أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان فارس - التدخل السوري السافر والرد العراقي الخجول















المزيد.....

التدخل السوري السافر والرد العراقي الخجول


عدنان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 822 - 2004 / 5 / 2 - 10:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يحفل سجل تدخل النظام السوري في شؤون العراق الداخلية بالعديد من صفحات التآمر والمكائد المتنوعة والمكثفة قبل وبعد التاسع من أبريل / نيسان 2003، هذا اليوم الذي عمل بعثيو سوريا مع أشقاءهم في بعث العراق على عرقلة قدومه أوحتى إلغاءه وشطبه كيوم إنهاء لجرائم البعث ضد الشعب العراقي والاقتصاص من مرتكبيها... ولكن وبعد خيبة الاشقاء في شطري "حزب بعث الجريمة" حيث جاء 9 نيسان ليصبح أول يوم عـيـد وطني حقيقي في الحياة السياسية للعراقيين منذ تأسيس دولتهم العراقية الحديثة، طار صواب بعثيّي سوريا وهبوا للانتقام من الشعب العراقي فوظفوا مليارات الدولارات التي حملها لهم المجرم "علي كيماوي" باللوريات، قبيل السقوط، في إعداد الارهابيين والمرتزقة باسم الاسلام والعروبة وإرسالهم الى داخل العراق لترويع وقتل الاطفال والأبرياء وتخريب المرافق الحيوية مثل آبار وأنابيب النفظ والماء ومولدات الكهرباء والاعتداء على مراكز وأرواح قوى الأمن والشرطة العراقية الجديدة وكذلك ضد أرواح جنود التحرير وآلياتهم ومدنييهم وتوظيف وسائل الاعلام السورية ورشوة بعض الاقلام والافواه الكريهة والفضائيات التليفزيونية وعلى رأسها قناة "المنار" الايرانية في لبنان ( الدولة المستقلة !! ) بقصد التشويش وإرباك صورة مايحدث وعلى أنّ ماجرى في العراق ليس تحرير وانما ( إحتلال وغزو ) يهدد كيان وضمير وغيرة وشرف وناموس وحتى دين أمة العبيد العربية. كما لجأ النظام السوري الى اسلوب المظايقات الدوبلوماسية إقليميا ودولياً ضد مؤسسات وممثليات الدولة العراقية الجديدة بدعوى لا شرعيتها إضافة الى استقبال واحتضان بعض العناصر العراقية من أيتام وأرامل صدام ونظامه الساقط. وبطبيعة الحال لم يكن النظام السوري وحيداً في هذه الساحة ضد العراق وشعبه بل أنّ جميع تلك الفعاليات العدوانية تمت ولا زالت تتم ويجري تنفيذها تحت مظلة التظامن العربي الاسلامي العدواني الذي ازدادت لحمته في التصدي للحرية والاستقرار والسلام والديموقراطية في العراق الجديد... ومما يحز بالنفس أن نرى البعض (الوطني ) العراقي بدافع الغباء أو الخبث أو الاثنين معاً يُوَفر الأجواء المناسبة للنظامين السوري والايراني وأقرانهما من العروبيين والاسلاميين أن ينفثوا سمومهم الى داخل العراق ويتوهّموا أنّ أرض العراق وحياة شعبه يمكن استغلالهما كدروع لحماية أنظمة وتنظيمات الارهاب في المنطقة.

بعد أن رأى حكّام سوريا وتأكّدوا من أنّ الارض ترتجّ تحت كراسيهم نتيجة جرائمهم ضد حياة وحقوق قوميات الشعب السوري وضد الشعب اللبناني وضد السلام في منطقة الشرق الاوسط وكذلك دعمهم لتنظيمات ورموز الارهاب وايوائهم في سوريا، عمدوا الى التصريح العلني وعلى لسان أعلى المسؤولين في حكومتهم إذ أعلن "فاروق الشرع" أن الأولويتين في الهم البعثي السوري هما "العراق وفلسطين"... وللأسف لم نسمع أو نرى أي ردّ فعلٍ من قبيل الاعتراض أو الاستنكار أو حتى طلب الاستفسار من طرف المسؤولين في وزارة الخارجية العراقية وتحديداً وزير خارجية العراق السيد "هوشيار زيباري" أزاء هذا الخرق الفاضح لمبادىء الامم المتحدة في عدم التدخل من قبل بعض الدول في الشؤون الداخلية للدول الاعضاء الاخرى وخاصةّ المتجاورة منها.. ولم يكتفي حكّام سوريا بهذا التصريح الصلف الذي ورد على لسان وزير خارجيتهم حتى انبرى رئيس الدولة البعثية شخصياً ليعلن في قناة جزيرة الارهابيين الاسلاميين والقومجيين أن مايجري في العراق الآن من تخريب واستباحة أرض ودماء العراقيين والاعتداء على مُحرّريهم على يد فلول البعث المندحر وأعوانهم من الارهابيين وأرباب السوابق هو ( مقاومة شرعية وشريفة تؤيدها الملايين ) !!... إن هذا ليس تدخلاً سافراً في شؤون العراق الداخلية وحسب وانما تحريض مباشرعلى الارهاب من قبل رئيس دولة لا يخفى على أحد طول باعها في ممارسة ورعاية الارهاب داخل حدودها وفي الخارج. لا ندري كيف نفسّر سكوت المسؤولين العراقيين في وزارة الخارجية وهيئة رئاسة مجلس الحكم الانتقالي وتهاونهم في وجوب الرد على تمادي الحكومة السورية وإصرارها على دس أنفها في شؤون العراق الداخلية الى حد الاعلان الرسمي عن ( دور ما ) للحكومة السورية في أعمال الارهاب والتخريب الجارية في العراق اليوم.

