أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - نحو حل -الدولتين الفلسطينيتين- للنزاع بين الفلسطينيين!















المزيد.....

نحو حل -الدولتين الفلسطينيتين- للنزاع بين الفلسطينيين!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2804 - 2009 / 10 / 19 - 14:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


دخلت حركة "حماس" الآن في نزاعٍ مع "الوسيط المصري"، مع أنَّ علاقتها به، في الأصل، ليست بأحسن حالٍ من علاقتها بمن تفاوضه (أو تحاوره) ضمن وساطة هذا الوسط، ألا وهو حركة "فتح"، أو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وفريقه المفاوِض لها في القاهرة.

ويبدو أنَّ "الوسيط المصري" نفسه أصبح الآن أكثر ميلاً إلى هذا النزاع مع "حماس" منه إلى السعي لإصلاح ذات البين بين قطبيِّ النزاع الفلسطيني؛ ذلك لأنَّه فَهِم مواقف "حماس" الأخيرة، بدءاً ممَّا حدث في اجتماع جنيف قبل الأخير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وانتهاءً بما أعلنته من أسباب وحيثيات (أو ذرائع بحسب الوصف الرسمي المصري) لرفضها الانضمام إلى "فتح" في توقيع "الورقة المصرية" في الموعد الذي حدَّدته القاهرة، والذي ينتهي (أي انتهى) في الخامس عشر من تشرين الأوَّل الجاري، على أنَّها، في جزء مهم من أسبابها ودوافعها، انعكاس لـ "توجُّه إقليمي" للنيل من مصر، دوراً ومكانة في الإقليم، ومن "وساطتها" لحل النزاع بين الفلسطينيين.

ولقد قالت "حماس" في أمر "الورقة المصرية"، التي، على ما أكَّدت القاهرة، أُرْسِلَت نسخة لها، وأخرى لـ "فتح"، لـ "توقيعها" فحسب، كل ما يَلْزَم لاستنتاج أنَّ "الوسيط المصري" ليس نزيهاً، ومنحاز إلى الطرف الآخر، وهو "فتح"، فـ "الورقة" التي أرسلها لـ "التوقيع" فحسب كانت، على ما قالت "حماس"، مغشوشة، ضُمِّنَت أشياء لم تُناقَش من قبل، ولم تكن، بالتالي، موضع اتِّفاق، وأشياء رفضتها الحركة من قبل، ولم تكن، بالتالي، موضع اتِّفاق؛ كما حُذِفَت منها أشياء أخرى، اتُّفِق عليها من قبل بحسب أقوال "حماس".

"الوسيط المصري" نفى كل ذلك، مؤكِّداً أنَّ كل ما تضمَّنته "الورقة" كان موضع اتِّفاق من قبل؛ ثمَّ قرَّرت القاهرة تأجيل توقيع "اتِّفاق المصالحة" إلى أجل غير مسمَّى، موضِحَةً، في الوقت نفسه، أنَّها لن تُوْقِف جهود وساطتها، وستستمر في سعيها لـ "خلق المناخ المناسب للمصالحة في أقرب وقت ممكن".

ولو أرادت القاهرة أن تتحدَّث في مزيدٍ من الوضوح والتفصيل لسمعناها، على ما أتوقَّع، تقول إنَّ "حماس"، في الأصل، وبالتنسيق مع تلك "القوى الإقليمية"، التي ألمحت إليها العاصمة المصرية، ذهبت إلى جلسات الحوار في القاهرة وهي عازمة على عدم السماح لهذا الحوار بأن يتوَّج بـ "اتفاق"، فإذا تُوِّج به لا يُوقَّع، وإذا وُقِّع لا يُنفَّذ.

أمَّا سبب "حماس"، أي السبب الخاص بها وحدها، فيكمن، على ما يبدو، في خشيتها من أن تنتهي "الانتخابات البرلمانية"، أي انتخابات المجلس التشريعي مع "انتخابات" المجلس الوطني الفلسطيني، إلى نتائج تَذْهَب بسلطتها الحالية في قطاع غزة، وتُنْقِص كثيراً من "وزنها التمثيلي"، فهي لا تَثِق أوَّلاً بقدرتها على الفوز، انتخابياً، بالمكانة الأولى، كما لا تَثِق كثيراً بأنَّ الانتخابات المقبلة يمكن أن تكون بنزاهة وشفافية الانتخابات السابقة.

وما زاد قلق "حماس" هو تأكُّدها أنَّ توقيع "اتِّفاق المصالحة"، وتنفيذه أيضاً، لن يؤدِّيا إلى رفع الحصار (نهائياً) عن قطاع غزة، وأنَّ رفعه مشروط، على ما أوضح المتحدِّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي، بأن تنبثق من "المصالحة الفلسطينية" حكومة "تحترم مبادئ اللجنة الرباعية الدولية"، أي تلبِّي شروطها الثلاثة وهي الاعتراف بإسرائيل، واحترام الاتِّفاقيات السابقة الموقَّعة بين الدولة العبرية والسلطة الفلسطينية، ونبذ العنف.

لقد أيَّدت إدارة الرئيس أوباما الجهود التي تبذلها القاهرة لتحقيق المصالحة الفلسطينية؛ ولكن بشرط أن تنبثق من هذه المصالحة حكومة تستوفي شروط اللجنة الرباعية لإنهاء الحصار المضروب على قطاع غزة.

