أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باسل ديوب - بين الرئيسين السوري والمصري















المزيد.....

بين الرئيسين السوري والمصري


باسل ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 850 - 2004 / 5 / 31 - 08:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قال الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقاءه وفداً صحفياً أمريكياً، وحسبما نقلت الأسوشييتد برس: أنه يرى يوماً ما لا يكون فيه رئيساً ،وأنه قال عندما أشعر أنني لن أقدم شيئاً لوطني سأرحل، وحول إجراء انتخابات حرة في سورية أجاب سنقوم بالتغيير... لا يزال أمامنا طريق طويل.
الملخص الذي نشرته الحياة لكلام الرئيس بشار يعبر عن نفس جديد غير سائد لدى الرؤساء العرب بمعظمهم، الأشبه بملوك، فالرئيس السوري ينظر للرئاسة بمنظار مختلف وإن ارتبط موضوع الاستمرار بقدرته على التقديم،
وكأن لسان حال الرئيس يقول لدي برنامج إصلاحي طويل المدى كحاجة وطنية ملحة لنقل سورية (لبر الأمان) نهائياً على المستوى الداخلي، وتطوير النظام السياسي وتداول السلطة والحريات العامة، لكن الطريق طويل جداً ومحفوف بالمخاطر.
من التجني النظر إلى تصريح الرئيس ككلام الليل يمحوه النهار، أو أن الزمن كفيل بالنسيان أو أن هذا الكلام للاستهلاك الخارجي، فالكلام بحد ذاته جديد، ولم يسمع في سورية من قبل، ويشف عن توجه إصلاحي حقيقي للمواطنين تساؤل مشروع حول بطئه وتعثره وافتقاد حامله الواسع نسبياً،
في نفس الوقت، وفي جهة أخرى من جهات العروبة المترنحة، يزل لسان الرئيس المصري حسني مبارك، وغلطة الشاطر بألف، فبعد أن أكل عمره الزمني والرئاسي الذي يعادل عمر ثلاثة رؤساء أمريكيين وحوالي العشرة وزارات إسرائيلية،
يود اللقاء كل عام بالمعلمين في المدينة التي حملت اسمه كأي طاغية في دولة شمولية (مدينة مبارك للتعليم) دون أن يرف له جفن، وهو يدشن واحد من مئات المنشآت العامة المملوكة للشعب المصري وكلها تحمل اسمه، عفوية الرئيس المصري لذيذة، وهي لا تنبع من نيته في الاستمرار في حكم مصر فحسب، بل من تما هٍ ابتلينا به عربياً بين الحاكم والوطن ببشره وحجره، حيث لا يتخيل الحاكم العربي نفسه إلا مخلداً على كرسيه، وترتعد فرائصه عند أي منافسة،
ويصفي خصومه الحقيقيين والمفترضين جسدياً كالسادات وصدام أو سياسياً كحسني مبارك الذي أبعد عمرو موسى إلى جامعة الدول العربية عندما استشعر خطره، بعد الصعود الصاروخي لشعبية عمرو موسى، نتيجة مواقفه من الانتفاضة الفلسطينية التي تجاوز فيها، الظهور الرث لمبارك وانحشاره في زاوية الغضب الشعبي المصري والعربي العارم.
قد يكون الرئيس مبارك أدرك صعوبة استمرار الرئاسة في ذريته من بعده، ونعني بالأخص ابنه جمال الذي صعد صاروخياً في الحزب الوطني الحاكم (ليس قائداً للدولة والمجتمع لكنه يفوز بأكثر من 90% من المقاعد !!!)
بالمقابل نرى (نظرياً ) في سورية التي لا تعرف تداول السلطة الذي لا معنى له في بلدان الفوات الحضاري والديمقراطي، أحزاباً ومستقلين تحصل على أضعاف ما تحصل عليه المعارضة ، وفي حال انتخابات حرة كما وعد الرئيس بشار مستقبلاً ستتجاوز الديمقراطية السورية ، السقف المصري الذي تحلم به المعارضة السورية .
إن نجاح الرئيس السوري في تجسيد ما قاله يجعله يقطع حبل السرة مع الإرث العربي الممتد منذ1400عام.
هذا هو الداء العربي الذي، انتقلت مصر من نظام الحزب الواحد، الاتحاد الاشتراكي زمن عبد الناصر إلى التعددية (المنضبطة) زمن كامب ديفيد الذي استشرى فيه القمع حتى غدا الصيت لعبد الناصر والفعل للسادات ومبارك، الأمر لم يتغير سوى اشتداد القمع وتمكنه من أدوات جديدة ووسائل تضليل أكثر، تتناسب مع مع اقتصاد السوق والاستسلام أمام العدو الصهيوني، حيث يجب ترك متنفسات هنا وهناك للمواطنين والقوى السياسية درءاً للانفجار والدعوات الثورية.
أجاب مبارك حول سؤال احتمال ترشيح نفسه لولاية خامسة بأنه سيحسم الأمر قبل حلول موعد الاستفتاء على الرئاسة، وإن لم يأت حسم مبارك قبل الموعد فمتى يأتي إذن !!! بعده!!!
بين طرحي الرئيسين وعقليتيهما تعيش أمة منكوبة ومنكودة بأنظمة الحكم ،وتشكل السلطة لغزاً محيراً فعلى امتداد تاريخنا لم نتمكن من قوننة مؤسسة الحكم والالتزام بهذا القانون، دوماً كان الاحتكام للغلبة وقوة الشوكة دخلنا الألفية الثالثة وما يزال الحاكم العربي لا يغادر قصره إلا للمنفى أو المدفن، ولا يحمل من الشرعية إلا الأمر الواقع، ولا يستوعب من مفهوم الدولة الحديثة إلا الشكل الذي لا يلتزم به حتى،
أما تداول السلطة والانتخابات النزيهة والحريات والديمقراطية فكل هذا مؤجل عربياً.
والأمر لا يتعلق بما تثيره أمريكا اليوم ضد النظام الرسمي العربي، فهي ولا شك ألقت حجراً كبيراً في المستنقع العربي، لكنها بنفس الوقت تعرقل الإصلاح الحقيقي، وإذا سلمنا بحسن النية لدى طغاة العالم فإن ردود الأفعال الشعبية على الطروحات الأمريكية الرافضة لمبدأ الإصلاح على الطريقة الأمريكية، والمتنبهة لأحابيل الأمريكيين وزيفهم أكثر من نخب الأمة المتمدقرطين حديثاً، تنبىء بفشل المشروع الأمريكي وتحتم على من يراهن على الخارج أن يعيد حساباته،
فالتضليل الأمريكي لم يمر على رجل الشارع العربي، ويمكن لنا أن نفند ببساطة الزيف الأمريكي الذي تردده ألسنة ببغاوات ديماغوجيين من أن المنطقة تفرخ الإرهاب بسبب أنظمة الحكم الغير ديمقراطية،
وقد تأذت أمريكا جراء ذلك في 11أيلول وهي الآن بصدد تجفيف منابع الإرهاب العربية، ليس من أجلنا وإنما ليحموا بلادهم !!!!!!!!!!!!!!!
هذا الكلام غث جداً، وسمينه لا يشكل أكثر من عشرِ عشر الحقيقة فقط ونلخصها، الديكتاتورية تساهم في التطرف هذه حقيقة ونورد أعشاراً أخرى للحقيقة،
منها سوء توزيع الدخل الوطني في كل بلد ،الماضي الاستعماري البغيض ،جهود المخابرات الأمريكية وغيرها،فشل التنمية بسبب النهب الرأسمالي ، القضية الفلسطينية والعراقية الآن التي تغذي شعور المهانة والانكسار للمسلم، ثم إن الإرهاب تكتوي بناره الشعوب العربية والمسلمة وما حدث في نيويورك لم يتكرر بعدها ولو بطلقة نارية واحدة فهل قام مسلمون بذلك حقاً ؟؟!!!
وماذا عن (الارهاب) اليساري والقومي في غير مكان في الأرض هل سببه غياب الديمقراطية، ولماذا تحولت الديمقراطية إلى المصباح السحري الذي يحل كل شيء ، الديمقراطية على البرنامج الأمريكي كلمة حق يراد بها باطل والديمقراطية التي نحتاجها ستكون الضحية ،
ولننظر إلى النموذج البحريني الذي يتغنى به البعض ويشيد به بوش ، أليست الديمقراطية التي سادت قبل العام 1972 وانقلب عليها الأمير بأفضل بكثير مما يمن به المملوك الجديد، ويصرعنا به بوش ، ما معنى الانتخابات والديمقراطية بوجود مجلسين أحدهما معين من الملك والثاني يمكن له حله بأي لحظة ،
إن الأمر لا يتعدى بويا وورنيش وتلميع فاشل لأنظمة حكم عميلة منخورة ، المغرب مثلاً أجريت فيه (إصلاحات) حولت اليسار المعارض بشدة للملكية وإمارة المؤمنين تاريخياً إلى كلب حراسة لحماية الملكية ومواجهة التيار الإسلامي وبغير هذا المقلب لا يمكن لمملوك المغرب الاستمرار بنظام أكل الزمان عليه وشرب ، يتغنى المملوك بسيره في شوارع باريس بلا حراسة مرتدياً بنطال جينز وسترة جلدية ، لكنه في بلاده أمير المؤمنين الذي ينحني الجميع ليقبل يده، أية ديمقراطية مرضي عليها من بوش مع ولد تُقبل يداه ،ويتواضع في القمة العربية ليقول مخاطباً أمة تعدادها 300مليون مسكين ( سيادتنا تؤكد وقوف المغرب إلى......................)

