أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - روميو وجوليت يلتقيان علي سيرك الحب















المزيد.....

روميو وجوليت يلتقيان علي سيرك الحب


عصمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 11:08
المحور: الادب والفن
    



لغة الجسد تهمش الكلام

ان عملية الذهاب الي المسرح الملكي في ستوكهولم ولغرض مشاهدة عرض مسرحي علي شكل سيرك حديث لمسرحية روميو وجولييت للكاتب الانكليزي وليم شكسبير.عندما ندرس تأريخ المسرح العالمي وخاصة الاوروبي نكتشف ارتباطه الوثيق بكل المتغيرات الاجتماعية التي احدتث هزات كبيرة في خصوصية وبنية المجتمع سواء كانت عبارة عن ثورات أو حروب وحركات التمرد والانقلاب علي التقاليد البالية والافكار الخرافية أو هيمنة الديانات و كثرة الحروب والنزاعات كل هذه الاسباب كانت المحفز لظهور التيارات المسرحية وظهور حركة الحداثة ومابعدالحداشة، وتطور النزعات التجريبية لمواكبة التيارات الفلسفية ولغرض الوصول الي المتلقي باعتباره صاحب المصلحة الحقيقية وباتت وظيفة المسرح هو تنمية عقل المتلقي وفكره وتوعية وتطور مستواه الثقافي فواكب المهتمين بالمسرح حركة التطورالتقني والتكنلوجي لخلق أشكال وأساليب حديثة تواكب العصر وفكر المتلقي وموروثه ومعتقداته الثقافية، الحداثة والتجريب في المسرح الاوروبي وظهور تكنولوجيا المسرح فرضت ايقاعها علي مسيرة المتلقي ماعاد المسرح مجرد كلمة او شكل وقالب جامد واحد،
فالمسرح ممكن أن يأخد ويسرق عقل المتلقي فينطلق به متجاوزآ حدود المكان وكل مايحجبه الزمان هذا تقريبآ ماتعرضت له اتناء مشاهدتي لعرض مسرحية روميو وجوليت في فراش الحب الممنوع والطائر هذه الحكاية الكلاسيكية تحولت الي ايقاع يصيب الرأس بالدوار ويشعر المتلقي بالابهار والادهاش. والمسرحية من تقديم فرقة المسرح الملكي دراماتن وعلي المسرح الكبير ايلفركيت في ستوكهولم ومن اخراج المخرجة الدنماركية كاترينا ويدمان وهي مخرجة لكثير من العروض المسرحية مثل كوميديا ديلارتي، وعروض السيرك وهي خريجة معهد الدراما.
تبدأ المسرحية بحركات بهلوانية ما بين الحبيب الذي يسقط من اعلي السقف وبشكل عمودي وبسرعة مع حركات رشيقة نحو ارضية المسرح والقلوب ترفرف مع الجسد لهذا الحب الجديد ما بين الحبيبين روميو وجولييت منذ اللقاء الاول. والمشاعر الجياشة هي الطاغية علي الافكار في هذه المسرحية، وتتحرك المشاعر في سياق، وكل المشاعر في المسرحية تتسابق مع العقل الذي يُسخر الحواس ـ ومنذ الوهلة الاولي هناك منافسة ما بين العقل وعطر المشاعر وخاصة مشاعر الحب ما بين ميلندا والتي أدت دور جولييت مع بيورت والذي ادي دور روميو في حركات بهلوانية جميلة ورشيقة، هنا تبرز ابداعات ميلندا في حركاتها الرشيقة وفي اطار خشبية المسرح المبني علي شكل ابواب وتتحرك جولييت بشكل ساحر وطائر وتتسلق وتقفز من سقف الي سقف بسبب دقات القلوب والحب الذي ليست له حدود.


