شوربة ((لبه))؟؟!!

حميد الحريزي
اديب
(Hameed Alhorazy)

الحوار المتمدن-العدد: 2765 - 2009 / 9 / 10 - 14:44
المحور: كتابات ساخرة
    

ما ان يحل على المسلمين شهر رمضان حتى يصعر لنا العدس خده ويمشي في الأسواق بخيلاء وكبرياء واستعلاء وكأنه يثأر لإهماله في بقية أشهر السنة ولا يتذكره الناس إلا في رمضان او عند انتشار مرض ((الحصبة)) حيث ترى عجائزنا ان شوربة العدس والثوب الأحمر من موجبات ومسرعات شفاء المريض من ((العلوية)) كما يسمون الحصبة.
ان وجبة إفطار الصائم تفقد الكثير من رونقها وتفقد ركنا أساسيا من أركان المائدة الرمضانية إذا لم تحتوي على شوربة العدس فليس هناك طعام آخر يمكن ان يعوض عن بخارها ورائحتها الأثيرة لدى الصائمين، فلا تعوضها كبة الحامض ولا شربت قمر الدين ولا حتى تشريب الدجاج؟؟!!
رغم ان العدس لم يكن يوما شحيحا او غالي الثمن سواء في ارض السواد ((سابقا)) ارض "("(الملح)) حاضرا ،او في دول الجوار ولكن رغم ذلك فهو مادة دسمة تشغل بال الوزراء والمدراء ووكلاء الغذائية في وزارة التجارة العراقية بالإضافة الصحف وتصريحات المسئولون في الفضائيات ففي عشية كل رمضان يزفون للناس بشرى تطمئنهم على توفر مادة العدس وان العدس سيكون عروس وجبتهم الغذائية في رمضان وما على الصائمين إلا ان يحضروا قدورهم ليأكلوا العدس ويترحموا على والد السيد الوزير ويدعوا للدولة بالنصر والظفر، وان لا يطمعون بغيره كالدجاج او البيض او السمك فالقناعة كنز لا يفنى وان يقتدوا بسادة المنطقة الخضراء والبيضاء والزرقاء اللذين يكتفون بحبات التمر واللبن إفطارا لهم ويمضون الليل في ترتيل وترتيب صور المرشحين للانتخابات البرلمانية التالية أعانهم الله ؟؟؟!!
ولكن للأسف الشديد غالبا ما يتحمل هؤلاء المسئولون المزيد من ((الشتم)) و((الذم)) ويحذفونهم من خياراتهم في الانتخابات بسبب كذبهم وعدم وفائهم بوعدهم ألعدسي حيث أتت حصة رمضان الحالي خالية منه فقد تم الاستعاضة عنه ب((أللبه)) ولم يرفقوا مع حفنة أللبه هذا بطريقة عمل شوربة ((أللبه)) المبتكرة ديمقراطيا في موجز((قطع النفس وتحويل اللبة إلى عدس))، مما أوقع ربات البيوت في حيرة من أمرهن وهن يتساءلن فيما بينهم عبر الهاتف الأرضي والموبايل والتخاطب عبر السطوح والبحث في الانترنيت عسى ان يهتدين إلى طريقة عمل شوربة العدس من ((أللبه)) ولكن دون جدوى!!!
هل من المعقول ان عصر العولمة الرأسمالية وعصر ((الديمقراطية المسلحة)) حل على العالم وأبدل واستبدل وجدد الكثير من صفات ومواصفات وخواص وأشكال بعض الفواكه والخضروات والبقوليات وحتى لحوم وحجوم بعض الحيوانات ، حيث يقال ان جم الطمامة بلغ في اليابان بحجم الرقية وهنا ليس غريبا ان أصبحت حبة العدس بقدر حبة الحمص ((أللبه))، لها شكل وحجم أللبه ولكنها بطعم العدس، وإلا هل ن المعقول ان لا يفي السيد الوزير بوعده للصائمين بوجبة ن العدس ولكنه ربما تفوق على من سبقه فأتى بالعدس المحسن ومن منشئه الأصلي، فان بعض الشك إثم فتوكلوا واطبخوا عدسكم المحسن وتجنبوا إشاعات وتهكمات الخبثاء؟؟؟!!!
فأقدمت الصائمات الواثقات بوعد السيد الوزير على طبخ العدس(( المللب))، فاتت الطبخة شوربة ((عدبه)) لاهي شوربة عدس ولاهي شوربة لبه، فتلقت من رب العائلة الملام والخصام وربما الشتم وسيء الكلام مما اذهب ثواب الصيام
نتمنى ان يمن الله علينا في رمضان القادم ونحن نتمتع بطعم شوربة العدس ووزير يصدق عهده ويوفي بوعده اللهم آمين.

#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات