أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عودة وهيب - خروعة البعث لن تخيف طيور الحرية















المزيد.....

خروعة البعث لن تخيف طيور الحرية


عودة وهيب

الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 14:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



(( إننا لا نسمع الصرخة المطلوبة بوجه البعث والبعثيين وكأننا نريد نسيان الجرائم التي إرتكبوها بحق الشعب العراقي.))
(من كلمة رئيس وزراء العراق السيد نوري المالكي في مهرجان مؤسسات العدالة الانتقالية لمناهضة البعث الذي أقامته مؤسسة الشهداء في نصب الجندي المجهول )

********************
رئيس الوزراء السيد نوري المالكي يعتقد ،أو يدعي انه يعتقد ،أن سبب اتساع النشاط البعثي ووصول إرهابه إلى المناطق المحروسة جيدا هو لقلة الصراخ بوجه البعثيين، غافلا ، أو متغافلا ، عن حقيقة خطيرة وهي إن حكومته ( حكومة المحاصصة ) والاحزاب المشاركة فيها هم من يتحمل المسئولية عن بقاء الخطر البعثي لحد الان.
ترى لماذا نحمل (حكومة المحاصصة) التي يرأسها السيد المالكي والاحزاب المشاركة فيها مسئولية استمرار الخطر البعثي ؟
سأجيب على هذا السؤال بشيء من الاختصار لان ما أريد أن أقوله معروف للجميع تقريبا.
أولا:العراقيون والبعث
رغم إن يوم التاسع من نيسان عام 2003 هو التاريخ الرسمي لسقوط نظام البعث إلا إن هذا النظام سقط في الامتحان الوطني وسقط في نظر العراقيين يوم باشر مجازره في شباط عام 1963، وحين عاد إلى السلطة عام 1968 لم يجد أي ترحيب من قبل أبناء العراق، واستمر بالحكم لغاية 2003 لابسبب دعم أبناء العراق له بل بسبب امتلاكه لوسائل الإرهاب وبسبب القسوة التي استخدمها ضد كافة شرائح الشعب. ولقد دخل من دخل إلى حزب البعث ليس حبا بالبعث بل بسبب الخوف أو للحصول على فرصة للعيش الهادئ . وطبيعي في مثل هذه الظروف الإرهابية إن يبرز أناس فاقدون للضمير ليكونوا يد العصابة البعثية الطولي ضد أبناء جلدتهم ،غير إن هؤلاء أقلية قليلة مقارنة بأكثر من مليون عراقي أجبرهم الخوف أو حب التكسب على الانتماء لحزب البعث ،ولهذا فأن مصلحة العراق العليا ، بعد سقوط النظام البعثي عام 2003 ، كانت تشير إلى فرز مجموعة صغيرة من البعثيين ، وهي المجموعة التي تورطت بأعمال إجرامية خطيرة ضد أبناء العراق ، ووضعها تحت رحمة القضاء العراقي ، إما ماتبقى من المنتمين لحزب البعث فكانت مصلحة الوطن تستوجب دمجهم في المجتمع وتأهيلهم لتقبل الوضع الجديد مع التأكيد على إبعاد أي بعثي مهما كان عن الأجهزة الأمنية .
لقد صيغ شيء قريب من هذا التصور في قانون سمي بقانون( اجتثاث البعث) وهو قانون شابته الكثير من الثغرات والنواقص ، ثم جاءت مسالك الفساد وانعدام الروح الوطنية والحرص على مصلحة العراق لتجعل من هذا القانون عثرة في مسيرة العملية السياسية التي ابتدأت بعد سقوط نظام البعث.
ثانيا :اجتثاث البعث بعد سقوط نظامه
أن القضاء على الخطر البعثي أو مااطلق عليه( اجتثاث البعث) لم يكن يعني القضاء على كيان البعث التنظيمي أو السياسي فقط بل أن ما هو أهم من ذلك هو القضاء على النهج البعثي في إدارة شؤون الدولة، وكان واضحا أن أكثر الوسائل فعالية لاجتثاث البعث هو إقامة نظام وطني مبني على العدالة والمساواة كي يقتنع المواطن ويطمأن إلى أن النهج البعثي ولى وبغير رجعة.
وهكذا ذهبنا إلى الانتخابات ونحن نتصور إننا سنحصل على حكومة وطنية تعطي كل ذي حق حقه وتقيم دولة العدل والمساواة والقانون مما يجعل التجربة البعثية والنهج البعثي خلف ظهورنا.
هل تحقق ذلك سيدي رئيس الوزراء ؟ كلا مع الأسف الشديد.
أدت جهودنا الانتخابية إلى انبثاق أسوء نهج سياسي وهو نهج( المحاصصة الطائفية) فوزعت وزارت الدولة كحصص تناهبتها أحزاب جائعة للسلطة .. أحزاب أثبتت التجربة العملية أن آخر شيء تفكر فيه هو مصلحة الوطن والمواطن
شُكلت حكومة سيادتكم على أساس( المحاصصة الطائفية) وكما يعرف الجميع فإنها حكومة ضعيفة غير كفوءة فيها وزراء قتله ( وزير الثقافة الهارب ) ووزراء لصوص ( وزير التجاره الهارب ) ووزراء غير أكفاء وغير مؤهلين لإدارة دائرة صغيرة ( نعرفهم وتعرفهم أنت أكثر منا) ..
ولم يتوقف الأمر في هذه الحدود المؤلمة ، سيدي رئيس الوزراء ، فهذه الحكومة ( المنتخبة ) وزعت وظائف الدولة تبعا لنظام المحاصصة أيضا ، فالوزارة التي هي من حصة الحزب الفلاني أصبحت وظائفها المهمة حكرا على هذا الحزب، وصارت الوظائف الجديدة توزع على الأحزاب وتقوم هذه الأحزاب ببيعها على الراغبين ، فلكي تحصل على وظيفة معلم أو حتى شرطي لابد إن تدفع مبلغا لهذا الحزب أو ذاك ، وقد ذكرت التقارير إن الوظائف الأمنية القيادية عرضت للبيع أيضا بمبالغ كبيرة.
أن سياسة المحاصصة جعلت نهج النظام الجديد لايختلف في مضمونه عن نهج البعث إذا لم يكن أسوء منه (في نظر الكثيرين من الناس) فهذه السياسة جعلت المواطن يشعر بالغربه وهو في وطنه لان الوطن أصبح ملكا صرفا للأحزاب الحاكمة وميليشياتها ، و أبعدت الكفاءات العراقية المخلصة من المساهمة ببناء العراق لمقتضيات المحاصصة الطائفية والحزبية.لقد سقط البعث لكن نهجه ظل يعبث بحياة العراقيين، فمن المسئول عن ذلك ؟
فضلا عن هذا وذاك فان ثمة أحزاب أو تيارات إسلامية ( كالتيار الصدري ) كانت مخترقة في عهد النظام السابق ، وبعد سقوط النظام أصبح ضباط المخابرات المندسون في تلك التيارات والأحزاب قادة عتاة أذاقوا الشعب العراقي الأمرين بهدف تشويه الديمقراطية العراقية الحديثة ، وجعل الناس يترحمون على النظام الصدامي.

