أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شمخي الجابري - ذكريات عن رحيل الشهيدين الكاظمين السماويين !!















المزيد.....

ذكريات عن رحيل الشهيدين الكاظمين السماويين !!


شمخي الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 2773 - 2009 / 9 / 18 - 14:27
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


توقفت عند مشارف الذكرى كي افتح ملف سيرة الشهيدين الكاظمين السماويين بعد أن مضى ثلاث عقود على الشهيد الأول وستحل الذكرى السادسة والعشرون على الشهيد الثاني فوجدت نفسي أمام صعوبات لأني لست بمستوى التأبين وان ارثي الشهيدين والجانب الثاني أيقنت أن الذكريات تؤلمني والمواساة تنبش وتهيج معالم ملفات الجروح والآهات رغم أنها مفتوحة والحزن يفجعني لن يفارقني لأنهما شخصين غير عاديين من البشر واني القريب إليهما فكيف أعيد الذكريات عندما أستشهد لي حبيبين خالدين في ميدان التضحية والوفاء والشوق المعتق المنغرس بنكهتين الإيمان والبسالة حين كنت وادي محمي بجبلين بعد أن قضينا عقود وسنين أن المعلم ( كاظم حسين عبود ) كان الأول خطفته عصابة الأمن في السماوة عام 1979 و ( كاظم وروار حاشوش ) ألثاني في سويلميش السليمانية عام 1983 ومرت الأيام كي أرى الشوارع السماوية زينت وسميت بأسماء الشهداء ولكني لازلت حزين تجمعني بهم علاقة القلب لشريانين . . كان كاظم الأول هو خالي وصديقي واشرف على تربتي تتلمذت بين يديه حب الوطن والناس لما يحمله من الهدى كان نقيا من معدن الذهب الخالص ذو العيار الكامل خطواته مباركة بقيت راسخة حين سكن إلى الخلود ونبضاته لازالت تدوي يتفاخر فيها الباقون جسد الحلم إلى يقين في يقظة الأفكار دخل معترك المنايا من أوسع الأبواب ليهدي الوطن ويزكي حياته بالشهادة حين جاورته الآمال وكان يمتهن التعليم فغرس حبه ومودته بين المقربين إليه وكل من عرفه أحب حقيقة طريق الصالحين حين وضع بصماته على التأريخ في أيام القهر والحرمان لنظام الطغيان الذي نشر البغي والانحطاط والفساد والرعب والإرهاب في كل ميادين العراق كان كاظم يكرس أوقاته بين التعليم ومتطوعا أمين مكتبة الإمام الحسين ( ع ) في السماوة ويخشى أبالسة وعملاء النظام فيتحفظ في كل كلماته فكنت أختلي معه ليلا نتحدث والد وولده حبيب وحبيبه اعرف إسراره وصلابته وإصراره وثقته بالمستقبل ومواصلته لمكافحة النظام الدموي في قوة عزيمته وصوته الذي لا يخفت فكان يبوب الأشياء في مكانها يملئ قلبه الإيمان لا يخشى لومت لائم وفي إحدى الليالي بوقت متأخر كان جالسا تحدثت إليه قال لي لم اطمئن منهم لأني في مراقبة شديدة لكل خطوة أتحرك لانجازها وكان يوصف العمل السياسي بالتقنية المتغيرة ويجب أن يتطور فكيف الإنسان يروض حاله ويتحمل الصعاب والصبر فنتبادل الرؤى وكان الأمل منغرس بين جوارحنا كان رقيق الطبائع قوي الشكيمة لا يترك المؤثرات تتغلب عليه كي تبقى المقاييس تدلوا دلو الحقائق ذات رفعة رغم إرهاب وخطورة الوضع لما يحمله من قناعة سامية وعزائم ثابتة ونفس مستقرة تهذبت بين يديه وكلماته زادتني ألفة لمستقبل تتغير فيه الأحوال ويجنح فيه الخير في فضاء الحرية والمحبة وكان الشهيد حين نجلس يحتفي بالعرفان والحكمة وكل يوم أجد فيه قنطرة للمودة والورع وقلبه ولسانه سراجا يزهر كلما مرت السنيين والأيام تعيد الخاطرات ليس من أهل بيته بل تراود تلاميذه الذكريات الطيبات في لطفه وحرصه ونصائحه إليهم وعرفوا كاظم انه أستشهد في سجون البعث مقتديا بالإمام الكاظم ( ع ) حين استشهد في سجن هارون الرشيد . . فسلامي إليك يا أبا محمد منذ يوم أخذك الداعون من شوارع السماوة سرقة البشر في سيارات الأمن ، أصعدوك عنوة ويوم وقفت بصلابة الشجعان ويوم دفنت في المقابر الجماعية وأليك مني كل الوفاء وسلكت بعدك الدرب لمقاومة ممارسات البعث وإتباعه المجرمين ولكن لن أبكيك لان الدموع لن تصمد في العين وما زال حولنا الذئاب وجروحنا لم تكن بلسما تسقي عروقنا وربطت مصيري للمودة والإحسان مع الصالحين . .
الشهيـد كاظـم وروار حاشوش ( يـوسف ) استشهـد عام 1983 في السليمانية بعـد أن ترك الهندسة التكنولوجية ليلتحق بحركة الأنصار

