أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - تسع سنوات من حرب -بن بوش بن لادن-!















المزيد.....

تسع سنوات من حرب -بن بوش بن لادن-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2765 - 2009 / 9 / 10 - 11:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


11 أيلول 2001، أهو الحدث الجلل الذي صنع التاريخ، وجعل "القصور الذاتي" للعالم ينتفض، فيتسارع سيره، وينحني مساره، أم هو "التوقيت" ليس إلاَّ؟
إنَّه "الحدث الجلل"؛ فهذا هو ما تضافرت جهود إدارة الرئيس بوش وتنظيم "القاعدة" على إقناع الناس والعالم به، وكأنَّ للطرفين مصلحة مشتركة في جعل تلك "الحبَّة" في حجم "قُبَّة". أقول هذا وأنا أعلم أنَّ هناك من ذوي الرؤية السياسية "الثاقبة" مَنْ سيهبُّ معترِضاً، ومُسخِّفاً لهذا "التهوين" و"التصغير".. و"التبسيط".
إنَّني لم أرَ (ولن أرى) في هذا "الحدث الجلل" غير تدمير وانهيار بنايتين ضخمتين، أو برجين؛ وما زلت أرى في بنائهما من العبقرية الهندسية والمعمارية ما يفوق أضعافاً مضاعفةً "عبقرية التدمير والإرهاب"، التي أظهرها ضربهما، وتدميرهما، وانهيارهما.
تسع سنوات انقضت على "11 أيلول (2001)"، الذي أراد له "ضحاياه" أن يَظْهَر للعالم في صورة "الخَطْب الجَلَل"، أو "القارعة"، أي "يوم القيامة".
في ذلك اليوم، اصطدمت طائرتين مخطوفتين ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، فقُتِل أكثر من 2700 شخص، ثمَّ انهار البرجان؛ وتحطَّمت طائرة ثالثة مخطوفة في بنسلفانيا فقُتِل نحو 40 شخصا؛ واصطدمت طائرة مخطوفة رابعة بمبنى "البنتاغون"، في واشنطن، فقُتِل 184 شخصا.
هذا هو الحدث في حجمه وأصله الواقعيين، والذي فيه من المجاهيل والألغاز، لجهة كيفية حدوثه، ما يَجْعَل كل اعتقاد بمعرفة حقائقه كاملة ضربا من الوهم؛ أمَّا "الصورة"، التي قضت مصالح "الضحايا" بأن يَظْهَر فيها، ففيها إفراط في التضخيم والتكبير والمغالاة، وتفريط في الحقيقة والواقع.
لقد وقع "11 أيلول" إذ "قرَّر" مُعِدُّو خُطط "الحرب على الإرهاب" أن يَقَع، فـ "كلمة السر" كانت "دَعْهُم يمرُّون.. دَعْهُم يُنفِّذون"، فإنَّ من الحماقة بمكان أن يُفْهَم "11 أيلول" ويُفسَّر على غير حقيقته.. حقيقة أنَّ فيه من المصالح والأهداف الإمبريالية للولايات المتحدة، في عهد إدارة الرئيس بوش، ما يدعونا إلى أن نفهم ونفسِّر "غزوتي نيويورك وواشنطن" على أنَّهما السهم الذي رمى به الشيخ أسامة بن لادن الولايات المتحدة؛ وما رمى إذ رمى ولكن بوش رمى.
وإنَّ من الصعوبة بمكان أن تُقْنِع أسامة بن لادن مع تنظيمه ومناصريه الذين عميت أبصارهم وبصائرهم بأنَّ "11 أيلول" لم يكن من تخطيطه وتدبيره من ألفه حتى يائه، فكل ما بين يديه من حقائق يَحْمِله على الاعتقاد بأن لا شريك له في هذا "العمل البطولي"، وكأنَّ "اليد الخفية" لا وجود لها؛ لأنَّه لم يرها فحسب!
كانوا على عِلْمٍ بما يُخَطَّط له، فَلِمَ لا يسعون، من وراء حجاب، في تذليل العقبات من الطريق إلى "التنفيذ" الذي يشبه ريحا تجري بما تشتهي سفينتهم؟!
وكيف لا يكونون على عَلْمٍ وهُم الذين صنعوا "الشيخ" و"قاعدته" ليكونا لهم سلاحا في حربهم على الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، ولديهم، بالتالي، في داخل هذا "التنظيم" من العيون والآذان ما يكفي لجَعْلِهم يرون ويسمعون ما يهمهم رؤيته وسماعه؟!
أقول ذلك وأنا مُحْسِنٌ الظن بـ "الشيخ" نفسه، مُفضِّلاً النظر إليه على أنَّه الصديق وقد انقلب إلى عدو.
وبما يتَّفِق مع حُسْن الظنِّ هذا أرى أنَّ الشيخ أسامة بن لادن كان بالنسبة إلى إدارة الرئيس بوش مع ما تُمثِّله من مصالح وأهداف إمبريالية للولايات المتحدة العدو الذي ليس كمثله عدو، فعداؤه لها هو في محتوى وشكل وطريقة يَجْعَل منه خير حليف موضوعي لها، فهو لم يعادِها إلا على نحو يَجْعَل منه عدواً لدودا لكل أعدائها الحقيقيين، الذين هُم الضحية الكبرى لتلك "الحرب الواحدة"، أي "الإرهاب.. والحرب عليه".
