أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - عندما يخرج اليسار من مساره !















المزيد.....

عندما يخرج اليسار من مساره !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2789 - 2009 / 10 / 4 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا مسار امامه غير اليمين ، ومثلما قال نزار قباني في الحب واللا حب ـ لا توجد منطقة وسطى ما بين الجنة والنار ـ الوسط الوحيد بين اليسار واليمين هو الواو ، وفيها ما فيها من قناطر التلاقي لاطراف القطبين المتطرفين ، ساق هنا وساق هناك وظل لفتحتيهما يخيم على الجانبين المتلاصقين ، هذا هو الوسط الوسيط ، وسط لا تحسب اتجاهاته ايضا الا اذا قلنا يسار الوسط او يمينه !
قرأت مقالة غاية بالروعة للكاتب الاستاذ والزميل العزيز صباح علي الشاهر في موقع ثوابتنا " ليس ـ اليسارـ يسار القاعة " اثار لدي الكثير من الشجون والتساؤلات العميقة ، وهو ان لم يفعل ذلك كعادته لما بقي متميزا بما هو فيه من روح يسارية متدفقة ، تجلي نفسها بنفسها وكانها من نسيج كاشاني يتألق كلما عتق ، يقول في واحدة من مقاطع المقالة : قضية الوطن بالنسبة لليسار ـ قدس الاقداس ـ ، ليس لان الوطن جغرافية فقط ولا تاريخ فقط وليس لانه بيتنا الذي يضمنا جميعا وليس لان حريتنا ترتبط بحريته وعبوديتنا ترتبط بعبوديته وليس لان بقوته قوتنا وبعزته عزتنا ليس هذا فقط وانما لان مصالح الناس الذين يدافع عنهم اليسار ترتبط بهذا الوطن . . " ، تؤشرالمقالة على مفصل قاطع من مفاصل حالة اليسار العراقي قبيل وبعيد الاحتلال ، اجتماع لندن الذي حضره السواد الاعظم من اليسار العراقي المتهافت ليؤسس مع المعتقين في خدمة الانظمة الرجعية والطائفيين والعنصريين برعاية وعناية موظفي مخابرات زعيمة الامبريالية في العالم ، لتتم البيعة لعملية ذبح العراق وعلى قبلة البيت الابيض وكان البيع المبدئي علنيا اما تفاصيله فبقيت ملكا صرفا للمشتري الذي كان ينتظراعلانا بمباركة ـ الجميع ـ لاقتحام الدار بما فيها ومن ثم يقررهو وبحسب الوضع الميداني الكيفية التي سيكون عليها وضع العراق !
مقالة الشاهر تصرخ معلنة ان هناك يسار وطني واخر باع وطنه ، يسار يرفض الحرب على العراق في السر والعلن ويرفض احتلاله ويرفض التعامل مع المحتلين ويدعو لمقاومتهم ، واخر سار مع السائرين من جماعة اجتماع لندن وتعامل مع الاحتلال ودعا لمهادنته بل وراح يبرر لمواقف من اعلن تاييده للحرب والاحتلال وكل تداعياتهما ، حتى انفضح انخراطه الكلي على قاعدة حشر مع الناس عيد !
مقالة الشاهر تستنتج ، ان اليسارية ليست صفة ابدية تلتصق بهذا الشخص او ذاك ، بهذا الحزب اوذاك ، انها بكل بساطة ممارسة نهج يتصف باليسارية ولا يتناقض معها بحيث لا تبدو الصفة غير متطابقة مع الموصوف .. من كان يساريا بالامس قد يكون اليوم يمينيا والعكس صحيح !
نعم اليسارية ليست ثوب تلبسه او ديباجة تحفظها ، انها مواقف وممارسات ترتقي بنفسها لمستوى النهج المتكامل والذي لا يميزه في الجوهر غير انحيازه لمصالح الاغلبية الطبقية المقهورة في مجتمعها اي انه تعبير عن تطلعات الطبقات الدنيا بالضد من سياسات وانظمة الطبقات العليا التي تتبلور مناهجها وباتجاه معاكس هو اليمين ، فاليسار الحقيقي غير المدعي هو عدو طبقي وسياسي لليمين الذي يدعو للمحافظة على سيادة نهجه في السلطة وتابيدها على حساب المصالح الحقيقية للاغلبية الداعية للعدالة الاجتماعية ونظام متوازن يكفل للجميع الحد لادنى من الحياة التي تليق بالانسان اي انسان كان في المجتمع من الغفير الى الوزير !
ان من تطبيقات ما ذهبنا اليه هو ضرورة تمييز اليسار المتحول الى اليمين والذي مازال متشبثا بيافطته للتضليل ، وذلك بفضحه حتى في بطلان مضامين رايته المرفوعة زورا وبهتانا ، فليس كل من حمل اللواء الاحمر مثلا صار شيوعيا ، فلا يليق بحملة الوجوه المتناقضة غير وصمة الانتهازية تمييزا لها عن اليسار الحقيقي الذي لا يحتاج الى زوائد جديدة لتمييزه ، لانه لا وجود لاي يسار خارج نطاق الوطنية الحقة ، فهذا يوسف سلمان يوسف ـ فهد ـ يقول ما معناه ، كنت وطنيا وعندما اصبحت شيوعيا ازداد وطنيتي قوة ، ويقول اخر الشيوعية اعلى درجات الوطنية لان الوطنية الحقة لا تناقض الاممية الحقة !
التطبيق الاخر هو ضرورة وحدة القوى اليسارية الاصيلة في العراق ومحاصرة انتهازيي اليسار والتصدي للحلف المتكالب من الاعداء الطبقيين والسياسيين لشعبنا وقواه الحية ومن الاحتلال المباشر وغير المباشر للمستعمرين الجدد وبشكل استثنائي لان الخراب معمم وبشكل استثنائي ايضا !
من التطبيقات المهمة ايضا حتمية وجود برنامج واضح وعملي لليسار العراقي ليكون مشروعا للنهوض الوطني الشامل ، فمهمات ملحة مثل التحررالكامل والانقاذ الذي لا يقبل التاخيرواعادة البناء والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ستكون مضادات حيوية بوجه جراثيم الطائفية والعنصرية والانتهازية والتبعية السائدة في عراقنا المنكوب !
اما انتهازيي اليسار فهم يعرون انفسهم بانفسهم عندما يواصلون السير كالذيول خلف الطائفيين والعنصريين والليبراليين الممسوخين املا بالحصول على لقمة هنا اوهناك ، وشعبنا ممثلا بقواه الحية يمهل ولا يهمل ، فلا مستقبل للمتخاذلين والفسدة والمتحاصصين حكم العراق مع المحتل الامريكي !