حركات الممثلين

في مسرح رائع وسريع الحركة من حيث الدخول والخروج وحركة الهيرسات وتقنيات المسرح الحديث الي الاعلي والاسفل وحركات الممثلين وبكل رشاقة، حركة الممثلين واستخدام بعض الاصوات والحركات البهلوانية واستخدام اصوات الغمغمة او والتمتمة كأنهم مصابين بجنون الحب والصراع الذي يسود اجواء المسرحية. وقد تم بناء النص ومن حيث الترجمة في الغاء الكثير وتغطية الحوارات باستخدام وبرغبة كاملة للغة الجسد. وكان يحصل احيانا حوار مشترك ما بين الجمهور والممثلين من حيث تداخل الديكور والاحداث ما بين الجمهور وخشبة المسرح، وكل هذا التقارب احيانا يكسر لغة الاندماج واحيانا يحصل حالة التعاطف ما بين الجمهور والممثلين وخاصة في مشاهد روميو مع جولييت وممارسة قصص الحب والغرام الليلية.
اعتمدت المخرجة كاترينا علي لغة الجسد في بناء الحركات الراقصة والسيرك، وكل هذه الحركات كانت تحصل بشكل سريع ورشيق من حيث اعتمادها علي فريق عامل من خريجي مدارس وكليات الرقص الحديث في ستوكهولم والمدن الاخري في السويد. ووجود مجموعة من الشباب ممن يجيدون اداء مسرح كوميديا ديلارت ، وكانوا يؤدون ادوارهم مع الجمهور بلا حدود او قيود وبشكل انسيابي وتلقائي، اما شخصية بايقوليوا يغوص في اعماق الدور ويؤدي بشكل كوميدي، وهو لم يتجرأ العيش بدون روميو. استخدام وليم شكسبير المونتاج القلمي في كتابة نص روميو وجولييت.
وحاولت المخرجة كاترينا ويدمان التركيز علي لغة الصورة في المسرحية من حيث السرعة وفي الايقاع وخاصة في حركة ساعي البريد يتحرك من خلال رأسه في نقل الرسائل دون الاعتماد علي قدميه.
وفي مشهد مثير للغاية لجولييت وهي تتحدث عن الحب القاتل وتريزا تسقط علي الارض، وشاهد لقاء الحبيبين روميو وجولييت هذا الحب الليلي القاتل والخناق والعناق ما بين الارض والسماء، والمشهد المبني علي جماليات الحركات البهلوانية، وهذا الحب المغلق وغير المسموح به مع الجمهور الباحث عن النهايات في خضم هذا الصراع وسرعة الايقاع والدراما السوداوية، وجرأة فن السيرك في تقديم الشخوص بملابسهم السوداء وتقديم صورة ناصعة لضحايا الحب، والجمهور جالس يتابع كل هذه الاحداث والمأساة تحرك وجدان المتفرج، وربما كان العرض مبني علي استخدام اسلوب الاكروبات او السيرك غير مقنع للمتفرج بتقديم قصة كلاسيكية للكاتب وليم شكسبير بهذه الطريقة، او ربما تقديم النص بهذه الطريقة اصبح في حدود خالدة وقوية فاجأت الجمهور وبشكل عنيف، او ربما يخرج الجمهور من الصالة وهو يختفي مع ذاته وينتشق الهواء وبدون اي أثر.
اعتمدت المخرجة كاترينا ويدمان وضمن اختصاصها في فن السيرك في اخراجها لهذه المسرحية في رؤيا اخراجية مبنية علي الحركات البهلوانية ومشاهد كوميديا ديلارت ومسرح السيرك وبناء الديكور الضخم والفخم من حيث السيتوغرافيا وحركة المجاميع من الاعلي الي الاسفل والذي لا يخلو من المخاطر ومشاهد الصراع ما بين اسرة (كايبوليت) واسرة (مونتاجيوا) اشبه ما يكون بصراع المافيات الحديثة في ايطاليا. ولكن في وسط هذه الاحقاد والصراع الدامي تتأجج براعم الحب في قلبين طاهرين، ما بين قلب روميو ابن مونتاجيوا وقلب الفتاة جولييت بنت كايبوليت ويتفق الاثنان علي ان لا يخضع الحب البريء لشريعة الحقد الاعمي، وتندلع جذوة الحب في قلوب الابناء بالرغم من جذوة والعداوة في قلوب الاباء، وتسيطر اشباح الضغينة علي احداث العاشقين، ففي الحفلة التنكرية يلتقي روميو وجولييت وتلتقي العيون كالقطب المغناطيسي، وينفجر الضياء في وجه العاشقين كضياء المشاعل وفي نهاية الحفل ينصرف الجميع، ويتحكم قلب العاشق روميو في كل حركاته ويتسلق الجدار باحثا عن عن الحبيبة جولييت في الشرفات ويتسلق الجدار الهائل بطريقة السيرك الراقص، وتبدأ قصة المناجاة ما بين الحبيبين روميو وجولييت، ويفترق العاشقان بعد ان تبادلا عشق الهوى .