لقد وصل الحد بالسياسيين العراقيين، كما يبدو هكذا، أن تهيمن ولاءاتهم الحزبية والفئوية إضافة الى ولاءات البعض منهم لغير العراق على الموقف من التدخلات السافرة والوقحة لحكّام سوريا وايران في إطالة أمد معاناة الشعب العراقي جرّاء عدم الاستقرار السياسي والانفلات الامني والتسيّب الاداري.

التدخل الايراني والسوري الظالم والمنافي لكل الاعراف والمواثيق الدولية ولقيم وأخلاقية الجيرة لم يقتصر على دعم الارهاب فقط داخل العراق وانما تعدّاه الى اشاعة الفوضى السياسية حيث الموقف من مجلس الحكم الانتقالي ( رغم تبجّح ايران بأنها أوّل المعترفين به) وقضية الانتخابات وقانون إدارة الدولة في المرحلة الانتقالية وحتى التأثير على مكانة وموقع العراق في الهيئات والمنظمات الاقليمية والدولية.

إنّ التباعد أو التكتل الفئوي في الرأي والموقف هي السمة المميزة للتجمعات والشخصيات السياسية العراقية منذ اليوم الاول للتحرير، هذه السمة التي طغت على أو طمست القاسم المشترك الذي ينبغي أن يحكم مواقف السياسيين العراقيين في الحرص على استثمار التحول التاريخي العظيم في حياة الشعب العراقي بعد التاسع من نيسان / ابريل وحماية البلد من دسائس الاعداء المحليين والمجاورين.. لكن الذي يحدث هو إمّا إهمال ولا شعور بالمسؤولية وعدم أهلية التمثيل السياسي أو محاولة لاستغلال معاناة الشعب العراقي من أجل تحقيق مكاسب سياسية ضيقة ( تسلطية ) حتى وإن كانت هذه المكاسب على حساب المصالح العليا للشعب العراقي.... وجرّاء هذه وتلك من المواقف ( الوطنية ) المؤسفة لا زال الشعب العراقي يشعر أنّه شعبٌ أعزل من تنظيمات سياسية حقيقية تأخذ بيده نحو إعادة بناء وإعمار بلده، تنظيمات سياسية تمثله هو لا نفسها!... حتى علم العراق الجديد جعلوا منه فرصة سانحة للتهجّم على العراق واهله إنطلاقاً من رؤى قومية وطائفية مقيتة وبغيضة.. فالشيعة يريدونه علماً فيه رمح عليه رأسٌ يقطر دماً، والسنة يريدونه علماً يتوسطه سيفٌ بتار والقومجيون يريدونه علماً عبارة عن (جودلية) يرمز لكل ألوان الارهاب العربي.. وإلاّ ليبقى علم صدام وبعثه!!.. علم العراق الجديد الذي يرمز للسلام والاسلام وللرافدين وواديهما جاء مفاجأة تسرّ الصديق وتغيظ التضليليين والظلاميين.

صحيح اّن الشعب العراقي الآن يحظى بدعم الحلفاء القوي سياسياً وعسكرياً، ولكنّ هذا لا يعني أن يتفرغ السياسيون العراقيون لهمومهم الخاصة والمنصبّة على اقتسام مكسب التحرّر من صدام وبعثه كغنيمة لصالح طموحات فئوية وحزبية ضيقة وأنانية من شأنها الاضرار بارادة وآمال الشعب العراقي وفسح المجال أمام من هبّ ودبّ ( هذا بدافع عروبي وذاك بدافع اسلامي وآخرين بحجة الشرعية الدولية ) لدسِّ أنوفهم في شؤون العراق الداخلية والنيل من طموحات شعبه في الحرية والسلام والتطور.

أخيراً نحن العراقيون لا نستجدي وزير خارجيتنا وهيئة رئاسة مجلس الحكم الانتقالي في تمثيلنا على أتمّ وجه في الرد على صلافة ووقاحة تصريحات البعثيين في سوريا والتصدي لتدخلهم العدواني السافر في شؤون بلدنا إنمّا فقط نذكّرهم بوجوب وضرورة ما ينبغي عمله.



#عدنان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساندوا قوات التحالف في حربها ضد -البعث الجديد-
- التحرير ومحاولات الإختطاف
- عطفاً على أبشع الجرائم في بلد العمائم
- أبشع الجرائم في بلد العمائم
- السيد السيستاني: لماذا لا تُخاطب العراقيين مُباشرةً؟
- غزو الديكتاتورية وإقامة البديل الديموقراطي
- ستنتصر ديموقراطية العراق الجديد
- الفيدرالية تمزيق، حقوق المرأة ضدّ الشريعة والشورى بدل الديمو ...
- دول الجوار العراقي.. الأكثر عداءاً للعراق الجديد
- لا العلمانية ولا العراق العلماني يُعاديان الدين
- فيدرالية كوردستان العراق دَعامَة لوحدة العراق
- مواقف -الأدب- العربي الرسمي و -المُعارض- أزاء هموم وطموحات ش ...
- ألارهابيون أخوة وإنْ تنوّعوا
- تحيةُ ودٍّ واحترام للحوار المتمدّن
- ونحن نرضى ونحن لها & الأغلبية المطلقة في العراق الجديد
- أصدقاء جورج غالاوي، الطيورُ على أشكالِها تقعُ
- الى الإرهابيين في العراق
- العراقيون والحرية يَحُثّونَ الخُطى نحو بعضهم رغم أنف الإرهاب ...
- أبطلتم -أعياد- البعث.. فلماذا أبقيتم على عَلَمِه؟
- الراتب الشهري لعضو مجلس الحكم الإنتقالي العراقي


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عدنان فارس - التدخل السوري السافر والرد العراقي الخجول