كم سيسخر المواطن الأوروبي منا ومن ديمقراطياتنا عندما يسمع محمد السادس يلهج بهذا الكلام ،
عندما تتحول الديمقراطية إلى شعار أيا كانت الجهة التي ترفعه فعلى الديمقراطية السلام،والمطلوب النضال من أجل توطين الديمقراطية في العقل والأرض العربية ، بالتوازي مع البرامج السياسية التي تتطلب مراجعة شاملة لها و التي ما عاد يتكلم بها أحد، بعد الهزائم المرة التي لحقت باليسار والتيار القومي العربي،
الديمقراطية مطلب موازي لمطلب الدفاع عن الأوطان والتوزيع العادل للدخل القومي ، وحل مشكلة التأخر وفواتنا الحضاري الهائل.



#باسل_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق الليلة الأولى وعرس الدم العراقي
- فصل طلبة جامعة حلب السبعة أما آن الآوان لطي هذه الصفحة ؟؟؟
- رد مبكّر على رسالة متأخرة
- الاستعصاء الديمقراطي العربي
- أحداث الجزيرة في لقاء الرئيس بشار الأسد مع قناة الجزيرة
- الديمقراطية الرأسمالية على حقيقتها التعذيب في سجون العدو الأ ...
- المقصف الطلابي المركزي في جامعة حلب من الديمقراطية المركزية ...
- تـــحية للفلوجيين الأمريكيون لم يجلسوا على صفيح عراقي ساخن ب ...
- الاتحاد الوطني لطلبة سورية منظمة نقابية أم مؤسسة أمنية؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باسل ديوب - بين الرئيسين السوري والمصري