الحياة والموت

وفي مشهد مقتل مركوشيو علي يد تيباليت تثور ثائرة روميو بحثا عن تيبالت للانتقام منه ويجده في المطعم الايطالي وينتقم منه. ويهرب العاشق روميو الي مكان امن يقصر الراهب لورانس. ينتهي الصراع ما بين الحياة والموت، ودموع جولييت لا تجف وفي مشهد دراماتيكي رائع جدا يتسلق العاشقان روميو وجولييت من فراش الموت والذي هو فراش الحب الي السماء وممارسة قصة حب طقوسية ازلية لا تنتهي الا بزجاجة من اكسير الحياة والذي يمنحه القس لورانس لجولييت، لتنام نوما عميقا واعتمدت المخرجة علي دمية كبيرة ترميها جولييت من اعلي الشرفة الي الاسفل دليل ورمز لموتها، ويسود الحزن المدينة، وتتجرع جولييت الشراب السحري المنوم وتتمدد علي فراشها. اما روميو فيصله الخبر متأخرا بموت جولييت فيسعي باحثا لشراء السم الزعاف ويقصد قبر جولييت ويتصفح وجهها المرمري مع المناجاة والقبل. ويرفع قارورة السم مع نخب جولييت الحبيبة يقبلها ويسقط صريعا.
وتستيقظ جولييت من نومها وتبصر الحبيب قد فارق الحياة، فتسرع الي خنجر روميو وتطعن نفسها طعنة قاتلة وهكذا يسدل الستار علي شهداء الحب. وينهار القس لورانس وكل هذه النفوس الطاهرة انتهت بالفجيعة



#عصمان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية الزمن المظلم تخترق ستر الرياء وتبكي القلوب الجريحة
- مخرج عراقي يمسرح المشاعر المفقودة
- مسرحية الهروب للكاتب الروسي بولغاكوف تعاد في ستوكهولم برؤية ...
- مسرح داريو فو تهكم مرير ورقص ساخر
- السويدي اوجست سترندبري يستعيد الارث الكونيالي ويتحرر من الوا ...
- المسرح والنقد ثنائية لألمع الثمرات الأدبية
- مسرح ستوكهولم يحتضن موت راشيل كوري
- المخرج يوقظ الكلمة بأوكسجين الحياة في المسرح التجريبي
- فتاة البجع مابين تضاريس الحب وجغرافية الوطن
- شخصيات تشيخوف تعاني العزلة ومحاصرة بالذكريات
- المسرح الامريكي يفجر الصورة السائدة بعد الحرب العالمية الاول ...
- مسرح العبث يطلق مشاعر القلق نحو الوجود
- مسرحية مشهد من الجسر للكاتب آرثر ميللر: التصادم ما بين القان ...
- شاعرية تشيخوف وضحايا شكسبير وحياة مبنية على الكذب عند ابسن ت ...
- رقصة الموت. معالجة بريطانية علي مسرح سويدي
- إغتيال مارا في استوكهولم . مسرح حزين مفعم بالتفاؤل
- رواية الحرب والسلام على خشبة المسرح
- شكسبير يتجول في استوكهولم بأزياء معاصرة
- حسين الأنصاري: لا وجود لنهضة مسرحية عربية دون خطاب نقدي متطو ...
- المسرح التجاري يسخر من الشعب ويشوه قيمة الانسان ومثله العليا


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - روميو وجوليت يلتقيان علي سيرك الحب