أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف ابو الفوز - التراث العراقي تراث تعاضدي أنساني














المزيد.....

التراث العراقي تراث تعاضدي أنساني


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 2807 - 2009 / 10 / 22 - 23:47
المحور: الادب والفن
    


أهمية وجود تشريعات تحمي إحياء تراث العراق الحضاري

اذا اسلمنا بتعريف كلمة "فلكلور" كما استخدمها وروّج لها الباحث الانكليزي وليم جون تومز( 1803 ـ 1885)، بأنها تعني "حكمة الشعب " ، وهذه يقابلها بالعربية "التراث الشعبي" ، فأنها أذن تعني الارث الثقافي لاسلافنا الذين سبقونا . وهذا يجعلنا نقول بأن قضية الفلكلور والتراث لأي شعب وبحكم كونها ترتبط بالماضي ، فأنها ترتبط بذاكرة جمعية لمجموعة بشرية ، وتكون حاضنة لتقاليد وعادات وآداب وفنون ورؤى وفلسفة هذه المجموعة البشرية ، لتشكل هويتها الثقافية أمام بقية الشعوب . واذا اعتمدنا مبدأ التواصل والتناسل في حضارات الشعوب، فان تراث العراق الحضاري، ومنذ أيام السومريين والبابليين ، كان تراثا انسانيا جمعيا . حتى عندما تحكي ملحمة جلجاميش عن حيرة بطلها الفرد امام قضية الخلود ، فأنها تتحدث عن حكمة انسانية تهم البشرية ، توصل لها جلجاميش في ان الخلود يكون بالعمل الصالح وفي خدمة الاخرين .
ولو راجعنا العديد من طقوس الغناء والرقص الشعبي العراقية التراثية فسنجدها تتسم بالروح الجماعية ، فعلى سبيل المثال رقصات مثل الساس والجوبي والهيوا والدبكات الكردية ، وتخت الغناء البغدادي وغيرها ، تتطلب اشتراك مجموعة من الناس مع بعض ، والعابا شعبية مثل "المحيبس "و "عظيم اللاح " وكذا الكثير من العاب الاطفال التراثية. وفي مراجعة للكثير من التقاليد والعادات العراقية في الازمان المعاصرة سنجدها تشجع وتروج للتعاضد الانساني لمواجهة الكوارث والمصاعب والمخاطر. هكذا نجد ان نظام صدام حسين الديكتاتوري المقبور ، ورغم تشدقه بالحفاظ على هوية الأمة ، فأنه ومن اجل احكام سيطرته البوليسية على المجتمع العراقي، وبشكل مدروس ، حارب والغى الكثير من اشكال روح التعاضد الاجتماعي بين العراقيين ، وبالتالي حارب العادات الاجتماعية التي تجعل المواطن يشعر بانتماءه للجماعة ، وهدف ذلك برأينا أن يجعله وحيدا منفردا ، اعزلا ، بلا حول وقوة امام سلطة اجهزته الامنية المسعورة . هكذا نفهم تراجع البعض من الطقوس والتقاليد العراقية من تراثنا الشعبي العريق ، التي مارسها ابناء العراق في ايام الوفاة والزواج والعمل ، مثل تقليد "العونة" بين الفلاحين العراقيين و"النخوة" بين ابناء الريف ، وغيرها من عاداتنا التراثية الجميلة والمعبرة .
وبالتأكيد لا يمكن أهمال دور التطور التكنولوجي والحضاري في وقتنا الحالي ، وتأثيره على حياة الشعوب ، ومنها شعبنا العراقي ، وبالتالي بروز تقاليد وعادات واهتمامات مختلفة تتلائم مع واقع التطور الحالي ، فالزورخانة الان جاء بدلها صالات العاب القوى الرياضية المزودة باحدث الالات الرياضية ، والعاب الاطفال في عصر الكومبيوتر تغيرت عما هي عليه سابقا ، وصار بامكان الطفل ان يجلس لوحده لينفرد بازرار لوح الكومبيوتر ليمارس لعبة اليكترونية ما ، والطريف ان الشركات الباحثة عن الجديد الذي يدر عليها لارباح صارت تهتم بأستعارة العاب تراثية شعبية لتنتج منها العابا اليكترونية ، فصار يمكن للطفل ان يلعب الاستغماية /الغميضة / في عالم الانترنيت الافتراضي مع العدد الذي يختاره من الاطفال .
في عصرنا الحالي ، عصر العولمة الرأسمالية ، التي لا تعترف بالهوية الوطنية والقومية لثقافة اي شعب ، والتي تسخر كل شئ من اجل اهدافها النفعية والربحية ، ومن ذلك عالم الثقافة وما يدور في فلكه ، أذ تساهم في خلق ثقافة كونية استهلاكية تحاول اختراق وتهميش الثقافات الوطنية ، من خلال نزعة الغطرسة وعدم التفاعل مع الثقافات المحلية ، وبالتالي طمس التراث الوطني دون مراعاة الهوية الثقافية لأي مجموعة بشرية ، فأن الحفاظ على تراث العراق الحضاري واحياءه وحمايته مهمة وطنية ومسؤولية تستلزم وجود تشريعات وطنية تضمن هذه الحماية. وان العمل من اجل استعادة هوية العراق الثقافية التي اضرت بها كثيرا سياسة تبعيث الثقافة العراقية ذات الطابع الشوفيني ، وطمس التنوع في الارث الثقافي العراقي يتطلب ضمن ما يتطلب :
ـ خطة وطنية وعمل جاد مسؤول على مستوى الدولة ، باشراك الوزارات والمؤسسات المعنية بأحياء والحفاظ على التراث الشعبي الوطني بأعتباره يشكل هويتنا الوطنية امام شعوب العالم .
ـ انشاء المراكز البحثية المتخصصة ، ودعم ما موجود منها ، لتعمل بشكل علمي وفق روح الانتماء الوطني والاحساس بأهمية وعمق الارث التراثي في العراق وتنوعه .
ـ انشاء المتاحف التراثية المتخصصة ودعم الموجود منها وتطويرها .
ـ أحياء مهرجانات شعبية لاحياء التراث الشعبي وجعلها تقليدا دوريا .
ـ اشراك وزارة التربية والتعليم في احياء النشاطات التراثية بأدخال ذلك في المناهج الدراسية واشراك الطلبة ومن مختلف المراحل الدراسية في مختلف الفعاليات لاحياء التراث الوطني .
ـ تمتين العلاقة وتبادل الخبرة مع الدول التي قطعت شوطا كبيرا في احياء تراثها للاستفادة من خبرتها وتجاربها.

