدس " صدام حسين ، بما في ذلك سمات فنون الحرب وآداب الحرب وقصص الحرب . بذلك بدأت مرحلة انطواء الفنون ومنها انطواء فن القصة القصيرة ، التي أصبحت في جوهرها الغالب وفي أسلوبها الغالب ، متنافرة مع الواقع ومضطرة إلى المسوغات الرمزية أو إلى الخطاب المهموس بصورة مبهمة .

في ضوء ما تقدم ، وفي ضوء تفاقم المشاكل الفردية والاجتماعية في سائر بلدان العالم العربي ، فأن أبواب القصة القصيرة لم تعد مفتوحة في ظل انفتاح وسائل الإعلام العربي على تمجيد الحاكم الفرد ، مما استنزف كل الطاقات الفنية ، بما فيها طاقات القصة القصيرة ، التي هي مسرب عصري من مسارب الأفكار الحرة لبث رسالة " الفرد القصاص " إلى الطرف " الآخر " أي إلى المجتمع . مثل هذه الفرصة لا تسنح إلا في ظل الحرية ونور الديمقراطية .

منذ زمن التغيير العنيف والقاسي في عراق ما بعد سقوط الدكتاتورية يجد أدباء القصة القصيرة ومبدعوها ونقادها أن هنالك حاجة ماسة لإنهاض حالتي " البث " و" الاستقبال" لتنشيط الوسائل الإبداعية كافة ، ليس على نطاق العاصمة بغداد حسب ، بل في نطاق المحافظات كلها بما فيها محافظات إقليم كردستان ، لإنجاز مهمة التواصل بين الفرد كاتب القصة القصيرة والفرد الأخر ، المتلقي والمتابع والناقد . هذا التواصل ينبغي أن يقوم على أسس علمية مدروسة وفقا للتطور الحضاري الذي بلغته الفنون والآداب في البلدان الأوربية والأميركية .

نعم هناك حاجة ماسة لوضع الحوار الأدبي بموضعه الصحيح ، أي بنقله من المقاهي الشعبية ( مقهى حسن عجمي ومقهى الشابندر في بغداد ) ومن ( مقهى البدر وشط العرب في البصرة - مثلا ) ومن المقاهي الأخرى في جميع المحافظات ــ بالرغم من فوائدها ذات الرصيد القليل ــ إلى مستوى الجامعات والنوادي والملتقيات المتخلصة من عبثية الحوار وعدم جدواه ، كي لا يستمر على مشكلته في عزلته بالمقاهي وبقائه في علاقة الفرد مع الفرد من دون نقلها إلى الجماعة . لا شك في أن لهذه المقاهي الأدبية دورا بالمعنى الشعبي لتطوير الآداب والفنون ببطء شديد وتبادل الأفكار " المهموسة " في ظل سيطرة الحكومات المتخلفة والدكتاتورية .

ضمن أوجه البحث عن وسائل الانتقال في الدور الاجتماعي للقصة القصيرة انعقد في القاهرة خلال الفترة 1 – 4 تشرين الثاني نوفمبر 2009 الملتقى الأول للقصة القصيرة . وصلتني دعوة الحضور إلى الملتقى لكنني اعتذرت ، شاكرا و آسفا ، عن المشاركة لأسباب صحية أعاني منها تمنعني عن السفر الطويل إلى القاهرة المحبوبة . حمل هذا الملتقى اسم المبدع الراحل يحيي الطاهر عبد الله كرمز من رموز الفن القصصي الذي شهد منتصف القرن الماضي ازدهاره على يد عدد من كبار الأسماء في مصر والوطن العربي، والذي تراجع ، الآن ، بشكل غريب ، متخليا عن مكانته لفن الرواية التي يقول الكثير من النقاد العرب أن العصر الراهن قد أصبح " عصر الرواية " نصا ومضمونا ورسالة وبما يتوخى من التقاء " الذات الفردية " الإبداعية بــ" الذات الاجتماعية " حتى صارت الرواية بنظر الكثيرين من المرسلين والمتلقين " ديوان العرب الجديد " بديلا لديوان الشعر الحامل ، في الوقت الحاضر ، دلالات واحتمالات التراجع فاسحا المجال للرواية .

