أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عصام عبدالله - كراهية الغرب














المزيد.....

كراهية الغرب


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 11:58
المحور: حقوق الانسان
    


أول من رفع شعار " الجوع هو حرب " المستشار الألماني الراحل " فيلي برانت " ( 1913 – 1992 ) ، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1971 تقديرا لسياسته نحو الشرق ، ‏وقد تنبأ بأن الصراع بين الشرق والغرب سيتحول الي صراع بين الشمال الغني والجنوب الفقير‏، وطالب مبكرا بنظام اقتصادي عالمي جديد‏ ، يقوم علي مبدأ العدالة بين الأغنياء والفقراء‏,‏ كما طالب ب" سياسة داخلية للعالم " ، وبمشروع " مارشال " جديد لدول الجنوب الفقير .

هذا الشعار وتلك الدعوة ، هما محور كتاب " كراهية الغرب " لعالم الاجتماع السويسري " جان تسيجلر " الذي نال عنه مؤخرا جائزة حقوق الإنسان العالمية في فرع الأدب . وتسيجلر هو أحد أصحاب الضمائر الحية في الغرب اليوم ، وكتاباته وتصريحاته هي الأكثر إثارة للجدل في وسائل الإعلام ، فقد وصف أزمة الغذاء التي يعاني منها العديد من سكان العالم بانها عملية " قتل جماعي بصمت " و" جريمة في حق الإنسانية " ، مؤكدا أن المنظمات الدولية مسئولة عن انتشار المجاعات في العالم وتلوث البيئة وتغيير المناخ ، حيث تسعي إلي تحقيق الأرباح والمكاسب المادية بكل الطرق الممكنة ، عن طريق زيادة انتاج الوقود الحيوي بالتزامن مع نشر " المخاوف الإنسانية " .

المصداقية في كلام " تسيجلر " لا تعود فقط إلي كونه أكاديمي مخضرم ، وإنما لأنه يعمل أساسا داخل هذه المنظمات الدولية ، فقد شغل منصب ( ممثل الأمم المتحدة الخاص لحقوق الغذاء ) ، وهو يعمل حاليا مستشارا لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة .
تسيجلر يشن اليوم حملة كبيرة ضد الضجة المبالغ فيها بالنسبة ( لإنفلونزا الخنازير ) ، مشيرا إلي أن أنفلونزا الخنازير التي تنتشر بشكل مستمر ، تستغل على حساب فقراء العالم . وأن المخاوف التي تثيرها منظمة الصحة العالمية لا تتناسب مع حجم المشكلة الحقيقي ، قائلا : ربما توفي نحو عشرة آلاف شخصا خلال الشهور الماضية ، من إجمالي 6 مليار نسمة أو يزيد ، هي تعداد سكان العالم ، بينما يموت 100 ألف شخص يوميا من الجوع وتداعياته المباشرة ، ولا تحرك المنظمات الدولية ساكنا !
ويضيف :" ليست هناك مؤتمرات صحفية عن هؤلاء البؤساء ولا استنفار دولي من أجلهم ، في حين أن منظمة الصحة العالمية تدعو وسائل الإعلام يوميا لمقرها الرئيسي في جنيف لإطلاعها على آخر المستجدات الخاصة بأنفلونزا الخنازير.. عندما يتعلق الأمر بالكبار فإن الضمير العالمي يهتز.. إن هذا يدل على العمى الذي أصابنا وعلى برود عواطفنا المتدني للغاية و تهكمنا من الواقع"

في كتابه الجديد " كراهية الغرب " ، يشكك " تسيجلر " في وجود السلام الكوني علي المدي القريب ، فالبلدان الفقيرة هي التي تعاني من الأزمة المالية العالمية بشكل خاص ، مما يؤدي إلي تنامي الجوع والبؤس والفقر ، وبالتالي " الكراهية " .
ويفرق تسيجلر في كتابه بين نوعين من الكراهية ، محذرا الغرب من خطورة التعميم ، ويري ضرورة التمييز الواعي بين كراهية الجماعات المتطرفة التي يصفها بالإجرامية ، وبين كراهية الفقراء الذين يعيشون ذلك التباين ويشعرون باليأس . وبرأيه أن تنظيم القاعدة والسلفيون والجهاديون وغيرهم ، حركات متطرفة واجرامية ولا تؤثر في مجتمعاتها ، وبالتالي لا يمكن اعتبارها حركات اجتماعية .
وهو يعتبر ان جوهر " الكره المرضي " لهذه الجماعات المتطرفة تمثل في أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 ، وهو " الكره الأعمي " الذي يتحتم علينا جميعا مجابهته . ولكن هناك نوع آخر من الكراهية النابعة من " العقل " ، وهذا النوع نجده ، علي سبيل المثال ، في الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة مع الهنود الحمر خلال القرون الخمسة الماضية . ان هذا الماضي الكريه مايزال يولد مشاعر العار لدي بعض الأمريكيين ، وهو ما يعطي الأمل في تحقيق نوعا من التصالح بين الأمريكيين والهنود الحمر في المستقبل .
أما الرأسمالية العالمية الراهنة التي يصفها تسيجلر ب" المتوحشة " فلم يتم ترويضها بعد ، وبالتالي فإننا نعيش في عالم ( الفوضي الخارقة ) ، حيث يعاني نحو " مليار " انسان من الجوع ، وهنا مكمن " كراهية الغرب " الحقيقية التي ستدمر السلام العالمي .
ورغم هذه الصورة القاتمة ، فإن الأمل يتولد في نفس القارئ مع الصفحات الأخيرة من هذا الكتاب ، التي تشير بقوة إلي أن الجنوب سيلعب دورا حاسما في مستقبل العالم ، الذي يأمل تسيجلر ( ونحن معه ) أن تسوده العدالة ، كما حلم المستشار الألماني " فيلي برانت " أيضا .




#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسامح في الأديان ، وبينها
- خان الخليلي
- وجها لوجه وليس كتفا بكتف
- أطياف دريدا بالبحرين
- حتي لا نخسر - ذاتنا - السياسية
- يا أصدقائي ، لم يعد هناك صديق !
- النووي ، إلي أين يتجه بالمنطقة ؟
- جريمة إبراهيم عيسي !
- تحديات الليبرالية في العالم العربي
- هل بدأت الألفية الثالثة عام 1968 ؟
- تديين الشرق الأوسط .. إلي أين ؟
- الشخصية المصرية المعاصرة
- آليات الشخصية المصرية
- للصبر حدود .. وللتسامح أيضا
- الفوضي أم الاستبداد ، قدر المنطقة ؟
- الجغرافيا بين السياسة والثقافة
- شهادة المرأة في حقوق الإنسان
- 2008 .. عام المنع والممانعة
- في الثورة والفورة
- أدب المنفي ، أو الحضور الغياب


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عصام عبدالله - كراهية الغرب