سماوة القطب
8 تشرين اول 2009



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع المناضل الشيوعي والاستاذ الجامعي الفرنسي باتريك ريبو
- لقاء مع قيادي بارز من الحزب الجزائري من أجل الديمقراطية والا ...
- المؤتمر الخامس للأنصار الشيوعيين العراقيين ينهي أعماله في بغ ...
- وقائع المهرجان الثقافي الثالث للأنصار الشيوعيين بغداد 6 8 آب ...
- اليسار الفنلندي والخروج من الأزمة !
- حكاية الفنان كوكب حمزة وامرأة قطار أبو شامات
- السيد -سيد صباح بهباني - انت مطالب بالاعتذار للقراء أولا !
- الناشط البيئي ئارارات مجيد رحيم
- أفياء البدلة الزرقاء
- الباحث كورش أرارات عاشق الطبيعة والطيور
- بطاقات أنصارية لذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- بمناسبة العيد الماسي للحزب الشيوعي العراقي
- رسالة حب مفتوحة الى أبنة رجل لا يلتفت
- حوار شامل مع الكاتب العراقي يوسف أبو الفوز
- سفر خالد في النضال من أجل الشعب والوطن
- حالمة حد الأشتعال !
- لقاء مع الفنانة الرائدة انوار عبد الوهاب
- Mamma Mia
- لقاء مع الفنان المبدع جعفر حسن
- من -سويله ميش- الصوت هز السماوة !


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف ابو الفوز - التراث العراقي تراث تعاضدي أنساني