في الختام تبقى تراودني تساؤلات يثيرها هكذا تناول ، ومنها : هل ستكون ولادة يسار عراقي موحد ومتحرر من الانتهازية اسيرة لتكامل الذاتي والموضوعي من العوامل ؟
هل تقدم العامل الذاتي والارادوي سيساهم بالحسم في تسريع نضج العوامل الموضوعية ؟
هل انهيار اليسار الانتهازي المتلاحق في الميدان يسرع من الولادة الجديدة ام ان التصدي وبقوة لنهجه ورموزه سيساعد على انهياره وبالتالي انبثاق يسار اصيل بوطنيته وامميته وفاعل وموحد ؟

اتذكر ايام الحرب الامريكية على العراق كيف تضامنت شعوب العالم ومنظماتها الحرة الى جانب كل حركات اليسار مع شعبنا وكيف انها استشعرت عمق المخاطر التي ستحيق به ، واتذكر كيف كان التماثل بين وطنيي العراق وهذه الحركات وعلى مستوى العالم اجمع ، واتذكر ايضا الانزعاج الواضح الذي تميزت به وجوه رموز اليسار الانتهازي العراقي من عمق ومبدئية هذا التضامن الاممي النزيه ومدى الاحراج الذي اصابهم نتيجة وضوح الرؤية الاممية للشعوب المناهضة للامبريالية وتغولها وتلاحمها مع وطنية اليساريين العراقيين الاصلاء المناهضين للحرب والاحتلال ، ثم عزلة اليسار الانتهازي عن اي تحالف اممي يساري او حقوقي انساني !






#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاجعة العراق اعظم واشمل من فاجعة الحسين واهله فبمن نعزي ؟
- انتخب وعيش حياتك !
- الشخصية الانتخابية العراقية نماذج ملموسة !
- فلوجة الرصافي تفاخر بقصائده وكانها تقال اليوم !
- ها أنا حر ووطني اسير كذبوا وصدق منتظر !
- وصية عبد العزيز الحكيم حجة عليه !
- العراق الجديد والدراما التلفزيونية !
- هل تعلمت امريكا من درس 11 سبتمبر ؟
- حكومة المالكي مصابة بامراض نفسية الاسقاط والتقمص !
- في عراق اليوم يقتلون القتيل ويمشون بجنازته !
- أسئلة من صميم علمانيتنا - اي من صميم دنيانا-!
- انتقاد اسرائيل جريمة بحق السماء !
- تنتخبني لو افجرك ؟
- قناع الدين سوف لن يستر العورات الفاضحة لاصحابه !
- الفكرة المقلوبة عند العزيز شامل عن التطورالاجتماعي وعوائقه !
- ليس من الشرف الاساءة للعزل في معسكر اشرف !
- هذه المرة مراوغة وزوغان ياشامل !
- انتخابات السيد مأمونة ومضمونة!
- العنوان ليس واضحا ويحتاج الى تفصيل يا شامل !
- علمان ونشيدان لبلاد ضاع علمها ونشيدها !


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - عندما يخرج اليسار من مساره !