أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟ - ابراهيم البهرزي - طفولات كباقات الورود .....ملقاة على مزابل العراق















المزيد.....

طفولات كباقات الورود .....ملقاة على مزابل العراق


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:35
المحور: ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟
    



تبدو العبارة في العنوان صادمة وكنت سأعتذر من شدة قسوتها لولا أن واقع الطفولة في العراق هو أمر وأقسى.......
وواقع مأساة الطفولة في هذا البلد الأغنى بين جيرانه (حسب المعلن من الميزانيات المالية العامة )..والأكثر وعدا بالثراء بين دول العالم (إن حسبت الثروات الاحتياطية مصادر للثراء ) ليست وليدة يوم وليلة .أو حدث عابر وحيد بل هي نتيجة تراكمات فساد الدولة العراقية منذ عشرات السنين ...تلك الدولة بتوالي حكامها من العسكر المجردين من الرؤية الإنسانية لحكم الشعوب (وأول مظاهر تلك الرؤية هي وضع البرنامج بعيد المدى لرعاية الطفولة المضاد للسرطان الوبائي ثلاثي الأبعاد :
الفقر والجهل والمرض ...
والذي يتطلب بالضرورة رفع المستوى المعيشي للفرد والعائلة بما يمكن من توفير الغذاء الصحي المكتمل للطفل منذ شهوره الأولى وصولا إلى سنوات البلوغ ...
ثم تامين المستوى التعليمي المناسب وتوسيع فعالياته وآلياته من جهة توفير مدارس خاصة لذوي الحاجات الخاصة ومدارس متقدمة للموهوبين والاهتمام بمراحل التعليم المبكر جدا-دون الابتدائي و الالتفات إلى توسيع قاعدة التعليم في القرى والأرياف والارتفاع بالكفاءة العلمية للكوادر التعليمية (عكس ماهو سائد حيث يتم الاكتفاء بالمستوى الإعدادي او الدبلوم الأولي لإعداد المعلمين ...في الحين الذي يتطلب أن يتوفر معلموا المراحل الدراسية الأولية على مستوى تعليمي يتجاوز البكالوريوس بسنة تخصصية تربوية على الأقل )...............
ثم وضع البرامج الصحية الإلزامية للرعاية الصحية للطفولة..واستخدام نظام الزائر الصحي أو طبيب الأسرة (وان تعذر توفير الأعداد اللازمة من الأطباء فيمكن تدريب مساعدي الأطباء على إجراء الفحوصات الروتينية ومباديء طب المجتمع وطب الكوارث والأوبئة ...ويمكن –ولأجل امتصاص حجم البطالة الهائل تدريب خريجي الكليات والمعاهد العاطلين عن العمل بدورات متوسطة المدى تعين على إجراء الفحوصات المختبرية العامة للأسر بواسطة أجهزة متطورة دقيقة وتقديم النتائج للأطباء المختصين في الدوائر الصحية ..لدراستها والتعمق بفحوصات المشكوك بإصاباتهم بالأمراض المحتملة )..
إن المثلث الذهبي الذي يمكن أن يبني طفولة سليمة ...لا يعدو عن الاهتمام الملزم بتقديم هذه الخدمات الثلاث :
1-الغذاء السليم
2-النظام التربوي المتقدم
3-الرعاية الصحية الأولية
ليست هذه المتطلبات –رغم ضخامتها نظرا لحجم الماسي التي طرقت برؤوس سكان هذه البلاد بدا من رؤوس أطفالها-هي ضرب من الخيال والسحر ..وتبدو واقعية بالنسبة لحجوم الميزانيات المعلنة –إن تم كف يد السراق عنها-
وان تعذر جهد الدولة عن القيام بهذه المهام أو-على الأقل- وضع البرامج المستقبلية لها(باعتبار إننا ضحينا بقرابة عشرين جيلا وأكثر من الطفولة المصدعة ) فيمكن الاستعانة بالعالم المتقدم من خلال إطلاق حملة عالمية عبر منظمة اليونيسيف-المنظمة الدولية الراعية للطفولة- وإعلان الطفولة العراقية كحالة (منكوبة !!...وهي فعلا كذلك بل اشد من كل تمظهرات النكبات المعروفة )..

