أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - ماذا تعني هزيمة الاسلام السياسي في الكويت















المزيد.....

ماذا تعني هزيمة الاسلام السياسي في الكويت


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2651 - 2009 / 5 / 19 - 09:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في شهر يناير الماضي وبناء على معلومات مستقاة من مصادر موثوقة كتبت موضحا التوجه السياسي العام في المنطقة بعد الهزيمة الفضيحة التي تلقتها حماس في غزة والتي تسببت خلالها بقتل واعاقة نحو ثمانية الاف انسان فلسطيني لا ذنب لهم الا انهم يسكنوا قطاع غزة، وما تسببت به نتائج الحملة الدموية التي ارتكبها الكيان الصهيوني والتي حاولت قوى الاسلام السياسي على مستوى الوطن العربي توظيفها لتحقيق اهداف سياسية في مقدمتها تثبيت اقدام سلطة حركة الاخوان المسلمين في قطاع غزة وتعزيز الامارة الاسلامية لتكون قاعدة للاخوان المسلمين في مصر والاردن على الخصوص وفي المنطقة عموما.
لكن ما ادعته حركة حماس من انتصار كان كذبا ووهما .. سرعان ما ادركته الجماهير .. وكانت النتيجة الطبيعية للصمود الكاذب والخسائر الفادحة التي لحقت بجماهير غزة وعدم تمكن احزاب الاسلام السياسي عن اجبار القاهرة على فتح معبر رفح الذي كان سوف يمثل لو تم فتحه رمزا لاستقلال الامارة الاسلامية الحماسية، اقول كانت النتيجة انزواء حركات الاسلام السياسي وتراجعها من ناحية وتنبه مكونات النظام السياسي الرسمي العربي الى الخطر الكامن الذي باتت تشكلة الاحزاب السياسية الدينية، والتي تمكنت خلال احداث غزة من تجاوز كل الخطوط الحمر التي كانت تنظم علاقتها مع الحكومات العربية.
واذا اضفنا لذلك الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة على الحكومات العربية لتحجيم وزن ودور حركات الاسلام السياسي فان الحكومات العربية مع استثناءات قليلة جدا قررت اعادة ترتيب اوراقها واتفاقاتها وتعاملها مع حركات الاسلام السياسي بل ومع بعض المتدينيين المتشددين ممن لا ينتموا للاحزاب السياسية.
وكانت ملامح هذا التبدل في موقف الانظمة الرسمية من هذه الحركات قد ظهرت في اكثر من بلد عربي ولعل اكثر ما لفت النظر في هذا السياق الموقف السعودي الذي اتخذ عددا من الخطوات الانفتاحية التي اتاحت المجال للمرأة السعودية المشاركة بالحياة السياسية لاول مرة في تاريخها بالاضافة الى التمهيد لتخفيف القيود على حركة المرأة مثل السماح لها بقيادة السيارة او المشاركة في بعض الادارات العليا في القطاع الاقتصادي وفي الميدان الاجتماعي والسياسي.
وكذا الامر في الاردن حين تم تعديل الوزارة وتعيين وزير داخلية متشدد تجاه الجماعات الاسلامية وخصوصا حركة الاخوان المسلمين والتي يعرف جناحها السياسي باسم جبهة العمل الاسلامي.
وكذلك الامر في الجزائر وتونس والمغرب واليمن وفي الامارات ايضا التي وضعت قيودا مشددة على حركة رؤوس الاموال التي كانت تغذي برامج وانشطة جماعات الاخوان على وجه الخصوص والتيارات السياسية الاسلامية الاخرى.
وكان من الطبيعي ان تكون الكويت من اكثر الدول نشاطا في هذا الاتجاه حيث لعب الاخوان المسلمين فيها دورا مركزيا في دعم ومؤازرة وتقديم كل اشكال المساندة لمختلف حركات الاسلام السياسي مستندة الى خبرة ودور الاخوان المسلمون السوريون الذين هربوا من بطش النظام الى الخليج ومنه الكويت ليحتلوا مراكز بارزة في الشركات والمؤسسات التي تعمل وفق النظام الاسلامي والتي نمت كالفطر في غضون عشر سنوات.
وازداد الدور المناهض للاتجاهات الاسلامية في الكويت على المستويين الشعبي والرسمي لحركة حدس ومن يوالونها عندما اتخذت مواقف غير شعبية في الكثير من المحطات مما جعل الجمهور يشعر انها تتبنى موقفين في اتجاهين متناقضين احدهما مع الحكومة والاخر شعبوي وهو تكتيك خاطي افقدها احترام السلطة واحترام الجماهير وكانت النتيجة المنطقية لذلك انفضاض الجماهير من حولها فخسر كل مرشحيها في الانتخابات البرلمانية التي جرت امس الاول حتى ان الوحيد الذي ينتمي لها لم ينزل في قائمتها ولم يعتمد على اعضاء وانصار الجماعة بل اعتمد بشكل رئيسي على قائمته.
وعندما تلحق هذه الهزيمة النكراء بالتيارات السياسية الاسلامية في الكويت التي يعتبرها الاسلامويين احدى قلاعهم التاريخية فان هذا يعتبر مؤشرا لما ينتظر المنطقة كلها من تغيرات في السنوات المقبلة.
فهذه الهزيمة تشير الى ما هو متوقع في الانتخبات النيابية اللبنانية ، حيث ان تبجح نصر الله وتصويره بان الامور كافة تحت السيطرة وانه يتحدى التيار الليبرالي (قوى 14 اذار) وانه يمسك بالنصر بين اصبعيه وسخاء منه وكرما ربما يتصدق على فريق 14 اذار ببعض المقاعد النيابية او الوزارية.
وفي هذا الادعاء الذي برز واضحا في خطابه الاخير دلالة على عدم ادراك السيد للتحولات والتطورات الجارية في المزاج الجماهيري في المنطقة، ولبنان الذي يعتبر المختبر الاول للتحولات السياسية في المنطقة العربية باسرها لا بد وان يكون سباقا في بلورة الرؤى السياسية.
فما حدث في الكويت وكان سابقة في المنطقة سواء تعلق الامر في هذا الفوز التاريخي للمرأة الخليجية التي تعشعش فيها بقايا القبلية والتطرف وقيود المجتمع "فوق" المحافظ، او تعلق الامر بهزيمة التيارات الاسلامية السياسية، كان سيطلق شرارته من لبنان لولا ان الانتخابات النيابية في الكويت سبقت مثيلتها في لبنان.
ومثلها سيحدث في الاردن في الانتخابات النيابية المقبلة، اللهم الا اذا ظلت بعض قوى اليسار الاردني تلهث وراء مشاركة هزيلة مع جبهة العمل الاسلامي طمعا في مقعد نيابي او مقعد في هيئة نقابية او جمعية مهنية.
اما في فلسطين فان نتائج الانتخابات الكويتية تنبيء بما هو اكثر اهمية، خصوصا اذا ادركنا حجم الدعم الهائل المالي والسياسي والمالي الذي توفره جماعة الاخوان المسلمين (حدس) لحركة حماس، وبالتالي فان على القوى السياسية الفلسطينية ان تكون على قناعة بان زمن ما سمي بالمد السياسي الديني قد انتهى وان عليها ان تقيم حساباتها وبرامجها كي تحتل مواقع مؤثرة في الحركة السياسية الفلسطينية خصوصا قوى اليسار التي ترسخت لديها في العقدين الاخيرين قناعة بانها ليست اكثر من ملحق بهذه القوى السياسية ان تلك وسخرت جهودها في دور الاطفائي للخلافات التي تقع بين القوتين الكبيرتين فتح وحماس.
مرة اخرى نؤكد ان هزيمة الاسلام السياسي في الكويت يستند الى رؤى ومواقف رسمية عامة في المنطقة، ويستند الى ضعف وهزالة تيارات الاسلام السياسي ووهنها وافتقادها للبرامج السياسية الواقعية، وايضا يستند الى انفجار فقاعة الاوهام والخطاب السياسي المضلل الذي اشاعته في العقود الاخيرة، بالاضافة الى رفع الغطاء الرسمي الذي اختبأت تحت عبائته منذ نشأتها.
ولكن ما يستوجب التحذير هو الا تتمكن القوى الليبرالية والوطنية من تعبئة الفراغ واثبات جدارتها بتحقيق مطالب الجماهير من ناحية وعدم مراقبتها بدقة لاحتمالات ان تعود الاحزاب الاسلامية لتقديم تنازلات للسلطات الرسمية كي تستعيد عباءة الحكومات ورضاها وبالتالي تستعيد بعض مواقعها السابقة.







