أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - الحكام أم المحكومون العرب؟














المزيد.....

الحكام أم المحكومون العرب؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2762 - 2009 / 9 / 7 - 15:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


واحدة من العبارات التي تثير في النفس اللواعج، كما السخرية، والألم، هي ما يطلق، اليوم، جزافاً، على البعض، وتصنيفهم في فئة الحكام العرب، والتي-اللفظة- تحاول أن تظهرهم، وتقدمهم للناس "كحكام حقيقيين"، مثل أي رجل دولة وحاكم محترم، آخر، في العالم، حريص على مصالح بلاده، أو أن توحي، وكأنهم يحكمون بلادهم، فعلاً، بإرادة الرجال، وحرية الأحرار، كما يفعل الحكام الفعليون عادة. وبمقتضى هذا المفهوم، الذي يطلق على البعض منهم، فهو يفترض أنهم حكام يأمرون وينهون، ويطاعون ويمتلكون زمام أمرهم، كما زمام بلادهم، ولهم صولة، وجولة، ومهابة ما.

لكن، وحرياً بناً، وإنصافاً للمفهوم، والواقع وتماشياً معه، وتحرياً للدقة، فيجب أن تعاد تسمية البعض، ومن معطيات الواقع الملموس والممارسة المحضة، ليسموا بـ"المحكومين"، وليس بالحكام العرب، وطبقاً لما هو متوفر عنهم من تاريخ "أبيض" يرفع الرأس عالياً في السماء. وفي الحقيقة، أيضاً، فإن هذا التعبير يبدو كبيراً جداً، و"مبهبطاً" إلى حد بعيد، على بعض منهم، بما لا يمكن أن يقاس، ولاسيما أولئك الذين أتت بهم موجة الشرق أوسطية المهزومة إيديولوجياً وعسكرياً، وخرجوا، أو تخرّجوا، ولا فرق، من تحت "تنورات" هيلاري كلينتون، و"المأسوف على شبابها"، كما على جمالها، ما غيرها، كوندوليزا رايس. فهناك، وهذه الحال، ظلم وإجحاف، باد، بحق نفر قليل جداً، ويكاد يعد على أصابع اليد الواحدة، من حكام عرب فعليين، يحظون بقدر من الاحترام والتقدير في الشارع العربي والعالمي. فلا يعقل أن يسمى من ينفذ أجندة استعمارية مكشوفة، ويتلقى أوامره من غير عاصمة بـ"الحاكم العربي"، على الإطلاق، إذا كنا نتحرى الدقة والموضوعية فعلاً، ونسمي الأسماء بأسمائها. ولسنا هنا يصدد تسمية أي كان، كلا وحاشى لله، فكل نفس رهينة بما كسبت، والأمر قد أصبح أكثر من ظاهرة مفزعة، إن لم يكن قد تحول إلى وباء سياسي لعين، و"أنفلونزا محكومين" تمثل ذروة الانحطاط العربي المقيم.

وأعتقد أن إطلاق لفظة الحكام العرب، "من الباب للطاقة"، سداحاً مداحاً، هكذا وعلى عواهنه، ومن دون تمييز، بين الحكام الفعليين، والمحكومين، هو أمر مبالغ فيه، وفيه الكثير من التكريم، والتمجيد، والاحترام، غير المقصود طبعاً، لنفر ممن لا يستحقون هذا التكريم. فمن يستمع لبعض من هؤلاء "المحكومين"، البؤساء العجزة المساكين، وهو يستعرض ملكاته الخطابية النارية، يعتقد فعلاً بأنه حاكم، يستطيع أن يفي بالتزاماته، وويقدر على التهديد والوعيد مثل الحكام الفعليين، وهناك في أحسن الأحوال، من يستمع له، ويصدقه، ويأخذ كلامه على محمل الجد واليقين.

