أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - محو الأمية














المزيد.....

محو الأمية


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 20:36
المحور: كتابات ساخرة
    


حكايات أبي زاهد
أحتفل العالم اليوم باليوم العالمي لمحو الأمية وبينت الدول انجازاتها في هذا المجال
وما وصلت إليه جهودها في القضاء على هذا الداء الوبيل الذي من بعض إرهاصاته التخلف المريع لمن يجهلون القراءة والكتابة.
والعراق العظيم من الدول التي كان لها أسهامها في محو الأمية عبر مراحل متعددة من تاريخ حكمها الوطني فالعهد الملكي المباد كان يحمل أجندات معروفة في نشر التخلف خشية النهوض الثوري وانتشار الوعي الذي يسهم بشكل أو آخر في "فتح العيون"على ممارسات السلطة الحاكمة لذلك كانت السلطة وراء التلكؤ في إنشاء المدارس ونشر التعليم بين القطاعات الشعبية الفقيرة ،وبعيد ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة وبداية النهوض الثوري في العراق وسعي القوى الوطنية الفاعلة آنذاك تقدم التعليم خطوات كبيرة في هذا الجانب وأنشأت صفوف محو الأمية وخصصت الأموال اللازمة في هذا المجال وأشرك الملايين في تلك الحملة التي أوتيت ثمارها ونجحت بشكل منقطع النظير بفضل الوعي الذي كان عليه معلمي تلك الأيام وما يحملون من أفكار ثورية وطنية هادفة الى التغيير والبناء،وعندما جاء غربان البعث وأديلت سلطة القانون وأنتشر الحرس القومي بغداراته المصرية أطلق طلقة الرحمة على جميع المشاريع النافعة التي كانت سلطة تموز ورائها وعادت بالشعب العراقي الى الوراء وأسهمت في نشر التخلف والضياع ليسير على خطاها الأخوين عارف بما عرف عنهم من ميوعة سياسية وارتباطات قومية مشبوهة فكان أن ألغيت مدارس محو الأمية وعادت عقارب الساعة الى الوراء وما أن جاء انقلاب البعث في تموز 1968 حتى بدء عهد جديد نتج عن التحالف الجبهوي فكانت عودة مكثفة لتعميم تجارب محو الأمية وقوانين التعليم الإلزامي حتى أصبح التعليم إجباريا وهو من البصمات الواضحة للشيوعيين عند أسهامهم ولو بشكل محدود في السلطة ولكن ما أن انفرط عقد التحالف حتى عادت حليمة الى عادتها القديمة وعاد العراق الى سابق عهده في التشتت والضياع وانصرف نظام البعث لدعم آلته الحربية تاركا الأمور الأخرى لرحمة الأقدار فبدأت أمارات التخلف تغزو المجتمع العراقي وانصرفت العوائل عن تعليم أبنائها لتوفير ما يسد رمقهم فكانت الردة الكبرى التي مهدت لبناء مجتمع ما بعد الاحتلال حيث مدت الأمية أطنابها وشملت قطاعات واسعة حتى أصبحت بنسب غير مقبولة وخصوصا بين النساء حيث تجاوزت نسبة ال60% وبين الرجال بنسبة أدنى ولو كان الأمر توقف هنا لهانت المصيبة وسهلت المشكلة ولكن الأمية الكبرى التي نعاني منها في الوقت الحاضر هي الأمية السياسية وغياب الوعي بالمهام المرحلية فقد أنصرف حتى ما يسمى بالطبقة المتعلمة عن طلب العلم ومتابعة ما يستجد في عالم الفكر والثقافة وأصبح الجميع في مركب واحد أميين حتى النخاع في الثقافة العامة وما تتطلبه من قراءة ومتابعة لذلك فالعراق ليس بحاجة لمحاربة الأمية بمفهومها السائد فحسب بل بحاجة الى حملة مكثفة للقضاء على أمية المتعلمين الذين أصبح أكثر ضحالة من أميي الستينات لأنهم يجهلون الكثير مما كان الأمي السابق يدركه من خلال استماعه لمن يزوده بالمعرفة والثقافة وأصبح جل متعلمينا اليوم لا يختلفون عن المرحومة جدتي في تمسكها بالأوابد والموروثات التي تجاوزها العالم بكثير وأصبح بعض أساتذة الجامعة أو المحامين والمهندسين والأطباء لا يجدون غضاضة في الذهاب الى فتاحات الفال لمعرفة مستقبلهم وأعرف أحدهم كان يعد لرسالة دكتوراه استعان بحجاب ليساعده في مواجهة الأساتذة المناقشين ولا يتورع بعضهم عن اقتناء كتب السحر والشعوذة أو التمسح بقبب الأولياء لطلب المساعدة في الامتحان وفي أيام الامتحانات تجد طلبة العلم يتلمسون العون بزيارة قبور الصحابة والتابعين والأولياء والصالحين لتكون إجاباتهم وافية تؤهلهم العبور.......قاطعني سوادي الناطور ضاحكا" عمي أتريد الصدك تره أيامنه أحسن من أيامكم هاي وثقافتنه أحسن من ثقافة هالآيام وآنه وأعوذ بالله من كلمة آنه تعلمت بمحو الأمية بزمن الزعيم وكمت أقره الجرايد والمجلات والكتب واليومك هذا ما عفت القراية واذا ما قريت أشوف روحي بذاك اليوم ناسي شي وصارت النه القراءة مثل الزاد ما يستغني عنه الإنسان ،ومعلمين ذيج الأيام مو مثل معلمين هذا الزمن بقريتنه عدنه معلم أسمه (حسن البياتي) من أهالي الحلة كان يبقه بعد الدوام حتى يعلم الفلاحين العصر وفتح صف محو أمية على حسابه لكن حكومة نوري سعيد حاربته واتهموه شيوعي لأن يريد يفك عيون الفلاحين،بويه والما يعرف يقرا أعمى وهسه أكو هوايه مفتحين عيونهم لكن همه عميان ،بروح أبوك شلون تقبله اذا أم حسين واستاذ راضي يرحون للكشافة سوى هو راضي معلم روحه حتى يعلم الناس ولو بيدي جان أفتح مدارس محو أمية لليقرون ويكتبون وأخليهم يتعلمون شلون يصيرون مثقفين لأن الثقافة موبلبس البنطرون الثقافة ان تعرف تحجي وكل أحجاياتك عدله ، لكن وين اليحجي الحجاية العدله اليوم،بس تحجي يكولون شيوعي وتعال يا عمي شيلني ..!!!





#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة التربية ومعالجة الفساد
- بداية موفقة للشيوعيين العراقيين
- محطات الحلوائي
- حايط نصيص
- الفنان عزيز علي بين الواقع ورؤية الشرقية
- شكرا لحميد الشاكر
- آلاف السيطرات ...وتعبر المفخخات
- أشباح الدعم الخارجي
- بين الواقع والخيال
- حول عودة المفصولين السياسيين
- من قلة التننات
- هكذا هم الشيوعيون
- علي الشبيبي شاعرا ومناضلا وانسانا/1
- شهدائنا في الجنة وقتلاكم في النار
- القوى الديمقراطية ومهامها في المرحلة المقبلة
- كثرة الدق يطق اللحيم
- رجال حول الزعيم... فاضل عباس المهداوي (2)
- وزارة التجارة أم وزارة فساد
- ماكو حكومة نشتكي على البق
- الشاعر أبو قمر سيرة حافلة بالعطاء


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - محو الأمية