إنني إذ أتمنى النجاح لهذا الملتقى فأنه يترجح عندي أن مشاركة القصاصين والنقاد العراقيين ، من داخل العراق ، في هذا الملتقى كان أمرا ضروريا جدا لكي يكون للقصة العراقية اعتبارها في اللقاءات العربية والعالمية أيضا من جهة ، ولكي تستفيد القصة العراقية من ضفاف التجارب الأخرى بضرورة التجديد وتواصله من جهة ثانية ، خاصة أن الكثير من المدعوين العرب لهذا الملتقى يشخصون بشجاعة أن القصة القصيرة ما تزال في واقع التراجع عن قمة ازدهارها في أواخر ستينات القرن الماضي . هذا التراجع لا يتعلق بمستوى القصة أو القصاصين ، بل بسبب الأوضاع السياسية المعقدة وبسبب غياب الديمقراطية في البلدان العربية كلها وحرمان الكاتب العربي من حرية التعبير ، مما افقد المئات من المثقفين والكتاب والشعراء والفنانين العراقيين إمكانية البقاء في وطنهم فاضطروا إلى مغادرته فاتحين باب المنفى لأدب عراقي جديد ربما يتساوى في قدرته مع أدب المستقبل والإفادة منه ، جزئيا ، في بناء وعي أدبي جديد في مرحلة ما بعد الخلاص من الدكتاتورية .

علمتُ أن نخبة عراقية كفء مدعوة إلى الملتقى المصري تتكون من حاتم الصكًر ( مقيم في اليمن ) وياسين النصير ( مقيم في هولندا ) مع اثنين آخرين مقيمين خارج العراق أيضا . أنها من دون شك خطوة مهمة لتأسيس بنية جديدة من هؤلاء المثقفين العراقيين تساهم في تطوير دور القصة القصيرة في العالم العربي وفي العراق خاصة . غير أنني أجد ضرورة التعبير ، هنا ، عن مهمة أن يكون قصاصو " الداخل " وناقدوهم في صحافة " الداخل " من المشاركين ، أيضا ، في هذا الملتقى باختيار البعض من أمثال محمد خضير أو حميد المختار أو محمود عبد الوهاب ، أو شوقي كريم حسن ، أو لطفية الدليمي ، أو سعدي المالح ، أوهيثم بهنام بردى ، أوعبد الخالق المختار ، أو إبراهيم سبتي ، أو فهد الاسدي وعشرات غيرهم من القصاصين العراقيين لمواكبة أبحاث الملتقى ومستوى تأثير حداثته ورؤاه على مستقبل القصة القصيرة كأداة تعبيرية ، مركبة ومعقدة ، في جزء من العالم محروم من الديمقراطية الحقيقية .

بإمكاني القول من خلال قراءاتي لعشرات القصص العراقية الجديدة ، في الصحف العراقية اليومية ، لعشرات من قصاصي الجيل العراقي الجديد المنطلقين في السنوات الأخيرة تثير الانتباه إلى تطور جاد في القصة القصيرة العراقية المحرومة من إصدارها في كتب بسبب تراجع دور النشر العراقية وعدم توفر الأموال لدى الكتاب العراقيين لنشرها في داخل العراق أو خارجه . كما هو واضح ، أيضا ، تقصير دار الشؤون الثقافية التابعة لوزارة الثقافة العراقية التي لا تنشر إلا القليل جدا من المجاميع القصصية اغلبها كان شبيها من حيث سطحية مضمونه بما نشر خلال 35 عاما من مجاميع ( في حقبة الدكتاتورية ) اتسمت بضعف المختارات القصصية وهزالها . .

من هنا ، تبعا لهذا الموروث ، نشأ تناقض كبير . في طرفه الأول كتــّاب ممتازون وفي طرفه الثاني انحسار وتراجع دور النشر العراقية عن واجبها الثقافي بالرغم من وجود عدد كبير من قراء المجاميع القصصية في العراق ، باعتباره نوعا جميلا من الفن السردي يحظى بشعبية كبيرة في الوقت الحاضر رغم أن الإحصاء الثقافي العربي كثيرا ما يشير إلى إقبال القراء العرب على الرواية . لا ادري بالضبط هل يجري حوار في الملتقى المصري حول هذا التناقض الذي هو سائد في اغلب البلدان العربية . هل يجري البحث عن حلول ممكنة وفريدة لتضيء أفق القصة القصيرة في العراق أو غيره ..؟

بهذه المناسبة أود تذكير الكتــّاب والنقــّاد والمعنيين الحكوميين في العراق إلى أهمية العناية بمنتجي وإنتاج القصة القصيرة ونشر مجاميعها وعقد المؤتمرات والملتقيات حول مناقشة أزماتها في العراق ، كله ، ابتداء من العاصمة بغداد وإقليم كردستان وانتهاء بكل محافظة عراقية . من الضروري إيجاد الحلول المناسبة لواقع تراجع حركة نشر المجاميع القصصية ووضع الجوائز التقديرية لها أسوة بما هو موجود في دبي ــ والإمارات العربية المتحدة والكويت والأردن ومصر والمغرب والجزائر .

لا بد من الإشارة هنا إلى ضرورة تبني موضوع الجائزة الأدبية من جانب بعض منظمات المجتمع المدني وحتى الأحزاب الديمقراطية بل وحتى من جانب الشخصيات الوطنية العراقية المعنية بالثقافة والداعمة لها هذا الملتقى العربي في القاهرة يؤكد حقيقة أن فن القصة القصيرة ما زال حيا رغم اختفاء نتاج الموهوبين خلال الحقبة الماضية داخل العراق بسبب الأوضاع السياسية المضطربة وغياب الحرية الإبداعية حين تحولت غالبية الصحافة العربية إلى مجرد نشرات إعلامية لحكومات بلدانها فاقدة بذلك دورها الثقافي .

ذات مرة في عمان الأردن بمنتصف تسعينات القرن الماضي دعاني الشاعر عبد الوهاب البياتي الى وجوب العمل الجاد لإنقاذ القصة القصيرة من ركودها مقترحا كإحدى وسائل الإنهاض تأسيس جائزة عراقية من قبل القطاع الخاص مختصة بالقصة القصيرة في كتابات الجيل الشاب بعد قيامه شخصيا بتأسيس جائزته المعروفة ( جائزة عبد الوهاب البياتي المختصة بالشعراء الشباب ) لأنه كان يعتقد ، وهو على صواب تام ، أن مثل هذه الجائزة يرجى لها أن تسهم في حماية القصة العراقية وإنقاذها من التبعية للنظام أو الموت ، ولترسيخ دورها الاجتماعي . وقد أحال اقتراحه لي شخصيا لتنفيذه ربما بمبادرة أو باقتراح مباشر من الفنان حمودي الحارثي . كان اقتراحه وجيها وقد وافقته على ضرورة وجود هكذا جائزة للقصة القصيرة مناط وجودها بالقطاع الخاص أو بأية شخصية وطنية عراقية لكنني لم أوافقه على اقتراحه بأن أكون أنا ، شخصيا ، حاملها نظرا لوضعي الصعب في تلك الفترة إذ كنت أفتش وقتها عن ملاذ في أي منفى . يومها اقترحت عليه تأسيس جائزة عنوانها ( جائزة محمد خضير للقصة العراقية القصيرة ) لكنه ظل مصرا على أن تحمل الجائزة المعنية اسمي مرهونة بنشاطي حولها داخل العراق وخارجه وقد طلب من الصديق العزيز الفنان حمودي الحارثي أن يكون ضاغطا عليّ وراجيا مني القبول بهذا الاتجاه . وقد قام حمودي بمساعيه من اجل أن تولد هذه الجائزة من بيته الصغير في عمان فأولم ذات يوم وليمة صغيرة متواضعة لوضع الخطوط الرئيسة للجائزة خلال جلسة استمرت أربع ساعات تناولنا خلالها ما لذ وطاب في وليمة حمودي الحارثي من مأكل ومشرب كما استطعنا إعداد ملف مركز عن الجائزة وتفاصيل أفكارها وأسس منحها لتكون نقطة مضيئة مشجعة للقصاصين الشباب . صار الاثنان ، البياتي والحارثي ، يحثانني على القبول بتبني هذا المنجز المنتظر حصوله سريعا فما كان مني غير الاعتذار الحاسم إذ أخبرتهما بقراري عن قرب مغادرة عمان الى لاهاي للاستقرار فيها .

لكن ثمة وعي ثقافي دخل الى نشاطي حال وصولي الى هولندا فأنجزت تأسيس أول موقع الكتروني مختص بالقصة العراقية وهو الآن في ذروة احتضانه لجميع مواهب العراقيين في ظل رئاسة تحرير يقوم بها الدكتور عدنان المبارك وبإدارة القاص حسن بلاسم .

الموقع يضم نتاجا عراقيا بوعي ثقافي انتمائي للإنسانية والحداثة في ملتقى قصصي متواصل وهذه التجربة التي قمت بها وجدتْ صداها لدى الكثير من المثقفين العراقيين مما يحفزني ، الآن ، أن أضع المقترحات التالية :

(1) فتح الأبواب في كل محافظة عراقية برعاية الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين أمام تأسيس " ملتقى " سنوي عام للقصة القصيرة تقرأ فيه الأبحاث وتناقش الدراسات ونماذج من القصص القصيرة المتجددة أسلوبا ومضمونا .

(2) تيسير نشر مجاميع القصص القصيرة بمختلف الأساليب الممكنة بما فيها الاستفادة القصوى من تبرعات جميع منظمات المجتمع المدني كما هو الحال في هولندا والسويد وألمانيا .

(3) تأمين الدخول في حوار مباشر بين الكاتب والمتلقي في ندوات أسبوعية أو شهرية في مراكز المحافظات والاقضية والنواحي للاطلاع على اختراعات الإبداع الجديد في الكلمة الحرة عبر القصة القصيرة .

(4) تخصيص جائزة سنوية من قبل شخصية وطنية متبرعة في المحافظة العراقية لكل فائز كأن تكون الجائزة طبع المجموعة الفائزة مثلا وكلفتها لا تتعدى ألف دولار .

(5) يمكن للاتحاد العام للكتاب والأدباء العراقيين أن يقيم ملتقيات أدبية بالتعاون مع الصفحات الثقافية في الجرائد اليومية الديمقراطية كما يمكن إقناع بعض الصفحات الثقافية بمسؤولية جائزة سنوية للقصة العراقية القصيرة .

(6) يمكن أن تزدهر ، نتيجة مثل هذا النشاط ، حمية وزارة الثقافة لرعاية القصة القصيرة بجائزة تقديرية سنوية إذا ما تعددت مصادر دعم القطاع الخاص للمئات من كتاب القصة العراقية القصيرة الذين لا يدركهم مدى النشر وتوصيل أفكارهم الى المتلقين لضعف حالتهم المادية .

(7) مناشدة كليات الآداب في المحافظات كافة أن تتحرر من نشاطاتها النمطية وان تتجه نحو رعاية الإبداع القصصي .