فمن غير المفهوم، البتة، كيف يقوم بعض من هؤلاء المحكومين العرب الأشاوس، الذين يمثلون مصالح الغير في بلادهم، وهم في حقيقة الأمر، مجرد سفراء مؤقتين، ورعاة، وحراس لتلك المصالح، وغير قادرين على نقل خفير من مخفر إلى آخر، بتوجيه التهديدات ذات اليمين وذات الشمال، وإطلاق العنتريات الجوفاء، وهم قابعون في مناطقهم الخضراء تحت حراب الغرباء، ولا يقوون على مغادرتها، لا بل يخشون المرور في شوارع بلادهم، ويتوارون في الأزقة والشوارع الخلفية، ويموهون مواكبهم، كلصوص وفارين من وجه العدالة وغير قادرين على فرض أي نوع من السيطرة والأمن، برغم تبجح طويل، من قبلهم، على قدرتهم على تأمين ذلك، بعد "الهروب" المذل لقوات الاحتلال، إلى خارج المدن. والسؤال هنا، إذا كانت قوات الاحتلال الأسطورية المدججة بأحدث الأسلحة الفتاكة، عن حماية نفسها، فكيف سيتسنى ذلك لحكومات الدمى، ورموزها؟ أولئك الذين لا يجرؤون على تسمية المجرم الحقيقي، أو الإشارة لا من قريب ولا من بعيد إلى من كان المسؤول المباشر، والأول، عن مأساة وطنهم الكئيب، وطلب محاكمة دولية وحقيقية له، وتغطية فشلهم التاريخي المهين، عبر توجيه التهم هنا، وهناك.

والمحكومون العرب، أو أيضاً "المحمولون" العرب على الدبابات وغيرها، الباحثون عن شرعيات مفقودة وسط ركام من علامات الاستفهام المثارة حولهم، ونظرات الريبة الكثيرة التي تحيط بهم، يعرفون قبل غيرهم بأنهم "لا شوكة، ولا دباحة"، كما يقول المثل الشعبي، ولا يملكون قدرة التأثير في الأحداث، أو أية أوراق يلعبون بها في الساحات المحلية أو الساحات الإقليمية فما بالك بالعالمية؟ فلن يقبض أحد تهديداتهم، ولن يشتري بضاعتهم الفاسدة أحد بـ"قرش مصدي"، أو يأخذها على محمل الجد، لدرجة أن حلفاءهم ورعاتهم في العواصم الكبرى، لاذوا بالصمت وتحرجوا من فقاعاتهم وتنصلوا من كلامهم، وهم يضحكون في "عبهم" من هؤلاء المحكومين، كيف نبتت لهم ألسنة، وصاروا يتكلمون، والتي شاءت أقدار الانحطاط العربي، أن تركـّب لهم أجنحة ويصبحوا قادرين على الطيران والتحليق، ولكن ليس خارج المناطق الخضراء والصفراء والسوداء، التي لا وظيفة لهم فيها سوى أن يكونوا مجرد محكومين، ومحبوسين.

إن تلك الدعوات التي يطلقها أولئك المحكومون، لإنشاء محاكم دولية، يجب أن تقام فعلاً، وفوراً، ولكن ليمثل أمامها أولاً، وفقط، كل من فرط بسيادة بلاده وأمنها، وبدماء أبنائها، واستهان بكرامتها، ورهن مقدراتها وثرواتها، ورحب بغزاتها، وتواطأ معهم، وأحال عزها ومجدها وحضارتها العظيمة، وتاريخها الإنساني التليد، ومكانتها الإقليمية الضاربة، إلى مجرد كانتون "أخضر"، معزول، بئيس، يتسيد فيه بعض من المحكومين، والصعاليك وكومبارس من المهرجين والعبيد.









#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب الحارة: الإسلام هو الحل
- ما هي معايير الوطنية؟
- العَربُ وتهديد القيَمِ والحَضارةِ الغربية
- عبد الباسط المقراحي طليقاً
- لماذا العتب على جنبلاط؟
- هل السعودية بحاجة لمهرجان ثقافي؟
- زوال الدولة الوطنية العربية
- المملكة السعودية: اعتقالات بالآلاف من دون محاكمة
- أبناء حكام العرب: شيء يرفع الرأس!!!
- غزة-ستان: بين حصار وحجاب
- خرافة البحبوحات النفطية
- لا لولاية السفيه
- لماذا يطالبون بتحرير فلسطين؟
- سوريا والجيران: أما آن الأوان؟
- ألغت عرسها لأن خطيبها نجم أفلام إباحية
- اغتصاب جماعي ضد نساء دارفور
- الشاي الأبيض للقضاء على البدانة
- امرأة بريطانية على ذمة خمسة رجال في وقت واحد!!!
- إحذروا الكولا!!!
- أسيرة الجنس: الموديل الفاتنة تفر من قصر زوجها الأمير؟


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - الحكام أم المحكومون العرب؟