أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - من غزة لرام الله مشهد فلسطيني حي














المزيد.....

من غزة لرام الله مشهد فلسطيني حي


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2726 - 2009 / 8 / 2 - 10:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا زالت تلك اللحظات عالقة بذهني ونحن منذ الصباح الباكر نتعرض لضغوطات هائلة من قبل إدارة السجون الإسرائيلية، ولكن هذه المرة ضغوطات من نوع آخر للإفراج عنا، ونيل حريتنا ونحن نرفض ذلك، نرفض الضغوطات لنيل الحرية) . يا للسخرية ويا للقدر عدوك يضغط عليك للخروج من زنزانتك، والتحرر من قيدك وأنت ترفض!! أليس عجيب ذلك الفلسطيني؟! ولا زالت كلمات مدير السجون الإسرائيلي تدوي في آذاني " أخرجوا من السجن وافعلوا ما شئتم، هل سنمنعكم من إلقاء القنابل علينا؟" هذه آخر كلمات سمعتها من مدير السجون حوالي منتصف ليلة تحررنا.
هذه المقدمة الصغيرة والبسيطة قفزة لذهني للتو وأنا أتابع ردود الفعل حول عودة" أبو ماهر غنيم" القائد الفتحاوي المعارض لاتفاقيات أوسلو، والتي بموجبها تحول للحظة من قائد فذ ومعارض إلي قائد مفرط، متخاذل بِعرف الآخرين ...الخ الذين أطبقوا عليه مما جادوا من جعبتهم من مصطلحاتنا الحديثة التي اقتحمت ثورية القرن الواحد والعشرون، وأصبحت لهجة ثوار القلم من على منصات الترفيه، وأصبحت لسان حال المشهد الفلسطيني، الذي يرفض العودة لأي فلسطيني، ويهلل لانتزاع جثمان شهيد من أرضه ويصفها بالبطولة، كما حدث مع الشهداء، والشهيدة "دلال المغربي". وللحقيقة لا ألوم هؤلاء الذين يتقاذفوا تلك المصطلحات لأنني في مرحلة المراهقة الفكرية مارستها فعلاً عندما عاد القائد الشهيد" أبو على مصطفي" لأن بتلك اللحظة كنت أحتكم لصبيانية التفكير، وضيق الأفق، ولم أفرج عن قريحتي لكي تفكر وتتأمل المشهد بدراية وتعقل، والأدهى أن من يهاجم يمنى النفس بالعودة لو عبر مطار بن جوريون وليس معبر الأردن أو مصر، وأنا أؤيد من يريد العودة لدياره ولو بأي وسيلة كانت.
كل ذلك لا ضير منه فقد تعودنا وأصبحنا نعيش في مشهد درامي يومي متكرر، قليلة حرام كثيرة مسكر، والعاقبة للمتقين في واقع سياسي أشبه بمسرحية هزلية، أبطالها ومخرجيها على مسرح واحد يشاهده العالمين العربي والدولي باستخفاف واستهزاء وسخريه من أبطال يتكحلون بالفتنة، ويناضلون بمصير شعب وقضيته بلا أدني مسؤولية وطنية، كل ما في جعبتهم بث السموم وتحريض الابن لقتل ابيه، والأخ لقتل أخيه .
ولكن لماذا لم يسأل البعض نفسه لماذا نقسو على أنفسنا؟ ولماذا ندفن رؤوسنا في التراب؟ وهل عودة لاجئ أمضى عمراً في غياهب اللجوء كفراً، وخيانة؟!!
ليتهم يوافقون لي للعودة لبلدتي الأصلية سأحزم أنفاسي وأهرول طائراً سابحاً لتقبيل ذاك الثري الذي نخشى ما نخشاه أن لا نراه يوماً، أو نصلي في المسجد الأقصى، وندوس حيفا ويافا وعكا ... أم كتب علينا اللجوء دوماً.
لا يمكنني بأي حال من الأحوال نقل المشاعر الملتهبة حنيناً لهذا الوطن، رغم إنني في أحد مدنه، ولكن تطبعني صفة اللاجئ، فكيف يمكن تخيل الموت وأنت لم ترى وطنك سوى على خريطة جداريه فقط.
المشهد الثاني الأكثر مأساوية حالة التهديد والوعيد التي نعيش أتونها بين رام الله وغزة، لغة أزكمت أنوفنا بعفنها وعفن القائمين عليها، وأطربت عدونا بنغماتها، فهو اليوم يحقق ما سعى إليه جاهداً منذ إعلان المبادئ في أوسلو الذي جاء لنصل إلى ما وصلنا إليه، وربما من قرأ " دراسة الدولة الفلسطينية من وجهة نظر إسرائيلية" الصادر عام 1991م يدرك الإستراتيجية الإسرائيلية في وضع التصورات للسيناريو القادم في غزة، وهو ما يتحقق اليوم على أرض الواقع فلسطينياً، فمنذ عام لم تدوي رصاصة بسماء إسرائيل في الوقت الذي تتهاوي الصواريخ الفلسطينية الكلامية على رؤوسنا، وتملئ صدور أبناءنا غلاً وحقداً ضد بعضهم البعض، فذاك يهدد رام الله بنفس مصير غزة المطهرة – حسب الادعاء- وآخر يهدد باعتقال كل قيادات الضفة الغربية. وفي المنتصف يقف شعبنا مشاهداً للمسرحية الهزلية، متخذاً دور الكومبارس الصامت الذي يتلذذ على مشاهد هدر مقوماته، والتلاعب بقضيته ومصيره لأجل (السلطة)، وكل ما يفعله الخضوع لإرادة الجزار، والاستسلام لمقصلة التاريخ، فأصبحنا حجارة شطرنج تتلاعب بها أصابع اللاعبان الأكثر احترافاً في الساحة الفلسطينية. ولكن ما النهاية؟
المشهد الثالث وليس الأخير يطل من قلعة الجنوب مدينة الموت تحت رماح جشع الأنفاق وتجارها ومستثمريها، الذين تستهويهم جثامين أبنائنا تحت التراب لأجل اكتناز المال، واحتكار السلع، فالأوضاع الاقتصادية تتجه من السيئ للأسوأ، والأسعار تتضاعف ، والجشع يتمدد ويتعملق، والفقر والبطالة يفترسان ما تبقي ، والأحوال الاجتماعية تزداد تفسخاً وتمزقاً، فما نجني من دفن أبناءنا كالفئران تحت الرمال؟
الحقيقة لم نعلم أين تتجه بوصلة فلسطين، وإلى أين يتجه مؤشر سفرنا الطويل والشاق غير الواضح المعالم والمؤشرات في درب التيه والاندثار الوطني.
هناك من المشاهد الكثير التي لم تسرد بعد لأنها تحتاج لمزيداً من المساحة والوقت، ولكن يبقي لنا مشروعية التساؤل:
ماذا تريد فتح وحماس من فلسطين وشعبها؟ ولماذا لا نذهب لانتخابات إن لم نرغب بالمصالحة؟
هل يحق لنا العودة للديار؟ وإن عدنا هل نوصم بالخيانة والتفريط؟
هل لنا البحث عن استثمار آخر غير أجساد شبابنا التي توأد تحت رمال الجشع والاستغلال؟
هل أبقي فلسطينياً بعد هذا المقال أم أصنف كما صنف الآخرين؟
اكتفي باستثارة عقول الآخرين لعل بلحظة ود مع النفس نجيب ونسأل بآن واحد أين نحن من فلسطين؟
وأنقل تعازينا بوفاة المناضل شفيق الحوت لكل شعبنا العربي والفلسطيني الذي وافته المنيه اليوم واثناء كتابه هذا المقال
وللحديث بقية
سامي الأخرس
1 آب (أغسطس)2009م