العقل القصصي المختزن حاليا لدى الكثير من الموهوبين والموهوبات في كتابة القصة القصيرة لا يمكن أن يسطع نوره من دون إدراك العلاقات المترابطة بين مختلف المهارات الإبداعية القصصية لأن القصة القصيرة لها دور مختلف تماما في التوجيه الذهني للمتلقي إذ غدت القصة القصيرة اليوم في الدول المتقدمة كافة وسيلة هامة من وسائل " التعبير الفردي " وغدت قيمها المطروحة بين سطورها شكلا أعلى من أشكال الحرية والحوار الديمقراطي العميق .

بناء على ما تقدم فأنني آمل من جريدة طريق الشعب بالذات صياغة إستراتيجية ثقافية تطرحها على مستوى عال جدا ليتلاءم مع مستوى منجزات العصر الراهن ، عصر الحداثة والثورة العلمية التكنولوجية وعصر العولمة ، إذ يتعين على الصفحة الثقافية في هذه الجريدة أن تعمل ، قبل غيرها ، على تعزيز مجموعة من الإجراءات الثقافية لتعظيم قيم العلم والمعرفة التي اهتمت بنشرها وتعظيمها طلائع الفكر الماركسي في كل زمان الظلم والصعاب التي مرت على بلادنا ، ليكون إنتاج المثقفين العراقيين الملتفين حول جريدة طريق الشعب بمنحى إبداعي راق ٍ ، بما في ذلك كتاب القصة القصيرة المتحررة من الأشكال الجامدة والمنطلقة في رحاب الديمقراطية ، وليكن ذلك مساهمة جماعية من الجريدة والمثقفين ، معا ، في عمليتي التنمية البشرية والتنمية الإبداعية في وطننا و جعل الإنسان العراقي صانع هذين النوعين من التنمية . ليس بإمكان الإنسان العراقي أن يغير وعيه ونوازعه من دون طليعة ثقافية قادرة على نشر قيم الديمقراطية والعدالة والمساواة وتأكيد مبادئ المشاركة العامة والحوار والانفتاح .

في نظري أن جريدة طريق الشعب برهنت في كل زمان وجودها على أنها جريدة العقل المنفتح ،غير المتعصب ، وأنها كانت وما زالت منخرطة في طريق احتضان المبدعين بمن فيهم كتاب القصة القصيرة التي تنمي لدى القراء حسا نقديا حرا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بصرة لاهاي في2/11/2009

******************



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إكليل من الغار على جبين الصحفيين الأحرار ..!
- في البرلمان العراقي تنتعش العيوب والجيوب والحقائب ..!!
- القرود يستحون لكن النواب العراقيين بلا حياء ..!!
- البراغيث تبصر ابعد من بصر البرلمان العراقي ..!
- حكام البصرة لا يبصرون غير القارورة وفرج المرأة ..!
- البرلمان العراقي يسمو في أوج السماء ..!
- 10 أسباب حقيقية وراء تفجير الصالحية ..!
- الفساد السياسي خنّاق الديمقراطية
- السينما العراقية في فضاء الثقافة والإبداع والنقد والاستدامة
- أجمل المايوهات في المنطقة الخضراء ..!!
- لا نعيم في العراق المعاصر إلا في جنان المناصب الوزارية ..!!
- يا محافظ بغداد قل للغراب بصراحة تامة : وجهك أسود ..!!
- القادة لن يعطسوا لأنهم غير مصابين بأنفلونزا الإرهاب ..!
- مجلس رئاسة الجمهورية ليس له أي اهتمام بغير الطعام ..!‍
- ملاحظات أولية في الشكل العيني التجديدي لخير الديمقراطية
- نصائح أخوية إلى المرأة المحجبة في البرلمان القادم ..!!
- السعلوة محمد الدايني ..!!
- سكان الاهوار يقولون : الحكومة العراقية أم النفاق وأبوه ..!!
- لكي تكمل نصف دينك ضع محبسا ياقوتيا في إصبعك ..!
- أبونا آدم لم يكن صحفيا يا فلاح المشعل ..!!


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المطير - محاولة إيجاد طريق جديد للقصة العراقية القصيرة