أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - أعيدي خَلقي من جديد














المزيد.....

أعيدي خَلقي من جديد


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2779 - 2009 / 9 / 24 - 19:29
المحور: حقوق الانسان
    


يا آلهتي أريدُ منك أن تأخذيني ساعة واحدة بين يديك لعلي أموتُ فتحييني أنفاسك من جديد حين ينقطعَ عني الأوكسجين فتضعين فمك الطيب على فمي الميتُ وتنفخين في فمي روحك وأنفاسك فترتدُ إليّ أنفاسي من أنفاسك وروحي من روحك , يا آلهة الخلق إني الآن أحتضر بين يديك فدعيني أموتُ لكي تُحييني أنفاسك الملتهبة مثل شجرة عيد الميلاد ومثل قصة الخلق الحديثة.


موقفي صعبٌ جداً ومحرجٌ للغاية أريد فقط لساعة أو لساعتين أن أموتَ وأحيا من جديد , أريدُ أن أخلق من جديد بلا ذاكرة , أريدُ أن أكتب سيرتي الذاتية وأن أخالف نفسي وأن أصحح أخطائي أريد أن أرتد بين أحضان آلهة الجمال للحظة , أريُ منها أن تنزع عني ثوبي الذكوري وأن تهديني ثوباً من منزلها أريدها أن تحتضنني ليوم واحد أو لساعة أو لعشرة دقائق فأستعيدُ موضوع خلقي من جديد , أريد ولادة جديدة ليست قيصرية بل أسطوريةً أريدُ أن أموت وأن أحيا من جديد.

فخذوني لأرتمي تحت أقدام الآلهة أنانا لساعتين كما يرتمي البوذيون , هل البوذيين أفضل مني؟ إنهم يرتمون في أحضان الإله وتحت أقدامه , وأنا من حقي أن أرتمي تحت أقدام الآلهة لكي تُعيد مَصنعيتي )من جديد أريد منها أن تعمل لي (سوفت وير )من جديد أو (رستارت) أو (فرمته) على الخالص .

موقفي صعبٌ جداً وهذه ليست قصة حب جديدة ولا قصة حب قديمة ولكنها قصة خلق جديدة أريد أن أذهب للآلهة (أنانا) لكي تعيد رسم تفاصيل جسمي من جديد أريدُ منها أن يكون كل شيء على مقاسها , سعة الصدر أريدها كسعة السماء وسعة السماء كسعة الهواء وسعة الهواء كسعة الضوء الصادر من عينيها المتلونتين بألوان الطيف , صدقوني موقفي صعب جداً وطبيب ُ الولادة والقابلة مهتمون بي اهتماماً بالغاً وأعصابي بلغت حد الغليان أنا الآن فوق المليون فهرنايتي وخدودي أصبحت أكثر لمعاناً وأشواقي أكثر هيماناً وصدري وقلبي أكثر احتراقاً ومن أراد أن يغلي فنجان قهوته فليضعه فوق خاصرتي .

موقفي صعب وآلهتي الجميلة التي علمتني أن أعشق الجمال مشغولة عني ليس هذا اليوم بل هذا العام كله بمشاكل الحريات العامة والمساواة وحقوق الإنسان ومهتمة جداً بالفلبين وبمالطا وبدار فور ونسيتني على أعتاب مقصورتها أرتدي ثياب الخلق.

لكل شيء زي موحد , وللعمليات زي موحد وللولادة زي موحد وللخلق زي موحد , أنا الآن أرتدي الزي الموحد وجميع الآلهة المساعدة قد وقفوا في صمت يحملون المقصات والشفرات والسكاكين ويريدون مني أن أضع يدي على موضع الجرح الأليم الذي إزداد اتساعاً وفتحاً بدوياً تقريباً منذ عام 2005م وحتى اليوم, جرحي كبير وسكاكين الجراحين لاتكفي لبتر مواقع الألم , فألمي كبير ولستُ أدري كم ستتستغرقُ عملية خلقي من جديد؟

بعد قليل ستدخلُ (نانا) كبيرة الآلهة ومعها مساعديها وهم فرقة من القناصين وفرقة أخرى مدججة بالسلاح وفرقة أخرى مدربة على نزعي من ذكوريتي ومصادرة كل ما أملك من ذكوريات قديمة , وأنا مشتاقٌ فغلاً لكي أنزع عن جلدي ذكوريتي مشتاق لألبس ثوباً جديداً من خزانة الخلق فعند الآلهة خزانة خلق كبيرة فيها الألبسة والأمشاط والسشوارات .

موقفي صعبٌ جداً وأصبح ينكشفُ بمرور الأيام والآلام أصبح تزدادُ مع تقدم الأيام .

موقفي صعبٌ جداً وآلهتي مشغولة بخلق الأـرواح الجميلة ودوري لن يأت معها أبداً سأبقى مخلوقاً من الإله , رغم أنني أحبُ أن تعيد لي مكوناتي الأنثوية حين خلقتُ من نهدها ولكنها لم تطعمني منه لا حليباً ولا شاياً ولا حتة نسكفيه أو قهوة أمريكية , أحبُ أن تعيد آلهتي موضوع خلقي من جديد فتخلقني على هيئتها جميلَ القلب وحلو اللسان كلسانها الذي لم أذق طعمه يوماً .

