أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم البهرزي - هل وجدت بائع الفرح ...ايها الصديق الغريب؟















المزيد.....

هل وجدت بائع الفرح ...ايها الصديق الغريب؟


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 09:15
المحور: سيرة ذاتية
    



منذ قرابة أسبوع وهو لا يتجاوز السطر الأول والاوحد فيما يكتب ...
ثم يعود ليشطبه :
الفكرة بطرانة ...انفجار في سوق خضار شعبي في( البطحاء ) بالناصرية ....وأنت تحاول (فذلكة ) تفسر فيها تناقض مفهوم الديمقراطية التوافقية بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ؟!!!!!!.... طز بكليهما...
اقصد (الديمقراطية ) و (التوافقية ).....
باعة خضار ...مزارعون قرويون .....
أية حيوانية قردية ما قبل الغوريلية قد تلبست هذا أل ..(إنسان!! ) الذي تظن انك تكتب لمثله (ربما !!) شيئا من عابر الكلام ليزني بهذه الطريقة الماقبل حيوانية ؟!!!
طز..
.اليد تشطب الكلام السخيف ..ترتجف ..وتغلق الحاسوب ...وتظل ترتجف ...وأعصاب الوجه المتشنجة تنكمش على ملامحها ...تتلمسها .....ربما نبتت أنياب مدماة ....البلاد تجنح تحت جائحة الوحشية ...

تأتي في اليوم التالي ...تريد أن تنقح (نصا شعريا )محفوظا في ذاكرة الحاسوب ...تلقي عليه النظرة العامة بقراءة سريعة أولى:
(حين نقترب من الخريف
نطلق ألواننا عاليا
في مفارق الحياة )..
أف ف ف ف !!!! ..و ...delete
قذيفة هاون تسقط على منزل في شارع أبي نؤاس تقتل طفلة وامرأة ....الهمجية تضرب في العظم الجمعي ..

تغلق الحاسوب ....وتجلس في الغرفة ..كارها أي صوت يصلك من أيما جهة ..تود لو تضع قطنا بأذنيك ..لا تجد...
تستلقي على بساط خفيف على البلاط ....درجة الحرارة تتجاوز الأربعين .....لقد انقطع التيار الكهربائي ....لا ماء في خزان الإسالة ....الشبكة مقطوعة منذ ثمانية أيام .....تغسل وجهك وصدرك وعنقك بماء البئر .....تتشكل طبقة خشنة من الملح والزيت ولا ادري أية سموم أخرى على وجهك المنكمش الكئيب ....طز في (...)أم الكتابة ....
تفكر عصر جمعة ابن كلب ..أن تغير روتين بندولك الذاهب الايب بين الذكرى الممحلة والأمل ألشبحي :
تخرج متقصيا آثار الذكرى ....
منذ سنين لم تبصر أحدا ...تنظر في الطريق لمنزل (غانم السلطاني) ...انه مهجور ...(غانم كما قيل لي لا يفكر بالعودة من كربلاء ..انه يفكر بتأجير منزله ...)
تلتفت إلى (سفينة نوح ) ...مكتب صغير محاذ لنهر خريسان ..كان يسع في بعض الليالي أكثر من عشرين نديما ..
من ظل منهم ؟؟
واحد؟؟...اثنان؟؟...أين سالتقيهم (المشكلة إنني حين التقي نفرا قليلا من جمع كنا نتواصل أيام الرمادة السوداء فيه ...سرعان ما أتذكر الغائبين منهم ...وطالما كان الغائبون هم الأكثر عددا ....وطالما كان الموتى غدرا ..أو كمدا ,هم الأكثر عددا من بين الغائبين ويتوزع البقية ...بين مهجر ومهاجر في منافي الداخل والخارج ....فان لقائي هذا يعود على قلبي بغصة مخيفة...تفسد فرحة اللقاء )
باب (سفينة نوح ) مقفل ...شبح الراحل الدكتور قاسم الذي كان أول المفتتحين بكورة الليل يروح ويجيء ....لقد رحل متشمع الكبد (وخزة في خاصرتي ..امسكها بقوة ...)مات قاسم وحيدا في وقت كانت شوارع بعقوبة تعزف فيها الرياح وحيدة ..أنفاس الوحشة...وصفرة عيون الملثمين.
تتقدم قليلا ...هذا بيت فائق السعدي ..مقفل هو الآخر ....لقد قتله ملثمون أمام باب منزله...(لا أظن فائق السعدي قتل بعوضة في حياته .....ربما كان يتوسلها أن تكف مشاكسة وجهه ...وهو يقول –خطية !!-..فائق يضحك كثيرا وان لم تضحك مشاركا له ضحكه البريء ... يمازحك بيديه وهو يشتمك بشتيمته الوحيدة العجيبة الغريبة المعنى .....(لك دروح...أبو سيات فيات !!!)...آه تف على الكتابة ...
تمضي إلى تقاطع الكورنيش ..لا احد يتمشى :
لا مؤيد سامي عائدا من مكتبته متأبطا كيس الخضار ....إن ضمن ربحا يكفي لتبضعه (قتله غلام ملثم أمام باب منزله وعلى مرأى من زوجته وأطفاله ...القي القبض على الغلام ....وربما أطلق سراحه ...كشأن كل القتلة المتلبسين بالجرم )...
لا احد...
لا محيي الدين زنكنه وهو يمشي الهوينى على الكورنيش
لا ظاهر شوكت ...لا سعد محمد رحيم ..لاطه هاشم ...لا صلاح زنكنة ...لا صباح الانباري ...لا ...أديب أبو نوار (تفز فجأة وأنت تتذكر موته كل مرة ..كأنه مات توا )....لا الدكتور فاضل عبود ....لا كاظم داخل ....لا احمد خالص الشعلان ...لا منير ألعبيدي طبعا ....لا حاتم الشيباني ....لا فراس الشيباني ....
الى أي عزاء يذهب هذا الاحمق ....يفكر قبل ان يستدير بالذي لن يهاجر وتد بعقوبة المقيم ...صديقه الذي ظل شاهدا على سواد الايام....ها هو... (كريم حسن ) .
.تسأله :
أين فاروق العزاوي ؟
معتكف ...نادرا ما يخرج !!!
أين مصعب ؟
هجر دار اهله واتخذ غرفة في عمارة ...يحيا وحيدا كما أراد دائما ...
أين فلان ؟..
.زمان ؟؟؟
..........كلشان ؟!!