وكاظم الشهيد الثاني الذي تجمعني معه صداقة سنوات العمر وتوثقت علاقاتنا في العمل الديمقراطي في السماوة ونشأنا متحابين متقاربين لم نبتعد طويلا احدنا عن الأخر متواصلين تباعدنا لسنتين حتى التقينا في أوائل الثمانينات في حركة الأنصار جاءني إلى احد قرى سيد صادق السليمانية متحمل عناء السفر من منطقة قره داغ مع مفرزة قتالية كي يراني تلاقيت معه بشوق بعد انقطاع لفترة انه زميلي وصديقي والحبيب النقي وهو أنقى من الألماس لم أتفارق معه لولا الظروف القاسية والغيمة السوداء التي غطت سماء العراق أسمه الحركي يوسف عرب ، جلسنا نعيد الذكريات ونروي القصص ونتبادل مواجهة المحن وأساليب العنف والإقصاء والمراقبة التي يعانيها الشعب ابتهجنا كثيرا في اللقاء وبقى معي يوم واحد واخبرني انه يحمل بريد سريع من الفوج السابع يجب إيصاله إلى مقر القاطع في احمد أوى وبقينا نتواصل ونلتقي في مناسبات عديدة
كان مرحا تميز بين الأنصار بطيب الأخلاق عزيز النفس كادر سياسي ومثقفا لا يمكن سد فراغه كنت متواصلا معه استفيد من حكمته وتصوراته كلما رأيته ادخل السرور في قلبي ،
حتى حان يوم 24 - 9 - 1983 . حينما تقدمت جحافل الجحوش مرتزقة النظام المحمية جو وارض من قبل الجيش العراقي وأخذنا الحيطة حين غطت مجاميع الأنصار البواسل ظلالها على كل إطراف قرية سولميش وبدأت منذ الصباح الباكر معركة غير متكافئة ساهم فيها أنصار الأحزاب الأخرى التقينا أنصار وأصدقاء لمقاومة عدونا الزاحف ألينا ولصيانة أهدافنا المشتركة تحرير الوطن من براثن البعث فكانت أفواج من الاشتراكي الديمقراطي والديمقراطي الكردستاني في معركة سولميش لتجسد وثبة الأنصار إمام النظام الدموي لإثبات حقيقة إن جحافل النظام لم يعرفوا عزيمة الأنصار فطال عليهم الاقتحام وجثموا كالأمواج دون دراية تكبلوا الخسائر وانكشفت فضيحة النظام فكانت هزيمتهم والتراجع بعد تحطم دباباتهم حين فرش الليل الظلام وانقطعت الطائرات والسمتيات من ساحة المعركة وبقيت رماية المدفعية العشوائية البعيدة فانكسرت جحافل الجحوش وتراجعت قطعاتهم وانفتحت المنافذ طلبت من الإخوة من تبقى في القرية الانسحاب وكان معنا الأخ ما مسته سردار المستشار السياسي للفوج التاسع كان مصرا لمواصلة الرماية حتى وضعت يدي على أقسام بندقيته وخرجنا كي نلتقي مع الإخوة في قوة الإسناد كان في استقبالنا العزيز على كل الأنصار الأخ أحمد رجب ورويت إليه مواقف الانصار ورؤى من حلم البسالة في عالم اليقظة من بطولات منقطعة النظير لا توصف وأخبرناه بوجود الجرحى في الإطراف الخلفية حيث أرسل المفارز لتخليه الجرحى وإسعافهم وكان كاظم وروار ( يوسف عرب ) هو العسكري والمثقف الواعي قاتل سرا بصموده وجهرا ببسالة حين أتقن الأداء وتوج عمره المبارك بالشهادة وبأروع الإشكال وترك الدنيا ولم يترك الوطن وأهداه نفسه وهو في اعز الاختيار . . . ومواقف كاظم وإخوانه الأنصار تذكرني بأبيات محمد بوتان