إن نظرة سريعة لواقع الطفولة في العراق اليوم تشعر المرء بقلق لما سيؤول إليه المستقبل العلمي والحضاري لهذا البلد من حيث :
...وجود مابين أربعة إلى خمسة ملايين يتيم وهؤلاء بالطبع يعيش المحظوظ منهم على هبات الرعاية الاجتماعية (التي تقل عن المائة دولار شهريا للعائلة الواحدة مهما بلغ عدد أفرادها !!!!)..أو على الرواتب التقاعدية التي لا يزيد دخلها عن المائتي دولار مهما كان عدد أفراد العائلة ) أما الآخرون وهم السواد الأعظم ..فليس لهم غير قارعات المزا بل ...مأوى ,ومنجما للتنقيب عن سبل العيش ...وأرجو أن لا يكون ذلك مستغربا على القاريء إذا علم أن تقديرات المنظمة الدولية للبطالة في العراق تبلغ 70% (فيما تقدرها الحكومة العراقية بنسبة 50% وتقدر أيضا نسبة الأفراد الذين يعيشون تحت خط الفقر بمقدار 35%) وهذه النسب-ولنأخذ نسب الحكومة العراقية لكي لا نتهم بالتهويل- هذه النسب تقع كل مردودات مصائبها على رؤوس الأطفال العراقيين !!!..
كيف؟

إن البطالة بدلالة ربطها باليتم كما هو مقدر أعلاه يعني أن تامين القوت للعائلة سيكون من مهمة هؤلاء الأطفال (ويعرف كاتب السطور العشرات من الأطفال الذين لايتجاوزون الخامسة عشر من العمر بأعلى تقدير –وهم يقيمون أود عوائل كبيرة نسبيا من الأرامل واليتيمات والقاصرين والقاصرات (أي أن الأقل قصورية يقيم بأود الأكثر قصورية !!)
كما إن المشاهد في شوارع العراق انطلاقا من مركز العاصمة إلى ابعد التخومات ومشاهد الأرصفة تكتب اكبر تراجيديا عن أية مجموعة بشرية (ولنفترض الأطفال العراقيين ..مجموعة بشرية خاصة !! بسبب ما مر بهم من ظروف عجائبية )..
هذا العوز المادي والابتعاد ألقسري عن مواصلة التعليم الأولي ..وبيروقراطية النظام الصحي والاشتباك المثير للسخرية بين آلية نظام الرعاية الصحية الرسمية –المجانية افتراضا-ونظام المعالجة الخصوصية في العيادات والمستشفيات والمختبرات الخاصة ..يجعل من المستحيل على من لا يتوفر على دخل كاف أن يحظى برعاية صحية كافية !!...
المشكلة ليست في وجود أنظمة وأجهزة وأدوية وخدمات فندقية أفضل في القطاع الخاص عنه مما هو في قطاع الدولة ...
بل تكمن بان المردود المادي للمختص بالوظيفة الصحية والطبية هو أفضل بعشرات المرات في العمل الخاص عنه في العمل بقطاع الدولة ...والمفارقة إن القائم بالعمل في كلا القطاعين هو ذات الشخص !!ولك أن تتصور بأي اتجاه سيولي مجهوده وعنايته !!
عليه –نتمنى ..ونحن نعلم انه لن تسمعنا غير هذه الآلة الطابعة الصماء –أن يمنع العمل بمجال الرعاية الصحية للأطفال تحديدا.. في مجال القطاع الخاص وتحدد رعاية الطفولة –حتى سن البلوغ –بعاتق قطاع الدولة على أن يجزى العاملون في هذا المجال بمستويات دخل تقارب دخول أقرانهم المشتغلين بالتخصصات الطبية الأخرى .....إضافة إلى الارتفاع بمستوى الخدمات المقدمة للطفولة والى أعلى ما يستطاع(من حيث تهيئة المستلزمات وتطوير وتدريب الكوادر ) لغرض التعويض عن عشرات السنين من الإهمال الطبي للطفولة .