لا احد ...لا احد ...لا احد ..
تعود لتضرب حرفا أولا على الحاسوب ....بل تكتب كلمة ...وتعفط لنفسك !!
قبل قليل قرأت على السبتايتل إطلاق سراح لص المليارات بكفالة مضحكة ...امتناع مجلس النواب عن مساءلة لص آخر ....مسئول النزاهة يقول أن رسائل تهديد كثيرة توعده بالتصفية ....كشف حالات تعذيب مروعة في المعتقلات ....اغتيال نائب ساهم في الكشف عن حالات التعذيب ....اهذا طريق من فرض علي بلدا ؟اهذاافقه الرحيب الرهيب ؟
تفكر في هذه الذئاب السياسية ...وقد تملكت قوة المال السياسي بافضح وأفصح سلوكيات الفساد ....وتتذكر الدكتاتور الذي أجاع شعبه ..فأطاعه جوعا وخوفا ....ليداوم على ترويضه لأكثر من ربع قرن ....وتفكر ....هل تبقى لي ربع قرن لانتظر خلاصا آخر من مثل هذه العصبة ؟....
(ك.......)أخت الكتابة....
لا الذين يؤثثون حاضر أيامك ...عاد لهم وجود ....ولا الذين تأمل بان يؤثثوا غد أطفالك لهم اثر ....
تفكر بالنسيان ....فتجد أن النسيان قد سبقك لمحوك من ذاكرته ...
تفكر بمن تحب .....لقد ملت الانتظار ..!!!
.أنت تنسى حتى انك تجاوزت الخمسين !!!!!
تفكر بالأغاني ...القديمة طبعا ....تنقر صورة ذلك المطرب مبتسما ....صورة من جيلك حين كان يبتسم ....
تستعرض ألاغاني ....تنقر على الماوس ....فينداح الصوت :

(فرح .....يهل الفرح ..
شراي بيعوني .....)
تغلق السماعات ....خشية أن تنسب الجملة إليك فتتهم بالتشاؤم !!!......من يصدق انها ليست من اقوالك المتهمة ؟!.... والدنيا صارت تحتكم لمنطق( انصر اخاك ظالما ....)!!!...من يصدق أن كاتب هذه الكلمات الذي لم اعد أتذكره للأسف
كان قد كتبها قبل أكثر من ثلاثين عاما ؟!!!

عشقتها وأنا في العشرين صوتا ولحنا ...
واسلي خاطري بها وقد تجاوزت الخمسين ...
فماذا تغير فيك يا بلادي ؟؟
بل ماذا فعلت بنفسك يا بلادي ؟؟

وأنت أيضا ...ماذا جنيت غير هذه الحروف التي تطمع بلحمك أنياب البطرين ؟؟!!
(فرح ....يهل الفرح ......شراي بيعوني )
أيها المطرب الرائع المتواري عن تفاؤل البطرين :
دلني –رحمة على موتاك –على

بائع للفرح إن وجدت ..!!!!.
.خاصة وانك تنادي على هذا البائع منذ أكثر من ثلاثين عاما ..!!!
أم عز على هذه البلاد التي حطمت رؤوسنا بمجلدات تاريخها أن تدل حزانى مثلي والآلاف مثلك على حانوتي صغير يبيع الفرح ؟
لنتفادى على الأقل (شبهة ) التشاؤم في (عهد الديمقراطية السعيد )....



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلامات د.كاظم المقدادي....وسلاما لسبعينك التي تابى الاستراحة ...
- من الذي ينبغي ان يدفع التعويضات ...ياعراقيون ويا كويتيون ؟
- ماهي العلاقة بين موضوع الاستاذ عبد العالي الحراك ....و(الكسك ...
- ديوان الحساب ........................(30)
- ديوان الحساب ............................(29)
- على من سابكي غدا؟
- رسالة في مواساة الغرباء..........وماجدوى البكاء يااخت , ان ك ...
- حول الطفولة في العراق ....ثانية!!!.............(شجون اخرى اث ...
- ديوان الحساب .....................(28)
- طفولات كباقات الورود .....ملقاة على مزابل العراق
- بصحتك يا ....(برلمان )!!
- ديوان الحساب ....................(27)
- محنة الرضا ..........امتحان الارادة .....(كبندول الكتابة الذ ...
- ديوان الحساب ..............(26)
- الهرُ........والخمرْ
- ديوان الحساب .........(25)
- ديوان الحساب (23)
- ديوان الحساب .....(24)
- يا كتاب وقراء (الحوار المتمدن )...احذروا فتنة الشقاق التي (ت ...
- ديوان الحساب .................(22)


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ابراهيم البهرزي - هل وجدت بائع الفرح ...ايها الصديق الغريب؟