وهذا إنَّما يعني أنَّ فوز "حماس" في الانتخابات المقبلة، على صعوبة اقتناع قيادة "حماس" بأنَّ هذا الأمر ممكن الآن، سيقترن باستمرار الحصار على القطاع ما دامت الحكومة المنبثقة من هذه الانتخابات غير مستوفية لشروط "الرباعية" تلك.

والمتوقِّعون لهزيمة تُمْنى بها "حماس" في الانتخابات المقبلة، إذا ما أُجْريت، يعلِّلون توقُّعهم هذا قائلين إنَّ معاناة أهل قطاع غزة من نتائج الحصار والحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع ستكون هي، مع الوعد بإعادة الإعمار، "الناخب الأكبر".

القاهرة لا تَنْظُر الآن في مواقف "حماس" وإنَّما تَنْظُر من خلالها إلى ما يجعلها تقول في نفسها، وقد قالت، إنَّ وراء الأكمة ما وراءها. ويكفي أن تتوصَّل القاهرة إلى استنتاج مؤدَّاه أنَّ هناك قوى إقليمية تريد النيل من دور مصر ومكانتها عبر تلك المواقف التي وقفتها "حماس"، في اللحظة الأخيرة على وجه الخصوص، حتى يشتد لديها الميل إلى أن تصبح في نزاع مع "حماس"، التي هي الآن في نظر "الوسيط المصرية" كناية عن تلك "الأكمة".

ولقد حرصت القاهرة على أن تصوغ مواقفها المضادة بما يجعل "حماس" غير قادرة، ولو أرادت، على التراجع، فالعاصمة المصرية "أسَرَت" قيادة "حماس" بمواقفها إذ قالت إنَّ على هذه القيادة أن تجيب بـ "نعم" أو "لا" فحسب، فـ "الورقة المصرية" لـ "التوقيع" فحسب، وغير قابلة للنقاش أو الملاحظات أو التعديلات.

وأحسب أنَّ القاهرة قد قرأت "قراءة إقليمية" ما بين السطور في مواقف "حماس" التي أُعْلِنَت غداة تأجيل التصويت في مجلس حقوق الإنسان على تقرير غولدستون؛ ولكنَّها فضَّلت أن تردَّ (كما ردَّت الآن) بعد تبنِّي المجلس للتقرير، أي بعد تجريد "حماس" مِمَّا اعتبرته مصر "ذريعة وجيهةً مُقْنِعَةً"، هي ما ذُكِر وأُذيع من حيثيات في شأن طلب تأجيل التصويت على تقرير غولدستون حتى آذار المقبل.

وغنيٌ عن البيان أنَّ القاهرة لا تريد للسير في "مسار غولدستون" أن يأتي بما يتسبَّب بعرقلة وإعاقة السير في "مسار أوباما".

وغنيٌ عن البيان أيضاً أنَّ القاهرة لا تسرُّها رؤية سورية الحليفة الإستراتيجية لإيران تؤسِّس لتحالف إستراتيجي مع تركيا أيضاً؛ كما لا تسرُّها رؤية أزمة تأليف الحكومة اللبنانية تُحَلُّ، أو توشِك أن تُحل، عبر المصالحة بين سورية والسعودية، وكأنَّ في هذا الأمر رسالة إلى مصر مؤدَّاها أنَّ عليها أن تجنح لما جنحت له السعودية في علاقتها بسورية إذا ما أرادت لأزمة المصالحة الفلسطينية أن تُسوَّى.

إنَّها، والحقُّ يقال، جُمْلَة من المصالح الفئوية الفلسطينية الضيِّقة هي ما سمح للنزاع بين الفلسطينيين بالانتقال إلى مهبِّ الرياح الإقليمية والدولية، فناله من "الأقلمة" و"التدويل" ما جعل تسويته في صعوبة واستعصاء تسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين؛ فهل تتحوَّل المأساة إلى مهزلةٍ، فيصبح "حل الدولتين الفلسطينيتين" هو الحل للنزاع بين الفلسطينيين أنفسهم؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفأس والرأس.. اللقمة والرأي!
- غولدستون -المسار- هو الأهم من غولدستون -التقرير-!
- -الاحتكام إلى الشعب-.. فلسطينياً!
- الاعتراف ب -يهودية- إسرائيل هو تهويدٌ للعقل!
- القيادات الفلسطينية.. رؤوسٌ تبحث عن عقول!
- -نوبل-.. ونُبْلُ أوباما!
- -أردي- جاءت تأكيداً لا نفياً لنظرية داروين!
- محادثات واشنطن..أهي تجربة تفاوضية جديدة؟
- الدكتور زغلول النجار إذ هبط بالعِلْم إلى الدرك الأسفل من الش ...
- الحلُّ في حلِّ -مشكلة الحدود- أوَّلاً!
- -التعصُّب- إلغاء للعقل!
- نتنياهو يطلب تشدُّداً فلسطينياً وعربياً!
- أُطْلبوا -عِلْم التفاوض- ولو في إيران!
- إنَّها -مفاجأة- أوباما الأولى!
- شيئان لم نتعلَّمهما بعد: قول -لا- و-السؤال-!
- -الصنمية الاقتصادية- لجهة علاقتها بالأزمة المالية العالمية!
- أيلول 2009 يتربَّص بالفلسطينيين شرَّاً!
- حكومة الذهبي -خصخصت- حتى -تخصخصت-!
- -ثقافة قضائية- مستمدَّدة من -الأمِّية الديمقراطية-!
- تسع سنوات من حرب -بن بوش بن لادن-!


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - نحو حل -الدولتين الفلسطينيتين- للنزاع بين الفلسطينيين!