موقفي في قصة الخلق صعب , في البدء كانت الآلهة (نانا) ونانا هنا ليست تعبيراً مجازياً بل هي نفسها (أنانا) ولكنني للتسهيل وللإمالة اخترتُ لها الاسم بدون همزة , واعتبرتُ الموضوع خاص ٌ جداً بيني وبين مكوناتي الجديدة , أنا الآن في مرحلة الولادة الجديدة أو في مرحلة التكوين فأنا لم أنزل بعد من حجرها أو لم أنزل أصابع يدي من على خدودها , آلهتي مشغولة جداً هذا العام ولربما أنها ستعملُ على تأخير خلقي حتى العام القادم.

موقفي يا آلهتي صعبٌ جداً , هذا العام سأعودُ إلى الإله القاسي القلب وسأطلبُ منه إذن مغادرة لأحج إليك في العام القادم فأطفأ نيراني وتحمليني من جديد بين ثناياك أو بين نهديك الأسمران المصنوعان من ألؤلؤ الأسمر, لأول مرة أرى معجزة الآلهة أنانا وأرى أن نهداها خلقتهما بعناية من الؤلؤ الأسمر , أنا ألآن مشغول جداً بمحاولة الكشف والبحث عن مكوناتي الجديدة التي تجعلني مدنياً خالصاً .

صعوبة الموقف في كثير ن الأحيان تجعلني عاجزاً عن الكلام بل وتجعلني حجراً أو جماداً أو أي شيء ليس فيه روح , ووحدها الفكرة حين تأتيني أشعر بأناقتي الداخلية وأنا أنتقي لها الكلمات المعبرة والمحزنة والمضحكة والساخرة , أنتقي لها كلماتي كما تنتقي هي أدوات تجميلها لتجعلها في نظري جميلة جداً , أنتقي لها الصور الشعرية من داخلي كما تنتقي هي العطور التي تضعها على جسدها الناعم والطري بلا شك.

صعوبة الموقف بيني وبين نفسي تجعلني أشعر أنني رجلٌ أبله أو مهبول أو مخبول صعوبة الموقف كانت في كل لحظات حياتي صعبة منذ أن بدأت أمشي على أربعة إلى أن أصبحت أمشي على اثنتين , وسيظل موقفي صعباً حتى حين أمشي على ثلاثة أو أربعة.

العمر قد مضى وها أنا أضعه قدمي على أول درجات نهاية ال 39 وثلاثين سنة عشتها عيشة صعبة ومواقفي كانت في كل الظروف صعبة جداً .
أنا أستحي من نفسي وأستحي من الملاك الأسمر الذي وضع يده على كتفي وأستحي من العصافير التي تمرُ بقربي ولا أشعر بوجودها معي , ذلك أن طائري الجميل قد شغلني عن مملكة الطيور , أنا الآن موقفي صعب جداً أنا بين الحاضر والماضي ولا أنيسٌ يؤنس وحدتي وليس لي شفيع عند أقدام الآلهة , حتى وإن ارتميتُ هذه الصباح تحت أقدام الآلهة غير أنها لم تزل الآلهة مشغولة بمشاكل المجتمع الليبرالي .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شواذ سورة البقرة
- وداعاً يا كتب وداعاً يا حب
- ملك النحاة
- نهب النساء(تبادل النساء)
- يلعن أبوها من عيشه
- في العيد يتعلم الأطفال العرب على الإرهاب
- كل عام و(نانا) بخير
- درس في اللغة العربية
- بدله إنكليزيه
- في ناس وفي ناس
- لماذا لم ينزل مع جبريل النحو العربي?
- الاخطاء الإملائيه في الرسايل النبويه
- هل الحب أعمى؟
- قصة حب رومنسيه
- الزواج الأحادي شريعة مدنية
- الفلسفجيه والشعراء
- اليوم على الصامت
- اخترنا لكم:قصيدة (الهبر) للشاعر العربي الكبير مصطفى وهبي الت ...
- درس مُهمْ في الفلسفه1
- كل عام وأنت بخير


المزيد.....




- الأمم المتحدة تتهم إسرائيل برفض دخول المساعدات لغزة
- تونس.. أزمة المهاجرين بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإنسان ...
- -الأونروا- تحذر من خطورة ترحيل سكان رفح إلى منطقة -المواصي- ...
- الأونروا: آثار كارثية منتظرة حال تنفيذ إسرائيل أي عملية عسكر ...
- مصدر فلسطيني: حماس تتجه إلى وقف مفاوضات تبادل الأسرى بعد تهد ...
- -انتحل صفة غير صحيحة-.. فيديو اعتقال مواطن في الرياض والأمن ...
- مدير الأونروا في غزة: المكان الذي وجه الجيش الإسرائيلي بعض س ...
- الداخلية الروسية توضح أسباب إصدار مذكرات اعتقال بحق سياسيين ...
- تعرف على صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية وآليات إصدار مذكرا ...
- وسط تحذير من مجاعة -شاملة-.. الأونروا تتهم إسرائيل بتعطيل دخ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - أعيدي خَلقي من جديد