#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استنساخ الفساد واستحلاب ثور الطهارة
- شركة الطاقة الفلسطينية تحتاج وسام لكن مصنو من جلد الأحذية ال ...
- القدومي إفراز للسباحة في السياسية الفلسطينية الآنية
- رفيقي سعدات لأنك صامت لا يريدوك
- انفلونزا الخنازير لا تعدي العرب
- فلسطين بين فتح وحماس
- الوحدة أم الهدنة أيهما أهم؟
- لا تهدموا آخرقلاع الكيانية الفلسطينية منظمة التحرير الفلسطين ...
- ما بعد غزة : خطابات النصر وخطابات الهزيمة ثقافة أم معركة ؟
- اياكم وجيل الغضب القادم
- السياسة تياسة شعار العرب
- رانية مرجية اليد على الجرح
- أعناقنا وذهب بكين
- وجع الموت لأهلنا في العراق من يشعر به؟
- محمود درويش فراقك كفراق وطن
- انقلاب موريتانيا عسكر وحرامية
- لماذا أفلت حزب العدالة والتنمية التركي من أنياب المحكمة الدس ...
- رحلة حياة في مطار الذاكرة
- دلال المغربي عذرا لقد ظلموك وسلبوا راحتك
- أين الأحواز يا عرب ؟


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - من غزة لرام الله مشهد فلسطيني حي