#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الكويتية فازت رغم الفتاوي الرجعية
- سلام فياض ليس -اخواني- حتى يشكل الوزارة ..؟؟
- بابا الفاتيكان يحيي ذكرى النكبة في الناصرة
- ما الذي غيبني عن الحوار المتمدن
- لماذا فشل الشيوعيون العرب (2)
- لماذا فشل الشيوعيون العرب (1)
- ليس دفاعا عن الدكتور حجي .. او تهجما على شخص النمري..
- المسيحية اهانت المرأة اكثر مما اهانها الاسلام
- دونية للمرأة المسلمة في الدنيا وفي الجنة
- حوريات الجنة والجنس في تسويق الدين
- اوصاف الحور العين تشكك بعالمية الدين الاسلامي
- كونوا سادة الدنيا فالحلول لن تأتي من السماء
- شكرا دكتور طارق حجي والى كل النبلاء
- زعماء العرب في سوق عكاظ الدوحة
- التوبة القطرية .. ومأزق الاسلام السياسي
- الدكتورة تسرق.. والاعلامية تنافق
- الاسلام السياسي بلا فائدة
- اليسار والمولد والحمص
- المرأة الفلسطينية المتوحشة
- اليسار الراديكالي عدوا للديمقراطية ايضا


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - ماذا تعني هزيمة الاسلام السياسي في الكويت