( قد صارعوا الكفر لا للكسب والغنم
بل نصرة الحق في حزم وفي همم
ابلوا بلاء لمحق البغي والظلم فأشرق النور فوق السهل والاكم
حين تراموا على الأعداء كاللجج
ما استبسلوا ومضوا في كل منعرج
كالأسد في جريها والأسد لا تحجم )

إكليل من الورد إليك يا أعز خليل . . أيها الشهيد الغريب في وطنك . . قد أوقدت الشعلة السادسة والعشرون لرحيلك وتضحياتك من اجل فقراء وكادحين العراق سافرت السفر الأخير دون رجعة إلى أحبتك وإخوانك واهلك الذين كانوا ينتظروك أنت شمعتهم لتنير الطريق أطباعك الوفاء وفي ذكراك ترتعش القلوب قبل المشاعر وحبك يكبر فينا مهما ترادفت السنوات كظمت الغيظ حين أمتزج دمك في نهر دماء الشهداء التي سقت ارض العراق وأنك تملك خصال ومزايا ليست في حوزة الآخرين شهيد أنت واصطفيت مع الطاهرين المخلصين الذين ضحوا بأنفسهم مرفوعا الهامة لإنهاء نظام العنف والرعب والحكم السقيم الذي مارس القمع الفكري والجسدي ضد الشعب وكي يطل علينا مستقبلا موعود نعتقد فيه بزوغ الرحمة للجميع والسعادة لتطلعات حضارية والعيش الكريم ، يا كاظم ستبقى فينا كاظم ولكن فراقك يدمينا عشت بعيدا قبل رحيلك عن الأهل متخفيا عن الأعداء توجت نبرات شيمتك بمواقفك وتحديك للجلاد ورفعت رؤوسنا ولكن الحنان يبكينا . وكانت سطوة الجحوش في معركة سويلميش 24 - 9 - 1983وبعدها كانت كثافة رمايتهم على جسدك الطاهر لتفرش الرغبة في حقدهم ولكنك سقطت صريعا بينهم ودمائك ريحان ونياشين لسالكين الدرب لتخط طريق الحياة من اجل عراق حر مزدهر يعم فيه الخير والبركات ، شهيد أنت واسمك مبرز حقيقة فينا وعدوك في ضمور وانتكاسة حين تستمر فلول البعث في التمايل والخمول حتى يقتلها الذبول وسينتهي الإرهاب حين خابت ظنونهم وزهقت كل إشكال التعالي السياسي والانحراف ، وكان أملنا إن يعم الاستقرار من زاخو حتى الفاو بفضل وبركة دماء الشهداء المنحدرين من الجماهير الشعبية رجال رحلوا ولكن أفعالهم باقية رغم فقدانهم كما إن فاجعة رحيل الشهيدين الكاظمين ليست مصيبة ألحقت بأهلهم وأصدقائهم بل يشاركنا فيها كل الطيبين الوطنيين المخلصين . .


المجد والخلود لشهداء العراق . . والخزي والعار للبعث ألصدامي






مختطفات من معركة سويلميش من خلال الرابط التالي

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=123123





#شمخي_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة الشعب الإيراني أبكت رجوي !! وسالت دموعها على اشرف
- الصوم من الكذب صيانة أخلاقية
- متى حوار القوى الديمقراطية من اجل الديمقراطية ؟؟
- المايكروويف في العراق في زنزانات ينتظر الفرج !!
- الديمقراطية !! الأحلام التي تبصرها الشعوب عند يقظتها
- واقعة الطيور وواقعة طهران
- الدول العربية تخشى من الديمقراطية في العراق
- فوز تيار المحافظين في إيران !! ازدهار المصالح الأمريكية في ا ...
- تأثير الأشعة المايكرووية على البيئة
- صراع المرجعيات في ذروة الاعتصام الإيراني
- إرهابي بين السماوة والخضر
- من الابتكارات العلمية للمايكروويف وسيلة لتفريق التظاهرات الع ...
- زوبعة إعلامية لتلوث وزاري !
- المايكروويف ! السلاح العصري السري
- المايكروويف وسيلة لطهي الطعام
- طوبى للطبقة العاملة في عيدها
- شبكة الهاتف النقال والشبكة الأرضية المحسن المذموم
- إلى متى محطات المايكروويف في اتصالات العراق متوقفة ؟
- اجتماع القوائم المعترضة على النتائج النهائية للانتخابات في ا ...
- مؤتمر الكيانات السياسية الرافضة لنتائج الانتخابات في محافظة ...


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شمخي الجابري - ذكريات عن رحيل الشهيدين الكاظمين السماويين !!