ينبغي لنا أن نبادِل الولايات المتحدة عداءً بعداء؛ ولكن ليس في طريقة بن لادن، ففي طريقته، وبها، إنَّما ننجح فحسب في أن نصبح أعداء لأنفسنا.. لمصالحنا وحقوقنا (القومية والديمقراطية) وقضايانا، وفي تمكين الولايات المتحدة وإسرائيل مِنَّا، وفي إطالة العمر السياسي لحكومات تشبه "أحصنة طروادة" لجهة علاقتها بتمرير نفوذ الأعداء إلى مجتمعاتنا.
تسع سنوات انقضت فلم نرَ في هذا المدى الزمني إلاَّ ما يقيم الدليل على أنَّ هذا الذي حدث ليس بالحدث الذي يمكن أن يُثنَّى ويُثلَّث..، وكأنَّ الذي فعلها ليس هو ذاته الذي توعَّد، غير مرَّة، بتثنية وتثليث.. "العقوبة"، فَلِمَ يتذكَّر "المسحورون"، أي أنصار "القاعدة"، ذلك "النجاح"، ويضربون صفحاً عن هذا "الفشل"؟!
إنَّنا نشترك مع بن لادن (والظواهري) في رؤية الشيء نفسه؛ ولكننا ما أن نسعى في التفسير والتعليل حتى نصبح في "فسطاطين" متباعدين متنابذين؛ فكلانا رأى جيش بوش وهو يغزو أفغانستان، ثمَّ العراق.
ولكنَّ "القاعدة"، التي أعْجَزَها حُبُّ "التديين" للسياسة عن فهم وتفسير وتعليل الحدث السياسي من داخل السياسة ذاتها، لم ترَ في حروب بوش، التي حضَّه عليها "إله النفط" المتلفع بالعداء للإرهاب ولسلاح الدمار الشامل في يد صدام حسين، إلاَّ حرب دين ضد دين، وانتصاراً للصليب، وكأنَّ القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم لا تشتقُّ سياستها من المصالح الدنيوية، وإنَّما من المبادئ السماوية (الدينية).
وبوش نفسه لم يكن ضدَّ هذا "الخطاب القاعدي"، في ضلاله وتضليله السياسيين؛ ولقد جاؤوا لسياسته (الدنيوية النفطية الإمبريالية) بمشعوذين دينيين مضادين، لعلَّ تصوير حروبه في أفغانستان والعراق على أنَّها انتصار للصليب يجتذب إليها التأييد الشعبي، فـ "الحروب اللصوصية" تفشل إذا ما ظهرت في حقيقتها العارية (من كل عصبية معمية للأبصار والبصائر).
وبسبب تناقض المصالح الإمبريالية نفسها للولايات المتحدة رأيْنا سياسة إدارة الرئيس بوش متناقضة، فتارةً ظهرت لنا على أنَّها مشحونة بالعداء للإسلام، وطوراً ظهرت لنا على أنَّها متصالحة مع الإسلام "الحقيقي".
لقد جاهدت "القاعدة" في غير مكان، وأبدت مزيداً من الرغبة في الجهاد؛ أمَّا في فلسطين فَلَمْ نرَ من عدائها لمغتصبيها اليهود إلاَّ ما يؤكِّد لفظيته وزيفه، فأين هو العمل العسكري الكبير الذي قامت به "القاعدة" في فلسطين ضدَّ إسرائيل؟!
إنَّ بن لادن والظواهري، مع "قاعدتهما"، لا يمكن فهمهما على حقيقتهما (التي ما زالت محجوبة عن أبصار وبصائر كثير من السُّذَّج عندنا) إلاَّ بوصفهما علامتي استفهام وتعجُّب كبيرتين!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ظاهرة-.. في مؤسَّساتنا!
- خيار -الدولة الواحدة-!
- ليبرمان يقود من الحبشة -حرب المياه- ضدَّ مصر!
- اعْرَف حقوقكَ!
- ثالوث الفساد الاقتصادي البنيوي!
- -دولة الأمر الواقع-.. معنى ومبنى!
- عشاء في -السفارة في العمارة-!
- المقرحي أُفْرِج عنه.. و-الحقيقة- ظلَّت سجينة!
- -الأوتوقراطية التجارية-.. في رمضان!
- جمهوريات -العائلة المقدَّسة-!
- نساؤنا في عهدهن -السيداوي-!
- رمضان على الأبواب.. فَلْتُشْعِلوا نار الغلاء!
- فلسطين لن تكون -إمارة رفح- ولا -إمارة أندورا-!
- الأمير الشهيد الشيخ عبد اللطيف موسى!
- إنَّه قانون شهريار وسايكس وبيكو!
- نماذج نووية جديدة أربعة
- في -الأجندة الخاصة- وأصحابها!
- سنة على موت -هوميروس فلسطين-!
- العبوس.. عربياً!
- موت -الخبر-.. في الجريدة اليومية!


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - تسع سنوات من حرب -بن بوش بن لادن-!