ثالثا :الفشل في اجتثاث البعث
إن سياسة الحكومة الخاطئة إزاء حزب البعث وعدم تطبيق مبدأ الاجتثاث بصورة وطنية صحيحة وترك ألاف الضباط والجنود السابقين عرضة للجوع والفاقة وانتشار الفساد في كل دوائر الدولة هي التي جعلت البعثيين السابقين ينجرّون وراء البعث بعد السقوط ، وهذا أمر تتحمل مسؤوليته الحكومة وأحزابها المتحاصصة ويجب أن تحاسب عليه.
إن الحكومة وأحزابها الدينية، وبعد كل تدهور امني، يعترفون بوجود خروقات أمنية وبتسلل البعث إلى مفاصل الدولة الحساسة غافلين عن حقيقة خطيرة وهي إنهم ،هم أنفسهم ، المسئولون عن هذه الاختراقات بحكم قيادتهم للدولة العراقية ويجب محاسبتهم على هذه الجريمة الكبرى التي راح بسببها مئات الأبرياء وأدت إلى هدر مليارات الدولارات.
أن فشل الأحزاب الدينية بتبني مشروع وطني وفشلها بانتهاج نهج مغاير لنهج البعث هو الذي أبقى مشكلة البعث وفاقمها
رابعا : الصرخة المطلوبة
أن الأحزاب الاسلاموية في العراق ، بعد هذه التجربة المريرة ، تستحق النقد الشديد والفضح القاسي لإزالة الغشاوة عن أعين البسطاء الذين لايزالون ينظرون إلى قادة وكوادر هذه الأحزاب كأشخاص مؤمنين أتقياء يخافون الله واليوم الأخر ولا يأتيهم الباطل لامن خلفهم ولا من أمامهم وان عدم انتخابهم سيؤدي إلى عودة البعث لأنهم اخلص الناس في محاربة البعث..؟
أليس الواجب الوطني يدعونا إلى فضح من يستغل براءة الناس لخداعهم وهدر أموالهم..؟
إن إطلاق صرخة وطنية بوجه الأحزاب الدينية الحاكمة في العراق وفضح نهجها، الذي لايختلف في مضمونه عن نهج البعث، هو أهم من فضح البعث والصراخ بوجهه ، لان البعث مفضوح ويعرفه القاصي والداني، أما هذه الأحزاب فلا تزال تمتلك القدرة على خداع الملايين مستغلة إيمان الناس وإخلاصهم لدينهم.
يجب أن يدرك البسطاء إن هذه الأحزاب ما هي في النهاية إلا أحزاب دنيوية تسعى إلى تحقيق مصالحها الحزبية والوصول للسلطة أسوة بباقي الأحزاب في أي مكان وزمان، وان الموقف منها يجب أن يعتمد على ما فعلته لا على ما تدعيه أو تتمسح به ، وان نقدها لايعني نقدا للدين ، وان رفضها وعدم التصويت لها لايعني بأي حال من الأحوال رفضا أو طعنا أو تهاونا في الدين.. إنها أحزاب، مجرد أحزاب ، فشلت وأخطأت وخانت أمانة الحكم ويجب أن تدفع ثمن فشلها وثمن أخطائها وخياناتها.