أما بالنسبة للتعليم ..فيجب إضافة إلى ما ذكرنا من رفع المستوى العلمي للكوادر التعليمية ...
.الاهتمام كذلك بتوسيع وزيادة أعداد المدارس الأولية والاهتمام بتوفير مستويات التأثيث والخدمات الأخرى بما يجعل المدرسة مطلبا حلميا للأطفال ...
ولكن تبقى ثالثة الأثافي وهي الأهم ....:
توفير الدخل المناسب للطفل الذي لا تمتلك عائلته الإمكانية اللازمة لتعليمه ..بل وزجه مبكرا في دروب الأعمال الشاقة ...
أظن أن المبالغ المعلن عن سرقتها كانت ستكفي لتخصيص رواتب للأطفال من أبناء العوائل ضيقة الدخل!!ّ
ولكن لكي لانبقى اسارى ليت وعسى ...لنعتبر منذ الآن أن كل ما كان يسرق هو من حصة الطفولة !!
...ولنضع ذلك في حسبان الميزانية طالما قد بدأت حملة لمكافحة الفساد ...وليرافقها توجه لتقليل الإسراف في النفقات الرأسمالية في وزارات الدولة (أثاث مبالغ فيه ....ترميمات وأصباغ لا لزوم لها ...كماليات فائضة عن الحاجة – ولتتحرى هيئة النزاهة عن المصروف في هذه الأبواب وتقسم الناتج المالي على أعداد الأطفال المعوزين في العراق ..ولتعلن النتيجة بوضوح –وأنا أتوجه للشيخ صباح الساعدي رئيس هيئة النزاهة في البرلمان بهذه المهمة –ليكتشف كم طفلا كنا أشبعنا أو عالجنا أو أعدنا إلى مقاعد الدرس ....ولن أكون –ولا اظنه سيكون-نادما لو كان المبلغ لايغطي الابضعة مئات !!!!

الطفولة العراقية تكاد تضيع طالما لم يلتفت إلى الاهتمام بهذا المثلث الذهبي الذي اشرنا وأسهبنا –بسبب المرارة المعاشة-بالإشارة إليه ...
ولكن هذا ليس بالأمر الهين وهو مالن تستطيع القيام به –وزارة لشؤون الطفولة مثلا !!-لأنها ستسقط في جرف البيروقراطيات والفساد الجارف ..
إنها بحاجة إلى مجلس أعلى لرعاية الطفولة يتشكل من شخصيات إنسانية وفكرية تخصصية وعلمية ومنظمات مشهود لها بالنزاهة ...وبميزانية مفتوحة من الدولة .....و(شحاذين نبلاء ) يدورون على كل مدارات العالم المتقدم شارحين مأساة الطفولة العراقية ونكبتها من اجل تحصيل (الفلس الأحمر ) والحرص على لم الفلس على الفلس لأجل إنجاد الطفولة من غرقها الموشك ...
وهو بالتالي غرق البلاد اجمعها ... فهل من سميع ؟؟؟؟؟



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصحتك يا ....(برلمان )!!
- ديوان الحساب ....................(27)
- محنة الرضا ..........امتحان الارادة .....(كبندول الكتابة الذ ...
- ديوان الحساب ..............(26)
- الهرُ........والخمرْ
- ديوان الحساب .........(25)
- ديوان الحساب (23)
- ديوان الحساب .....(24)
- يا كتاب وقراء (الحوار المتمدن )...احذروا فتنة الشقاق التي (ت ...
- ديوان الحساب .................(22)
- عن (القرج ..خاتون المحلة )...و (الامام الذي لايشوِرْ..)و(الع ...
- ديوان الحساب ....................(21)
- في الذكرى 75 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي .....السجود وجوبا ...
- ديوان الحساب ................(20)
- ديوان الحساب ...................(19)
- ديوان الحساب ...........................(18)
- ديوان الحساب ................(17)
- ديوان الحساب .............(16)
- ديوان الحساب ..................(15)
- ديوان الحساب .............(11)


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟ - ابراهيم البهرزي - طفولات كباقات الورود .....ملقاة على مزابل العراق