خامسا :استخدام (خرّوعة) البعث لكسب الانتخابات القادمة
أدركت الأحزاب الدينية الحاكمة إن العراقيين غاضبون عليها وعرفت بتحول الرأي العام عنها لذا فإنها لم يعد لديها شيئا تتاجر به، مع قرب الانتخابات، غير بضاعة تخويف العراقيين من (عودة البعث عبر صناديق الاقتراع )،وهم بهذا الادعاء والتخويف يهينون شعب العراق ويتهمونه بمحاباة البعث غير دارين إن ورقة البعث هي ورقة محروقة وان العراقيين لن يسمحوا لعصابات البعث أن تستعبدهم ثانية ، وان ساعة تشييع جنازة البعث هي ساعة دخوله معترك السياسة العلني حيث ساعتها سيفارقه اقرب أنصاره .
أما حكاية البعث وخرافة ( الأربعين حرامي) الذين سيصلون إلى البرلمان إذا لم نكرر انتخاب الأحزاب الدينية فإنها مجرد ( خرّوعة ) اكتشفتها( طيورنا ) ولن تخاف منها أبدا .



#عودة_وهيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يزعل الترس
- قل لي ماهو الطعام الذي تحب اقول لك من ستنتخب
- جباه لاتعرق
- قصور ام تقصير
- تساؤلات حول الاحد الجريح
- الكرسي الدوّار
- لقاء صحفي مع الحاج زعيبل زعيم قائمة شفط الشفاطة - الحلقة الث ...
- لقاء صحفي مع الحاج زعيبل زعيم قائمة شفط الشفاطة - الحلقة الث ...
- لقاء صحفي مع الحاج زعيبل زعيم قائمة شفط الشفاطة
- ثرثرة على شواطيء الخيبة
- دعوة لمحاكمة قيادات المجلس الاعلى الاسلامي
- دستور زعيبل
- صوت الحاج زعيبل ليس للبيع
- هناري
- الحاج زعيبل والعلمانية
- حاج زعيبل يدعم ميسون الدملوجي
- الدعثي
- أنت تسأل وحاج زعيبل يجيب -الجزء الثاني
- أنت تسأل وحاج زعيبل يجيب -الجزء الأول
- حاج زعيبل يؤسس قائمة انتخابية للفقراء


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عودة وهيب - خروعة البعث لن تخيف طيور الحرية